أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن علي - في حوار جريء مع سكرتير الحزب الشيوعي السوداني















المزيد.....


في حوار جريء مع سكرتير الحزب الشيوعي السوداني


بدرالدين حسن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حوار جريء مع سكرتير الحزب الشيوعي السوداني
عرض : بدرالدين حسن علي
الصحف السودانية تكتظ هذه الأيام بحوارات عديدة مع قادة الأحزاب ومنظمات المجتمغ المدني ، تابعت تلك الحوارات بشهية الصحفي الذي يريد أن يلم بتفاصيل الأحداث

الصحفي المعروف إبراهيم عمر قام بإجراء حوار جريء ومطول ولكنه في غاية الأهمية مع محمد مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني حول الأوضاع السياسية الراهنة في السودان ن واهمية الحوار تكمن في أنه موقف حزب ، وعليه من المهم أن يرف الناس ما هو موقف هذا الحزب من قضايا مهمة لعل في مقدمتها مسالة الحوار الوطني الذي يتحدث عنه الجميع ،ويبدأ الحوار بمقدمة ثم التحاور مع سكرتير الحزب الشيوعي السوداني :

رغم تقلبات المشهد السياسي الراهن في ظل دعوات الحكومة المتصاعدة لإتمام عملية الحوار الوطني الذي انطلق السبت وتباينات المواقف لدي القوي السياسيةالمعارضة في الداخل والخارج إزاء هذه الدعوات ، يتمترس الحزب الشيوعي في مواقفه غير آبه لتحركات الحكومة والتى يرى انها لا تعدوا ان تكون محاول جديدة لذر الرماد في الاعين، وهو ما عبر عنه السكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب في حواره مع (الخرطوم) متمسكا بأن حل ازمة البلاد يتمثل في اجراء حوار شامل مثمر تتكامله فيه كل القوي السياسية ، فضلا عن مناقشتة لجملة من القضايا التي تتعلق بمستقبل تحالفات المعارضة وورؤية الحزب في مواقف المجتمع الدولي ازاء حل حل الازمة في السودان.

بداية حدثنا عن موقفكم من الحوار والحكومة تدعو له من جديد هل طرأ عليه تغيير ؟
موقفنا من الحوار لن يتغيير وهو مبني على اساس ضرورة حل الازمة السودانية التى تفاقمة داخل مؤسسات الدولة وبالتالي رؤيتنا ان نساهم في حوار مثمر ومنتج يؤدي لحل الأزمة السودانية وحتى نحافظ على بقية اقاليم السودان ، وبالتالي الحل الذي نرمي له يتم عبر حوار ما بين كل القوي السياسية على اساس توافقى ، ولا نعتقد انه دون هذا الأمر يمكن الوصول الى حل ، أو الاستمرار بالعمل في وسط الجماهير حتى احداث الانتفاضة الشعببية التى تغيير هذا النظام .


معنى هذا الحديث انكم لستم مع الحوار الذي دعت له الحكومة ؟
نعم لن ندخل الحوار إلا اذا تحققت الاشتراطات السابقة والتى تتمثل في ضرورة قيام حكومة انتقالية تعمل على اعادة مؤوسسات الدولة الى قوميتها بعد ان استلبها هذا النظام لخدمته ، بحيث تكون اجهزة قومية ، والجانب الاخر ان تكون حكومة انتقالية تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية قائمة على المواطنة.وهذه الاشتراطات ذكرناه منذ اعلان النظام لقضية الحوار ، لكن الذي حدث وقتها بدلا من يسعى النظام لتهئية المناخ للحوار عدل القوانين لسن اسنانا اجهزة القمع واضفى عليها حصانات ، وجعل لممارساتها صفه قانونية ودستورية بعد التعديل ، كما عدل القانون بحيث منح الرئيس الحق لنفسه في تعيين الولاة وعزلهم وهذا يعنى تركيز السلطة في يد الرئيس ، واجرى انتخابات قامت على تزيف حقيقي و لم تعترف بها كل القوي السياسية بما في ذلك القوي السياسية التى تحسب على النظام ، لكن النظام اصر على قيامها مما يعني انه يريد ان يدير الحوار من فوق السلطة وان يديره وفق حسابته وليس وفق الأزمة السودانية ، كل هذا يمنعنا من المشاركة في هذا الحوار ، كما انه لم يطرح فيه كافة المطلوبات التى توافقنا عليها كقوي معارضة في اتفاق "نداء السودان" بعد ان رفض النظام حضور الاجتماع التحضيري.


