أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد














المزيد.....

مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


في قراءات عديدة تطالعنا بها بعض الأصوات والتي تنتقد المثقفين خصوصا على سكوتهم وعدم جديتهم في محاريبة الأفكار والسياسيات الأقصائية والتجهيلية والتغيبية التي تنتهجها قوى وإرادات وتسيرها أحداث ووقائع عنفية وهمجية في غالب الأحيان قهرت بل طحنت المواطن البسيط والإنسان العادي بعجلتها التي ترتدي الكثير من الألبسة والعناوين التي تتراوح بين المقدس والضروري والعملي والأحتكام إلى لغة واقع القوة , ويلقي بفشل المجتمع في التصدي لهذه المحاولات على النخب بالذات الثقافية والفكرية الرصينة والتي من الواجب التقليدي والضروري لها العمل على التصدي بكل ما أوتيت من قوة لهذا المد الظلامي والمتخلف عن كل أشتراطات حركة المجتمع والزمن , وبذلك ينفض الكاتب والمتكلم عن نفسه المسئولية الأخلاقية والوطنية من أن يحمل روحه أو وجوده الذاتي شيء من أثار هذه الخطيئة التي يسميها حضارية .
المثقف الذي ينتمي للثقافة لا يكون كذلك حتى ينخرط تماما بعالمها الإنساني الطبيعي فالثقافة ليست مجرد معلومات ومعارف تخزن , ولا سلوكيات يتمظهر خلفها البعض , ولا شعارات تقال هنا وهناك , الثقافة الجادة والإنسانية ريادة في تناول مشكلة الإنسان ووجوده بالبحث والتقصي والتدبير العلمي وكيفية الأنتقال بها من حالة السلب والتهميش لحالة الفعل الإيجابي المعزز للقدرة على أن نكون في الحال الأكثر قربا للمنطق الطبيعي للأشياء , المثقف عندما يتناول الفقر فهو يفهم المشكلة على أنها أختلال في الميزان الطبيعي للحقوق والواجبات وأختلال في سيرورة النظام الأقتصادي الذي أنتج سياسة الأفقار والتفقير ,وبالتالي عمله يكون في محاولة قيادة ناجحة ومتدبرة وواقعية وعلمية للمجتمع لتصحيح الأختلالات وليس بمحاربة الأغنياء والعطف على الفقراء , بل بأعادة فرض القواعد المسيرة للتغيير الإيجابي وتحييد القوانين المؤثرة في حدوثة الخلل ذاته .
المثقف الإنساني بطبيعته أن يكون أول من يلاحظ أوجه الأنحراف لما يمتلك من مقدمات فكرية ومعرفية ومنهج تراكمي قادر على أن يقوده لأن يكون الأكثر حساسية في ملاحظة ما لا يراه الأخرون بسعة الفعل العقلي لديه , هنا أود أن أشير إلى حقيقة لا تمس مجتمعنا المحلي فقط ولكن تقريبا كل المجتمعات الإنسانية بدرجة أو أخرى أبتدأ من المجتمعات التي تميز نفسها بأحترام الثقافة والمثقف وتستجيب لعمله ووجوده وأتهاء بكل المجتمعات التي تحارب كلمة الثقافة وتعتبرها الفايروس الذي سيتسبب بأنهيار منظومتها الفكرية المتحجرة والجامدة , هذه الحقيقة أن المثقف يعاني بشكل أيضا مميز وبدرجات من عدم الفهم الجزئي وصولا إلى الألغاء والمحاربة والتقتيل والأقصاء , وبالتالي هو في موضع لا يحسد عليه ولا يمكن أن ينال القدرة الكاملة للتحرك والعمل ما لم يتخلى عن وعيه وإدراكه ووجوده الأساس كرائد وقائد ومرشد لعملية التغيير والتصحيح.
