أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - نوري السعيد / الحلقة العشرون















المزيد.....

نوري السعيد / الحلقة العشرون


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 22:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى
الحلقة العشرون
حامد الحمداني 21/10/2015
نوري السعيد يتصدى للقضية الكردية:
بدأت المسألة الكردية تفرض نفسها عندما اندحرت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، واحتلت بريطانيا العراق، حيث حاولت تركيا أن تستميل الشيخ[محمود الحفيد] الذي كان يتمتع بسلطة دينية، ونفوذ كبير لدى غالبية الشعب الكردي إلى جانبها، رغبة منها في إلحاق ولاية الموصل والتي تشمل محافظات الموصل وأربيل وكركوك والسليمانية بها.
إلا أن الشيخ الحفيد اتصل بالإنكليز بصورة سرية، وتعهد لهم بالسيطرة على الحامية التركية التي كانت ما تزال باقية في السليمانية لقاء منحه امتيازات في إدارة الشؤون الكردية، وتشكيل حكومة كردية برئاسته، على أن تكون تحت ظل الانتداب البريطاني.

رحبت السلطات البريطانية بعرض الشيخ الحفيد، نظراً لما يتمتع به من مركز مرموق في صفوف الأكراد، وقامت بإرسال مندوبين عنها من كبار الضباط لإجراء مفاوضات معه في 6 تشرين الثاني 1918، لتسهيل دخول القوات البريطانية إلى السليمانية، وقد استقبلهم الشيخ محمود الحفيد بحفاوة، وسلمهم الحامية التركية، التي سيطرت عليها قواته، وسارعت السلطات البريطانية إلى تعيينه حاكماً على لواء السليمانية، ومنحته راتباً شهرياً قدره [ 15 ألف روبية ]، كما عينت الميجر [نوئيل] مستشاراً له، وشكلت نواتاً لحكومة كردية في منطقة كردستان العراق، والتي أشارت إليها [معاهدة سيفر] في موادها الثانية والستين والثالثة والستين والرابعة والستين. (14)

لكن علاقة الشيخ الحفيد بالبريطانيين أصابها بعض الفتور عندما حاول المحتلون البريطانيون تقليص نفوذه وإضعافه، مما دفع الشيخ الحفيد في نهاية الأمر إلى إعلان الثورة على الحكم البريطاني، وقام باحتلال السليمانية في 21 أيار 1919 بعد أن دحر القوات البريطانية، وقوات الليفي التي شكلها البريطانيون للحفاظ على مصالحهم في المنطقة، وتمكن من أسر عدد كبير منهم، ومن الضباط الإنكليز، وأعلن تشكيل دولة كردية، وأعلن نفسه ملكا عليها، واتخذ له علماً خاصاً بدولته.

أخذ الشيخ محمود الحفيد يوسع مناطق نفوذه في كردستان، بعد أن استطاع دفع القوات البريطانية نحو[ مضيق طاسلوجة] و[مضيق دربن] واستطاع الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة من القوات البريطانية وقوات الليفي الآشورية التابعة لهم، واستمر الشيخ الحفيد يوسع مملكته حيث ضم إليها مناطق[ رانية] و[ حلبجة] و[ كويسنجق] متحدياً السلطات البريطانية، لكن البريطانيون جهزوا له قوة عسكرية كبيرة ضمت الفرقة الثامنة عشر بقيادة الجنرال[فريز] لقمع حركته، واستطاعت هذه القوات بما تملكه من أسلحة وطائرات حربية أن تدحر قوات الشيخ محمود وتعتقله، بعد أن أصابته بجروح في المعارك التي دارت بين الطرفين، وأرسلته مخفوراً إلى بغداد حيث أحيل للمحاكمة، وحكم عليه بالإعدام .
غير أن السلطات البريطانية أبدلت الحكم إلى السجن المؤبد، ثم قرت نفيه إلى الهند خوفاً من وقوع تطورات خطيرة في كردستان، حيث يتمتع بمكانة كبيرة في صفوف الأكراد، وبقي الشيخ محمود منفياً حتى عام 1922،عندما أعاده البريطانيون إلى السليمانية، وسلموه زمام الأمور فيها من جديد.

