أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور الموسوي - اذ لا ضمانات بحب الحسين















المزيد.....

اذ لا ضمانات بحب الحسين


انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)


الحوار المتمدن-العدد: 4959 - 2015 / 10 / 18 - 16:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل البدئ ارجوا ان يكون التفكير فيما اكتب بعقل بعيداً عن روح العاطفة التي تغطي روح النص.
العقيدة لها اجزاءها وهذا ينطبق على كل العقائد.
فيها
1- الجزء المكتمل الفوقي وهو رأس مال العقيدة الكلامي والمنطقي والعملي والعلمي في ادارة الحجة والاقناع.
2- الجزء المشكل للخطاب سواء كان خطاب سياسي او اجتماعي في وسائل وطرائق الطرح للمتلقي.
3-الجزء المشكل للهوية ( الفردية _الهوية الجمعية).
من تلك الاجزاء الثلاثة تنبثق الولادات الفكرية والعقائد الإجتهادية! والطقوس.
تلك الأساسيات لها بعدها على كل ديانة وعلى اي فكرة عقائدية مهما كانت.
هنا على نحو العموم والتطبيق للعقيدة الخاصة الاسلامية. وسوف لن افصل بها لأني مقتنع اممياً ان الحسين ذروة بالقيم للجميع دون آخر لكن في مقام التفصيل على مستوى الطقوس يكون الخاص بالجزء الشيعي. فمتبنياتها لركائز الإسلام مستندة بشكلها في النقطة الثالثة وما انبثق منها التاريخ الحافل لأساطين البلاغة والحكمة التي تزخر المكتبة الشيعية بمواقفهم وحكمتهم التي اتفق على صحتها حتى المضاد لهم فضلاً عن المعتقد بهم.هناك فرق بين الفتوحات الإسلامية و بين هواجس ادارة الفكر الشخصي الفردي والأخلاقي في تربية المُجتمعات.
بعد تأريخ علي وموقف الحسن جاءت ثورة الحسين بن عليّ.
استندت الثورة الحسينية على نسخة طبق الاصل في مقاراناتها مع ماجاء به محمد بن عبد الله واراده علي والحسن فامتدت بنسخة كانت جداً خالصة في الطرح وواضحة بالمعنى بسيطة بالطرح لو عقدنا المقارانات المناسبة بينها وبين الجزء المقابل لها او المضاد.
ركزت ثورة الحسين على :
* الظلم في قبالة القداسة الفكرية والأخلاقية شيء لايمكن ان يُسكت عنه.
* حرية اتخاذ القرارات بعد ان ارجعهم لأصولهم.
* الأرث القيمي الذي استند عليه الحسين المستوحى كما قلنا من انه النسخة طبق الاصل عكس الإرث في الطرف المضاد المستوحى من اعادة مجد طبقة الطلقاء وإنتاج ارث للإجداد بصيغة التأويل.
* الحرية والاصلاح التي شملة حسب عبارته ((امة جدي رسول الله)). هنا وفي نفس نص هذه العبارة تكمن نكتة جداً مهمة ان معسكر الحسين في قبالة عبارتَه (( ماخرجت اشراً ولابطراً ولاظالماً ومفسداً وانما طلباً للصلاح في امة جدي رسول الله )). كان في معسكر الحسين المسيحي والأسود والطفل والمراءة تلك كانت رسالة واضحة ان رسالة جده كانت لها ابعاد اكبر من ان تصبح عربية او قومية او معزولة بوادٍ غير ذي زرع. للثورة ابعاد اخرى كثيرة ومهمة مايهمني الآن هو كيف تم تهميش الثورة فقط بالطقوس؟.
اطلق الرسالة وحارب من اجلها وقارع من اجل العقيدة والمبدئ ليكن من جهة نسبه فاعلاً انه بحق ادى الامانة عن رسالة محمد ومن جهة ثانية خلق فكر التصحيح دائماً في المسار الذي عبرنا عنه النسخة طبق الاصل من الرسالة الاصلية.
هنا كمنت المفارقة الحسين أعطى درساً بالعدل، التضحية، الفكر،الأصالة لرسالة جده ، واشارة ان الفاعلية الحاكمة للدولة منتصرة بالفعل مهزومة بالإرادة.
ركزت كل معطيات التوجه الشيعي بالعمل واركز على عبارة ( بالعمل). دون التنظير لأن المكتبة تشمل جمة من النصوص التحليلة الرائعة. ركزت على كيفية ادارة الطقوس وتأويل النصوص في قضية مابعد مقتل الحسين ونشر ظلامته وسبي مجتمعه وذلك امر حسن لو كان هو احد معطيات الفكر او بعبارة ادق فرع من فرعيات النظرية المستوحاة من الرسالة الأهم.
