أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الحراك الشعبي في العراق أسبابه ونتائجه وحلوله















المزيد.....

الحراك الشعبي في العراق أسبابه ونتائجه وحلوله


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المفكر الكبير (كارل ماركس) : (إن التاريخ يعيد نفسه مرة على شكل تراجيدي (مأساوي) ومرة أخرى على شكل كوميدي (مهزلة). والآن بعدما يقارب قرن من الزمن تطبق تلك المقولة في العراق المذبوح وشعبه المستباح حينما قال الشاعر الكبير الراحل معروف الرصافي في وصفه لذلك العهد :
عـلـم ودسـتـور ومـجـلـس أمـة كل عن المعنى الصحيح محرف
والآن تطبق هذه الأوصاف في العهد الحالي. العلم العراقي مطرز عليه اسم الجلالة (الله أكبر) (ورأس الحكمة مخافة الله). إلا أن ما يؤسف له أن هذا العلم مرفوع على دوائر الفساد الإداري. والدستور العراقي تمت المصادقة عليه حسب القاعدة التوافقية (أرضيك وارضيني، أسكت عنك واسكت عني). أما مجلس الأمة الموقر الذي تحدينا مخاطر الإرهاب والبرد القارص وحر الصيف اللاهب من أجل الوصول إلى مراكز الانتخاب لكي نَضع بطاقة الفوز في صندوق الاقتراع. لم نمسك من وعودهم شيء ولم ينجزوا للشعب العراقي من مكاسب اللهم يشهد واذكر ذلك للتاريخ أنهم لم يتفقوا سوى على ثلاث : 1) رواتبهم ومخصصاتهم !! 2) الأراضي 3) السيارات المدرعة !!.
إن الذي حدث في العراق يشكل ظاهرة تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل وبما أن هذه الأسباب والعوامل تفرز سلبيات أو إيجابيات تشكل روافداً تصب في الظاهرة ومن ثم تخلق من تلك الظاهرة أما أن تكون إيجابية تصب في مصلحة الشعب وتؤدي إلى تقدمه وتطوره وسعادته أو تكون عكس ذلك ذات جانب سلبي حسب القاعدة التي تقول أن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات ويقول المفكر سلامة موسى (إن أي حركة اجتماعية إذا لم تسير إلى أمام وتحقق التقدم والتطور والسعادة للشعب ما هي إلا فتنة وشغب). إن الظاهرة العراقية الآن خلقت فجوة بين الدولة والشعب من خلال تراكماتها التي أدت إلى هذا الغضب الجماهيري الواسع. وحينما نستعرض تلك السنوات التي أدت إلى هذه الفجوة وفجرت الحراك الشعبي والتي استمرت ثلاثة عشر عاماً كانت فيها الجامعات والكليات يتخرج منها المئات من أصحاب الكفاءات وبدلاً من أن تستقبلهم المصانع والمعامل والمؤسسات والمشاريع الإنتاجية وتحقيق أحلامهم وآمالهم في الحياة الحرة الكريمة كانوا يجدون أمامهم مستنقع البطالة واليأس والإحباط وكان كثير منهم يقومون بأعمال ليس لها علاقة بدراستهم واختصاصهم مما دفع الكثير من أولياء الأمور إلى سحب أبنائهم من كراسي الدراسة ورميهم إلى العمل كعتالين أو بائعين لأكياس النايلون وكان الألم يجرح القلوب حينما نشاهد طفل لا يبلغ وزنه ثلاثين كيلو يدفع عربه تحمل أكثر من خمسين كيلو محملة بالبضائع وكم من الأطفال يتعرضون إلى الضرب والإهانة لأنه يصطدم ليس بقصد بالناس المتجولين في الأسواق وإنما من شدة الإرهاق والتعب من أجل توفير لقمة العيش وملء البطون الخاوية كما أدت ظاهرة البطالة إلى هجرة أكثر من أربعة ملايين عراقي أكثرهم من الخريجين أصحاب الشهادات وقد أدت مغامرتهم إلى الهجرة ابتلاع البحر الأبيض المتوسط المئات منهم غرقاً.
كان العراق يكتفي ذاتياً بالحبوب والفواكه والخضروات والإنتاج الحيواني والمنتجات الصناعية في العهود السابقة. إن هذه الظاهرة أفرزتها عملية احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام/ 2003 حينما جعلت الحدود العراقية منفلتة بدون حسيب أو رقيب لمن يدخل أو يخرج مفتوحة لمن هب ودب من البشر والسلع والبضائع حسب قاعدة (دعه يدخل ودعه يخرج) المعولمة وقد شجعت هذه العملية دول الجوار بتجفيف الأنهار أو قطعها عن الأراضي العراقية بواسطة السدود والعوارض مما أدى إلى تصحر الأرض وعدم صلاحية الأرض للزراعة وأصبح كثير من المزارعين يعتمدون على الآبار في سقي مزروعاتهم وقد أفرزت هذه الظاهرة ثلاثة جوانب :
1) خطر الأمن الغذائي حيث أصبح العراق يعتمد في غذائه والمنتجات الصناعية على دول الجوار وفي حالة إغلاق الحدود مع هذه الدول فإن شعب العراق يموت جوعاً.
2) أصبح العراق دولة ريعية يعتمد في وارداتها المالية على بيع البترول التي بها يشتري المواد الغذائية والمنتجات الحيوانية والزراعية والصناعية وقد أصبح الشعب العراقي شعباً استهلاكياً وليس إنتاجياً.
