أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟















المزيد.....

-محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 12:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ولأن هناك من يستخدم النقابة وتشنيف مسامع الشغيلة بالشعارات الرنانة والعنتريات الصالونية لخدمة مصالحه تحت الطاولة وحتى فوقها،ولأن هناك من يستخدم الحزب السياسي كفزاعة للضغط بقواعده الحزبية للحصول على المقاعد الانتخابية والحقائب الوزارية وتحوله إلى طاغية وحده الموت من يقدر على إزاحته من منصبه ،ولأن هناك من يستخدم الجمعية أصلا تجاريا للحصول على الفتات مقابل التطبيل والتزمير في طابور التمسح بتلابيب السلطة،هناك كذلك من يتاجر ويرتزق بالدين الإسلامي لتحقيق بعض المكاسب الدنيا الزائلة مقابل تغذية نار الحروب المذهبية والاقتتال الطائفي وشريعة جئناكم بالذبح والخنق والتمثيل والسبي في حرب وقودها شباب فقير أنهكه الفقر وفتك به الجهل ،حرب يلعبها الكبار ويشعلها الدعاة بالمقابل طبعا ويحترق فيها البسطاء.
استقطبت الزيارة التي كان يعتزم تأطير أحد محاضراتها الداعية الشهير "محمد العريفي" للمغرب بدعوة من حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية استقطبت نقاشا كبيرا خاصة داخل أوساط المنتديات الاجتماعية والتي توجت بعريضة ترفض هذه الزيارة جملة وتفصيلا ،المعارضة الشرسة التي أبانتها قطاعات واسعة من المثقفين والنشطاء الحقوقيين ومناضلي الحركات المدنية وكذا فئات كبيرة من المواطنين البسطاء المتدينين بالإسلام الشعبي الوسطي الذي ورثه المغاربة عن أجدادهم والذين تصيبهم القشعريرة والهلع من هذه الخطابات -التي لم تنتج سوى الدماء والسحل وقطع الرقاب وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية وإقامة أسواق النخاسة للمرأة وتكفير المجتمع بل وحولت هذه الفتاوي دولا كانت قبلة للفكروالإبداع ولحركات المقاومة الفلسطينية والتعايش الطائفي والمذهبي إلى مجرد كانتونات وميليشيلت مسلحة وأمراء حرب تخدم
مشروع من يدفع أكثر لا يهم إن كان من يدفع تركيا أو قطر أو السعودية أو أمريكا أو الكيان الصهيوني- مما أبعد الطابع الإيديولجي التي حاول الكثير من الشيوخ المغاربة "كالفيزازي" و"الريسوني" إلصاقه لهذه المعارضة في إشارة صريحة إلى الأوساط العلمانية.

