أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - في الطريق الى عقيدة ليبرالية عربية ج1















المزيد.....

في الطريق الى عقيدة ليبرالية عربية ج1


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1360 - 2005 / 10 / 27 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ادعي إنني صاحب الفكر التنويري المثالي في هذا العهد من ألف ألف صفحة من صحف تاريخ جنس بني الإنسان.. لكنني مجرد ” باحث ” يختبر رؤيته في ميدان البيان ..ويستنزل من أراد الجدل إلى ساحة البرهان..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، خصوصا وان ” التنافس ” أساس ازدهار أي حضارة.
يوما بعد يوم..تتجلى الليبرالية العربية، وتأخذ لها حيزا جديدا في التبلور..وبين ليبرالية مستنسخة عن اللبرالية الغربية…وليبرالية سمجة لا تملك من الليبرالية إلا المصطلحات التي صبغت النزعة القومية العربية ..، بين هذه وتلك ، ستولد الليبرالية الشرق أوسطية الجديدة..بعد أن تتكرس مفاهيمها، وتتبلور بوضوح صياغات إيديولوجيتها…وبالرغم من محاولة بعض الإخوة الليبراليين هذه الأيام صياغة ليبرالية ” مكتب ” تمثل انعكاسا لواقع التغايرات السياسية في الساحة بمحاولة لاختراق الساحة السياسية العربية ، هذا الاختراق كما يعلمنا التاريخ لن يستطيع المحافظة على السلطة حتى لو وصل إليها بدون الثوابت الفلسفية النظرية المنبثقة من واقع تطور حضارات الشرق الأوسط وحركة تاريخها الثقافية بمسيرتها الطويلة وتجربتها المريرة الغنية..!
المشكلة إن الغرب..ليس لديه العمق التاريخي الثقافي الموازي للعمق التاريخي في مناطقنا الشرق أوسطية ..وبالتالي فان الغرب يمتلك القابلية أكثر منا نحن على التكيف مع أي آلية جديدة تنظم حياته …حيث تضعف لديه جاذبية الأرض التاريخية..ولا يحتاج كثيرا من الجهد والنظريات لكي يفهم أن عليه أن يتغير..!!
على العكس من جاذبية الثقافات الشرق أوسطية العميقة جدا…التي تكبل حركتنا ، وتعيق تطورنا مالم …نتناغم مع هذه الثقافة…ونحاول التقرب منها بهدوء وحذر شديد ، يهدف إلى إفهام أمم الشرق الأوسط…أن قد آن الأوان كي تتغير..!!
آن الأوان لكي توضع رؤية فلسفية علمية تنسجم مع الثقافة الشرق أوسطية قادرة على مجادلتها بلغة مفهومة لها القابلية على إحداث التغيير في الثوابت والمفاهيم المحرمة التي يخشاها الشارع العربي والإسلامي بالتحديد ..
لا ادعي إنني صاحب الفكر التنويري المثالي في هذا العهد من ألف ألف صفحة من صحف تاريخ جنس بني الإنسان.. لكنني مجرد ” باحث ” يختبر رؤيته في ميدان البيان ..ويستنزل من أراد الجدل إلى ساحة البرهان..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، خصوصا وان ” التنافس ” أساس ازدهار أي حضارة…، ومن يدري ..لربما قطعنا الطريق على صقور البيت الأبيض وأدركنا مفاتيح أزمة الشرق الأوسط بإرساء رؤية ناجعة اقرب إلى حل مشاكلنا من مفاقمتها كما فعلت أمريكا في العراق…!؟
مشكلة الليبرالية العربية كما ذهب إليه العديد من المفكرين العرب إنها انطلقت مع بداية الاحتلال للمنطقة العربية اثر انهيارات الإمبراطورية العثمانية والتي انتهت بسايكس بيكو وبلفور ..ولهذا السبب كثيرا ما اقترن اسم الليبرالية مع الاحتلال…واليوم نواجه نفس المشكلة بحلول الولايات المتحدة الأمريكية بمشروعها الجديد في الشرق الأوسط ، نجد إن الليبرالية تميل إلى السير في اثر هذا المشروع المرفوض على النطاق الشعبي ..مما يضعف من قاعدتها الشعبية ، ورغم وجود محاولات جادة في كتابة ” مقترح” لعقيدة ليبرالية واضحة في المنطقة العربية ، إلا إنها لا تزال محدودة ، وتجربة القرن الماضي توضح لنا وبجلاء تراجع الليبرالية العربية بمجرد جلاء الاحتلال وتحول العديد من رموزها إلى اللجوء إلى بلدان المهجر ، نتمنى أن لا يتكرر هذا المشهد بعد رحيل أمريكا عن الشرق الأوسط ، ونتمنى أن لا يراهن ليبراليونا على إنها باقية في الشرق الأوسط ولن تزول فالتاريخ علمنا…أن كل من عليها فان..ويبقى وجه ذو الجلال والإكرام.
ما العمل لبناء عقيدة ليبرالية تحررية ..فكرية وسياسية قادرة على الوغول في الوسط الشعبي وتحقيق النجاحات والثبات في أرضية الفكر المنافسة للتيارات الاسلاموية ؟
