أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8















المزيد.....

أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 17:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) ـ 8

قبل تولي البلاشفة السلطة في روسيا كان لينين قد توعّد مثقفي البورجوازية الوضيعة في أنه لن يسمح لهم بالاتهيال على عضوية الحزب الشيوعي بعد استلامه للسلطة حيث أن البورجوازية الوضيعة وهي قليلة الحيلة، من حيث دورها في الإنتاج القومي، تجهد لتعوّيض هذا النقص بمزيد من الخبث والدهاء المميزين وتبرع في اقتناص القوى من الطبقات الأخرى، ولذلك رأى لينين أن مثقفي البورجوازية الوضيعة سينهالون على الانتساب للحزب الشيوعي إقتناصاً للسلطة، وتوعد بأنه لن يسمح بذلك . لكن لينين بكل صرامته لم يستطع حماية الحزب من انهيال مثقفي البورجوازية الوضيعة فكان أن وجد نفسه في العام 1922 يطالب قيادة الحزب بطرد مائة ألف عضواً من الحزب واكتفت القيادة بطرد عشرين ألفاً فقط ـ من بينهم زوجة ستالين التي رفضت أن تعرف نفسها بزوجة ستالين . بل وصل الأمر في نفس العام إلى أن هدد لينين بالانسحاب من الحزب واصفاً أعضاء اللجنة المركزية على أنهم غير ماركسيين وهو ما يعني بالطبع على أنهم من الأصول البورجوازية الوضيعة .
وها نحن اليوم نعاني من ماركسيي البورجوازية الوضيعة فتراهم يتشتتون برؤاهم حول النظام الدولي القائم، فمنهم من يقول أن النظام الرأسمالي هو اليوم في طور الاتحطاط والانهيار، وشتٌ آخر يرى الرأسمالية وقد تمكنت وازدادت توحشاً، وشت ثالث يرى الرأسمالية وقد تطورت إلى مرحلة أرقى من الامبريالية وهي العولمة، وأشتات أخرى لم تستطع تحديد رؤاها ومنها من يجزم أن النظام الرأسمالي لا يزول إلا بقيام النظام الاشتراكي وطالما أن النظام الاشتراكي لم يقم حتى الساعة فالنظام الرأسمالي ما زال على قيد الحياة ؛ ولعل هؤلاء القوم ينسون أن النظام الاقطاعي بدأ في التفكك في القرن الخامس عشر لكن النظام الرأسمالي لم يتكامل إلا في القرن الثامن عشر .

