أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - لن تفرش الورود أمام المحتلين!!














المزيد.....

لن تفرش الورود أمام المحتلين!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 23:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



نصف قرن تقريبا مر على الاحتلال الإسرائيلي. الجيل الشاب الذي يعبر عن نفسه بطريقة مؤلمة، باستعمال السكاكين ، هو جيل نشا تحت ظلال حراب الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه، ذاق المهانة من جرائم سوائب مستوطنيه واعتداءاتهم الوقحة على أبناء الشعب الفلسطيني من أطفاله حتى شيوخه، من الإنسان حتى النبات، حرقوا الحقول، قطعوا الأشجار المثمرة، حرقوا منازل وأبنية دينية، غوغائية وانفلات عنصري، احتلال الأرض، هدم منازل تشريد وقمع وعمليات قتل وسجن لا تتوقف.
آلاف الفلسطينيين المقدسيين فقدوا حق العودة للقدس رغم أنهم رسميا هم من سكان القدس، وخرجوا للدراسة أو العمل بعد احتلالها ومعهم هويات زرقاء. يتبين ان أكثر من 7000 فلسطيني مقدسي على الأقل فقدوا إقامتهم في السنوات الخمس الأخيرة ولا يستطيعون العودة إلى مدينتهم. لأنه حسب "القانون الإسرائيلي" يحق لوزارة الداخلية سحب الإقامة (أي الهوية) من فلسطينيي القدس الشرقية الذين يقيمون في خارج الحدود البلدية لمدينة القدس لمدة سبع سنوات أو أكثر. بهذه الطريقة يصبح هؤلاء السكان غرباء لا حقوق لهم ولا مكانة لهم في وطنهم ومدينتهم رغم أنهم ليسوا لاجئين، مما يتعارض والقانون الدولي الذي يقر بحق كل إنسان في العودة إلى وطنه وبالمكانة القانونية المحمية لسكان المناطق المحتلة، الذين يحق لهم الاستمرار بالعيش في مسقط رأسهم. هذا يعني ان الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بأهل القدس بأنهم السكان الأصليين على أرضهم وليسوا بالمهاجرين الذي أتوا إليها من الشتات. طبعا عدا عمليات طرد سكان من منازلهم وهدم المنازل والتضييق في إعطاء رخص البناء ومصادرة الأراضي. بكلمات أخرى واضحة، ينشا جيل فلسطيني جديد في واقع لا يوفر له أي حلم لبناء مستقبله، أو للدراسة وإيجاد عمل، أو لبناء بيت والزواج.. هذا الجيل الشاب يرى ان معاناة أهله هي صفر كبير أمام ما ينتظرهم من الاحتلال الإسرائيلي. هذا اليأس هو الذي يدفع الإنسان إلى القيام بأعمال لا نريد ان نراها لكننا نكون أغبياء إذا لم نفهم دوافعها، وكل ما تطلقه حكومة نتنياهو من خطابات "اليد الحديدية" والمزيد من البطش لن يوقف أي طفل فلسطيني لا يجد أملا بالغد، ولا بالواقع الذي ينتظره والذي لا يبشر بانفراج يعطيه شعورا انه إنسان له كرامته وله حقه في الحياة الحرة.
السيد نتنياهو ما زال يظن ان المزيد من القمع سيعيد الهدوء.
القمع سيضاعف هذه الظاهرة المؤلمة. لا نريد ان نرى الأبرياء يدفعون الثمن،لا من العرب ولا من اليهود،لا في إسرائيل ولا في مناطق السلطة الفلسطينية.
هل من الصعب ان نشير إلى المسئول؟
ان دعوة بعض المسئولين الإسرائيليين إلى إطلاق النار على منفذي عمليات الطعن هو تجاوز خطير حتى للقانون الإسرائيلي نفسه، أولا لن يوقف هذه الظاهرة المؤلمة، وثانيا سيجعل التنسيق أكثر عمقا بين الشباب الفلسطينيين مع الأسف والألم من هذه الطريق التي لم يوفر لهم الاحتلال غيرها.
ان النفس الإنسانية تتمزق أمام ما يجري، بغض النظر عن هوية الضحية. القاتل والمقتول هما ضحايا الاحتلال وسياسة إغلاق الباب أمام الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطين المستقلة. نعم قال نتنياهو انه ما دام رئسا لحكومة إسرائيل لن تقوم دولة فلسطينية، فهل ينتظر نتنياهو ان ينام الشعب الفلسطيني بانتظار الفرج من عالم أصم لا يرى ولا يسمع ولا يأبه؟ هل يتوقع نتنياهو ان سياسته ستضمن الأمن للمجتمع الإسرائيلي؟ المجتمع الإسرائيلي ، اليهودي والعربي أيضا، هم ضحايا الاحتلال الإسرائيلي يجب تحرير الشعب اليهودي من الاحتلال بنفس القدر الذي يجب تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال.
الجيل الجديد ، جيل انتفاضة السكاكين ، هو ضحية أيضا ، أمامه حلان، إما ان يموت بالحياة تحت الحصار والقمع اليومي، أو يموت وهو ينفذ ما يظنه طريقا للخلاص.. حتى لو سقط قتيلا، وبالتأكيد كل منفذي عمليات الطعن يعرفون ان ما ينتظرهم هو الإعدام الميداني.
ان الإعدام الميداني ولا تهمني قانونيته أو وحشيته، تذكرني بالمجازر التي ارتكبها المهاجرون الأمريكيون ضد الهنود الحمر،ما أراه أنها لن تجعل الشعب الفلسطيني وأبنائه يستسلمون للاحتلال. قد تقمع هذه الظاهرة المؤلمة، لكنهم لن يقمعوا إرادة شعب يريد التخلص من الاحتلال. قد يقمع هذا الجيل ايضا، لكن الجيل القادم ستكون له أساليب وأدوات أخرى من الصعب التنبؤ بها. فهل سيحافظ نتنياهو وزمرة اليمين على شعبهم رهينة للعنف أيضا من اجل حلمهم التوراتي الغيبي؟
المزيد من القوة الغبية للسلطة سيدفع للمزيد من الرد العنيف للفلسطينيين.هذا قانون فيزيائي ايضا يعرف باسم قانون نيوتن الثالث وينص على التالي:"لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه، تعملان على نفس الخط وتؤثران على جسمين مختلفين" وهذا يصح في السياسة أيضا ، ويصح في مقاومة الاحتلال بالتأكيد. ما يجري ليس عمليات منظمة من مركز قيادي، بل ارتجال يقوم به الشباب اليائس من المستقبل وهذا لن يقمع بالمزيد من العنف والقتل الميداني.
ندين بشدة كل ظواهر العنف التي توقع الضحايا من الجانبين. وعلى رأسها عنف الاحتلال الذي يحمي سوائب المستوطنين وجرائمهم. ما يجري ليس انفجارا للكراهية ضد اليهود، بل انفجار للكراهية ضد الاحتلال. ولا يحتاج هذا الانفجارلأحد لكي يوجهه، انه ارتجال فتيان مندفعين من واقعهم اليائس. انتفاضة من تحت وليس من فوق. الموضوع ليس فقط المسجد الأقصى ، بل المسجد الأقصى هو قدحة الكبريت التي أشعلت العنف.
تشاطر الحكومة بالظن ان فرض الإغلاق على الأحياء العربية سيقضي على الظاهرة هو استمرار بالمغامرات السياسة لحكومة تحركها عصبيتها، سيقود للمزيد من العنف.. ولا شيء يخسره اليائس إلا يأسه!!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حمام الطرف الاغر- لسامي ميخائيل تبدأ من حيث انتهت -عائد الى ...
- العبور- عن حرب رمضان والغفران في اكتوبر 1973
- تشديد العقوبات ضد ملقي الحجارة.. ومتى لم تكن مشددة؟!
- فلسفة مبسطة: -فلسفة اللغة- تدرس التفكير البشري!!
- عدم استجابة الحكومة لمطالب المدارس المسيحية يدفع للتصعيد!
- تسجيلات قصصية ونصوص ساخرة
- من يخدم قرار إضراب على قاعدة منافسة حزبية؟!
- اللجان التوفيقية : لجان للترقيع والمخترة !!
- المال السياسي هدم الحياة الحزبية وأنهى دور الأحزاب !!
- الديوك تعقد مجلسها الأمني
- صديقنا اختار الموت في يوم قائظ
- إفلاس الأحزاب السياسية افقدها دورها في الحكم المحلي!!
- حتى نجدد مشروعنا الثقافي!!
- فلسفة مبسطة: مفاهيم الجنون !
- فلسفة مبسطة: نسبية القيم
- هل تجاوز التاريخ شعار دولتان لشعبين ?!
- فلسفة مبسطة: مفهوم النسبية
- أدوات الجريمة...!!
- فلسفة مبسطة: فلسفة القانون
- فلسفة مبسطة: ما هي الفلسفة؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - لن تفرش الورود أمام المحتلين!!