فمن هو محمد العريفي ؟
إنه أحد تلامذة المدرسة الوهابية السعودية التي تعود بجذورها الفكرية إلى "أبي حامد الغزالي" الذي دق أكثر من مسمار تكفيري في نعش الفلسفة والعقلانية في حربه الضارية على "ابن رشد" والمعتزلة وجميع من اعتمد العقل منهجا للتفكير ،"أبو حامد الغزالي" الذي عبد طريق الانحطاط والتخلف ومحاربة العلم والفكر والتقدم ليسلم مشعل محاربة الاجتهاد ومصادرة التأويل إلى "ابن تيمية" ثم عبره إلى "محمد بن عبدالوهاب" مؤسس الدولة السعودية في بداية القرن العشرين ،الدولة التي جعلت العرب يسيرون إلى الخلف رغم أنها تنام على محيطات من النفط وتحصد الملايير من الحجاج.
"محمد العريفي" هو السفير الفكري لدولة داعش ،هو داعية ذو مرجعية فكرية تفيض بالدماء والقتل والنعرات الطائفية واحتقار المرأة واضطهاد الأقليات وتكفير الديمقراطية ومشتقاتها، "محمد العريفي" هو إلى جانب "يوسف القرضاوي" داعية حلف الناتو التي حولت فتاويهم ليبيا إلى دويلات وسوريا إلى منطقة دولية وحرب كونية تتقاتل فيها أكثر من 80 جنسية ثم العراق الممزق الذي عرف أول مدنية في التاريخ الإنساني وما يزخر به من تراث إنساني ومعالم حضارية وذاكرة بشرية مشتركة التي تخربها عصابات داعش بالمعاول والفؤوس ، واليمن التي تحالف أخيرا إخوانها لأول مرة في تفعيل لاتفاقية الدفاع المشترك بمباركة الجامعة العربية وأمريكا والكيان الصهيوني لتدمير ما تبقى من بنياتها التحتية المتهرئة أصلا، وما يتهدد تونس التي تترنح تجربتها الجنينية كنبتة في مفصل صخرة تتهددها دول الخليج التي لم تجرح حتى أصبعا في حرب مع إسرائيل الكيان الغاصب والمحتل لأرض فلسطين.
لا يمكن أن ننتظر غير الخراب والسقوط بل والفتنة الكبرى وقد تبوأ "محمد العريفي" و"القرضاوي" وغيرهما على مصير هذه "الأمة" ،وحتى لانطلق الكلام على عواهنه ،وحتى ندرج ضمن لائحة المسخرين لصد بناء استنبات دولة داعش بأرض المغرب الأقصى ، إليكم بعض فتاوي "محمد العريفي " الذي هو بالمناسبة ظاهرة صوتية تجيد التجييش ودغدغة العواطف واستثارة المشاعر الدينية لدى المواطنين البسطاء الدين ألفوا هذا الصنف من الخطابات العاطفية التي انتصر للأسف تاريخيا بها الفقهاء والدعاة على الفلاسفة والمفكرين ،إنه لمن سخرية الأقدار كما يقال فإن تجييش القطيع لايحتاج سوى إلى راع في حين استقطاب شعب مواطن مبدع ومنتج يحتاج إلى حكماء ومفكرين ومدارس وخبراء وتضحيات كما حصل في تاريخ الشعوب المتقدمة.
هل من الإسلام أن يفتي "العريفي" القادم من صحراء الخليج بالتحريض على قتل الشيعة وهدم الكنائس؟
هل يستقيم أن يفتي داعية بعدم جواز اختلاء الأب بابنته ولو بالمنزل الذي يسكنانه ؟
هل من الطب والعلم العلاج ببول البعير ؟
هل من الإسلام دعوة الشباب العربي والمسلم للالتحاق بصفوف داعش للجهاد ؟
هل من الدين القول أن المرأة ناقصة عقل ودين وأنه يحرم عليها حتى قيادة السيارة حتى لايهتز حوضها وتثار رغبتها الجنسية ؟
هاته الفتاوي وأخرى موغلة في السطحية والهلوسة الجنسية ومستغبية للذكاء الإنساني الذي لا يمكن أن يستسيغها عقل بشري يستخدم مادته الرمادية في العصر الحالي التي تفجرت أمام حاسوبه معطياته العلمية والفكرية على مستويات التقدم ودرجات الانفتاح ومنسوبات الإبداع والابتكار والخلق وجعلت الإنسان يعيش ويتفاعل مع تاريخ وذاكرة البشرية وتحولاتها وإبداعاتها في شاشة صغيرة ،إنها تحولات عميقة وهائلة تساهم فيها جميع الدول التي تمجد العقل وتكرم الإنسان وتتقاسم ثرواثه المادية وقراراته السياسية مع جميع مواطنيها، هذه الفتاوي تؤرخ لعصر الانحطاط الذي يفصلنا عن الحضارة الإنسانية بسنوات ضوئية ،هذه الفتاوي ليست من الإسلام في شيء بل تعود إلى كتب فقهية ثراثية أنتجها فقهاء الانحطاط في زمن توقف فيه التفكير وتقوقع في نصوص غير ذات قيمة علمية أو ما عرف في تاريخ الفكرالإسلامي بشرح الشروح واختصار المختصر، إن هؤلاء الدعاة لا يخدمون الإسلام وإنما يستخدمون الدين الإسلامي لقضاء مصالحهم الشخصية والمعنوية وهنا سنطرح بعض الأسئلة للمساهمة في فتح عيون من تم غسل دماغهم وشحنهم بأفكار غريبة عن الثقافة المغربية ذات الأصول المتعددة التي انصهرت في دين شعبي لا يعرفه الخليج ودعاته ،إنه الجانب الذي يدعونا إلى تدبر علاقة فتاوي هؤلاء الدعاة وممارساتهم اليومية والحياتية التي تقامر بالحضارة العربية الإسلامية ذات نزعات مشرقة طمسها الاستبداد وفقهاء السلطة والمقامرة بدين وجب أن يظل مقدسا وجوانيا وروحيا وتلقائيا في علاقة الإنسان بخالقه وليس وزيعة تستخدمه كل فئة لقضاء مصالحها الضيقة