لكنه ما لبث أن ثار على الإنكليز مرة أخرى، مما دفع الإنكليز والحكومة العراقية إلى تجريد حملة جديدة ضده، حيث استطاعت احتلال السليمانية من جديد.
لكن الشيخ محمود لم يستكن للأمر، وأخذ يستجمع قواه وينظمها، واستطاع مهاجمة الجيش المتواجد في مدينة السليمانية وطرده منها في 11 تموز 1923، وبقي الشيخ محمود يحكم السليمانية مدة تزيد على العام . (15)

ولما تولى[ ياسين الهاشمي] رئاسة الوزارة العراقية كان في مقدمة مهام وزارته إعادة السليمانية للسلطة العراقية، فجهز حملة عسكرية بدعم من البريطانيين، وبشكل خاص قواتهم الجوية التي هاجمت قوات الشيخ الحفيد واستطاعت دحرها، وإيقاع خسائر جسيمة في صفوفها، وتم إعادة لواء السليمانية إلى سيطرة الحكومة العراقية، وهرب الشيخ محمود الحفيد إلى خارج العراق، وقامت الحكومة بتعيين متصرف[محافظ] للسليمانية من الأكراد.
رأت بريطانيا أن إقامة دولة كردية في كردستان قد يسبب لها مشاكل خطيرة، وبما أنها قد ضمنت مصالحها في العراق بموجب معاهدة عام 1920العراقية البريطانية، فقد قررت صرف النظر نهائياً عن إقامة دولة كردية، وضم كردستان للمملكة العراقية نهائيا.

أما الحكومة العراقية فقد أعلنت من جانبها بأنها سوف لا تعيين موظفاً عربياً في منطقة كردستان، ما عدا الفنيين، وأن السكان الأكراد لهم الحق بالتكلم بلغتهم الخاصة، وأن الحكومة سوف تحافظ على حقوق السكان الدينية والمدنية، كما جرى انتخاب خمسة أعضاء من الأكراد، وضمتهم إلى المجلس التأسيسي.

وفي شباط 1925،عندما جاءت اللجنة المكلفة من عصبة الأمم لبحث قضية ولاية الموصل وأجرت دراستها للأوضاع في الولاية، وقدمت تقريرها إلى عصبة الأمم، تبنت اللجنة وجهة النظر البريطانية القاضية بضم ولاية الموصل إلى المملكة العراقية، مع مراعاة حقوق الأكراد فيما يخص اللغة الكردية، وتعين الموظفين الإداريين الأكراد.
وفي تشرين الأول 1926 أجتمع مستشار وزارة الداخلية بالشيخ محمود الحفيد وتباحث معه في الأمور التي تخص كردستان، وجرى الاتفاق على شروط الصلح مع الحكومة، حيث وقع الشيخ الحفيد اتفاقاً مع الحكومة العراقية في حزيران 1927، تعهد بموجبه أن يعيش هو وأفراد عائلته خارج العراق، مع إعادة كافة أملاكه له، وتعين وكيل من قبله لإدارة شؤون أملاكه.

وهكذا استمرت الأوضاع هادئة في كردستان حتى عام 1930، حينما وقّعت حكومة نوري السعيد معاهدة 30 حزيران 1930، فقد شعر الشيخ الحفيد أن بريطانيا قد تنكرت لحقوق الشعب الكردي، واستغل الشيخ الحفيد قيام الأكراد في السليمانية بحركة احتجاجات واسعة، ومظاهرات ضد المعاهدة، وضد حكومة نوري السعيد، ليجمع المسلحين من أتباعه داخل العراق، ويحتل منطقة [ شهر بازار ]، ثم بعث بمذكرة إلى المندوب السامي البريطاني يطالبه بإنشاء دولة كردية في منطقة كردستان تمتد من زاخو وحتى خانقين.

أنذرت الحكومة العراقية الشيخ الحفيد بوجوب مغادرة العراق، وسحب عناصره المسلحة، لكن الشيخ الحفيد تجاهل الإنذار، ومضى في توسيع منطقة سيطرته، مما دفع الحكومة إلى تجريد حملة عسكرية كبيرة ضمت رتلين عسكريين، توجه الرتل الأول نحو[جوارته] فيما توجه الرتل الثاني نحو[بنجوين]، كما شاركت الطائرات البريطانية في التصدي لحركة الشيخ الحفيد حيث دارت بين الطرفين معارك دامية استمرت زهاء ستة اشهر تكبد خلالها الطرفان خسائر كبيرة، لكن قوات الحكومة استطاعت في النهاية فرض سيطرتها على مناطق كردستان، وهرب الشيخ محمود الحفيد لفترة من الزمن، ثم اضطر في نهاية الأمر إلى تسليم نفسه للجيش في 13 أيار 1931، وتم نقله إلى مدينة السماوة ثم نقل إلى مدينة الناصرية، وأخيراً تم نقله إلى قصبة عانه، ثم سمحت له الحكومة بالإقامة في بغداد، وقررت مصادرة كافة أملاكه في السليمانية.

الثورة البارزانية بقيادة الشيخ أحمد:
حاولت الحكومة تثبيت نفوذها في منطقة كردستان لمنع أية محاولة من جانب بعض الزعماء الأكراد للتمرد على سلطة الحكومة، وكان من جملة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة قرارها بإقامة مخافر في منطقة [بازيان ] المحصورة بين [الزيبار] و[عقرة] و[الزاب الأعلى] التي تتوسطها قرية [بارزان ] حيث مقر سكن الشيخ احمد البارزاني،عميد الأسرة البارزانية المعروفة، والذي يتمتع بمركز ديني ودنيوي كبير في صفوف الأكراد .
رفض الشيخ احمد إقامة تلك المخافر، واعتبرت الحكومة أن موقفه هذا يشكل تحدياً لسلطتها، واتخذت قراراً بإقامة المخافر بالقوة، حيث أرسلت قوات عسكرية إلى المنطقة لفرض إقامتها بالقوة، مما تسبب في وقوع مصادمات عنيفة بين أتباع الشيخ احمد وقوات الحكومة في 9 كانون الأول 1930، وقد قتل ما يزيد على 50 فرداً من قوات الحكومة، وأصيب الكثير منهم بجراح، واستطاع أتباع البارزاني طرد بقية القوات التي أرسلتها الحكومة إلى المنطقة، وأخذ البارزاني يوسع نفوذه في المنطقة.

وإزاء ذلك الوضع قررت الحكومة تجريد حملة عسكرية كبيرة لإخضاع الشيخ احمد البارزاني، في شهر نيسان 1932، مستعينة بالقوة الجوية البريطانية التي شرعت طائراتها بقصف المنطقة، ومطاردة البرزانيين في 25 أيار 1931. كان القصف الجوي من الشدة بحيث دفع المقاتلين البرزانيين إلى الالتجاء إلى الجبال حيث المخابئ الآمنة، وبدأت قوات الحكومة حملتها ضدهم في 22 حزيران 1931، مما اجبر الشيخ أحمد بعد أن تشتت قواته على الفرار إلى تركيا، حيث سلم نفسه للسلطات التركية التي نقلته إلى منطقة أدرنة على الحدود البلغارية، لكنها ما لبثت أن إعادته إلى منطقة الحدود العراقية.

ولما بلغ الخبر إلى الحكومة العراقية تقدمت بطلب إلى الحكومة التركية لتسليمه، إلا أن الحكومة التركية رفضت الطلب مشترطة إصدار عفو عام عنه، وعن أتباعه، واضطرت الحكومة العراقية إلى إصدار العفو عنهم، وعليه فقد عاد الشيخ احمد وأتباعه إلى العراق، حيث أسكنتهم الحكومة في الموصل، ثم جرى نقلهم بعد ذلك إلى الناصرية فالحلة، فالديوانية، ثم استقر بهم المطاف في مدينة السليمانية.

الثورة الكردية بزعامة الملا مصطفى البارزاني:
على الرغم من أن الحكومة كانت قد قضت على حركة الشيخ أحمد البارزاني إلا أن هجمات الجماعات الكردية المسلحة استمرت دون انقطاع، حيث كانت تغير على المنطقة بين الحين والأخر. حاولت الحكومة إنشاء مخفر للشرطة في قرية [ بله] مقر البارزانيين، لكن مصطفى البارزاني رفض ذلك، وهدد بقتل كل من يحاول القيام بذلك.

وبالفعل جرى قتل القائمقام والمهندس اللذين حاولا البدء بإنشاء المخفر، وعلى الفور أقدمت الحكومة على إعلان الأحكام العرفية في المنطقة التي شملت نواحي [ ميزوري بالا] و[بازيان] و[ ميركه سور] و[كاني رش] وسيرت قوة عسكرية ضد البارزانيين، وتعاونت الحكومة التركية مع الحكومة العراقية، حيث قامت بإغلاق حدودها أمام البارزانيين وحشدت قواتها على الحدود، واستطاعت قوات الحكومة القضاء على ثورة البارزني في 30 تشرين الأول 1935. (16)

