أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رابح لونيسي - تأثير الهجرة في عملية التغيير الثوري لمجتمعاتنا















المزيد.....

تأثير الهجرة في عملية التغيير الثوري لمجتمعاتنا


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 15:08
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تأثير الهجرة في عملية التغيير الثوري لمجتمعاتنا


البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-
البريد الإلكتروني:[email protected]


تصادف هذا العام الإحتفال بهجرة سيدنا محمد )ص( إلى المدينة المنورة مع عيد الهجرة الوطني 17أكتوبر المخلد لذكرى مجازر1961 في باريس التي أستشهد فيها أكثر من 300 مهاجر جزائري خرجوا في مظاهرات منددين بالتمييز الذي تعرضوا له بإقرار والي باريس موريس بابون حظر التجوال للجزائريين ليلا لمحاصرة نشاطاتهم الثورية، لكن هدفنا ليس الحديث عن هذا التاريخ الهام في ثورتنا، بل نبتغي منها إبراز أبعاد أخرى تتمثل في أهمية الهجرات في حركية التاريخ العالمي وتحولاته للشعوب والأمم، والتي أولاها العديد من المفكرين والمؤرخين العالميين إهتماما كبيرا، لكننا سنحصر مقالتنا حول دور الهجرة في تاريخ ومصير أمتنا الجزائرية، وننطلق من إعتقادنا بأن إختيار17أكتوبر كعيد للهجرة قد غيب مسائل هامة جدا، وقزم دور المهاجرين، وحصر تاريخهم ودورهم فقط في هذه المظاهرات وجمع الأموال للثورة، والتي تقدر ب80% من ميزانيتها.
يبدو أن سبب هذا الإختيار قد أملته صراعات سياسية، وأستهدفت تقزيما لدورهم بسبب موقف فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني من الصراع حول السلطة في 1962، حيث وقفت إلى جانب الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية معتبرة أياها تمثل الشرعية في مواجهة جيش الحدود وتحالف بن بلة- بومدين آنذاك.
كان من الأجدر لإبراز أهمية المهاجرين ودورهم في عمليات التغيير والتحرير أن يتخذ تاريخا آخر لهذا العيد، وهو تاريخ تأسيس هؤلاء المهاجرين في فرنسا لنجم شمال أفريقيا رسميا يوم 15جوان1926، والذي يعد أول تنظيم يطالب صراحة بإسترجاع الأمة الجزائرية إستقلالها، فمن المستحيل فهم جذور ثورة نوفمبر1954 الحقيقية دون العودة إلى هذا التنظيم، فمنه أنبثق حزب الشعب الجزائري في1937 ثم الحركة من اجل الإنتصار للحريات الديمقراطية في1946 ثم المنظمة الخاصة في1947،والتي كانت نواة لجيش التحرير الوطني، ومنها برزت جبهة التحرير الوطني في1954، فجذور الثورة التحريرية ونواة فكرة إسترجاع الإستقلال تعود إلى هؤلاء المهاجرين إلى فرنسا الذين أنشأوا نجم شمال أفريقيا الذي غير إسمه عدة مرات كما ذكرنا آنفا، ولم تلتحق التنظيمات الأخرى إلى الثورة كالعلماء والبيانيين لفرحات عباس وآخرين إلا بعد عامين من إنطلاقها بعد جهود مضنية قام به عبان رمضان وزملائه لإقناعهم بالإلتحاق بالثورة بصفتها ثورة تخص الأمة الجزائرية كلها -حسب تعبير عبان-، ولاتخص فقط التيار الإستقلالي الذي أشعلها، والذي تمتد جذوره إلى نجم شمال افريقيا الذي أسسه المهاجرون في فرنسا، ومن هنا أتسعت جبهة التحرير الوطني إلى كل الآخرين بعد ما كانت محصورة في أعضاء المنظمة الخاصة والكثير من مناضلي الحركة من أجل الإنتصار للحريات الديمقراطية، المنبثقين عن نجم شمال أفريقيا، والذي غير إسمه إلى حزب الشعب ثم الحركة من أجل للحريات الديمقراطية، ونشير إلى أن البعض قد آخذ وأنتقد عبان على توسيعه للجبهة إلى التنظيمات الأخرى، ومنهم بن بلة الذي قال ساخرا بعد ضم عبان للعلماء "أنه لم يبق لنا إلا إلحاق هؤلاء المعممين بالثورة".
ولفهم جذور الثورة يجب العودة إلى هؤلاء المهاجرين إلى فرنسا بحثا في البداية عن العمل لإعالة آهاليهم في الجزائر، خاصة بعد القضاء على إنتفاضة المقراني في منطقة القبائل، وما تبعها من تنكيل وتجويع ومصادرة للآراضي، فبعد هجرة هؤلاء إلى فرنسا أحتكوا بأفكار أوروبية جديدة، ومنها الإشتراكية والديمقراطية وحقوق الإنسان والوطنية وفكرة الأمة وحق الشعوب في تقرير المصير، كما أكتشفوا أساليب أخرى للنضال كالإضرابات والنقابات والمظاهرات والأحزاب والصحف وغيرها، فمكنهم الإحتكاك بأوروبا من تحديث الأفكار وأساليب التحرير بعد ما كانت تقليدية من قبل وضعيفة الفعالية لأنها تعتمد على المواجهة القتالية المباشرة تحت قيادة زعيم كما كان يحدث أثناء المقاومات الشعبية التي عادة ماتنهزم بسبب إختلال ميزان القوى، فأدخل هؤلاء المهاجرون تكتيكا وأساليب حديثة للنضال والكفاح لم يعرفه شعبنا من قبل، كما أدخلوا أفكارا سياسية حديثة أوروبية المنشأ، ولم يكن شعبنا يسمع بها إلا قليلا على يد بعض المتنورين آنذاك، فقد أحدث هؤلاء المهاجرين نقلة كبيرة لشعبنا من ناحية أساليب العمل وكذلك الأفكار الحديثة التي يعتبرها البعض اليوم أنها "أفكارا تغريبية"، لكنها كانت أفكارا حديثة ثورية لدى هؤلاء الوطنيين الكبار الذين كانوا وراء إسترجاع الجزائر إستقلالها، ويبدو أنه لهذه الأسباب كلها يحاول البعض اليوم طمس الدور الحاسم للمهاجرين في تحرير الجزائر.