يحفظ التاريخ الإسلامي أن النبي محمد كان يتقدم صفوف من يجاهدون قريش ،وإسوة بالرسول وصحابته لماذا لم يسافر "محمد العريفي" و"يوسف القرضاوي" و"عمرو خالد" للجهاد إلى جانب إخوانهم في سوريا والعراق ؟ وأقلها لماذا لم يرسلوا فقط أبنائهم إلى هذه الدول بدل إرسالهم لمتابعة دراستهم في جامعات أوربا "النصراية" "الكافرة"؟ أم أن أبناء الفقراء والبسطاء الذين أنهكهم الفقر واستبد بهم الجهل هم فقط من يصلحون نار حطب لهذه الحروب الضارية التي تبيض ذهبا وشانطات سمينة في أبناك قطر التي توجد أكبر قاعدة أميريكية فقط على مرمى حجر من قصور هؤلاء الدعاة ؟
كيف لداعية يدعو الناس للتداوي ببول البعير والطب النبوي والحبة السوداء ويطير هو وأبناؤه وبناته لألمانيا للعلاج في مستشفياتها ؟
لماذا يسثنى هؤلاء الدعاة إسرائيل من الجهاد؟ لماذا فقط سوريا والعراق وتونس واليمن ومصر ؟إسرائيل التي تجمع كل المحافل والشرائع والقوانين على أنها كيان مغتصب لأرض فلسطين.
هل يليق دينيا أن تدعوا الناس للزهد والتقشف والابتعاد عن ملذات الدنيا وتركبون السيارات الفارهة وتسكنون القصور الباذخة وتعالجون بالمستشفيات الغربية وتراكمون الحسابات السمينة في دول تسدد لكم ولكل من يخدم هذا المشروع الطائفي والمذهبي للتمزيق وإشعال الحروب على أساس ديني؟.
"العريفي" ومن معه يخدمون مشروعا صهيونيا أمريكيا وهابيا مستغلين الدين الإسلامي أيما استغلال ، إنه مجرد حلقة في مسلسل وهبنة-من الوهابية- المجتمع المغربي ،فليس غريبا أن هناك محاولات وهابية تحاول مقايضة المغرب بطمس ثقافته المتعددة ذات الروافد الأمازيغية العربية المسلمة الإفريقية الأندلسية مقابل الملايير.
التناقض الكبير نفسه الذي يصعب فهمه هو ليس فقط عند هؤلاء الدعاة بل وكذلك عند حزب العدالة والتنمية ،ففي الوقت الذي دعت فيه حركة التوحيد والإصلاح "محمد العريفي" للمغرب التي ينشط بها القيادي والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية الذي جاء في كتابه "الدولة المدنية في مقاصد الشريعة الإسلامية" صراحة ودون أدنى التباس أنه لا وجود لمفهوم الدولة في القرآن والسنة، وأن النظام السياسي الذي يجب اعتماده هو الدولة المدنية بمرتكزاتها الثلاثة : أنها دولة تجسد الإرادة العامة للمواطنين أي السيادة الشعبية بلغة العصر، وكذا احتكام هذه الدولة للقانون وليس لرغبات وأهواء الحكام ولا لأية سلطة أخرى ،وأن ترتكز هذه الدولة على المواطنة والديمقراطية والتعاقد ،هذا الاجتهاد النوعي وغير المسبوق في أدبيات الحركة الإسلامية الذي لا يمكن إلا أن ندرجه دون إقحام أو تعسف أو تسرع في مواصفات العلمانية الليبرالية التي تطالب بها العديد من الأوساط اليسارية والتقدمية على قاعدة الفصل بين السياسة والدين ،هل مجرد صدفة أن تتم دعوة "محمد العريفي" الوهابي وأكبر داعية لصفوف الشباب للالتحاق بداعش بتزامن مع الاجتهاد القريب للعلمانية الوارد في كتاب سعد الدين العثماني المشار إليه أعلاه والذي كان محور دراسة نظمتها جمعية "مؤمنون بلا حدود " التي تمولها الإمارات العربية ؟ هل الزيارة مجرد بالون اختبار لقياس درجة يقظة المجتمع المدني المغربي من ظاهرة داعش في شخص ذراعها الفكري بعد أن تزايد التهديد العلني والسري على المغرب ؟



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا نشيع جنازة العقل
- أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
- حكاية صور مغربية...والوهابية
- داعش : عودة إلى التوحش
- تونس الثورة التي تولد كل يوم
- تقرير تركيبي لمجريات ندوة حول التقاعد
- أضواء على الوهابية
- علي أنوزلا الصحافة الإرهاب
- فصل المقال فيما بين العمل السياسي والثقافي والحمار من اتصال
- حين ينتصر منطق حرب الكل ضد الكل
- الصحافة مهنة من لا مهنة له
- لشكر في -90 دقيقة للإقناع- ونهاية حزب عتيد
- حقيقة الصهيونية ومخاطر التطبيع
- رسالة مفتوحة من تازة إلى عبدالإله بن كيران حول أحداث تازة
- حتى لاننسى فنان الشعب المغربي أحمد السنوسي -باز-
- مهداة إلى حركة 20 فبراير
- لمحات حول الثقافة والمثقفين
- رد ومحاورة الصحافي عبد الكريم الأمراني
- ياسمينة بادو وزيرة الصحة في برنامج نقط على الحروف


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