لا تعتقد ان اشتراطاتكم من اجل الحوار تعجيزيه ولا يمكن تحقيقها من قبل الحكومة؟
نحن لا نضع اشتراطات تعجيزية ، واتجاهنا ينصب في حل الازمة السودانية ، وهذا الحل لا يتأتي في وجود هذا النظام واستمرار سياساته بل يعرض السودان الى مخاطر ويهدد وحدته ، وكفى اننا فصلنا الجنوب نتيجة لهذه السياسات والحروب المتصاعدة حتى اليوم في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور.


"ابراهيم الشيخ" تحدث عن تسوية مع الحكومة كيف تفسر هذا ؟
يمكن ان يسأل هو من هذا ، لكن هو معى في اتفاق وانا ملتزم بما اتفقنا عليه.


المجتمع الدولي يواصل ضغوطه لتحقيق السلام في السودان لكن الحكومة وامريكا يتحدثان عن تفاهمات هل ترى بان هنالك
ازدواجية من المجتمع المدني حيال التعامل مع الشأن السوداني؟
المجتمع الدولي له مصالحة ومخططاته في المنطقة وبالتالي هو يعمل على خدمة هذه المصالح ويمكن ان نفهم تجربته السابقة في المساومة مع النظام في فصل الجنوب حيث كانت عملية واضحة بالنسبة لنا والتى دعته بالاعتراف بنتائج الانتخابات السابقة رغم اعترافه بانها لا تتماشا مع المعايير الدولية للانتخابات ولكن الهدف هو تمرير فصل الجنوب ، رغم هذا نحن نؤكد اننا لا نمانع من التعامل مع المجتمع الدولي على اساس حل الازمة السودانية والتعامل كشعب مع شعوب هذه البلدان من موقع الندية والمنفعه المشتركة ، وبالتالي لسنا مرهونين لما يطرحونه لا يحقق مصلحة الشعب السوداني.
الحراك الدولي في الشأن السوداني من قبل "المانيا و"امريكا " الا تخشون من ان يمضى في صالح الحكومة؟
نحن يهمنا ما تم توقيعه بيننا كسودانيين ولسنا ملزمين بتوجهات المجتمع الدولي اياً كان امريكا أو المانيا ، وبالتالي في تقديرنا أي مشاريع لا تسهم في حل الازمة السودانية كما نراها لا يمكن ان ندخل فيها .


قراءتكم لمساعي الحكومة عبر الرئيس "دبي" يمكن ان تحدث اختراق لعودة الحركات ؟
من حيث المبدء كلنا في اتجاه حل الأزمة عبر الحوار ، لكن في تقديرنا ان وجود هذا النظام هو الأزمة في حد ذاتها لذا من الضروري ان يذهب هذا النظام ويتم تفكيكه ، واي حل لا يمضى في هذا الاتجاه سيعيد الأزمة من جديد ويهدد السودان ، ومهما كان موقف الجبهة الثورية وفصائله المختلفة فلكل موقفه ، وهذا رأينا وموقفنا لحل الازمة ولا يمكن ان ندخل في اي حوار لا نعتقد انه يمكن ان يحقق تفكيك النظام .

ما هى الخطوة القادمة وانتم خارج اطار الحوار ؟
استراتيجيتنا تقوم على خلق تحالف اوسع جبهة جماهيرية ويهمنا موقف هذه الجماهير التى نعمل وسطها والجماهير هى الحاسم في النهاية لقضية السودان وهي صاحبة الحق والقرار ، كما ان من استراتيجياتنا ان نوحد قوي المعارضة المنظمة في سبيل ان يكون هنالك عمل وسط هذه الجماهير وما زلنا نواصل في هذا الاتجاه.


مقاطعة ... برائكم ما هي المعوقات التى تواجهكم في تحقيق هذا الهدف؟
العراقيل التى تواجهنا يصنعها النظام من خلال منع هذه الاحزاب السياسية من الالتقاء بجماهيرها إلا داخل الدوار اضاف الى استمرار نهج الاعتقالات للنشطاءمع استمرار نزيف الحرب ، كل هذه الاسباب تعرقل عملية التقاء واسع للقوي السياسية ، ولكن في تقديرنا ان نهاية المطاف سينتصر الشعب كما حدث من قبل في اكتوبر المجيدة.