3) التضخم الكبير في أجهزة موظفي الدولة حيث كان عدد الموظفين في الدولة العراقية لا يتجاوز الـ (800 ألف) ثمانمائة ألف موظف أما الآن فإن أعدادهم تتجاوز (5,4 مليون) أربعة ملايين وخمسمائة ألف موظف أكثرهم من (الفضائيين) كما انتشرت في دوائر الدولة البطالة المقنعة.
كما انتشرت ظاهرة غسيل الأموال والرشوة وسرقة أموال الدولة والاحتيال كما برزت ظاهرة التفاوت الكبير في رواتب الموظفين في الدولة كما برزت بصورة غير طبيعية ظاهرة المحسوبية والمنسوبية في التعيينات الوظيفية والمناصب الكبيرة وكان كثير من المحسوبين طائفياً أو عرقياً أو مذهبياً ليس بمستوى المسؤولية علماً ومعرفة وكان كثير من هؤلاء يحملون شهادات مزورة لا تتناسب مع مناصبهم بينما تشاهد كثير من حملة الشهادات العلمية يعملون سائقي سيارة تكسي أو في أعمال لا تتناسب مع الشهادة التي حصل عليها، جميع هذه السلبيات شكلت مع مرور الوقت فجوة واسعة بين أبناء الشعب والسلطة التي كان من المفروض عليها أن تدرك تراكمات هذه السلبيات وتعالجها بشفافية وشعور بالمسؤولية، إلا أن إهمالها وعدم الاهتمام بها فجرت تلك المتراكمات وحولتها إلى حركة جماهيرية واسعة بدأت قبل أكثر من شهرين مطالبة الحكومة بالوفاء بوعودها في الإصلاح وتقديم الخدمات إلى الشعب ومكافحة الفساد الإداري ومحاكمة المفسدين والمقصرين والمسببين بوصول العراق إلى ما هو عليه الآن.
لقد بادر السيد علي السيستاني المرجع الديني الأعلى في العراق إلى وضع حلول وأفكار تعالج الأوضاع السائدة الآن في العراق التي أدت إلى هذا الحراك الجماهيري الواسع والتي أيدتها وساندتها جماهير واسعة من مختلف الطوائف والمذاهب وكانت هذه الحلول تقوم على تشكيل حكومة مدنية ذات كفاءة عالية ومقدرة تستطيع تجاوز المرحلة الحالية ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وتقديم الخدمات إلى الشعب.
من أجل تجاوز هذه المرحلة من تاريخ العراق أن تكون الحكومة لهذه الدولة من التكنوقراط وعناصرها من المستقلين عن الطائفية والشوفينية والفئوية مع ترسيخ النهج الديمقراطي واحترام إرادة الشعب وسيادة الوطن لأن طبيعة الشعب العراقي كالفسيفساء متعدد الطوائف والقوميات ولذلك فإن الوطن الذي يحتضن هذه الطوائف والقوميات يكون أكبر من الطائفة والقومية ولذلك فإن الدولة المدنية بسعة وحجم الوطن لا تميز بين فئة وأخرى لكي تكون محترمة ومطاعة ومحبوبة من كافة أبناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه ومذاهبه. والديمقراطية من شأنها أن تفسح المجال والمساهمة لكافة جماهير الشعب الواسعة في اتخاذ القرارات الخاصة ومن خلال ممارسة الديمقراطية بشكل صحيح من الممكن اتخاذ القرارات المناسبة بخصوص نمط الإنتاج والاستهلاك وضمان فرص العمل والتشغيل للإنسان المناسب في المكان المناسب من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله، وضمان الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وذلك من أجهزة تخطيط وإحصاء ومتابعة على صعيد جميع محافظات العراق من خلال طبيعة الإنتاج وتوفر الأيدي العاملة والفنية من أجل إقامة المشاريع الإنتاجية للقضاء على البطالة والعاطلين عن العمل ومن أجل الاكتفاء الذاتي صناعياً وزراعياً للشعب العراقي وعدم الاعتماد على توفير هذه المواد من خلال استيرادها من الدول الأخرى وذلك بالاستفادة واستغلال عوائد البترول والاعتماد على البدائل التكنولوجية التي تضمن الاعتماد على المواد الأولية المنتجة في كل محافظة من محافظات العراق.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية فردريك انجلز والجريدة الشارتيه ...
- بمناسبة ثورة الرابع عشر من تموز في العراق عام / 1958
- آفاق وملامح عن ثورة 1920 في العراق
- خواطر ماركسية (تقديم ومداخلات فلاح أمين الرهيمي)
- أمركة العالم وليس عولمته
- نشوء الطبقة العاملة العراقية
- مسيرة الحزب الشيوعي العراقي النضالية
- الحزب الشيوعي العراقي والوحدة العربية
- العراق قبل وبعد الحرب العالمية الأولى
- الحزب الشيوعي العراقي
- من وحي التجربة
- الطبيعة الديمغرافية للشعب الأمريكي
- ما المقصود بمحاربة الفكرة بالفكرة ؟
- أمريكا والعالم بعد تفكك المعسكر الاشتراكي
- الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية
- الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية
- الدولة القومية والفكر الديني بعد تفكك المعسكر الاشتراكي
- الفكر الماركسي والقومية و الفكر الماركسي والدين
- العلمانية والأممية
- صدام الحضارات والإستراتيجية الأمريكية/2


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الحراك الشعبي في العراق أسبابه ونتائجه وحلوله