أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟















المزيد.....

لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 16:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



هذا السؤال له علاقة بالواقع ، أعني إن الجواب عليه ينطلق من الواقع ومن فهم للعلاقة العربية مع الدول التي يمكن الإعتماد عليها ، إيران ومن خلال السنوات الأخيرة أبدت روح وإرادة في ان يكون موقفها منسجماً مع الموقف العام الذي نريده ونرغب به ، وهنا أشير لدورها الواضح الذي لا لبس فيه من الإرهاب ومن التطرف ومن الإنفتاح على الغير والتعامل بروح طيبة في الأحداث العامة ، وروسيا بما تحمل من أرث ومن علاقة أستراتيجية مع المنطقة حريصة ليكون موقفها نابعا من تطلعات شعب المنطقة ورغباتهم ، وهنا يكون التعاون معها ومع إيران ضروري وحاسم ومفيد وهنا نشير إلى العلاقة السياسية والإقتصادية ، وهذه العلاقة تجعل من الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب محسومة لصالحنا وصالح شعوب المنطقة ، ولهذا كانت مشاركتهما لنا في حربنا ضد الإرهاب مشروعة ومقررة بالقانون والنظام والأخلاق ، وكم سمعت من تصريحات لمسؤولين في الدولتين حرصهما حتى في الطرق والكيفيات التي يمكنهما فيها مساعدتنا ومساعدة شعبي العراق والشام وهما يخوضان حربهما المشروعة ضد الإرهاب والتطرف ، تلك الحرب التي ما عادت حرباً محلية ولا حتى اقليمية ، بل أصبحت ونتيجة لطبيعتها حرباً كونية وهذا على حد تعبير الرئيس السوري ، ففي هذه الحرب سوف تتشكل مرحلة جديدة من تاريخ العالم ، مرحلة تخرج فيها منطقتنا من تأثيرات الدين السياسي ومشاكله المتنوعة والمتعددة ، وتلك ستكون أول نتائجها على الصعيد الوطني ، إن أحدا لا ينكر الطبيعة التي نشأ فيها الإرهاب وترعرع في منطقتنا ، ولا نقول كما يحلو للإعلام المعادي إنه كان بفعل سقوط بغداد سنة 2003 ، صحيح إنه لما سقطت العاصمة لم يكن هناك برنامجاً معيناً ومحددا للقوات الأمريكية تمشي وتسير على هدآه ، ولهذا تركت المنطقة تعيش قدرها مع - الفوضى الخلاقة - على رأي كوندليزا رايس ، نعم هي فوضى ولكن على رأي يوسف شاهين فوضى خلفت كل شيء قبيح وسيء ، ومنذ ذلك التاريخ كُتب على منطقتنا أن تعيش الحرب الطائفية والمذهبية والقومية ، حرباً مُدنسة غير نزيهة غذتها يد الخارج لتأكل في طريقها ما بنته الأجيال عبر قرون من الزمن .

إن شعب العراق وشعب سوريا حينما يضعون اليد مع روسيا وإيران إنما يضعون ثقتهما بما يمكنه مساعدتهم في التخلص من البلاء والشر المتلبس ثوب الدين وعباءة الموحدين ، وفي ذلك لا ضير قانوني أو أخلاقي في أن تكون النصرة لنا من خارج الحدود ، حدث هذا وأيدناه في تحرير الكويت سنة 1991 ويحدث اليوم ونؤيده كذلك من اجل تحرير بلادنا وشعبنا في سوريا والعراق ، إن الحرب في منطقتنا لها تأثيرات وتفاعلات عالمية كبيرة ومن مصلحتنا ان نمد اليد لمن يتعاون معنا من غير إلتواء أو تحقيق أغراض دنيئة ، إن التأثير الذي تحدثه الحرب هو في ذلك التنافس وفي ذلك التطاحن على إستغلالنا ونهب ثرواتنا وبالمقابل زرع كل ما يفتت وحدتنا وقوتنا ، إن دولاً بعينها يهمها جداً ان ينمو التطرف والإرهاب ليتحكم في مصيرنا ومستقبلنا ، وهذا الأمر ملموس ومؤكد وقد برز للعيان في مناسبات منها التخلي عن المواقع في الموصل والانبار وفي المناكفة في أدلب وتدمر ، وهو بروز سيء أدى إلى نكسة خلفت حقداً كراهية وتراجع في دور البناء والتنمية ، إن الدول التي نعنيها ذات مصلحة في تفتييت بلداننا لا يهمها من الأمر سوى في جعلنا متخلفين وأن نبقى غير قادرين على التفكير والشعور بما حصل وبما سيحصل .

