|
الوطنية العراقية العرجاء (7)!
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توالت الأحداث لتستمر المحن والمآسي على الوطن من كل صوب ودرب ، ما بعد النظام الجمهوري الفتي في التغيير الحاصل عام 1958 في صبيحة الرابع عشر من تموز ، بأستثناء السنة الأولى من حكم عبد الكريم قاسم ، الرئيس النزيه الوطني المضحي من أجل شعبه ووطنه والذي أفتقر الى أستراتيجية سياسية للعمل المستقبلي يفترض رسم خططه ومعالمه من جميع النواحي الحياتية ، لبناء نظام مدني ديمقراطي برلماني تقدمي تداولي للسلطة سلمياً دستورياً دائمياً ، ينظم حياة العراقيون ويقودهم وفق القانون والدستور الدائم المفترض أقراره والأستفتاء عليه ، لديمومة نظام الحكم الجمهوري الجديد ليكون الأفضل من الملكي القديم. الأنجازات: نعم حصلت أنجازات تقدمية في الميدان الزراعي والأنساني في مساوات المرأة والصناعي الأستثماري والخدمي والتعليمي والصحي والبلدي والعسكري وأطلق سراح جميع السياسيون العراقيون ، وتطورت الحياة بمجملها وأنتعش الشعب نسبياً ما بعد الثورة ، من خلال صدور قوانين جديدة وجريئة تقدمية ومنها قانون الأصلاح الزراعي المرقم 30 لسنة 1958 ، الذي حرر الفلاح من عبودية الأقطاعي وتابعيته المطلقة له ليحد من النظام العشائري المتخلف ضمن العلاقات الأقتصادية الشبه أقطاعية السائدة في تلك المرحلة ، بعد تحديد ملكية الأقطاعي رغم تمييزه عن باقي الفلاحين في حصولهم على نسبة معينة وفق القانون من رصيد الأقطاعي نفسه ، كما وأصدر قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 ، الذي بموجبه نظم حياة المجتمع العراقي العائلي ليمنح المرأة حقوقها المهدورة ، والذي حاولت الأنظمة المتعاقبة الألتفاف عليه ومحاولة تفريغه من محتواه ، ومنه النظام الدكتاتوري الصدامي ليزيد البلاء في النظام الجعفري للسلطة الحالية ما بعد الأحتلال عام 2003 ، كي يزرع السموم الأجتماعية المتردية داخل المجتمع العراقي ، ليزيد من تخلفه وجبروت الرجل بالضد من المرأة وبالتالي يزيد من مآسي الطفولة المتشردة في زقاق العراق لا تجد الحضانة والرعاية من الأسرة ، لتزيد معاناة الشعب في تفكيك بنية حياته الأجتماعية ، ليفقد المجتمع العراقي حتى وطنيته التي غمس بحبها وقدسيتها. وهكذا بدأ النظام الجمهوري يتقدم في خطواته الجبارة على المستوى الدولي ، في معاداته الشركات الأجنبية التي لعبت دوراً كبيراً في أنهاء وجوده ، بعد أصداره قراره التاريخي المرقم 80 لسنة 1960 حول تأميم النفط العراقي من دنس الشركان الأجنبية ، والذي أضر بمصالحها الأقتصادية بشكل كبير من حيث الأنتاج والتصدير ، لتبقة الملدية النفطية من حصة الشعب العراقي ، وبهذا قامت تلك الشركات بشن هجومها اللاذع على النظام القاسمي ، لتستقطب وتجمع جميع المتضررين من نهج السلطة القاسمية ، خصوصاً الأقطاع الرجعي المتخلف المستغل لقوت الشعب العراقي ، والطبقات الطفيلية الناشئة من العملاء وأصحاب المصالح الخاصة وحب السلطة والكراسي من القوميين والبعثيين والرجعيين في المنطقة العربية والداخل ، فزرعت سموم الأنقلابات المتتالية الدموية المتواصلة ولحد اللحظة ، أنتقاماً من الأجراءات الوطنية والقوانين التقدمية التي شرعت في زمن السلطة القاسمية. الأخفاقات: ولا يخفى على أحد بأنفراد قاسم بالسلطة بعيداً عن بناء مؤسسات ديمقراطية برلمانية دستورية منتخبة من الشعب ، كما وتشبث بالسلطة بشكل أنفرادي ناهيك لميوله المنحرفة تارة لليمين وأخرى لليسار ، دون أن يكون له موقف أستراتيجي بناء عملي ليدير العراق وفق نهجه العسكري بعيداً عن النظام المدني الوطني الديمقراطي ، فبدأ بزج المئات من الوطنيين التقدميين بالسجون وفق تهتم ملفقة وباطلة لا تستند الى الحقائق على أساس الحد من حركتهم الجماهيرية وخصوصاً الشيوعيين منهم ، وأبعاد المئات الضباط التقدميين الوطنيين من مهامهم العسكرية المؤثرة والمهمة الى وظائف أدارية كما وتقاعد لقسم كبير منهم ، ليقرب البعثيين والقوميين المتآمرين عليه وعلى الجمهورية الفتية لقمعها وتغيير مسارها الوطني التقدمي الديمقراطي ، نتيجة أرتباطاتهم الواضحة والعميلة لما وراء الحدود ، وهذا هو الذي حصل وأجهض الثورة والنظام الجمهوري التقدمي ليتم التراجع عن الأنجازات الآنفة الذكر عبر أنقلابات دموية قاهرة ومؤلمة لحياة الأنسان العراقي الوطني في شباط عام 1963 ، مضحياً الزعيم الركن قاسم بحياته ورفاقه لمن هم حواليه المناصرين له وللثورة والنظام الجمهوري الوطني ، وبهذا رادفت العراق مرحلة دمار وخراب للعراق والأنسان معاً ، في فقدان الضمير والدين والتلون الأنتهازي المخزي، وفقدان وطنيته ليكون عميلاً مسيراً للأجنبي والرجعية المحلية ، وفقاً لمتطلبات المصالح الذاتية والشخصية وحباً بكرسي العمالة بأي ثمن على حساب الوطنية العراقية والأنسان العراقي الذي عانى ويعاني الأمرين عبر صراع الزمن القاتل.
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوطنية العراقية العرجاء (6)!!
-
كلمة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
-
وقفة تضامنية للجالية العراقية في ملبورن لدعم وأسناد الشعب ال
...
-
أفتراءات وخداع قسم من المسيسين الآثوريين الى أين؟؟!!
-
الوطنية العراقية العرجاء (5)!!
-
الوطنية العراقية العرجاء (4)!!
-
لا يا رئيس وزراء العراق(العبادي) الكلدان ليسوا طائفة!!
-
الوطنية العراقية العرجاء (3)!!
-
الوطنية العراقية العرجاء (2)!!
-
ذكرى 52 لأستشهاد قامة شامخة من تللسقف!!
-
الوطنية العراقية العرجاء (1)!!
-
رسالة مفتوحة الى رئيس وزراء العراق الدكتور العبادي المحترم
-
رسالة تاريخية مفتوحة لخدمة الرابطة الكلدانية المقترحة
-
ذكرى العشرون لفقدان والدي 18حزيران1995
-
أسباب سقوط الموصل وسبل معالجتها!!
-
مناقشة واقعية مع الأستاذ أنظوان صنا حول المؤتمرات الكلدانية!
...
-
حبيب تومي مناضل أممي وكلداني أصيل
-
اللوحة العراقية عاتمة ومستقبل غامض!!
-
مأساة شعب ووطن!
-
تقرير مصير شعبنا الأصيل(الكلداني والآشوري والسرياني والأرمني
...
المزيد.....
-
بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا
...
-
في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل
...
-
رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو)
...
-
فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
-
السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر
...
-
-البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب
...
-
دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
-
احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على
...
-
إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
-
القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|