طيب ... حال تمكنت الحكومة من اقناع المهدي والحركات بالدخول للحوار لا يمثل هذا انتكاسه في عمللكم لتوحيد قوي المعارضة؟
انت تتحدث عن افتراضات وفي تقديرى ان عبدالواحد محمد نور قال كلاما واضحا في مسألة مشاركته في الحوار وكذلك جبريل ومناوي بأنهم لن يشاركوا في حوار غير مثمر ، ومن قبل ذكرت ايضا ان "المهدي" اشترط تنحية "البشير" من رئاسة الحوار ، وبالتالي فإن كل هذه المواقف تنصب في اتجاه ، وهذه ليست المرة الاولى وعليه نحن نتوقع فشل للحوار وذلك لأن النظام غير صادق في الوصول لتسوية حقيقية لحل الازمة ، وانما يريد من الاخرين في القوي السياسية ان يقتسموا معه كيكة السلطة ، وان يظل يمارس ذات السياسات ومن دون اي محاسبة لما تم نهبة من ثورات واموال ، ما نريده هو اقامة عدالة حقيقية لكل من تضرر من هذا النظام فردا أو جماعه ، وهذا لا يتأتي إلا من خلال حل الازمة السودانية عبر حوار حقيقي يأتي بإقامة مؤتمرر دستوري يعقد في نهاية فترة انتقالية طويلة تعمل على تهيئة الاوضاع بالبلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من خلال تحسين الظروف المعيشيه للمواطنين واعادة النازحين والاجئين الى قراهم ، وبالتالي تتعافى النفوس للدخول الى هذا المؤتمرالدستوري ، بحيث يكون هنالك ممثلين لكل هذه المجموعات ليكون النقاش في هذا المؤتمر في اطار كيف يحكم السودان ، وكيف تدار الثروة والسلطة بعدالة ، وكيف يدار التنوع حتى تتكامل اقاليمية وجموعاته السكانية حتى تتم الانصهار في بوتقة واحده ، ومن ثم نصل لوضع دستور توم عليه انتخابات نزيه تكون قد فتحت وارست معالم طريق للتداول السلمي الديمقراطي للسلطة في السودان وهو الطريق للسلام والديمقراطية فيه ايضاً ومن ثم ليفارق الدائرة الشريرة التى يتجدث عنها دائما وهى انقلاب ثم ديمقراطية ثم انتفاضة وانقلاب عسكرى اخر ، وهى نتيجة لان السياسات منذ 1956 تمضى في النهج الذي وضعه الاستعمار ومن دون وضع حلول للتنمية غير المتوازنة ومعرفة كيفية ادارة التنوع سيظل الاشكال قائما.


فى الآونة الاخير توجهتم للعمل الخارجي داخل تحالف قوي الاجماع رغم وجود احزاب معارضة بالداخل برايكم هذا ناجم عن التباينات في المواقف لأحزاب التحالف والى اي مدي اسهم في اضعاف جهد المعارضة؟
نعم التباينات موجودة ولكن تم احتواء كل هذه الخلافات والتباينات في المواقف والآن قوي الاجماع الوطني تعمل وفق امر واحد وهو حل الازمة السودانية ، لذا نحن نتحدث عن جبهة واسعه لحل الازمة السودانية ولكن لا يعنى ذلك في ان تكون هنالك معايير هى التى تحدد انضمام القوي من عدمه داخل بوتقت الجبهة العريضة حيث انه لا يمكن ان تكون القوي التى تشزت من داخل المؤتمر الوطني أو التيارت الاسلامية تكون جزء من الجبهة لأنها تحمل نفس برنامجه ، ما لم تتخلى عن برنامجها الذي ادي الى تفاقم الازمة وان تعمل على اسقاط هذا النظام معنا والاتفاق على تأسيس دولة مدنية ديمقراطية قوامها المواطنة ولكن عموم التيارات الاسلامية تنظر الى ان الرابط الاساسي ما بين المواطنين هي رابطة الدين ، وبالتالي لا تعترف برابطة المواطنة وبالتالي لا تعترف بالحقوق والواجبات وفق هذه المواطنة .