المشكلة الأخرى وهي الأكثر فعلا سلبيا وتأثيرا على المثقف في سعيه الدائم لأن يتبنى ويقوم مخلصا لوظيفته العضوية ,تتمثل في غياب الحلقات التوصيلة أو الوسيط بين الفكر والناس ,هذه الحلقة أو الرابط يعاني شبه عطل وأغتراب وغياب عن دوره الأكثر قدرة ونجاح على أن يكون الوسيط بين الغالبية البسيطة "ذات الأمتلاك المعرفي المحدود" والتي هي بحاجة دوما لأن تكون خلف قيادات وواجهات تسير خلفها ,وقد أكتسبت ثقتها ليس من خلال كون هذه القيادات تمتلك العصا السحرية ,ولكن من خلال جديتها في نقل أفكار المثقف النخبوي ونجاحها في إيصال ما مطلوب للقواعد العريضة ,التي يجب أن يلحقها نفع وتغيير حقيقي في شرط الوجود اليومي والتفصيلي , في مجتمعات مثل المجتمعات العربية والإسلامية نجد هناك أنفصام وتخلف في أرتباط هذه الحلقات وتفاعلها في ربط الرؤية الكونية التي يتبناها المثقف وبين القاعدة الشعبية ,التي من الصعب عليها أن تدرك ماهية الرؤية ولا كيفية تجسيدها ,الحلقة الوسطى والتي عادة ما تكون الأنشط والأكثر تغلغلا في الواقع العملي نجدها اليوم منشغلة بأكثر من أشكالية ومتخلفة هي الأخرى عن أدراك ووعي لدورها المحوري في التغيير بما مخطط لها أن تكون في حال يمنع عليها أو يشغلها أن تفعل الواجب والمطلوب.
المثقف النخبوي ولا أقصد طبعا الغالبية التي تسمي نفسها وتنتظم عادة تحت عناوين الثقافة هو ضحية مزدوجة من قيم المجتمع وأشتراطات القوى المتحكمة فيه سواء أكانت دينية أو سياسية تحت عنوان أيديولوجي ما ,أو تحت أشتراطات واقع أجتماعي يحارب رواد الفكر والمعرفة , وضحية أيضا لغياب هيكلية البناء الثقافي الصحيح عندما يكون الرابط الذي وجوده ضروريا وحتميا في أداء الرسالة وبين الواقع غائبا وممتنعا عن مسايرة الفكر في لحظات التجلي العملي والبسط الواقعي له , ومظلوم من الجماهير التي تتعامل مع المثقف النخبوي على أنه خارج أطار تفكيرها وعليه أن ينزل لحدودها المعرفية بدل أن تسعى هي للرقي بأفكارها البسيطة وبذلك تحدث تحول جذري ومتناغم مع قوانين العلم والمعرفة والثقافة , ومظلوم أيضا من الطبقة المعرفية المساندة التي في بعض تفكيراتها تريد أن تكون البديل التفسيري أو التأويلي للفكر النخبوبي وتستمد من وجودها العريض مشروعية التنافس دون أن تكون قادرا أصلا على تجاوز أو المساواة مع فكر وثقافة النخبة , وبذلك تدخل في متاهات النقاش الأفلاطوني الذي لا يغني عن أداء الدور المناط بها والذي يمثل جوهر وجودها .




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنيون ومستقبل الحراك الجماهيري
- الكاتب الحداثوي ومهمات أكتشاف المعيارية الإبداعية
- المسرح هو الإنسان وليس المكان , مقدمة رواية ( ملك لا يبلى )
- الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود
- رؤية عراقية في الإصلاح
- الإنسان حين يكون إشكالية ح1
- مقدمة في الإلحاد ح7
- مقدمة في الإلحاد ح6
- مقدمة في الإلحاد ح5
- مقدمة في الإلحاد ح4
- مقدمة في الإلحاد ح3
- مقدمة في الإلحاد ح2
- مقدمة في الإلحاد ح1
- وردة أنت ..... أم جنة أزهار
- تعالي
- المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه
- الإعلام ومشكلة الوظيفة
- الشعر والشعراء ومحنة الكلم
- الإبداع والتحرر بين هوية الثقافة ... وهوية المجتمع
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد