أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون البياتي - الأديب السويدي ستيغ داجرمان















المزيد.....

الأديب السويدي ستيغ داجرمان


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 05:54
المحور: الادب والفن
    


ولد ستيغ داجرمان عام 1923 وتوفي عام 1954 وهو صحفي وكاتب سويدي وجودي ممن وثّقت أعمالهم فترة ما بعد الحرب العالمية الثانيه كان لها قراؤها داخل وخارج السويد
في الفتره التي أعقبت الحرب العالميه الثانيه في اوربا 1945 _1949 نشر داجرمان 4 روايات ومجموعة قصص قصيره , ودراسه عن المانيا ما بعد الحرب العالميه الثانيه , و 5 مسرحيات , ومئات القصائد , والمواضيع الناقده والملاحظات الصحفيه , وكان في أوج نجاحه وشهرته حين دخل في مرحلة الصمت المطبق , وذات يوم من أيام عام 1954 وكما فعل الكثير من كتّاب مرحلته .. إنتحر ستيغ داجرمان , أقفل على نفسه باب مرآب سيارته وشغّل المحرك فصدم السيارة بالحائط ومات

تفاعلت أعمال داجرمان مع مشاكل عالميه في الأخلاق والضمير والجنس والفلسفه الإجتماعيه والحب والرحمه والعداله , وكانت مغرقه بالوقائع المؤلمه للوجود الإنساني , وتشريح مشاعر الخوف والشعور بالذنب والشعور بالوحده , وبرغم أجواء كتاباته الحزينه إلا أنها كانت مفعمه بالسخريه والفكاهه التي تتحول احياناً الى هجاء أو هزل , قال عنه الكاتب البريطاني غراهام غرين إنه يكتب بإنفعالات موضوعيه جميله ويستخدم الحقائق الواحده تلو الأخرى لبناء العاطفه كما يستخدم الحجر لتشييد البناء

ترجمت أعمال داجرمان الى لغات كثيره وواصلت كتاباته تشويق وإلهام القراء والكتّاب والموسيقيين وصانعي الأفلام . جمعت أعماله كاملة في 11 مجلد وتضمنت : الفلسفه والسياسه وعلم النفس والصحافه , وجدها الفرنسيون والإيطاليون على وجه الخصوص مادة دسمه لإستلهام الأفلام والموسيقى

جمعية ستيغ داجرمان السويديه تمنح ( جائزة ستيغ داجرمان ) دورياً الى كتّاب مثل داجرمان نفسه , تتضمن أعمالهم التعاطف والفهم الإنساني العميق والشامل للنفس البشريه وكانت الجائزه قد منحت في العام 2008 الى الكاتب الفرنسي المورشيوسي جان ماري غوستاف لو كليزيو والذي نال بعدها بفترة قليله وفي نفس العام 2008 جائزة نوبل في الأدب

ولد ستيغ داجرمان عام 1923 لأم غير متزوجه وعاش في القريه مع جده وجدته لأمه , وسرعان ما غادرت الأم الى غير رجعه حيث ذكر بعد ذلك أنه لم يرها مرة ثانيه حتى أصبح في العشرينات من عمره , أما والده فقد كان ( عامل تراحيل ) يسافر كثيراً للبحث عن عمله , وحين استقر الوالد أخيرا ً في استوكهولم عاش معه ابنه ستيغ داجرمان وكان في 11 من العمر

تعرف ستيغ داجرمان على الشيوعيه الأناركيه من خلال والده وإنضم الى تنظيمها النقابي لإتحاد الشباب وبعمر 19 سنه أصبح محرر صحيفتها ( العاصفه ) ثم وبعمر 22 تم تعيينه المحرر الثقافي لصحيفتها ( العمّال ) ثم محرر للصحيفه اليوميه للتنظيم النقابي الأناركي وفي هذا الجو الصحفي المثقف إلتقى داجرمان بالصحفيين والكتّاب وطوّر قابلياته الكتابيه فنشر حوالي ألف قصيده , ومواضيع نقديه تستمد موضوعاتها من أحداث يوميه

توسعت آفاق داجرمان الفكريه الى حد كبير بعد زواجه من ( ماري غوتزه ) عام 1943 وهي لاجئه ألمانيه تبلغ 18 من العمر والدها قيادي بارز في الحزب الأناركي , تم هرب العائله من ألمانيا النازيه الى برشلونه مركز الحركه الأناركيه فتلقاهم هناك الفاشيون الإسبان وسحقوا حركتهم الناركيه بكل وحشيه مما إضطرهم الى الهرب عن طريق فرنسا ثم النرويج الى السويد المحايده . بعد زواج داجرمان من ماري غوتزه عاش معها في بيت والدها الناشط حزبيا ً والذي كانت تعبر بيته قوافل من اللاجئين الهاربين من بطش أوربا الى الدول الآمنه فكانت هذه التجربه مجالاً فريداً لصقل معارف داجرمان ومشاعره الإنسانيه

عام 1945 وكان داجرمان بعمر 22 سنه نشر أول أعماله وهي رواية ( الأفعى ) وكانت روايه تتحدث عن الخوف من عسكرة اوربا في زمن الحرب , وهذه الروايه أعطته سمعة جيدة ككاتب شاب واعد . في العام التالي نشر رواية ( جزيرة المحكوم ) أكمل كتابتها خلال أسبوعين استخدم في كتابتها مواضيع كابوسيه وهي تتحدث عن سبعة أشخاص محكوم على كل واحد منهم بالموت ويبحث عن اي شكل من أشكال الخلاص