هل هذا موقف جديد للتحالف بناءا على تجربتكم السابة مع المؤتمر الشعبي ؟
المؤتمر الشعبي عندما وقع معنا البديل الديمقراطي كان متفقا معنا عن هذه الاطروحات ، ونحن مع اي حزب يعمل على اساس اسقاط هذا النظام وتفكيكه لتحقيق حوار شامل وتاسيس دولة مدنية ديمقراطية قائمة على المواطنة .
حزب البعث العربي الاشتراكي لدية موقف من وثيقة "نداء لسودان" وقضية التسوية مع الحكومة كيف تنظرون لهذا الامر ؟
كل احزاب البعث العربي هى داخل تحالف قوي الاجماع كانت هنالك بعض الاختلافات في وجهات النظر لكن بعضها انتهي وما زلنا نواصل في ما تبقي ، ولكنها لم ترفض مبدء التحاور مع النظام إلا من خلال الشروط المطروحة .


الحريات وايقاف الاعتقالات واحدة من اشتراطاتكم برايكم هل يمكن ان يتحسن الوضع عقب الحوار ؟
لماذا تقول يتحسن الوضع بعد الحوار هذه حقوق دستورية وفقا لدستور 2005م حماية حقوق الانسان والحريات لذا مطلوباتنا للحوار تأتي على اساس تنفيذ ما جاء في الدستور ، وليس الامر مرهون لكيف ومزاج النظام ليفعل ما يريد لخرق الدستور الذي وضعه بنفسه . ومع ذلك لا اظن ان يحدث انفراج عقب الحوار لن النظام عدل القانون من اجل منح حصانات لأجهزت الامن.


كيف تقرؤون المبادرة التشادية لدعم انضمام الحركات المسلحة للحوار ؟
نحن لسنا ضد أي مبادرات من أي جهة تعمل على حل مشكلة الازمة السودانية ولكن ان تكون في الاطار الصحيح ، واعتقد ان رؤية "دبي" لم تكن شاملة هو يتحدث وكان القضية تخص دارفور لوحدها ،ولكن حسب رؤيتنا قضية دارفور جزء من ازمة البلاد وما نحتاج حل شامل لهذه الازمة .وبالتالي نحن لسنا ضد اي مبادرة تريد الحل للأزمة السودانية سواء ان كانت جاءت بإعاز من الحكومة أو مبادرة ذاتية هذا ليس الاهم لدينا ، يهمنا ان تتجه المبادرة في اتجاه حل الأزمة السودانية وليس حل أزمة النظام بتطويل بقائه في السلطة فقط.


الموازنة الجديدة للدولة 2016م مرشح ان يكون بها انخفاض لدعم المباشر للسلع كيف تقرؤون ذلك ؟
هذا المستوي وصلنا اليه نتيجة لتبني سياسة التحرير الاقتصادي ، وتدمير كل مقومات العمل الانساني ، زراعي، صناعي ، خدمي وسائل النقل العامة ، بجانب تحطيم الحركة التعاونية وظهورالرسمالية المنتجة بالرسوم والضرائب. والنظام ليس له جديد الا تسيير الدولة والحرب التى يصعدها كل مرة وهذا سيؤدي الى مزيد من الافقار للمواطنين وتدمير بنيات الدولة.

البعض يصف اعادة السودان للبند العاشرة من الرابع هذا انتصار للدبلماسية كيف تقرؤون القضية ؟
أياً كان الترتيب يقع تحت البند الرابع أم العاشراً هذا يؤكد في حد ذاته ان السودان به انتهاكات لحقوق الانسان وهذا هو الاساس ، واذا كان النظام راشدا حقيقيا ما كان يقع في هذه الانهاكات الخاصة بحقوق الانسان ، و القضايا التى تحقق حقوق لانسان واحدة من اشتراطاتنا لمسألة الحوار والتى يتأتي من خلال اطلاق الحريات والغاء القوانين المقيدة للحريات وتهيئة المناخ الديمقراطي.


"كمال عمر" وصف اشتراطات المعارضة للحوار بالاموضوعية ، كيف ترد ؟
هذا رائه ، لكن من الطبيعى ان يقول هذا بعد ان صار جزء من النظام اليوم ، وحتى اختلاف المؤتمر الشعبي مع النظام سابقا لم يكن الا حول من يحكم في تلك الفترة حيث اراد "البشير" ان ينفرد بالسلطة بينما سعى "الترابي" لسيطرة عليها ووقع الانفال بينهم ، ثم عادوا مرة اخرى.


هل يمكن للفرقاء السياسيين في السودان أن يحققوا الحل للازمة في ظل غياب الثقة بينهم ؟
في تقديري ان الجهة التى عليها زرع الثقة من جديد هو النظام ، لأن كل شئ في يده ، ولكن استمرار هذا النهج لايمكن ان يوصول الى حل حتى وان جاءت الحركات المسلحة وجلسة مع النظام سيكون حل مؤقتا ، كما حدث في "ابوجا" و"الدوحة" ، ومن قبل في قضية الجنوب في العام 1955م التى اجل فيها الحل الحاسم لازمة الجنوب تولدت حركات انانا 1و2 ثم عادة الحرب الى ان ادت الى انفصال الجنوب ، لهذا نقول ان الازمة في السودان تحتاج الى حل شامل وكامل من خلال توزيع عادل للسلطة والثروة وكيفية ادارة التنوع واحترام ثقافة الآخرين.


بعض المراقبون يرون ان ازمة البلاد تتمثل في تقليب المصالح الخاصة داخل القوي السياسية أكثر من مصلحة البلاد وتبادل الادوار بين معارضة وموالي مع زيادة كبيرة في عدد الاحزاب كيف تنظر ون لها ؟
اولاً نحن لسنا مسؤولين من الاحزاب أياً كان عددها ، لكن المحك في تقديرنا هو الى اي مدي هذه الاحزاب لديها اطروحاته تلبي احتياجات شعب السودان ، وبالتالي شعب السودان هو الذي يحكم على هذه الاحزاب من خلال فاعليتها وفائدتها له ، النظام عادة يسعى لتكوين احزاب متواليه معه يسميها احزاب التوالي ، وقد جربت هذه الاحزاب ، لكنها في النهاية لا تساوي شئ ، والشعب السوداني سيلفظ كل هذه الاحزاب القائمة على اساس المشاركة في السلطة مع هذا النظام ، وحتى المؤتمر الوطني سوف ينتهى حينما يخرج من السلطة لان برنامج المشروع الحضاري الاسلامي الذي يتنبناه قد فشل ، كما ان النظام اصبح يرتكز قوته من السلطة وولاء منسوبية مرتبك بما يجده من موارد تدر عليه وحينما يفقد هذا المورد ينقلب عليه ، وهذا اكبر دليل على ان حزب المؤتمر الوطني ليس له مستقبل.


البعض يتحدث عن اختراق للاحزاب السياسية تؤدي الى ضعف دورها على المسرح السياسي كيف ترد؟
نعم هذا موجود لأن النظام ينفق 70% من من ميزانية البلاد في الامن والدفاع من اجل الحفاظ على سلطته ، وبالتالي ستكون في يده القدرة التى يعطل بها عمل هذه القوي ، لكن هذه لن يحل الازمة في البلاد ، بل يؤدي الى تفاقهمها.


طيب .. بريكم ماهي تفاصيل منع المهندس صديق يوسف وابراهيم الشيخ من السفر ؟
يأتي هذا على خلفية سفر بعض قيادات احزاب تحالف المعارضة للإلتقاء بقيادات الجبهة الثورية في باريس والتفاكر معها في اتجاه تطوير ما توافقنا حوله في برلين واديس ابابا ، وكان غريبا رفض الحكومة لهؤلاء القادة السفر وارجاعهم من المطار من دون ابداء اي اسباب ، رغم ان الترتيب لهذا السفر كان مرتب له سابقا ، ولا يتعلق بظرف الحوار الذي يعد له النظام. ، وهذا النهج يؤكد ان النظام لا يريد حوارا حقيقيا ، ويمنع الحق العام للمواطنين في السفر والحركة ، ولكن النظام دائما يسعي في تعطيل وعرقلة جهود الأحزاب.