فعودة على ذي بَدْء الطقوس جزء مقدس لكل ديانة لكنه ليس النسخة الاصلية لمعطيات النظرية واهدافها.بل هي دائما ماتأتي مكملة لروح العقيدة ومنسجمة مع تطلعاتها الشمولية في النشر والتعميم فقط.فهل الحسين قُتل وأستشهد فقط مجرد كي يُقتل ويُستشهد؟ لتخرج امة تبكي عليه؟! وهل نتاج النسخة الاصيلة هي فقط اللطم والشعائر والقيمة والمواكب؟.
اين العمل والتطبيق بالنتاج الفكري الذي هو اساس المبدئ؟ اين التعميم الحقيقي للمارسة الانسانية التي ثار من اجلها الحسين؟ اين للامتداد الطبيعي للثورة بأنسنتها مع ثقافة المجتمع؟ رسالة التفاوض مع القوة كما حصل معه وعمر بن سعد، رسالة البيعة المرفوضة، رسالة مقت الكذب والكذابين كما صرح بها، رسالة اليقين بالمعتقد والعمل به، رسالة العطف مع الآخرين، رسالة الدمج المجتمعي، رسالة البذل والعطاء، رسالة الاحترام، رسالة كشف الخيانات، رسالة وهب المسيحي، رسالة الدير، رسالة دفع ثمن ارض كربلاء قبل النزول بها، رسالة التدافع الوجودي من اجل الحياة ، رسالة الرحمة، وبالنتيجة رسالة العمل. كل ماذكرته أنفاً له ادلته في خطبه في واقعة الطف منعاً للإطالة لم اذكره لكني اعلم جيداً ان النص في حوزة الجميع. تلك الرسالة على مستوى التطبيق التي ارادها الحسين ان تصل حيدت بالفعل وبقت بالتنظير. وارتكزت رسالة القتل والسبي لتحل محلها على اساس الطقوس لتكن محورية! وهذا ما اوقع العامة بجهل العمل وعدم تصدير النظرية بالفعل وبقت صامدة بالقوّة.
ان لم يكن العمل الصالح هو محور ذات الانسان ويحل محله اقامة الشعائر هل هو كفيل في نصرة الحسين ؟ ومن يعتقد ان خدمته بالموكب هي واسطة لإجتيازه خط النار مع استمراره بالحيلة والدجل والسرقة والربا هذا يعني انه لم يشكل خطر فقط على نفسه ونفاقه بل هو ضرب القضية بمحور اساس في فكرتها التي خرج من اجلها الحسين بن علي فبدلاً ان يكون عوناً اصبح شيناً عليه!
اذ لاضمانات بحب الحسين دون عمل دون تطبيق دون جهد دون عدم رياء دون عدل دون خبز دون حرية دون رحمة دون احترام دون تعايش سلمي دون رفض للضيم الواضح. دون قيم دون امانة وايضاً دون تأويل مزدحم جداً بتفعيل فرعيات النص وترك الجوهر.بعدم معية تلك الامور لا تىجد تطمينات بل توجد تداعيات. اذ لا اصطحاب مع ذلك الرجل العظيم فكراً وعملاً.
اود ان اشير ايضاً ان لاتكن الطقوس تعبير عن حالة اليأس.خيبة الامل التي تشكل عقدة دائمية عند نفسية كل فرد عراقي ليمارسها لحاجته هو ،وقضائها، واستذكار بعض الويلات التي مرت به هو شخصياً او الانتكاسات التي حصل عليها هو الفرد. ليجد متنفس بقضية الحسين ليبكي معها على نفسه هو! تلك حالة ايضاً مختزلة لعموية النص الاستشهادي وتحويله الى جنبة شخصية. تأكد حبك للحسين ان تسير اليه بقلبك لا ان تسير اليه بصدرك. وتأكد ان تاريخ الحسين مهما طال الدهر وعظم هو اعظم من فكرة الـ(( السي_السي))!!! التي يتلفظها مصدروا الثورة واقزام الفكر الضحل. تأكد جيداً اذ لاضمانات باللطم فقط او بالتطبير او بالزيارة دون ان تتجه لهُ بكامل كلك وتعمل معه كشريك ازمة لازالت تحتاج الى الاصلاح الى هذا اليوم.
انا لا انقد الطقوس بل اقول انها عند كل اصحاب العقائد موجودة وفي كل ديانة وهي جزء من محور العقيدة الفرعي لكني انتقد بعض مستورديها. اما مغيبة عنهم الحقيقيّة لعدم ادراكهم لجوهرها نتيجة جهلهم الفكري. او هم غائبين عنها بالإرادة نتيجة اوهام شخصية وازدواجية نفسية وحب للذات والظهور او ازمة نفسية يجد بها صاحبها مخلصاً له من هجين الانفعلات البائسة التي يمر بها على المستوى الشخصي. ففي ذلك كله تميع للقضية وحصر لها بل سرقتها وتحويلها الى غاية فارغة المضمون خالية العمل والتطبيق.