لم تهدأ الحركة الكردية رغم ما أصابها على يد الجيش العراقي، وازداد إصرار أبناء الشعب الكردي على نيل حقوقهم القومية، ومطالبتهم بتخصيص نسبة عادلة من موارد الدولة لتنمية المنطقة الكردية، والنهوض بها من حالة التخلف، والعمل على حل المشاكل المعيشية التي يعانون منها، فتقدم مصطفى البارزاني بمطالب تضمنت ما يلي:
1 ـ تعيين موظفين إداريين أكراد في منطقة كردستان.
2 ـ تعين مساعد كردي لكل وزارة.
3 ـ اعتبار اللغة الكردية اللغة الرسمية في المنطقة الكردية.
4 ـ إطلاق سراح المعتقلين والمسجونين الأكراد الذين تم اعتقالهم إبان القتال. (17)
لكن الحكومة تجاهلت تلك المطالب ولجأت على الضد من ذلك إلى تصعيد مواقفها تجاه الحركة الكردية وقيادتها، وطالبت بتسليم كافة الأسلحة التي بحوزتها، وتسليم عدد من المطلوبين الأكراد.

كان مجلس الوزراء قد قرر في 25 كانون الثاني 1944 إبعاد مصطفى البارزاني من منطقة بارزان، وأجبرته على الإقامة في بيران. فلما وجد أن الحكومة لا تنوي الاستجابة للمطالب التي بعث بها إليها ترك منطقة إقامته المحددة تلك، وبدأ يجري اتصالاته مع العديد من رؤساء العشائر الكردية، وحثهم على التعاون والتآزر، للوقوف بوجه الحكومة ومشاريعها الهادفة إلى إخضاع الشعب الكردي.

فقد زار البارزاني منطقة [ براد وست] و[ بالك] و[ به دنان]، وتنقل في[العمادية] و[عقرة] و[الشيخان] حاثاً الشعب الكردي على الوقوف صفاً واحداً للضغط على الحكومة من اجل تنفيذ مطالبهم القومية المشروعة. (18)

كما نشطت المنظمات السياسية الكردية، وعلى رأسها منظمة[هيوا ]،أي الأمل،التي بادرت بالاتصال بعدد من الضباط الأكراد العاملين في الجيش والمتقاعدين داعية إياهم إلى الانضمام إلى الحركة الكردية، وقد لبى نداءهم كل من الضباط [عزيز عبد الشمزيني] والرئيس[ مير حاج أحمد] والمقدم[أمين الراوندوزي] والرئيس [مصطفى خوشناو] والملازم الأول [خير الله عبد الكريم] والملازم [ محمد القدسي ].

وهكذا توسعت الحركة الكردية لتشمل جانبا كبيراً من العسكريين الأكراد، ولما وجد السفير البريطاني أن الأمور قد تطورت إلى درجة خطيرة، أرسل معاونه لمقابلة البارزاني محذراً إياه من الإقدام على أي تحرك ضد الحكومة، وأبلغه أن القوات العراقية والبريطانية سوف تجريان مناورات عسكرية في كردستان، محذراً إياه من التصدي لهذه القوات، ونصحه بوجوب إطاعة الحكومة وتنفيذ أوامرها، وطالبه بعودة الضباط الذين التحقوا بالحركة إلى وحداتهم العسكرية.

لكن البارزاني رد بأنه لن يبدأ بإطلاق النار على قوات الحكومة إذا فعلت الشيء نفسه، أما مسألة عودة الضباط فتتطلب اتخاذ إجراءات من قبل وزارة الدفاع لضمان سلامتهم.
وفي الفترة ما بين 5 ـ 14 آذار بدأ الفوج الرابع من الجيش العراقي بمهمة استطلاعية مما أثار الشكوك لدى القيادة الكردية، وجاء مقتل أحد أخوال البارزاني [أولوبيك ]على أيدي قوات الشرطة التي حاولت نزع السلاح من مرافقيه فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث اندفع البارزانيون نحو مخفر الشرطة واستولوا عليه، وقتل مأمور المخفر، وقد ترك البارزاني مقر سكنه عائداً إلى بارزان، معقله الحصين، وعمل على تعبئة قواته استعداداً لملاقاة الجيش العراقي الذي كان قد تم تحشيده ما بين قضاء [ عقرة ] جنوباً و[بافستيان ] شرقاً، فيما تجمعت الشرطة في منطقة [ ريكان ]، وقامت الطائرات البريطانية بقصف القرى والقصبات الكردية بوابل من قنابلها. (19)

وفي الوقت نفسه توجه البارزاني إلى عقرة مستحثاً العشائر الكردية على الانضمام للحركة الكردية، واستطاع استمالة عدد كبير منها، وبدأ الطرفان يستعدان ليوم النزال ، فقد اتخذ مجلس الوزراء في 8 آب 1945 قراراً باحتلال المنطقة الكردية عسكرياً، وخول وزير الدفاع اتخاذ كل ما يلزم لتنفيذ هذه المهمة.