مقاطعة ... هل تعتقد ان ايقاف هؤلاء القادة محاولة لقطع الطريق امامهم من الإلتقاء بقيادة الحركات المسلحة التى تسعى الحكومة لكسب مشاركتها في الحوار؟
قطعا هذا ما حدث ، لكن خشيته من عدم حضور هذه القوي التى يريد لها الحضور، لا تعطيه الحق في مصادرة حقوق الاخرين في التنقل والحركه لتحقيق مصالحة ، وانما عليه ان يعمل لتنفيذ المطلوبات التى تدفع هذه القوي وغيره في الدخول للحوار.
في حوار جريء ومطول مع سكرتير الحزب الشيوعي السوداني

مؤتمر حزبكم قد اقترب ، هل من المتوقع ان تجدد الثقة لكم مرة اخرى ؟
طيب ، هذا الموضوع بدا يتكرر الحديث فيه ، بداية نؤكد بأن متمر الحزب سيعقد في تاريخة نهاية ديسمبر القادم ، لكن الحزب لا يحدد سكرتيرة داخل المؤتمر ، عادة المؤتمر يختار اللجنة المركزية التى تختار بدورها سكرتير الحزب ، ولهذا هى عملية طويلة ، وهذا العمل يأتي نتيجة عقلي جمعي وجهد مشترك.


مقاطعة ... (عفوا) ما الجديد الذي يمكن ان يحدث بتقديرك في المؤتمر القادم لا سيما وان هنالك تباين حول جملة قضايا ابرزها تغيير الاسم للحزب في وقت سابق؟
الحديث عن تباين بين الاجيال داخل الحزب هذه فريه ، لكن عقب انهيار المعسكر السوفيتي فتحنا نقاش عام ، استمر لمدة 15 عام استمر خلال تجديد الحزب بشكل عام وفكرة بشكل خاص ، وكل شئ كان مطروحا الماركسية كمنهج ونظرية للحزب ، واسمه ، وتوصل المؤتمر الخامس الذي جاء بعد (15) عام الى ان نظرية الحزب ومنهجة يقوم على الماركسية ، وان هو حزب طبقة عاملة يعبر عن مصالحة كل الكادحين في السودان ، وان يظل اسمه كما هو (الحزب الشيوعي السوداني) وهذا كان خيار المؤتمر بشبابه وكباره ، وفي نفس الوقت كانت اطروحات اخرى داخل المؤتمر ترى العكس بالتخلى عن اسم الحزب وطرح اسماء مختاره لكن هذه كانت رأي الاغلبية وعلينا ان نقبلها كمنهج ديمقراطي ، والاقلية تقبل برأي الاغلية في الديمقراطية .


معنى هذا لا جديد في هذا الاتجاه ؟
نعم ، لكن علينا ان نعمل لترسيخ المناهج التى نؤمن بها ، وهي العقد الجماعي وهو الذى يتطلب عقد المؤتمرات في مواعيدها في المدن والقرى ، ومن الضرورة ان يكون هنالك مؤسسية في العمل ، تعزيز مفهو العقل الجمعي والديمقراطية كأساس ، لأنه في رأينا حزب غيرالديمقراطي لا يستطيع ان يعمل ديمقراطية حقيقية ، ونحن نعتقد ان المجتمع الاشتراكي أكثر ديمقراطية من المجتمع الرأسمالي ، وبالتالي يجب ان ننتهج نهجا ديمقراطيا حتى نبني مجتمع ديمقراطي حقيقي في السودان .



#بدرالدين_حسن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حوار إستثنائي مع السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني
- مسرح لكل العصور - مسرحية ماراصاد
- سنة أولى حب لشاعر الشعب محجوب شريف
- كمال الجزولى - رجل ولا كل الرجال -
- حكامة أم كيكي وود المهدي
- اليوم العالمي للمرأة
- محجوب شريف وردالجميل
- جورج دبليو بوش رساما
- ما بين سن الغزال وحكاية تحت الشمس السخنة
- في محاضرتين عن الدستور في السودان
- فيلم الموسم الساموراي والعراعير السبعة
- سمر وجه القمر
- عودة الوعي وعودة الإبن الضال
- الثورة السودانية والشعر
- دعوة لكافة المثقفين السودانيين في بلادي
- الفنان المسرحي عثمان جعفر النصيري
- لن ننساك أبد يا حسن الطاهر زروق
- يوسف خليل الرجل الأسطورة
- سطور قليلة من حياة الشاعر عمر الطيب الدوش
- مناقشة للحالة المصرية 8


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن علي - في حوار جريء مع سكرتير الحزب الشيوعي السوداني