أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - ارهاب عدو وارهاب صديق















المزيد.....

ارهاب عدو وارهاب صديق


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في احد رسوم الكاريكاتور يظهر الداعشيون وهم يرفعون لافتة كبيرة قد خط عليها ( نطالب بوقف القصف الروسي واعادة القصف الامريكي)
رسام الكاريكاتور ليس هو الوحيد الذي انتبه الى هذه الحيثية، حيثية ان النار الامريكية المستعرة تكون بردا وسلاما عندما تستهدف تنظيم داعش وكانها النار التي اُلقي بها ابراهيم، بل ان اغلب الناس قد انتبهوا الى هذه الظاهرة الفريدة من نوعها، ظاهرة ان اقوى دول العالم طرا، لم تستطع اضعاف داعش لا ماليا ولا عسكريا ولا فكريا ولا لوجيستيا ناهيك القضاء عليه بالكامل، مع ان داعش لا تختفِ في غابات افريقيا ولا في احراش فيتنام ولا في جبال افغانستان!!
داعش تتنقل في اراضي سهلية مكشوفة وتعسكر في مدن مكشوفة غير معقدة التصميم مثل الرقة والرمادي والفلوجة وتسير قوافل القتلة في سيارات التيوتا التي حاول الامريكيان تحويلها الى قضية لغز محير للقليل من اندهاش العالم في الضربات الروسية الحاسمة والمؤثرة ضد فصائل الارهاب دون اتباع سياسية ارهاب عدو وارهاب صديق.
فتنظيم داعش يبيع النفط جهارا نهارا لتركيا عضو الناتو وحليف واشنطن، ولا يزال يحتفظ بمساحات شاسعة ومدن كبيرة في كلا من العراق وسوريا، والارهابيون يلتحقون بداعش من كافة اصقاع العالم ويتنقلون بسهولة ويسر من منافذ تركيا، الاردن، السعودية، الكويت ومن لبنان الى سوريا والعراق دون اي صعوبات تذكر. كما ان نشاط داعش الاعلامي والدعائي الآلكتروني كان وما يزال قويا متمكنا، كذلك ان منظرو الارهاب والمناصرون لداعش لم يمسسهم اذى ولا مضايقة .
نحن لا نحسب بان رعايا الدول الغربية المسلمون قد التحقوا بفصائل الارهاب نتيجة تاثرهم بفتاوى رجال الدين السعوديين او الازهريين او المغاربة وقدموا من الدول النائية البعيدة ليختاروا موتا مؤجلا او معجلا بالتثقيف الارهابي عن بعد، انما هم نتيجة تثقيف عن قرب، فأبائهم الروحيون قد اتخذوا من دول الغرب مقرا لهم، كما نعتقد بان دوائر الاستخبارات الغربية على معرفة دقيقة بمعلمي ومنظري الارهاب وصبيانهم الانتحارين وبنشاطاتهم الدينية والاجتماعية الضارة، ولكنها لم تشأ مضايقتهم او الحد من نشاطهم، حتى في حالات التفجيرات الكبيرة في دول الغرب، عادة ما تكتفي الدوائر الاستخبارية بالاعلان عن اسماء المنفذين وتنسج قصصا عن سفرهم المفترض الى افغانستان او باكستان او الشيشان لتلقي الـ Know-how الارهابي، بينما يبقى رجال الدين الارهابيون المحفزون في داخل هذه الدول في مأمن عن اي اعلام فاضح.
كما انه امر يثير الاستغراب حقا، اذ كيف ينجح الاعلام العربي المجحشن اثارة الطائفية والعنصرية والحزازات القومية بين المواطنين ويفشل في القضاء على الفكر الارهابي او على الاقل اشاعة ثقافة التسامح والمحبة ؟
فهل ان المسلم مائلا بالفطرة الى البلادة والغباء ليصدق مالا يعقل كـــ ممارسة الجنس بعد الموت في مواخير الجنة واكل الكباب مع النبي محمد في مطاعم الفردوس ويرفض السعادة الحقيقة في الحب الانساني، ام ان الاعلام الاسلامي الخليجي له القدرة الفائقة على غسل الادمغة وتصييرها لينة مطاوعة لتقبل تعليمات القتل بما فيها الموت تفجيرا؟
هل يوجد تفسير اخر غير التفسير الذي يقول بان دول الخليج لا تسعى الى القضاء على الارهاب، ذلك انه سلاح بيدها لمحاربة من يتعارض مع اهدافها السياسية او الدينية، انها تريد تغيير وجهته فقط اذا ما تعارض مع مخططاتها الاقليمة والسياسية والدينية، مثلها مثل الولايات المتحدة الامريكية، التي تقسم الارهاب الى قسمين ارهاب صديق وارهاب عدو.
الم يستخدم الامريكيون المجاميع الارهابية في افغانستان وفي الشيشان ضد الروس؟
الم يشتد الارهاب في مصر بعد الخلافات مع قطر عراب حركة الاخوان المسلمين الارهابية؟
الم يشتد الارهاب في العراق سعيرا بعد تسلم اعداء الوهابين التقليدين ، الاحزاب الشيعية للحكم؟
الم تساهم السعودية وقطر في ارسال المجاميع الارهابية وتمويلها للاطاحة بحكم القذاقي وقتله بابشع الطرق والتشهير والتمثيل بجثته بعد تلك المشاجرة في مؤتمر القمة العربية مع الملك السعودي عبد الله؟
وفي لبنان اين تفخخ السيارات واين يعشش الانتحاريون والقتلة غير في الاوكار الوهابية، ومن الذي يثير الفتن الدينية والسياسة غير المخابرات الخليجية؟
وفي سوريا، هل من عاقل يصدق بان السعودية التي تربط الحق برضا الملك وعائلته، تحارب من اجل الديمقراطية والحرية والانصاف، بينما يفتي رجال دينها بان الحرية اساس فساد الامة والديمقراطية كفرا بالدين؟
الم يتعاون السعوديون والاماراتيون والقطريون مع القاعدة في اليمن في حرب طاحنة تقتل الناس دون رحمة ولا شفقة؟
وكيف لنا تفسير عجز الاعلام الغربي الضخم عن مظاهاة قابلية الاعلام الديني الارهابي المحرض على الارهاب؟
ان تصريحات الامريكين وطلعاتهم الجوية المتكررة على مواقع داعش دون تحقيق ما يستحق الذكر،اثارت استغراب العالم. لقد صرح الامريكيون مرات عديدة بان القضاء على داعش كتنظيم عسكري مليشياوي يتطلب جهدا ووقتا طويلا جدا يمتد حسب توقعاتهم ما بين الثلات والعشر سنوات ويكلف مليارات الدولارت. فلماذا يجنح الامريكيون الى تخريب صورة رامبو الذي ينجز كل شيء بقوة وقدرة سرعة مذهلة، بينما يتحول الى احمق متخاذل في حربه ضد داعش الخرقاء؟
لا نزعم بان الامريكيين لا يريدون القضاء على داعش، نعم انهم يريدون القضاء عليها كعنوان، كواجهة، لكنهم يريدون الاحتفاظ بها كبهائم، انهم يتعاملون مع داعش كالابقار الشاردة التي خرجت من القطيع، ذلك ان الامريكيين بعقلية الــ كاوبوي يحاولون تجميعها في قطيع واحد اسمه النصرة او المعارضة المعتدلة او اي يافطة تخفي العهر خلف الدعوة الى الفضيلة.
لذلك، وعندما ضربت الطائرات الروسية قواعد الارهاب بقوة وتصميم لا يعرف المخاتلة، ابدى اتباع الارهاب الصديق امتعاضهم وغضبهم، فاجتمع العلماء المسلمون الوهابيون وتوحدوا كلمة وهدفا واصدروا فتوى تنص على ان محاربة الروس فرض عين على كل مسلم ومسلمة، بينما انهالت تصريحات الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين منددة ومستنكرة، ذلك ان الروس يقصفون المعارضة المعتدلة التي عدل الامريكيون عن تدريبها بعد ان قرر 30 منها وهم العدد الكلي الذي خسرت امريكا الملايين على تدريبه، الانتقال الى صفوف جبهة النصرة الارهابية لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وربما الاشتراكية بنظر سفهاء اليسار.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - ارهاب عدو وارهاب صديق