النقّاد قارنوا كتابة داجرمان بأعمال فرانز كافكا ووليم فولكنر وألبير كامو , والكثير منهم رأوه يمثل جيل أربعينات القرن الماضي من الكتّاب السويديين الذين تجسد كتاباتهم الوجوديه مشاعر الخوف والغربه واللامعنى التي صاحبت فترة نهاية الحرب العالمية الثانيه وبداية الحرب البارده

عام 1946 أصبح ستينغ داجرمان إسماً لامعاً في السويد من خلال صحيفته التي أطلق عليها اسم ( خريف ألمانيا ) والتي لم يسع فيها الى إلقاء اللوم على المواطنين الألمان بسبب فظائع الحرب لكنه وصفهم فيها بأنهم مجانين يملؤهم الشر ولم يبق لهم غير العيش بين كومة أنقاض خلفتها الحرب , وشخّص أصل المشكله الألمانيه في عدم الكشف عن المنظمات الجماهيريه التي عرقلت من أجل مصالحها تعاطف أوربا مع الألمان بإعتبارهم أفراداً يجتازون محنه وهذا ما سيؤدي الى كوارث بشريه

مجموعة قصص قصيره عنوانها ( ألعاب الليل ) نشرها داجرمان عام 1947 وقعت أغلب أحداث قصصها في الحقل الذي عاشه في طفولته في بيت جده , كما نشر أول مسرحياته ( الرجل المحكوم بالإعدام ) التي افتتح بها موسم ستوكهولم المسرحي في نفس العام

أكثر أعمال داجرمان شهرة من قصصه القصيره هي مجموعته ( قتل طفل ) تأثرت قصصه فيها بكتابة سيناريوهات الأفلام , حيث تتغير الصورة في القصه من مقطع الى آخر كما في السيناريو , وهي صور عاديه لا غرابة فيها ولكن تلاحقها بنسق معينمع صور اخرى يمكن أن يكون مقدمة لفعل مرعب سيأتي لاحقاً

عام 1948 نشر 3 مسرحيات ثم نشر روايته الثالثه ( الحقل المحترق ) وقصتها تعتمد على حبكه سايكولوجيه لشاب يقع في غرام عشيقة والده

عام 1949 نشر رواية ( مخاوف الزفاف ) ويعدها أكثر النقّاد من أفضل أعماله زاوج فيها كل خبراته الكتابيه لوصف الوضع الإنساني في الفتره التي أعقبت الحرب العالميه الثانيه وكيف أن البشر يبحثون عن المسامحة والخلاص , مستعملاً في ذلكك أقصى غايات وعيه في رسم شخصيات الروايه

واصل داجرمان النجاح في عمله لكنه أصيب بالإحباط والكآبه وأصبح قاسياً مع أسرته , تفرغ لعالم المسرح ككاتب ومخرج في بعض الأحيان وإلتقى على المسرح مع أصدقاء ومحبين للتغلب على كآبته , ثم تخلى عن أسرته لفترة من الوقت وابتعد عنهم ليتزوج الممثله المعروفه ( انيتا بيوريك ) التي أنجب منها إبنته ثم انفصل عنها في ظروف عصيبة ماديا ً وعاطفيا ً كان يشعر فيها بالذنب بسبب تخليه عن أولاده من زواجه الأول , ثم استدان بعض المال من أجل الإنفاق عليهم على أمل أن يسدد دينه بعد نشر كتابه المقبل .

بينما كان شعوره بالكآبه يتعمق كتب مقالاً يشبه السيرة الذاتيه أسماه ( لنا حاجه الى المواساة لا تشبع ) تحدث فيه عن نضاله من أجل أن يبقى حياً . ثم كتب جزءاً من رواية جديده عنوانها ( ألف سنة مع الرب ) بدا فيها واضحا ً توجهه الى الكتابة الصوفيه , كما واصل كتابة أشعاره الساخره التي تنشر يوميا ً .. نشرت آخر مقطوعة شعريه له يوم 5 نوفمبر 1954 .. وكان ذلك هو اليوم الذي تلا يوم إنتحاره



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الروسي يوري غلانسكوف
- الأديب الفرنسي جان ماري غوستاف لو كليزيو
- الشاعر الفرنسي بول فاليري
- زفتلانا أليكسييفتش وجائزة نوبل 2015
- الموسيقى الألماني بيتر روزيكا
- الشاعر الأمريكي لانغستون هيوز
- الشاعره الإيرانيه فروغ فروخزاده
- الروائي الصيني مو يان وجائزة نوبل
- الأديب التركي احمد نجيب فاضل
- الشاعر الجنوب افريقي برايتن برايتنباخ
- الشاعر البنغالي طاغور
- شاعر باكستان محمد اقبال
- جائزة نوبل و روديارد كيبلنغ
- الدوله العقيليه في الموصل
- إسقاط الدوله العثمانيه
- تاريخ الدوله الصفويه
- الجمهور عايز أرواح الموتى كده
- الساعه الخامسه والعشرين
- ديكتاتور روسيا الجديد .. فلاديمير بوتين
- أنّا هولم وروايتها : ديفيد


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون البياتي - الأديب السويدي ستيغ داجرمان