أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟















المزيد.....

من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يزال البعض يردد تلك الاسطوانة المشروحة ,والتي تقف وراء ترديدها اجندات سياسية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ الاسلامي , لا يزال البعض يردد تلك الشبهة التي تتهم الشيعة بقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عام 61 للهجرة ,على خلفية ان اهالي الكوفة هم من خاطب وكاتب وعاهد الامام الحسين على الولاء والنصرة والمبايعة والممانعة حتى اذا ما قدم عليهم تركوه وحيدا فريدا بين اعدائه وخصومه , ولا شك ان تلك الشبهة انما تدل على قصر نظر في فهم ملابسات ملف الحسين مع اهالي الكوفة بقصد وغير قصد , فالمتتبع لتاريخ الكوفة يجد ان تلك المدينة قد تأسست ابان خلافة عمر بن الخطاب على يد سعد بن ابي وقاص عام 638م بعد معركة القادسية مباشرة كما يذهب الى ذلك جميع كتاب السير المعتبرين ,كذلك يجد المتتبع لتاريخ تلك المدينة انها عمرية الهوى والولاء ,ولعل الرواية التي تشير الى ان علي بن ابي طالب اراد ان يغير في صلاة التراويح فضج اهل الكوفة واخذوا يصيحون :وآسنه عمراه , وحتى على صعيد الفقه فيقال رأي كوفي فهو رأي حنفي ولا يقال رأي جعفري , اذا الكوفة حاضرة عمرية كما يقول لنا التاريخ ولعل هذا ما اشار اليه بشي من التفصيل الكاتب العراقي (حسن العلوي ) في كتابه (العراق العمري ) الذي طبع على نفقة آل سعود قبل عدة اعوام .
اما قضية مبايعة ومكاتبة اهل الكوفة للإمام الحسين وقد كانت على عهد اخيه الامام الحسن ,فهو امر مفروغ منه فأهل الكوفة من الشيعة حصرا هم من شايع وبايع وعاهد على الذود والنصرة ,لكن علينا ان لا نختزل اهل الكوفة بمكون مذهبي واحد (شيعة علي بن ابي طالب ) فهنالك شيعة عثمان وهم اكثرية كاثرة داخل الكوفة ,وهنالك خوارج وهنالك اكثر من 2000 فارسي متوزعين على اهواء متفرقة ,وقد كانت الكوفة تمثل معتركا فئويا حيث تتباين الاهواء السياسية والحزبية من فريق لآخر ولم يكن شيعة علي بن ابي طالب يشكلون سوى سبع سكان الكوفة على اكثر التقديرات(15 ) الف نسمة كما يشير الى ذلك عدد من المؤرخين الثقات وقد زج الكثير منهم قبيل قدوم الحسين الى الكوفة في غياهب السجون كما تم تهجير وتسفير قسم اخر الى الموصل وخراسان فضلا عن قتل البعض الاخر عن طريق عمليات الاغتيال السياسي ,ولا شك اننا اذا ما استثنينا عدد النساء والاطفال والشيوخ من اعداد الشيعة داخل الكوفة لما بقي لدينا منهم سوى ربع ال(15) الف اي 3 الى 3,5 شيعي قادر على حمل السلاح .