بدأت القوات العراقية بالتعاون مع القوات البريطانية بالزحف على معاقل الحركة الكردية، حيث احتلت منطقة [ نهلة ] بين جبل عقرة وجبل بيرس بعد معارك عنيفة مع القوات الكردية التي كان البارزاني يقودها بنفسه، ووقعت إصابات كبيرة في صفوف الطرفين، ثم تقدمت قوات الحكومة نحو منطقة شرق العمادية، وواصلت تقدمها نحو منطقة [نيروه ريكان] ثم استطاعت فيما بعد من دخول منطقة [بارزان ] معقل البارزاني، واستطاعت تلك القوات السيطرة على منطقة [سيدكان] و [براد وست] كما تقدمت قوات أخرى على محور [بافستيان] واستطاعت أن تطوق قوات البارزاني وتحتل جبل[ بيرس ].

وفي 3 تشرين الأول 1945 عبرت القوات العراقية نهر الزاب، واحتلت مركز قضاء الزيبار[ بله]، وانسحبت القوات الكردية إلى جبل[ شيرين]. كما تقدمت قوة عسكرية أخرى في منطقة[ ديزي ] واحتلت قرية [أركوش ]، وواصلت تقدمها على طريق [خليفان ـ ريزان] واحتلت جسر [خلان] وقرية [جعفريان] .

وفي 6 تشرين الأول 1945 احتلت قوات الحكومة كامل منطقة بارزان ثم واصلت تقدمها نحو [ميركه سور] واحتلتها، كما استولت على [كلي بالندا] واستمرت قوات الحكومة في تقدمها فاستولت على [ شروان مازن ] و [جامة] و[كاني وطن] واضطرت القوات الكردية إلى التراجع نحو الحدود الإيرانية، حيث لم يكن هناك تكافؤ بين الطرفين من حيث التسليح والطائرات، والدعم البريطاني المكشوف، واضطر مصطفى البارزاني وشقيقه الشيخ احمد البارزاني للهرب إلى إيران، وبذلك انهارت الحركة الكردية، وتمكن الجيش من السيطرة على كامل منطقة كردستان. (20)

وبدأت الحكومة بإحالة المشاركين في الحركة إلى المحاكم العرفية العسكرية، حيث حُكم على مصطفى البارزاني وشقيقه الشيخ أحمد مع 35 فردا ً آخرين من بينهم 7 ضباط، بالإعدام، وحُكم على 70 آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة، وقد تم القبض على الضباط [مصطفى خوشناو] و[عزت عزيز] و[خير الله عبد الكريم] و[محمد القدسي]، وتم تنفيذ حكم الإعدام بهم . (21)
وقد اعتبرتهم قيادة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 شهداء الوطن وتقرر منح عوائلهم تعويضاً ورواتب تقاعدية. وهكذا انتهت الثورة الكردية، وتمكن الملا مصطفى البارزاني وجماعته من الوصول إلى الاتحاد السوفيتي بصعوبة بالغة، وبقي هناك حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز، حيث سمح الزعيم عبد الكريم قاسم بعودتهم وجرى لهم استقبالاً رسمياً وشعبياً، وتم إسكان الملا البرزاني في قصر غريمه نوري السعيد، وتم منحه راتب وزير، كما تم منح رفاقه رواتب شهرية، وتم إسكانهم على نفقة الدولة.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري السعيد / الحلقة التاسعة عشرة
- هذا ما يناضل من أجله الشعب العراقي المنتفض
- نوري السعيد/ الحلقة الثامنة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة السابعة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة السادسة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الخامسة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الرابعة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الثالثة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الثانية عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الحادية عشرة
- نوري السعيد / الحلقة العاشرة
- نوري السعيد / الحلقة التاسعة
- هذا هو الطريق لإجراء الاصلاحات الجذرية في البلاد يا سيادة رئ ...
- نوري السعيد / الحلقة الثامنة
- نوري السعيد / الحلقة السابعة
- هكذا جرى تشريع الدستورالعراقي ، وهذه عوراته
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الخامسة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الرابعة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الثالثة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الثانية


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - نوري السعيد / الحلقة العشرون