لسوء حظ البورجوازية الوضيعة ولحسن حظ البروليتاريا بالمقابل فإن كارل ماركس لم يغفل عن أية أداة من أدوات منهجه في تحليل نظم الإنتاج والتعرف على مختلف مدخلاتها ومخرجاتها . يبدأ النظام الرأسمالي بتوافر رأس المال (نقد) وتقسيم رأس المال إلى قسمين : رأس المال الثابت المتمثل بالبناء والمكائن، ورأس المال المتحرك المتمثل بقوى العمل وبالمواد الخام . العملية الرأسمالية تتركز بتجسيد قوى العمل في المواد الخام (القيمة المضافة) لينتج عن ذلك بضاعة ذات قيمة استعمالية وأخرى تبادلية بحيث تستبدل في السوق بنقد، ولذلك أوجز ماركس العملية الرأسمالية بمعادلة ثلاثية الحدود تقول (نقد ـ بضاعة ـ نقد)، وهو ما يعني أن العملية الرأسمالية أو نظام الإنتاج الرأسمالي يقتصر على إنتاج البضاعة وهذا شرط لا يجوز تناسيه لدى البحث في بنية النظام الرأسمالي ، وبناء عليه فإن إنتاج الخدمات لا يصب في طاحون الإنتاج الرأسمالي بشكل من الأشكال .
القلب الذي يضخ الدماء في جسم التظام الرأسمالي هو القيمة المضافة . الرأسمالي يغامر برأسماله ويشتري البناء والمكائن اللذين لا يضيفان أية قيمة وازنة للمنتوج في نهاية الأمر، بل يفقدان باستمرار من قيمتهما، ويشتري المواد الخام التي لا تضيف أية قيمة . العمل هو القيمة المضافة الوحيدة التي يحققها الرأسمالي ويجعل من المادة الخام سلعة ذات قيمة استعمالية وقيمة تبادلية بنفس الوقت . فالرأسمالي يشتري العمل ب (3 س) من النقود ويبيعه ب (4 س) والفرق (1 س) هو فضل القيمة التي منها فقط تتحقق الأرباح وهي لغز النظام الرأسمالي الذي لا ينتهي إلا بانتهاء النظام نفسه .
في الولايات المتحدة والتي كانت الحصن الأخير للرأسمالية فإن حوالي 80% من قوى العمل لا تضيف أية قيمة للإنتاج القومي . القوات المسلحة والشرطة والمخابرات لا تضيف سنتيماً واحداً للثروة الوطنية، ومثلها الخدمات الصحية والتعليمية كما البنوك وشركات التأمين ومختلف الخدمات الأخرى بأنواعها . العاملون في هذه القطاعات يستهلكون الثروة ولا ينتجونها، ينفقون حوالي 90% من الدخل
ويأتيك بالإخبار من لا علم لديه ليقول أن مجمل الانتاج القومي للولايات المتحدة يبلغ أكثر من 16 ترليون دولار وهو لا يعلم أن 12.8 ترليون من هذا المبلع أُنفقت في إنتاج الخدمات دون أن تضيف سنتيماً واحداً إلى الثروة الوطنية . كان يتوجب أن يحتسب هذا المبلغ الهائل في باب النفقات وليس في باب الإنتاج حيث الإنتاج المادي الفعلي يقف عند 3.2 ترليون دولاراً فقط .
يتم عادة إنتاج الخدمات بدون رأسمال على الإطلاق، لا ثابت ولا متحرك ؛ بدون بناء وبدون أدوات إنتاج وبدون مادة خام بصورة خاصة حيث تضاف قيمة العمل إلى المادة الخام قصراً . وهكذا فإن إنتاج الخدمات لا يتضمن بحال من الأحوال القيمة المضافة التي هي اللغز الأبدي للرأسمالي ومحط اهتمامه الوحيد . وهكذا فإنتاج الخدمات لا يمكن أن يتم وفق قواعد النظام الرأسمالي أو محط اهتمام الرأسماليين إذ لا ينتج قيمة عداك عن فائض القيمة ؛ خليك عن أنه إنتاج فردي حيث يتكامل تقسيم العمل وهو حصن الطبقية بعكس الإنتاج الرأسمالي الجمعي حيث يتلاشى تقسيم العمل توطئة للإنتقال إلى الشيوعية . أضف إلى ذلك أن الإنتاج الفردي لا يجمع قيماً بمقدار ما يجمع الإنتاج الجمعي .

كلما تحدث قليلو العلم عن الرأسمالية والإمبريالية ذكروا الولايات المتحدة مثالاً على ذلك . الولايات المتحدة وإنتاجها كما يذكرون يساوي حوالي 22% من إنتاج العالم وسكانها لا يزيدون عن 5% من سكان العالم إلا أنهم مع ذلك لا يكفيهم إنتاجهم ويضطرون إلى الاستدانة من الخارج لحوالي ترليون دولار سنوياً وهو ما يؤكد أن حساباتهم للانتاج السنوي ليست صحيحة إذ لا يجوز احتساب الإنفاق على الخدمات من الدخل القومي ـ ما هو الدخل الذي أدخلته الجيوش الأميركية بعد إنفاق 650 مليار دولاراً سنوياً !؟

