أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهدي الداوودي - الحياة بين الحقيقة والموت














المزيد.....

الحياة بين الحقيقة والموت


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 22:44
المحور: المجتمع المدني
    




الحياة بين الحقيقة والموت

زهدي الداوودي
في كل خطوة تخطوها لمواجهه الموت‘ تجد نفسك خائر القوى يقتحمك النعاس. كل شئ يبدو لك في تلك اللحظات حزينا جدا، مقفراً، كئيبا، جامداً لا حياة فيه، تحس بنفسك قد انقطت عن العالم الخارجي وفي تلك اللحظة بالذات، تعرف أن الموت ليس مجرد مفردة اعتيادية كتلك التي يسمعها الانسان كل يوم ضمن أحاديث أو مناسبات مختلفة دون أن يتأثر بها.
مفردة الموت تقترب من محتواها الحقيقي المرعب، ليس من الشخص المرشح للموت، إذ انه لن يدرك حقيقة موته ولن يصدقها أبداً، ذلك أن المناعة التي منحته اياها الطبيعة، أقوى بكثير من وعيه الذي لا يمكن أن يعيش تجربة الموت التي لا تختلف عن تجربة النوم، فالنائم لا يعرف متى بدأت عملية النوم. الفرق إذن بين الحالتين هو أن النائم حين يستيقظ، يعرف أنه كان قد استسلم للنوم بخلاف الميت الذي لن يستيقظ.
كما لا تهزك هذه المفردة حين تمس أنسانا لا تعرفه. بيد أنه، أي الموت، يتحول إلى شيء لا يمكن أن يوصف حين يواجهك مباشرة. إنه خنجر يتخذ طريقه إلى القلب دون أن يقتلك، ودون أن يخرج من هناك. وإن شاء له أن يخرج من القلب، فان جرحه لن يلتئم. إنه كابوس يجثم على صدرك ابداً.
إنه يفطر معك.. يتغدى معك ويتعشى معك.
إنه يتسلل إلى ىشرايينك وأعصابك ويمتص كل ما يقدمه الأطباء من العقاقير الشافية. إنه يتناوب معك ليلاً ونهاراً.لقد عذبك ستة أعوام.
و أدت بك العملية إلى إنهيارك التام. وازداد قلقك المشروع. كنت أحيانا فرحا مغتبطا، بيد أن مجموعة من الأعراض المرضية كانت تلقي عليك ظلالها.

هكذا كان يتعامل مؤيد الراوي مع الكلمة أو المفردة أو مع الفكرة التي تهبط عليه في منتصف الليل ويتساءل: لماذا اختارتني أنا بالذات؟.
كان مؤيد رساما بل رساما جيدا. طلب مني ذات مرة أن أصطحبه إلى طوزخورماتو، حيث منزلنا، كي يتمكن من رسم أزهار المشمش البيضاء الطاغية على أجواء خورماتو. اعتذرت متألما لعدم تحقيق رغبته مذكرا أياه مداهمة الشرطة لبيتنا قبل أيام قلائل. وكان أن سكت دون أن يشتم كعادته.

سيرة ذاتية
ولد مؤيد شكري الراوي في العام 1939 بمدينة كركوك . من أب عربي وأم آثورية.
شارك في الحياة الادبية والفنية في وقت مبكر، بانياً نفسه بنفسه كأي شخص عصامي.
أنهى دراسته الاكاديمية في دار المعلمين الإبتدائية عام 1958 .
بعد تخرجه نسب إلى التعليم في ريف كوردستان وعين معلما في ناحية شوان. وراح يعمل بشكل جدي في مجال تحديث الشعر العربي وتطوير أدبه الواسع. وكان له الدور الحاسم في جمع كوكبة من مثقفي كركوك الذين شاركوه في مهمته، بيد أن انقلابيي البعث الفاشي، قطعوا عليهم الطريق وأرسلوهم إلى السجون.
سافر إلى الاردن ولبنان والتقى هناك بالمجددين من جماعة شعر. وعبر مشاركته المدروسة، تمكن من العمل في صفوف المقاومة الفلسطينية. وكان هذا يعني بالنسبة للمواطن العادي، رحى الحرب الأهلية الدائرة بين الجبهتين. وفي العام 1980 تمكن من الاستقرار في المانيا حيث توقف قلبه عن الحركة.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤيد..
- موضوعات للمناقشة الحرب الأهلية في العالم القديم العراق نموذج ...
- من أجل وحدة حقيقية
- الشهيد كامل شياع / من أرشيف زهدي الداوودي
- ماركسية لينينية أم ستالينية؟
- سياسة القرصنة، إلى أين؟
- تجربتي الروائية
- يوم الشهيد الشيوعي
- الثقافة العراقية في ظل الفساد
- صياد الصقور
- فرياد راوندوزي كاتب يستحق موقعه
- إنفصال أم إستقلال
- إرادة المرأة
- أيها القلب
- يتيم أمام أبواب اللئام
- مقامات كركوكية
- العاهرة الرجيمة
- لو عرف الوهم
- قادر رشيد: بطل من هذا الزمان
- بانتظار عيد رأس السنة الميلادية


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهدي الداوودي - الحياة بين الحقيقة والموت