ان تفهم شيئاً وتعقله كالحسين ستمارس طقوسك عليه بقلبك قبل ان تضربها برأسك.
ان تخرج لاطماً بالحسين هو غيره ان تخرّج مُلَطِماً للحسين. ارسم الحسين في عملك سيرسمك التأريخ ثائراً.
مارس السلام ستمارس الطف.
كن مصلحاً في خطابك ولغتك واسلوبك ستجد كربلاء في طوكيو
انحني على سجادة العدل ستجد عاشوراء في روما.
قل كلاماً وافعل فعلاً يمنع مشاكل الارض تأكد انك ايضاً خرجت للإصلاح في امة جد الحسين.
من غير المنطقي ان تجعل الأزمنة التأريخية محفل لطقوسكَ وانت كل ايامك عدمية اذ لا اصلاحات لا خدمات لانزاهة لا نظافة لا تعامل حسن لا مؤسسات مهنية. ظلمك لنفسك بالسكوت وعدم التحرر من قيود أوهامك لتجعل من واقعك غير فاسد ذلك هو الإصلاح الذي يجرك بالفعل والقوة لتمارس طقوسك في حينها بكل الم وبنفس الوقت بفخر كونك شاركت بالقضية ذات الجوهر. اخرج على نفسك وامشي لها ذلك يجعلك تخرج للحسين مهرولاً له.
لاضمانات بحب الحسين دون فكر وعمل مع طقوس مهيبة اكن لها كل الأحترام لأن القضية تحتاج ان ننشر ثقافة الظليمة لكن ببعدها الاسمى والاهم.
والسلام على الحسين في كل حين وآن.



#انور_الموسوي (هاشتاغ)       Anwar_H.noori#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذ لاضمانات بحب الحسين
- الثقافة الامية
- اسقاط دولة ام تحقيق مطالب؟
- مذكرات ليست ببعيدة / اليوم الطويل
- جدلية الاصلاح السياسي والتظاهرات
- المعركة المضادة ح1 ارعاب داعش
- المعركة المضادة ارعاب داعش ح1
- المعركة المضادة : ارعاب داعش ح3
- المعركة المضادة ارعاب داعش
- المتطورون :
- بدائية التسلط
- مابين خط النار والتقشف العراق سينتصر
- ياعبادي هل ستكون فرانكلين روزفلت ؟؟
- هل سيصبح العراق كالمكسيك عام 1982 ماذا لدينا بعد العجز؟؟
- لا افهم شيئاً مما تدعون!!!
- إشكالية الترقيع السياسي
- إشكاليات الترقيع السياسي
- إيقاف ألقصف بداية لأمل أم أتفاق سياسي ؟
- بين السطور الواجب والممكن
- لن اقترب لكن (سأخوط بصف الأستكان)


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور الموسوي - اذ لا ضمانات بحب الحسين