أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل














المزيد.....

شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل
******************************************
لم ألتق به الا صدفة قبل أيام قليلة ، وكم للصدف من محاسن في حياتي . حين جلست على الطاولة معتمرا وحدتي كعادتي ، لملمت تلابيبها كي لا تُعدي أحدا ، فالوحدة أخت العزلة في وجه من وجوه الاقتران بالذات خوفا من تلفها المضمون في مجتمع مظلم .
تناءت الى مسامعي وأنا أنتظر قدوم النادل ، مصطلحات ومفاهيم ثقافية ترتبط بعالم الكتابة ، شخصان كانا جالسين قرب الطاولة التي اخترت الجلوس عليها يتناقشان بخصوص الثقافة بنبرة متمكنة . أثارني الأمر قليلا ، وهبّت في شرايين التوق الثقافي رغبة في الالتفات اليهما والانضمام لهما لرشف بعض من ماء الروح . لكن تحفظي على الانحشار في نقاش ثنائي منعني من الانضمام اليهما ،أو حتى الالتفات اليهما لكشف شخصيهما ، واستكنت لوجع الانفصال الاضطراري ، مرغم ومجبر في واقع يتهارش فيه المثقفون على الفراغ .
فجأة جاءني صوت من قبل أحدهما يطلب قطعة سكر ، لأني دائما ما أفضل وضع قطعة سكر واحدة في فنجان قهوتي لأستمتع بالمذاق المر للقهوة ، وهو يستعير حلاوة السكر كي يداري بها غصة الواقع . ابتسمت في وجهه وقدمت له الصحن الصغير وبه ثلاث قطع سكر ، واستأذنته في سؤاله ، رحب الرجل . سألته عن محور نقاشهما ، فرد علي الآخر وابتسامة بريئة تملأ محياه ، لامحور في نقاشنا نحن ندردش في واقع الثقافة العربية ، والمغربية على الخصوص . استاذنتهما في مشاركتهما النقاش ورحبا بي لغور عطشي بدأ ينحت شقوقه ببطء في أعماقي. وانطلقنا في رحاب الأخذ والعطاء ، سافرنا بعيدا ، وكنا نؤوب بسرعة الى موطننا ، الى ألم الضياع ، الى جرح الفراغ .
لم يكن هذان الشخصان غير الشاعر والناقد المغربي محمد العناز ، والكاتب الجزائري اسماعيل مهنانة .
تساءلنا كيف نضيع عن بعضنا في هذا الشارع الضيق ؟ أما كان لنا أن نلتقي منذ زمن الشعر الطنجي ، أو المغربي ، أو العربي ، أو الانساني ؟ . انه نفس الهم الذي أبعدنا عن بعضنا ، هم الانتصار للشعرية ، للابداعية ، للبحث عن أفق يسع الجميع ، عوض أنابيب الشللية الضيقة التي أهلكت حرث الابداع ونسل الكتابة بالمغرب .
هو كالطفل الجامح ، بوجه بريئ وبطموح شعري جارف ، يتحدث عن وضع الشعر بالمغرب في العقدين الأخيرين والمرارة تتقطر من عباراته ، يتحسر على مآل الشعراء وهم يتناطحون لوأد بعضهم واغتياب أقرانهم وقتل أندادهم . حدثني عن حجب جائزة الشعر التي يمنحها اتحاد كتاب المغرب والأجواء التي تسربت عن لجينته القصديرية . عن أفول نجوم كادت تملأ سماء الشعر العالمي بأسماء ، لولا اختياراتها العابرة لخلدت اسمها في عالم الابداع الشعري .
دافع بكل ما وسعته قواه عن وجود الشعر بالمفهوم الوجودي ، حيث تختلط بتلات العبارة الشعرية بتربة الرؤية الابداعية . ولولا هذا الايمان المنغرس في أعمق طبقات الشاعر للفظ الشعر انفاسه .
تماما ، التقينا عند نقطة الغروب ، عند جناح التواري ، كيف أكون شاعرا اذا تصارعت كديك مع شاعر آخر حول نشر قصيدة أو الانضمام لمجموعة ، أو من أجل معيارية سخيفة لا يعطيها حقها الا القارئ .
هذا بعض مما تركته جلسة الصدفة مع الرائع الذي يستحق كل شموع الابداع كي عل عتمة التنابذ والاقصاء تنجلي عن فضاء بطبيعته يأبى الأضواء الساطعة ، كما يكره العتمة الحالكة .....شموع لمحمد العناز . ولن أنسى صديقي اسماعيل مهنانة ، قد نختلط صديقي برهة كما يختلط النهر بالبحر . والى ذلكما الحين لي كل الحرية في العودة الى عزلتي .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفار والمسلمون
- خطبة السيد الحاكم العربي
- هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران
- مصر الى أين ؟؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
- بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-
- نحن الحالمون .......
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-19
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-18-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية-17-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية -16-
- الرموز تلك السجون اللامرئية :قراءة في عنف رموز السلطة في الم ...
- الصحافة العربية المريضة
- محمد صالح المسفر والسقوط المدوي لعرب الخليج
- الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة ...
- هل تسطيع الشعوب العربية الاستفادة من منجزات ايران ؟
- فخ ايران اليمني
- العرب بين المعنى والتسعير
- جنت براقش على نفسها


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل