|
( الفرق بين الهوسة والعكيلية )
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 19:43
المحور:
الادب والفن
( الفرق بين الهوسة والعكيلية ) حامد كعيد الجبوري لا بأس من التذكير بأن ( الهوسة العراقية ) والتي اشتهرت بها القبائل والعشائر وبخاصة الوسط والجنوب هي من بحر الخبب ، وقوام تفعيلاتها ( فعلن ) ، ويسميها البعض ب ( الطربكه ) نسبة لحركة قوائم الخيول ( طربك ) يقابلها عروضيا ( فعلن ) ، وتسمى أيضا ب( العكيلية ) نسبة لعشائر ( العكيلات ) ، ومن الخطأ أن تسمى ( العراضة ) كما أصطلح على ذلك البعض من الشعراء الشعبيين ، و ( الهوسه و العكيلية ) هي مما تفرزه ( العراضة ) ، و ( العراضة ) هي عبارة عن تجمع رجال العشائر بأفراح عشائرهم أو أحزانها ، أو تنصيب شيخا آلت رئاسة العشيرة له أو القبيلة بعد وفاة والده ، أو تسميته شيخا من قبل أفراد القبيلة أو العشيرة ، أو انتصار القبيلة بموقف حربي كثورة العشرين وما يشبهها ، أو النزاعات التي تحدث بين العشائر ، ويسمى منشد ( الهوسة ) عند الأعراب ( مهوالا- مهوال ) ، وربما هذا ( المهوال ) ليس شاعرا ولكنه يمتلك صوتا جهوريا وأداءً مميزا فيستعين بأحد الشعراء ليكتب له ما يريد من الأهازيج ( الهوسات ) و ( المهوال ) ينشدها ، ووجود شاعر عند العشيرة مفخرة لها وشئ لا بد منه ، وأن تعذر وجود ( مهوال ) أو شاعر بين أبناء العشيرة فيستقدمون ( مهوالا ) يؤدي ( الهوسات ) لقاء مبالغ مجزية . الأبيات التي تسبق ( الهوسة ) يكتبها الشاعر بأي وزن شعري يختاره ويحبب بذلك الأوزان الراقصة وربما تكون ثلاثة أبيات شعرية ، أو أربعة تسبك بشكل يجعل المتلقي مُنشَداً لها ، ومترابطةً تعطي معنى ما يريده ( المهوال ) للمتلقي ، أي وحدة موضوعها ، وربما يبدأ ( المهوال ) ببيت من الأبو ذية ) وقفل ( الأبوذية ) يكون ( هوسة ) ، ( ما تنداس ثايتنه وحدنه / مبارد ما تحت بينه وحدنه / نشك شكوك ونخيط وحدنه / ( شك ما يتخيط شكينه ) ، المقوسة هي ( الهوسة ) وقفل لبيت ( الأبوذية ) ، وتختم هذه الأبيات ب( الهوسة ) التي قلنا أنها يجب أن تكون من بحر الخبب ، وتسمى عند ( المهاويل ) والشعراء ( القفل ) ، وأبان ثورة العشرين التاريخية كان ( المهاويل ) يأخذون بعضا من أبيات الشعر العربي الفصيح من شاعر ثورة العشرين الدكتور ( محمد مهدي البصير ) أو غيره تؤجج مشاعر المتظاهرين وتلهب حماسهم ، ويستعيرون ( للهوسة ) من الشعر الشعبي ، يقول البصير ( وبعد أقول للجاسوس منا / تجسس ما استطعت الحاضرينا / وبلغ من تريد فقد بنينا / لاستقلالنا الأس المتينا ) ، ويختمها ( المهوال ) بأهزوجة استعارها من أهازيج ثورة العشرين مخاطبا الخائن الجاسوس ( يتوزع وطروح أنشيله ) . والكثير من الباحثين يذهب أن ( العكيلية ) قالها شاعر من هذه العشيرة أو القبيلة العربية المعروفة ، ولست مشككا أو متقبلا لهذه المعلومة ، والسؤال ما هو الفرق بينها وبين ( الهوسة ) ؟ ، وأجد ومن خلال متابعتي لهذه الموضوعة أن ( الهوسات الشعبية ) وتسميتها ( عكيلية ) متأتية من خلال ( القفل ) الذي ذكرناه ، ومراعاةً للاختصار سأورد أمثالا ( للهوسة ) وأمثالا ل ( العكيلية ) ، وكما أسلفنا ( القفل ) الذي أزعم أنه هو الفارق بين الاثنين . ( الهوسات ) نماذج : 1 – ( بير البيه يوسف ذبوني ) ، 2- ( مشكول الذمه أعله الفاله ) ، 3- ( شرناهه وعييت يا هيزه ) ، 4 – ( والموته أبكل عز نشريها ) ، 5 – ( حل فرض الخامس كوموله ) . ( العكيلية ) نماذج : 1 – ( أبنار العليه أتجوه ... وصار أسود لونه ) ، 2 – ( أطني العنوان الكامل ..خاف أحتاجك يوم ألكاك ) ، 3 - ( دخيلك ربي دخيلك .. هذا المعرض بالزردوم ) ، 4 – ( الشاهد عندي الشاهد .. ذوله أيتام من العشرين ) ، 5 – ( أنجان الحك يتسولف .. هذا المشرك بالشريان ) . الفرق بين ( الهوسة ) و ( العكيلية ) : لو عدنا لنماذج ( الهوسة ) ولنماذج ( العكيلية ) لوجدنا أن ( الهوسة ) أقصر بكلماتها وبميزانها العروضي – بتفعيلاتها - من ( العكيلية ) ، ( حل فرض الخامس كوموله / حلفر ضلخا مسكو موله / فعلن فعلن فعلن فعلن ) ، وهنا حين يردد ( المهوال ) أهزوجته – الهوسة - ( حل فرض الخامس كوموله ) يردد معه مجموعة الرجال وهم يلوحون ببنادقهم أو عصيهم نفس كلمات الأهزوجة أعلاه لمرات عديدة ، وفي بعض الأحيان ربما تقصر الأهزوجة بعدد مفرداتها ( تفعيلتها فعلن ) ، أما الأهزوجة ( الهوسة العكيلية ) فاختلافها عن الأولى بطول كلماتها – تفعيلتها فعلن - ، وسنأخذ مثلا مما أوردناه ( الشاهد عندي الشاهد .. ذوله أيتام من العشرين ) ، هذه الأهزوجة رددها شاعر و ( مهوال ) بصير أمام الطاغية المقبور بعد انتفاضة آذار الخالدة ، وقصتها أوردها الكثيرون ومنهم الباحث والشاعر ( زهير هادي الرميثي ) بكتابه ( أهازيج ثورة العشرين ) ولست بصدد عرض أحداثها . والفرق كما أسلفنا بين ( الهوسة والعكيلية ) وكما تتبعت ذلك واقتفيته وأدركت الفرق بمنظاري البحثي ، وربما يعترض البعض على ما أقول ، ولا بأس من أن نفتح أبوابا للرؤيا المختلفة معنا ، ( الهوسة ) وكما قلنا تتكون من مقطع واحد يقوله ( المهوال ) ويردده ممن يجتمع حوله من الناس ( شرناهه وعيت ياهيزه ) ، ووجدت أن بعضا من ( الهوسات ) ينشد ( المهوال ) بعضا من المفردات ويتبعه الجمهور بمفردة واحدة ومثل لذلك ( حل فرض الخامس ) ، ويتبعه الجمهور قائلا ( كوموله ) ، أما ( العكيلية ) فتتكون من أكثر من مقطع ، يردد ( المهوال ) وبعض من الحضور المقطع الأول ( الشاهد عندي الشاهد ) ، وباقي الجمهور يردد المقطع الثاني ( ذوله أيتام من العشرين ) . اختلاف الرأي لا يفسد في أن تفتح أبواب النقاش لتلقي الطروحات التي تبين رأيها لتتبلور الفكرة لتراثنا الأدبي الشعبي العراقي الجميل .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سدها بابك !!!
-
مزاد الساسة الجوي في العراق / العميد الطيار الركن المتقاعد ر
...
-
إضاءة / ( بين الموصل والجولان )
-
إضاءة / ( الحب زمن الفيس بوك )
-
إضاءة / ( سياسة التسويف والمماطلة سببت إعتداءا على المتظاهري
...
-
إضاءة / من يشتري !!!
-
( ثوب جدي وثوب أبوي )
-
إضاءة / ( محبتك هاي من الله ... ) !!!
-
إضاءة / ( يا غريب الدار ) ، وجع أغنية عراقية !!!
-
إضاءة / ( الشابندر ) وبعد خراب البصرة !!!
-
( ها ...... بيروت ) / قصيدة شعبية
-
إضاءة / انهيار العراق والوصاية الدولية !!!!
-
( يا صدر المضيف ) مهداة للحزب الشيوعي العراقي بعيده الواحد و
...
-
إضاءة / ( سالوفه عجايز والعاقل يفتهم )
-
إضاءة / ( وعلى هذه وقس ما سواها )!!!
-
إضاءة / المجتمعات المتخلفة ومن ينهض بأعباء إصلاحها ؟؟؟
-
إضاءة : صبراً أيها السوريون أن موعدكم الحياة !!!
-
الحظ والبخت / مهداة للفقراء ، وتذكير للذي أوعد وأخلف
-
( جامعة بابل ) ورحم الله أيام الطاغية المقبور !!!!
-
( كعبة الشوك )
المزيد.....
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
-
رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة
...
-
الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
-
صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
-
بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء
...
-
-كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ
...
-
حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|