لذلك كله علينا ان نعيد النظر في تلك الروايات التي نرددها بدون وعي وتمحيص ,فالرواية التي تنص على ان الامام وفي معرض محاججته لأهالي الكوفة كان قد امر (عتبة بن سمعان ) ان يخرج كتب اهالي الكوفة التي طالبته القدوم فاخرج عتبة حسب الرواية اكثر من (30 ) كتاب كانت بخط ايديهم والرواية التي تذهب الى ان اهالي الكوفة كانوا قد خاطبوا الحسين بقولهم ( ان لك في الكوفة مائة الف فارس يقاتلون دونك ) فضلا عن الرواية التي تذهب الى ان اعداد المصلين وراء (مسلم بن عقيل ) كانت تقدر بعشرات الالوف لكنه ما ان فرغ من صلاة المغرب لم يجد خلفه احد ,كل هذه الروايات يجب علينا مراجعتها فهي روايات تذكر ارقاما رياضية غير دقيقة بل وغير منطقية بالمرة فمدينة الكوفة التي تبلغ مساحتها 2كم و510 م والتي لا يتجاوز عدد سكانها حسب احصائية عام 2003 ال 110 الف نسمة ,فكيف بعد ذلك كله يكون داخل الكوفة مائة الف سيف يقاتلون دون الحسين ولو انننا سلمنا بصحة تلك الرواية لكان لزاما علينا ان نذهب الى ان سكان الكوفة عام 61 للهجرة كان يزيد على عدد سكانها حتى اعداد هذا المقال اضعافا مضاعفة وهذا اقرب للمحال منه للواقع ,قد يقول قائل ان المائة الف فارس التي تشير لهم الرواية لم يكونوا من شيعة علي حصرا بل ان العدد يشمل سائر اهالي الكوفة لانهم في ذلك الوقت قد اجمعوا على شخص الامام على مختلف اهواءهم وتوجهاتهم السياسية والمذهبية وهذا الامر صحيح الى حد بعيد الا ان الاشكال يبقى على حاله ازاء العدد الطبيعي والواقعي لسكان الكوفة آنذاك . كذلك فقد يقول قائل ان الامام الحسين كان قد خاطب البعض بأسمائهم والقابهم وكناهم ممن كاتبوه من داخل الكوفة, وهذا الامر ثابت تاريخيا فقد خاطب الامام الحسين البعض بأسمائهم كما جاء في احدى خطبه وهو يقول ( يا قيس بن الاشعث ويا حجار بن ابجر ويا شبث بن ربعي الم تكتبوا لي ان اقبل فقد اخضر الجناب واينعت الثمار فإنما تقبل على جند لك مجنده ) والمتتبع لطبيعة توجهات هؤلاء المذكورين في خطاب الحسين انما كانوا على هوى الخليفة الثالث عثمان بن عفان كما هو مشهور في سيرهم ,بل ان الثابت تاريخيا ان عائلة الاشعث كانت من العوائل المعروفة بتطرفها في بغض علي واهل بيته فمحمد بن الاشعث معروف بمواقفه السلبية اتجاه الامام الحسن بن ابي طالب وجعدة اخته هي المتهم الاول بدس السم الى الامام الحسن بن علي وكانت زوجته ,اما شبث بن ربعى وحجار بن ابجر فهما وان انخرطا في جيش الامام علي بن ابي طالب في معاركه فقد كانا على غير هوى اهل البيت, وذات الامر ينطبق على شخصيات كثيرة اخرى كالشمر بن ذي الجوشن والحصين بن نمير وغيرهم .
نعم الشيعة كاتبت الحسين عبر زعماءها وممثليها الذي كان يمثلهم سليمان بن ابي صرد الخزاعي وهو صحابي جليل اسمه يسار وسماه الرسول سليمان , والمسيب بن نجبه الفزاري وهو تابعي حضر جميع المشاهد مع علي بن ابي طالب , وعبدالله بن سعد بن نفيل الازدي وعبدالله بن وال التميمي ورفاعة بن شداد البجلي ,هؤلاء من كاتب الحسين واخرين ,الا ان التاريخ لم يدلنا على خطبة واحدة للإمام يحمل فيها هؤلاء مسؤولية قتله وافشال نهضته ,ولا شك ان لكل واحد من هؤلاء الزعماء ظرفه الحساس الذي جعله يتباطأ ويتقاعس عن نصره الحسين, ولعل بعض هؤلاء قد اودع السجن ابان قدوم الحسين كما حصل مع المختار بن عبيد الله الثقفي الذي كان اشد المتحمسين لمقدم الحسين على اهل الكوفة , وهذا لا يعني بحال من الاحوال ان هؤلاء لم يقصروا اتجاه شخص الحسين وقضيته لكنهم في ذات الوقت ليسوا المسؤولين عن قتله وهذا ما حدا بهم ان يشكلوا النواة الاولى للمطالبة بدم الحسين عندما شكلوا جيش التوابين وكان قوامه 4000 مقاتل فواجهوا جيش بني امية الذي كان تعداده (20000) الف مقاتل حتى أبيدوا عن بكرة ابيهم في موقعة عين الوردة عام 65 للهجرة ,هؤلاء هم شيعة الحسين الذين بايعوه وكاتبوه وخاطبوه اما القرار السياسي الذي صدر بقتل الحسين فهو قرار سياسي اموي بامتياز, صدر من يزيد بن معاوية المتسلط على رقاب المسلمين من الشيعة وغيرهم قسرا وكراهية عبر الوالي العسكري للكوفة (عبيد الله بن زياد ) لينتهي الاخير الى اصدار الاوامر الى القائد الميداني (عمر بن سعد بن ابي وقاص ) بالانقضاض على الحسين واهل بيته .