وما يجهله الكثير أنه حتى الحركة الإصلاحية بقيادة الشيخ بن باديس كانت أيضا نتاج هجرة من نوع آخر، لأنه إضافة إلى هجرة جزائريين إلى أوروبا، كانت هناك أيضا هجرات إلى المشرق العربي، ومن هناك نقل بن باديس والإبراهيمي والعقبي الأفكار الإصلاحية التي كان محمد عبده والأفغاني من روادها، لكن حصرت جمعية العلماء مرجعيتها في محمد عبده، ولفظت الأفغاني الذي قلما تذكره في خطابها أو تشير إليه بسبب ثوريته وراديكاليته في مواجهة الإستعمار على عكس محمد عبده الذي يستند في الإصلاح على التعليم فقط دون الإقتراب من السياسة، وهي أهم نصيحة قدمها لعلماء دين في الجزائرأثناء زيارته لها في 1903.
لكن مايجهله الكثير أنه حتى أفكار الإصلاح الديني في المشرق لم تكن فقط نتيجة إكتشاف مدى الضعف والأنحطاط الذي دب في المسلمين مقارنة بأوروبا، بل هي أيضا نتاج هجرة إلى أوروبا ذاتها وإحتكاك بحضارتها وأفكارها، خاصة محمد عبده والأفغاني، أفلم يقل محمد عبده بعد نفيه إلى باريس وإنبهاره بفعالية التنظيمات والممارسات الأوروبية "أني رأيت القرآن يمشي على الأرض"، أفليس هذا تعبير ضمني وغير مباشر من هؤلاء أن التنظيمات والمؤسسات وبعض الممارسات الأوروبية هي النموذج الواقعي والعملي والمعاصر الأقرب إلى الإسلام ومبادئه؟ أليس مالاحظه هؤلاء من تقدم الأوروبيين هو الذي حفزهم أكثر للعمل من أجل إخراج المسلمين من تقوقعهم وتخلفهم بتوفيق ومزج أفكار وتنظيمات أوروبية بمباديء وقيم الإسلام، ففي الحقيقة كان سعيا منهم لإعطاء شرعية دينية لممارسات ومؤسسات وأفكار أوروبية رأوا فيها أنها لاتناقض مباديء وقيم الإسلام الكبرى، ألم يكن هؤلاء الإصلاحيين من أشد المدافعين عن أفكار الإشتراكية والديمقراطية والمؤسسات الدستورية؟، ألم يكن محمد عبده وراء صياغة دستور ديمقراطي في ثورة عرابي؟، وكان الأفغاني وراء إبداع مصطلح "الإشتراكية" بالعربية متأثرا بالأفكار الإجتماعية في أوروبا التي كان ينشرها ماركس وأنجلس وغيرهم، فقال بأنها من الإسلام وأعطاها عنوان "الإشتراكية" مستندا على حديث لرسول الله )ص( "الناس شركاء في ثلاث النار والماء والكلأ"، ألم يكن بن باديس ديمقراطيا على الشاكلة الأوروبية من خلال مقالته "أصول الولاية في الإسلام" مستندا على خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتي كيفها مع المباديء الديمقراطية ودولة القانون؟، لكن للأسف تراجعت مجتمعاتنا عن هذه الأفكار الدينية التنويرية أمام زحف الوهابية السلفية المدعومة بالبترودولار، والتي ولدت في أرض نجد الصحراوية، ولم تحتك بالعالم الحديث، فبقيت أفكارا جامدة منغلقة تريد للمسلم أن يغترب زمانا، ويعيش في عصر آخر غير عصره.
لسنا هنا بصدد كتابة تاريخ المهاجرين، بل نريد الإشارة إلى أهمية الهجرة في تغيير وتطوير شعبنا وأمتنا، ونعتقد أنه حان الوقت لنعلق آمالا كبيرة على مهاجرينا في كل أصقاع العالم بهدف البناء الداخلي وإخراجنا من التقوقع الذي وقعت فيه مجتمعاتنا والتخلص من الأفكار المتطرفة والمنغلقة المنتشرة اليوم بقوة بيننا، فالمهاجرون يشكلون قوة هائلة بإمكانها خدمة الجزائر ثقافيا وتكنولوجيا وعلميا، ولما لا نفكر في إنشاء لوبيات ضغط قوية منهم في المهجر تغير وتؤثر في مسار العلاقات الدولية لصالحنا ولصالح قضايانا الإستراتيجية؟، أليس من الغرابة أن يردد علينا يوميا الكثير أن أمريكا تدعم الكيان الصهيوني بسبب ضغط اللوبيات الصهيونية على الحكومة الأمريكية، لكن لم نطرح إطلاقا السؤال الصحيح الذي يجب طرحة بدل الهروب منه كي لا نتحمل مسؤوليات الفشل، ونلقيها على عاتق الآخرين، فالسؤال الحقيقي الذي يحتاج إلى إجابة هو كيف بملايين المهاجرين المسلمين إلى أمريكا وغيرها من الدول الكبرى التي تقرر السياسات العالمية عاجزين على إنشاء لوبيات ضغط تخدم قضايانا، فالتجربة الصهيونية في ذلك جديرة بالدراسة للإستفادة منها في ذلك.
لكن من الأهمية الإشارة أن سعي تيارات أيديولوجية منغلقة والجماعات الإرهابية لتوظيف هؤلاء المهاجرين فيما يعتقدونه حربا على الغرب، فإنه سيضر كثيرا بقضايانا، ليس فقط لأن تصرفاتهم الطائشة والطفولية يمكن أن تتخذ كذريعة لإعادة إستعمارنا من جديد، بل أيضا أنها ممارسات تعطي فرصة لأعدائنا، ومنها الحركة الصهيونية لتقويض كل محاولاتنا للبناء والإستفادة من مهاجرينا، وذلك بتهميشهم وإضعاف أي تأثير إيجابي لهم في الرأي العام والحكومات الغربية، وستفقد دولنا من خلال ذلك أداة فعالة للتأثير في صناعة السياسات الدولية وخدمة قضايانا ومصالحنا.
أننا اليوم نحتاج إلى وزارة هجرة فعلية وإعتبارها وزارة إستراتيجية ليس لمراقبة وتخدير مهاجرينا كما كانت تفعل ودادية الجزائريين في أوروبا، بل لتحويل هؤلاء المهاجرين إلى عامل بناء للجزائر داخليا وخارجيا.