إن الأحداث التي تشهدها منطقتنا وبالذات في العراق والشام جعلت من المستحيل ان يكون الحل داخلي ، وكان لا بد من تدخل دولي قادر وحاسم ، ولقد جاء دور التدخل الروسي الذي شجعناه منذ البداية ليكون الفاعل والمعجل في نهاية التطرف والإرهاب الذي عبث فسادا وشرا في منطقتنا ، إن معركة جيش العراق وشعبه وجيش سوريا وشعبها ضد الإرهابب هو الرد الحقيقي لما فعلته يد الغير في منطقتنا ، إن العراق والشام كانا ولا زالا بحاجة الى مساعدة شريفة ، مساعدة مجردة لا تبغي ارباحا أو مصالح غير نزيهة ، فلذلك كانت روسيا بما تحمل من أرث هي القادرة على المساعدة الفعلية والعملية لتحقيق الإنتصار والتحرير ، ولا ننسى الإرادة الشعبية الداعمة لهذا التوجه ، والإرادة الشعبية هي دوما اقوي وأعمق وابعد أثرا وأوضح تعبيرا من إرادة كل قوى الدنيا ، ولكن الإرادة الشعبية تحتاج فيما تحتاج إليه التخطيط الواعي والحنكة خاصةً في ظل المساعدات التي يتلقاها الإرهابيون من بعض الدول المغامرة والحانقة ، لهذا كان الواجب دعوة روسيا وإيران لتكونا شريكيين في الحرب على الإرهاب ، وفي ذلك لا يهم نعيق أولئك المخادعين المنحرفين ، والذين يريدون ان تطول معاناتنا سنيين وسنيين ، عن طريق التحايل والمخاتلة وعدم المجابهة الجدية مع الأخطار ، بل ويزيدون نار الفتنة إشتعالاً لننغمس كلنا فيها جميعاً وهذا هدف مرسوم لنتيه في سراديب الجهل والتزوير والتسويف والأحقيات المزعومة التي لا أساس لها ولا هدف .

نعم إنه وبرغم هول الأحداث التي حلت بمنطقتنا وبرغم كل هذا الزخم الإعلامي المشجع على الفتنة والداعي الى تفتييت العراق والشام ، برغم كل هذا العنف والصخب تبدو كفاءة شعب العراق وجيشه وشعب سوريا وجيشها أقوى وأدل في حسم الصراع ونهايته لمصلحتيهما ، وبدلاً من تولد الهزيمة كانوا هم الذين يصنعون لنا النصر ويتقدمون لتحرير الإنسان والأرض من أكبر ظلم لحق بهما في العصر الحديث ولنقرأ إنتصاراتهم في صلاح الدين وفي حلب وفي حماة وفي الرمادي في بيجي وفي أدلب واللاذقية وفي كل مكان ، ومن الطبيعي أن تأخذ حربنا على الإرهاب كل هذه الأبعاد الدولية والمعاني الإنسانية ، وإن تحدث هذه الحرب الهزة في وجدان وشعور شعوب العالم وهي ترى تلك الهجرات الكبيرة العابرة والمقتحمة لكل الحدود ، اليوم يشعر العالم عمق مأساتنا من هذا الخطر الدموي الإرهابي ، وها أنا أسمع من أصدقاء غربيين رغبتهم في الإقتراب أكثر من مشاكلنا وكيفية معالجتها ، ولهذا أسمع منهم تلك الرغبة في تصعيد الحملة الروسية لإقتلاع جذور الإرهاب، معتبرين ذلك جزء لا يتجزء من الدفاع عن حقوق الإنسان في الحياة الكريمة ، إن للعراق والشام أهمية تاريخية في قديم الأيام وفي ككونهما ملتقى لحضارات العالم وأديانه ، وتتجلى أهميتهما اليوم لما يمتلكان من عناصر تغذي العالم بالقدرة على الحياة والعيش ، بل وأضيف إنهما الآن يشكلان العنصر الحاسم في الصراع الدولي والأقليمي على الإرهاب والتطرف .

إن دعمنا لروسيا وإيران هو دعم لمشروع الحياة ضد مشروع الموت والقتل والإرهاب والجريمة ، وثمة ثقافتين لا يجب إلاّ أن نكون مع أحدهما على الأخرى وليس هناك ثمة منطقة محايدة أو فاصلة ، وفي ذلك لنستعيد تلك المقولة الشهيرة والقائلة - إما أن نكون مع الإرهاب أو ضده - ونحن عن إرادة ورغبة في أن تكون الحياة أجمل نقف مع الحياة وضد الإرهاب متحدين مع كل شعوب العالم الحر لنجعل من غدنا أفضل من يومنا ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتحيا روسيا
- تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق
- قراءة هادئة في تطورات القضية السورية
- الأحزاب الدينية وفقدان الضمير
- بيان صادر عن الدائرة الثقافية والإعلام المركزي في الحزب اللي ...
- الليبرالية الديمقراطية هي المنقذ الوحيد للعراق
- الشرف
- كنت هناك
- ما بين - المليشيا والحشد - من الإختلاف في اللفظ وفي المعنى
- مبدأ - أذهبوا فأنتم الطلقاء -
- أضغاث أحلام بعض الإيرانيين
- وهذا ردي على هرطقات الأزهر
- بمناسبة يوم المرأة العالمي
- في سياق مقال الأخ - آراس جباري - عن العلمانية والليبرالية لد ...
- جدلية الحرية والقانون
- عاشت فرسنا
- كلمة في يوم الجيش العراقي
- مقالات الليبراليين الديمقراطيين .المقالة الثانية : العقيدة ا ...
- مقالات الليبراليين الديمقراطيين ... المقالة الثانية
- مقالات الليبراليين الديمقراطيين


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