اذا بنو امية هم من كان يقف وراء قتل الحسين وهذا عين ما صرح به الحسين نفسه عندما خاطبهم بقوله (ويلكم يا شيعة آل ابي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم هذه وارجعوا الى احسابكم ,ان كنتم عربا كما تزعمون ) الحسين هنا يشير وبصريح العبارة الى القاتل وطبيعة هويته ويحدد هواه السياسي (شيعة آل ابي سفيان )( فكيف بعد ذلك كله يتهم شيعة علي بن ابي طالب بقتله .,الشهادة صدرت من المقتول كما انها صدرت من قبل القاتل وهو يعترف بجرمه المشهود فالجموع التي كان يخاطبها الحسين وهو يذكرها بحقيقته ونسبه وحسبه كانت ترد عليه بقولها (نعم نعرف هذا كله لكن نقاتلك بغضا بابيك ) اذا الشهادة هنا تصدر من القاتل وهو يعترف بارتكاب الجرم مع سبق الاصرار والترصد كما يقال في ادبيات علم القانون الجنائي ,ومع كل ذلك ما يزال البعض ممن ران على قلبه الحقد والتعنصر والطائفية على ان من قتل الحسين هم شيعة ابيه علي ليبرأ ساحة بني امية التي لا يتشرف احد ان يتقرب اليهم فضلا عن ان يبرأ ساحتهم التي جيروها للقتل والخراب وسفك الدم وقتل النفس المحترمة التي حرم الله قتلها الا بالحق . اخيرا علينا ان لا نغفل ذكر عامل مهم وحساس في حسم قضية الحسين عسكريا لصالح دولة بني امية ,وهو عامل الحرب النفسية التي اتبعتها اجهزة الاعلام الاموي عبر الاشاعة والترويج المضاد فقد روج الامويون الى ان هنالك جيش قادم من الشام وهو على اهبة الاستعداد لدخول الكوفة وقتل كل من يشتبه بتورطه مع الحسين او احد انصاره ,ولا شك ان مثل تلك الاشاعة كانت تتضمن جزءا كبيرا من الصحة والواقعية , فقد هياه الامويون جيشا يبلغ تعداده عشرات الالاف في حال استعصى عليهم الوضع الامني والعسكري داخل الكوفة ,ولا شك ان العوامل النفسية تلعب دورا كبيرا وحاسما في حسم وتغيير معادلات كبرى في الحروب كما هو معروف في التاريخ القديم والمعاصر . لذلك كله ولغيره من الاسباب يجب ان لا ننظر الى ما حدث داخل الكوفة عام 61 بشيء من التسطيح والتحامل بل علينا ان ننظر بشء من الموضوعية والحيادية .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا عن ديكتاتورية الاخرين ؟
- اكذوبة العصر الجاهلي
- هل تتوافق الديمقراطية مع الزعامات الدينية والقومية ؟
- هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟
- من مصلحة من يتهم المالكي في سقوط الموصل ؟
- العمامة في قفص الاتهام مرة اخرى
- ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام
- تحية من الاعماق لمقام المرجعية السامق
- احزاب الاسلام السياسي والتظاهرات الاخيرة
- من اخطاء العراقيين القاتلة
- هل تكمن مشاكل العراقيين في طبيعة النظام السياسي الذي يسوسهم
- ساحة العزة والكرامة بنسختها الوطنية الشاملة
- تأويلات العراقيين لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة
- هل يمتلك الارهاب دينا ؟
- غزوة النوادي الليلية
- ماذا عن الديكتاتور العادل ؟
- الشيعة والسنة مذهبين فقهيين ام حزبين سياسيين ؟
- سحور سياسي ام سحور طائفي
- تساؤلات ملحة حول دور المرجعية
- في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