البروفسور رابح لونيسي



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداسة الحريات مستمدة من قداسة الله سبحانه وتعالى
- شعارات الأوليغارشيات الزاحفة في الجزائر بين الحقيقة والزيف
- ماذا يختفي وراء التغييرات والإقالات في جزائر اليوم؟
- إقرار الطبقية العلمية الإيجابية كحل لمشكلة التخلف في فضائنا ...
- وحدة سياسات الغرب تجاه المنطقة المغاربية بين الوهم والحقيقة
- هل الطريق ممهدة لتكرار مأساة التسعينيات في جزائر اليوم؟
- الجزائريون والمسألة اللغوية عبر تاريخهم بين الإنغلاق الأيديو ...
- الأهداف المتسترة وراء إثارة النقاش اللغوي في جزائر اليوم
- الهوية الثقافية المغاربية-الجذور والتحولات التاريخية-
- علاقة المشروع الأمبرطوري الأمريكي بمخطط لتفتيت دولنا المغارب ...
- معوقات بناء دولة-الأمة الجزائرية بين القطيعة والإستمراية
- صرخة إلى الضمير الوطني-داعش كأداة لإعادة إنتاج الإستعمار الغ ...
- فرانز فانون-مفاتيح لفهم الإضطهاد العنصري والثقافي عبر التاري ...
- الجذور التاريخية للتوظيف السياسوي لمسائل الهوية في الجزائر
- مقاربة لفهم ومواجهة أخطار التفكك في دولنا المغاربية
- من غيب المغاربيون في التاريخ الحضاري؟
- هل نحن بحاجة اليوم إلى بروتستانتية إسلامية؟
- مقاربة للخروج من مأزق الإنتقال الديمقراطي في العالم العربي-د ...
- حركة التاريخ بين سدنة المعبد وورثة الأنبياء
- نقاش حول مسألة إعادة ترتيب سور القرآن الكريم


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رابح لونيسي - تأثير الهجرة في عملية التغيير الثوري لمجتمعاتنا