ما إن تذاكر في شؤون الوطن قوميان أو متمركسان من متمركسيي البورجوازية الوضيعة إلا ونددا بالإملريالية والاستعمار ممثلين بالولايات المتحدة الأميركية وسياساتها المؤيدة للكيان الصهيوني .
ليس أدل على أن مثل هؤلاء القوميين والمتمركسين ليسوا إلا أفّاقين وأفّاكين طالما أنهم لم يذكروا السلطنه العثمانية الكولونيالية بسوء وهي التي أناخت بكلكلها الثقيل على صدورهم لأربعة قرون ظلماء لم تنته إلا مع دخول الجيوش الأنجلو فرنسية للبلاد، كما لم يذكروا بسوء القوى الاستعمارية الحقيقية التي حلت محل الكولونيالية العثمانية في العام 1919 لكنها لم تمارس السياسات الاستعمارية بعد العام 1921 وقد أخذت الشيوعية تتهددها بعد أن انهزمت جميع جيوش الدول الاستعمارية الرأسمالية أمام البلاشفة .
بعد هزيمة 19 جيشا جهزتها 14 دولة رأسمالية إمبريالية على أيدي البلاشفة الروس أيقنت الدول الرأسمالية الإمبريالية أنه لم يعد بمقدورها القضاء على البولشفية التي تعلن دون مواربة على أن هدفها الأول والمباشر هو تحطيم النظام الرأسمالي العالمي . إزاء هذا الخطر الحقيقي الداهم انتقلت الدول الرأسمالية الكبرى من ممارسة السياسات الاستعمارية التقليدية، سياسة فتح أسواق جديدة واستغلال شعوب البلدان المستعمرة والتابعة، إلى سياسة الدفاع ضد الشيوعية والعداء لها وهو ما يكلفها التنازل عن امتيازات ملموسة كانت تحصل عليها من خلال قهر شعوب المستعمرات . الاستعمار الانجلو فرنسي لم يمكث في المشرق العربي أكثر من عشرين عاما عرفت الشعوب خلالها المجالس النيابية والدساتير والملوك أو الرؤساء العرب وهو ما لم يكن معروفاً قبلئذٍ .
تفرغت الامبريالية لبناء المصدات لأمواج الثورة الشيوعية الهادرة، فبنت الفاشية في إيطاليا 1922 وبنت منظمة الإخوان المسلمين في مصر1927 وبنت النازية في ألمانيا 1933 . مصدات الشيوعية هذه كانت على حساب النظام الرأسمالي الامبريالي غير أن المخابرات البريطانية (MI6) وكانت العقل المدبر للرأسمالية العالمية لم تحتسب أن الكولونيالية النازية/الفاشية ـ وليس الرأسمالية ـ هي التي ستسبق الشيوعية في تحطيم الرأسمالية الإمبريالية، بل وستقف الشيوعية في وجه الكولونيالية الفاشية النازية دفاعاً عن الرأسمالية .
بعد الحرب العالمية الثانية ورثت الرأسمالية الأميركية كل مواريث الإمبريالية لكن إدارتها الحمقاء وهي قليلة الخبرة لم تتعلم الدرس الذي تعلمته الامبريالية الانجلو فرنسية في أن البولشفية لا تُهزم فكرست كل قدراتها لمقاومة الشيوعية وكانت تكرس 16% من موازنتها الانحادية لمقاومة الشيوعية حتى بلغ بها الأمر لأن تبني صناعات رأسمالية الطابع في شرق وجنوب شرق آسيا وهذا بالتحديد هو النشاط المعادي للرأسمالية الغربية والأميركية بصورة خاصة فكان أن باتت الولايات المتحدة نفسها سوقاً مفتوح المصاريع للبضائع الشرق أسيوية، وليس مستبعداً في مثل هذه الحالة أن يهب الشعب الأميركي نفسه بعد كل هذا الحمق للإدارة الأميركية في ثورة شيوعية !!
الولايات المتحدة لم تمارس السياسة الاستعمارية ما بين انتهاء الحرب 1945 وانهيار النظام الرأسمالي في بداية السبعينيات وهزيمتها كدولة عظمى في العام 1974 في فيتنام إذ كانت قد غرقت إلى ما فوق أذنيها في مقومة الشيوعية حتى فقدت نفسها . أعداء الشيوعية يتملكهم دائماً الجنون ويفقدون كل تعقل .
سيدعي بعض متمركسيي البورجوازية الوضيعة أنني هنا إنما أقوم بالدفاع عن الامبريالية الأميركية لكن هؤلاء القوم الضالين يعرفون أيضاً أن الحرب على الأعداء تبدا بمعرفة العدو على وجه الدقة قبل كل شيء آخر . وما حربهم على ما يدعونه الامبريالية الأميركية إنما هي حرب دونكشوتية . لو أن الولايات المتحدة لا تؤيد اسرائيل تأييداً مطلقاً لما جروء عربي على وصف الولايات التحدة بالدولة الإمبريالية مع أن سياسة أميركا في تأييد اسرائيل جاء من منطلق مقاومة الثورة العربية المتحدة عضوياً مع الثورة



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 7
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 6
- (المفكر الإسلامي) لا يفكر على الإطلاق
- القطبة المخفية في الانتفاضة السورية
- ما بين مالثوس وماركس
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 4
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3
- وليد يوسف عطو يسب الشيوعيين بحماية الحوار المتمدن
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم)
- - الماركسيون - المنهزمون
- المانيفيستو الشيوعي اليوم
- إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني (مرة أخرى)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (2)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)
- لا سياسة بلا اقتصاد (3)
- لا سياسة بلا اقتصاد (2)
- لا سياسة بلا اقتصاد (1)
- خصوصية الماركسي الشيوعي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8