أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الخالدي - فتنة الابداع














المزيد.....

فتنة الابداع


محمد الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 17:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صعب أن تزيل حجاب الصور النمطية، خصوصا عندما يتعلق الأمر ببلدان تسعى إلى تسويق نفسها بشكل معين، أو يسعى خصومها لترويج صورة أخرى، لذلك كل واحد منا يحمل صورة عن بلد عربي تنسجم مع صورة نظام هذا الأخير أو مع موقف نظام بلده. لكن البحث و القراءة النهمة يكشفان لك دوما عن صور أخرى تفاجئك فتدفعك إلى تغيير كل قناعاتك و هدم كل منحوتاتك النمطية.
تحاول السعودية و حلفائها تقديمها باعتبارها جنة الله في الأرض و امتدادا لنهج المسلمين الأوائل و لا يدخر خصوم نظامها جهدا في وسمها بكل السمات القبيحة بشكل ينال حتى من سيرة مواطنيها، لكن قليلون أولئك الذين سنحت لهم الفرصة لاكتشاف شعب تلك البلاد الذي يستحق وصفا أكبر من ذلك الذي يربطه بأسرة.
لما قرأت أول رواية لعبد الرحمن منيف لم أصدق أنه سعودي الجنسية، و مع توالي القراءات بدأت التساؤلات تتناسل بخصوص حقيقة الرجل و مدى ارتباطه فعلا بتلك البلاد لكن الأكيد أنه غير شيئا من قناعاتي بخصوصها. بعد سنوات أعدت اكتشاف الأدب السعودي من خلال عبدو خال و الكثير من الكاتبات السعوديات(مثل: زينب حفني، رجاء عالم، سمر المقرن، رجاء الصانع..)، لأجد نفسي أمام عوالم جديدة تكشف أكثر من بعد داخل المجتمع السعودي المتعدد، تعدد لم يجد غير الأدب و الفكر ليكشف عن نفسه في ظل منظومة مجتمعية و سياسية خانقة. تقرأ للمفكر الفريد أحمد القاصمي فتصاب مداركك بالتعب، جراء لقاء قامة فكرية نادرة تم تغييبها بكل الوسائل المتاحة. إنه نيتشه الاسلام و العروبة. من بدأ حياته شيخا وهابيا راسخا في مذهبة لحد مواجهة كبار علماء الأزهر في زمانه، زمن كانت الوهابية تلتمس طريقها و كان الأزهر هرما شامخا. فيكمل الرجل حياته و قد تحول إلى النقد العميق المزلزل الذي جعل الكثيرون يصفونه بملحد القسيم.
تدرس قليلا عن الطوائف الدينية فتكتشف تعددية دينية ثرية ببلاد الحرمين خصوصا على مستوى الحضور التاريخي و الجغرافي للشيعة، فتبدأ تلك الصور تتهاوى خصوصا عندما يخبرك أحدهم، ممن درس بإحدى الجامعات هناك، أن هذه الأخيرة تحتضن كل الأراء و المذاهب.
مناسبة هذه التدوينة اكتشافي اليوم بالصدفة ،و أنا أتبحر في العوالم العنكبوتية الجميلة، لبرنامج رائع و مبدع، يقدمه شاب سعودي متألق.
إنه برنامج "فتنة"، الذي خلق الحدث بجرأته و عمقه-;- جرأة لا يمكن إدراك أبعادها ما لم نستحضر المصير الرهيب الذي ينتظر كل صاحب رأي مخالف في السعودية فما بالك ببرنامج يشرح اختلالات عميقة يعانيها المجتمع السعودي، و ذلك من خلال عمق يتحدى الضحالة و السذاجة اللتان تهيمنان على الاعلام العربي.
تحية لمقدم البرنامج و فريق اعداده
تحية لكل العقول الحرة و المستنيرة، تلك العقول التي تصنع نضارة المجتمعات و بهاء الشعوب.
سودان الطيب صالح، و مصر نجيب محفوظ و نصر خامد أبوزيد، و عراق البياتي و الجواهري و منير بشير، و تركيا ناظم حكمت و إيران علي شريعتي و هاشمي أغاجاري،و مغرب الجابري و العروي، و جزائر أركون، و اسبانيا لوركا و فرنسا سارتر و كامي،و شيلي بابلو نيرودا...و اللائحة تطول في كل بلد و في كل زمن..
رغم الحصار ستنبثق الحرية قصيدة شعر تخترق الجدران
رغم القهر سترتفع الهامات أبية تراقص الزمن لينكسر أمام إرادة الانسان..تردد كلمات الشاعر الثائر: تستطيعون قطف الزهور ، لكنكم أبداً لن توقفوا زحف الربيع .
و ليس أجمل ،لختم هذه التدوينة المحتفية بالصوت الحر و الفكر الخلاق في أي زمن و مكان، من كلمات المناضلة المغربية، سعيدة المنبهي، التي استشهدت في إحدى السجون المغربية، في سبعينيات القرن الماضي: "تذكروني بفرح فأنا وإن كان جسدي بين القضبان الموحشة، فإن روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية، وبواباته الموصدة، وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي فباسمة، محلقة بحرية، بحب متناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت".



#محمد_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة قصيرة إلى حنظلة
- بداية
- تدريس المواد الفنية : الدواعي و الأبعاد
- هدم الآثار ومأساة خراب العراق
- إشكالية «الإطار الوطني للإشهاد» من خلال - دبلوم مركز تكوين م ...
- دور هيئة التفتيش بوزارة التربية الوطنية في تطوير البحث الترب ...
- إشكالات تثيرها مذكرة نور الدين عيوش بخصوص اصلاح التعليم بالم ...
- انتظار..
- غزة تحترق، أنصروها و ادعموها
- ضرب منتظر الزيدي لبوش : قراءة و موقف من الحدث
- معا من أجل المدرسة العمومية
- اي فريق هو الفرقة الناجية؟
- الشعر العربي
- حول الصراع الطلابي في الجامعة المغربية
- التقدمية: ما معنى أن نكون تقدميين؟
- الدولة المدنية : إطلالة تاريخية
- إلى أجلِّ الناس..
- مناجاة شهيدة
- التطرف بين الهوس و الخيانة
- زهرة من القدس


المزيد.....




- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الخالدي - فتنة الابداع