أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - العرب في قبائلهم الإلكترونية














المزيد.....

العرب في قبائلهم الإلكترونية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 20:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هل ستُحقق الألفية الثالثة، ما قالته آلهةُ اليونانيين القدماء، آلهةُ السخرية، موموس، عندما احتجَّتْ على خلق الإنسان، ورأت في خلقه ثغرةً، كان يجب إكمالُها!! فقالت:
" كان واجبا أن يكون للإنسان نافذةٌ في صدرِهِ، نُطلُّ منها على قلبه"
هل استطاعتْ الألفية الثالثة أن تحقق نبوءة آلهة اليونان؛ أن تعيد صياغة الإنسان من جديد، وتُفصحُ عن مكنوناته، بوسيلة سهلة، وهي التواصُل الاجتماعي؟
وهل أصبحت صفحات التواصل الرقمية نماذج على نوافذ الصدور، وخزائن القلوب؟!!
لم يعد صعبا على أي فردٍ يُجيد استخدام التكنلوجيا الرقمية، أن يعرف بنسبة عالية، تصل إلى أكثر من سبعين في المائة من الدقة، مكنونات أي شخصٍ منتمٍ إلى العائلات الرقمية؛ القبيلة الفيسبوكية، والعائلة التويترية، والحمولة اللنكدينية، والأسرة التوية، وغيرها، وغيرها!
مَن يتصفح صفحات التواصل الرقمية، فإنه سيقرأ الشخصية المنتمية قراءة جيدة، ويعرف خصائصها، وصفاتها، فلا حاجة إذن لعهد (السي في) الورقية، أو ملخصات الشخصية المهنية، ولا حاجة لأي جهاز مخابرات في العالم، أن يبحثَ عن الشخصيات المراد متابعتها، ولا حاجة لإعلانات الشركات والمؤسسات، في الجرائد والمجلات، التي تبحث عن موظفين، فلا حاجة لها أن تدرس الأوراق والشهادات العلمية ، والخبرات الوظيفية من خلال الأوراق، أو المخبرين، يكفي فقط أن يكون للفرد صفحةٌ في إحدى الوسائط الرقمية، فهي بالتأكيد وثيقة صادقة عن شخصيته!
ومن أبرز أنماط الشخصيات الشائعة في صفحات التواصل، (شخصيات المرايا) ، وهم أكثر الشخصيات شيوعا، هم المغرمون بالإعلان عن ذواتهم، وتسويق أخبارهم، وتجميلها أمام الآخرين، وهؤلاء لا يحتاجون إلَّا إلى كاميرا، وجهاز كمبيوتر، يصورهم، أينما حلوا، وارتحلوا، ويمكن قياس هذه الشخصيات بعدد الصور المحفوظة في مواقع التواصل!
ومِن أنماط الشخصيات، (شخصيات العوالق)الباحثون عن المشهورين في كل مجالات الحياة، هؤلاء يحاولون الاقتراب من هذه الشخصيات، لهدفٍ ما!، إما لقرصهم بالنقد اللاذع، واستفزازهم بالكلمات، للفتِ النظر إليهم، وإثبات وجودهم، وإما بمدحهم، في كل الأحوال بما يقولون، بغض النظر عن قيمة أقوالهم، استجداء لإطرائهم.
وِمن أكثر أنماط الشخصيات انتشارا أيضا، (المنتقمون) وهم ممن يعانون من ضوائق نفسية متعددة، فإنَّ هؤلاء وجدوا أن الشبكة الإلكترونية تُتيح لهم فرصة التنفيس عن مجموع ضوائقهم النفسية، فهم يستعملون الشبكات الرقمية للانتقام مِمَن يخالفونهم الرأي، أو ممن ينازعونهم المناصب والألقاب، وهؤلاء الانتقاميون، يعمدون ليس للتحذير والتخويف بإلغاء الصداقات فقط، بل إنَّ البارعين منهم في فنون البرمجة يخترعون فايروسات تخريبية، تُدمر مواقع الخصوم!
أما الفوائد التي تجنيها الدول والشركات المالكة لمواقع التواصل الرقمية، فهو الأهم مِن كلِّ ما سبق، فالدول المالكة لمواقع التواصل تستطيع من خلال برامجها، معرفة اتجاهات الجماهير، اهتماماتهم السياسية، ورغباتهم الاستهلاكية، ومشاريعهم المستقبلية.
وهذه الدول لم تكتفِ بهذه الثروة المعرفية، بل إنها انتقلت اليوم إلى التأثير في مسار مستهلكي الشبكات، وليس من قبيل المبالغة أن نقول: إن الدول المالكة للشبكات، تُوجِّهُ مسار الأحداث بكاملها، عبر تلك الوسائط، وترسم مستقبلها، وفق معطيات الشبكات، وتحدد أساليبَها، وفق استخلاصات مهندسي المتابعة، ومبرمجي الأنظمة، والبرامج التجسسية، والاستقصائية!
وليس من المبالغة القولُ: إن الشيكات الرقمية، هي الكتائب والألوية العسكرية، والفرق والفيالق الهجومية الحديثة في ألفيتنا الثالثة!
أما الدول التي تعيش خارج التغطية، الدول والشعوب، التي ما تزال تحيا عوالمها السالفة، وتعلم أطفالها الماضي، لا الحاضر، ولا المستقبل، الدول المستهلكة للتكنلوجيا الرقمية المجانية، ما تزال يستخدم مواطنوها شبكاتِ التواصل قلائدَ، وتيجانا، ونياشين، وألعابا مسلية، يقضون بها جُلَّ الأوقات، والضحية دائما، هي أوقاتُ العمل المنتج، إن بَقِيَ لهم وقتٌ مُنتج، ويعيشون انفصاما مع محيطهم، حين تتحول شبكات التواصل الرقمية، إلى مسكرات، ومستحضرات للإدمان، تجعلهم يعيشون في أوهامهم؛ ويظنون زيفا، أنهم مساهمون في المنافسة على المستقبل!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذجان للتحليل السياسي !
- رد المطلقات في ست ساعات!!
- رسالة اعتذار للبي دي إس
- صحفيو سمَّاعة الهاتف
- أسرار الجاسوس جونثان بولار
- آخر لمسات أطلس العولمة الجديد
- العرب بين السبي والنفي
- قصة اختطاف قطتين غزيتين
- مارشات (ولعت) في أفراح غزة!
- ثلاثة حروب فتَّاكة
- مشروع روجرز في وثيقة سرية
- سكين داعش اليهودية على رقبة إسرائيل
- دافيد غروسمان، وإحراق عائلة الدوابشة
- العربُ واليهود، عند غوستاف لوبون
- هل السياسة خساسة؟
- أبحاث الإبداعات، وابحاث كوابيس الأحلام
- إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود
- إعدام قرار على مقصلة الأمم المتحدة
- في فقه تغيير الوزارات
- سلاح الألفية الأول


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - العرب في قبائلهم الإلكترونية