إن علاقة السياسة بالدين وفق المنظور الاسلاموي تحاول إقصاء الفكر الليبرالي بذرائع متعددة ، الوقوف في صف أمريكا في مقدمتها ، لذا يجب أن تكون العقيدة الليبرالية واضحة الملامح والمواقف…تجاه القضايا المصيرية للأمة ، ولا يعني هذا أن تقف بمواجهة أمريكا بكل الأحوال ، وإنما تتبنى المواقف التي تستحق المواجهة بدون اصطناع ، في نفس الوقت ، لابد من وضوح موقفها من ( الفكر ) الاسلاموي وتبنيها لنظريات نقدية تعالج فلسفته من الجذور … ونجد الليبراليين اليوم ينقدون الفكر الديني لكن برؤى مؤطرة بالرأي الشخصي لهذا الليبرالي أو ذاك ، الليبرالية العربية بحاجة إلى نظرية نقدية جامعة للفكر الديني و إلا فان الجهود كلها ستذهب هباء ما أن تزول أمريكا ( وحده صاحب الحول والقوة لا يزول ) فحينها سيتحول ليبراليونا إلى سياسيي اغتراب بدلا من أن يكونوا قيادات للقواعد الشعبية ، إن المحتل لايبني من الهياكل السياسية إلا الكيانات الورقية وتجربة العراق اليوم تظهر وبوضوح تام خصوصا لعراقيي الداخل إن هياكل السياسة التي يصنعها المحتل هياكل متهرئة لا تقوى على الاعتماد على نفسها أبدا ، وذلك يعود إلى كثرة تقاطعاتها مع أهداف المحتل ، لكن عندما تتضح صورة العقيدة الليبرالية كمنهج إنساني شامل مستقل عن المحتل وفكره قادر على توجيه النقد للمحتل في المواضع التي تستحق ذلك فان صدى الليبرالية الشعبي بالتأكيد سيتزايد ، لا نعني بهذا خداع الجمهور ، بل التحدث معه بصراحة ووضوح ، وتبني مناهج توعية واقعية تحركه كي يبني حياته ويثق بنا كليبراليين ببناء مستقبله .
وأملي في النهاية أن ينبري ليبراليونا إلى تضمين عقيدتهم رؤية إنسانية شامله تغوص بعمق فلسفي قادر على مجادلة و ( ثني ) الفلسفة الاسلاموية في رؤيتها للوجود الطبيعي للإنسان ، لابد للعقيدة الليبرالية أن تطرح رؤية جديدة للإنسان ، أتمنى أن لا أوصف بالإسفاف حينما أقول :
يجب أن تتفوق هذه الفلسفة على كل من الفكر الغربي بكل مستوياته وتوجهاته…والفكر الاسلاموي بكل تاريخه وعشعشته في الأدمغة العربية ..!!
إننا بحاجة إلى عمق ( روحي ) في هذه العقيدة ، لا اقصد أن نتبنى ديانة ليبرالية سماوية ، لكن مفهوم روحي إنساني علمي جديد يرقى إلى أن يصبح ايدولوجيا تحررية قادرة على التحرك ليس في نطاق الشرق الأوسط حسب …إنما العالم كله.
اعلم إن الكلام ربما خرج عن دائرة الضوء المتعارفه في أوساطنا السياسية ودخل إلى حيز الفكر المحض ، لكن بدون مثل هذا هكذا تعمق لن نكون أبدا بقادرين على الوغول إلى قعر طبقات الفكر الشعبي كما يفعل الاسلامويون…في نفس الوقت أود بيان إننا لسنا على خلاف عدائي مع الاسلامويين فيما يتعلق بالتوجه السياسي ، على الاسلامويين أن يفهموا في النهاية إن الاسلاموية صنعة قديمة مثل موديلات السيارات القديمة التي عفا عليها الزمن وليس بامكانها الاستمرار مع مجتمع متطور، وكذلك الغرب لسنا ضده وإنما تبنينا إيديولوجيتنا الخاصة لأنها نابعه من واقع وعمق مجتمعنا ، وفي النهاية فان الموضوع يستحق المناقشة الجادة خصوصا وان مجتمعنا بحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى .



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- الديمقراطية والحداثة في العالم العربي
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- بابلٌ تتحدث...فلتنصتي لها يا صحراء
- سيد الارض المعظم..ليتقدس اسمك..ليات ملكوتك على الارض ايها ال ...
- حقيقة الدين بين الوحي والفطرة
- الدخول الى فضاء العقل الكوني
- سفينة ٌ تبحث عن مرفأ
- الإعلام العربي.....بين مصداقية الشرف المهني...وطوفان العولمة ...
- نظام اسلامي في العراق.....محطة لابد من المرور عليها
- تناقض مفهوم العقلانية الإسلامي...الديمقراطية والتصحيح
- قناة الجزيرة....عادت تتحرش بالعراق مرة اخرى ؟؟
- ما يجب أن تكون فعلته أمريكا بعد احتلال العراق..إنها الأسرة . ...
- العراق بين ثورتين
- الاستمناء الثقافي العربي..تعريف جديد للارهاب ؟؟
- إقليم ســــومــــــر....بين الإمكان من عدمه ..؟؟
- الليبرالية العربية.....هل ستكون سفينة نوح إذا ما حل الطوفان ...
- اسس ومبادئ الارسال والاستقبال التخاطري


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - في الطريق الى عقيدة ليبرالية عربية ج1