أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - سوق حنا الشيخ















المزيد.....

سوق حنا الشيخ


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


( إلى الخليل بن احمد الفراهيدي وبدر شاكر السياب )
(1)
سيدلفون في وجوه من أصابهم ضجرْ
وكان زلفى يسطع من حجر التمثالْ
ليحفروا القمرْ ……..
ليقرأ القصيدة المعلقةْ
مطرٌ …. مطرْ
وتظهر الحمائم مزوقةْ
ورأسه الصاعد لا يهدأ لا ينامْ
يكرر الفصول في تقادم الأجيالْ
بتؤدة يمازج الأحلامْ
أصابع المواسم المتمنطقةْ
ويمسك النوارس البيضاءْ
ويسطع الملاكُ من اكف عاشقينْ
وتعبثُ المدينة بسوق ( حنا الشيخْ )
ويركض مهرولا لباسه الشعري من فصاحة يهتز كالعثوق في النخيلْ
ويلمح الخليلْ ……..
جدي لقد راهنت أنّى تصدحُ العوالق تشد من أردانها
وتخرج القصيدة منمقةْ
وأنت يا ناصب ظل وجهك العروضْ
كسرته وفزت بالرضوضْ
أغامر وتحسب المدينة الشطينْ
وتحفر الأصباغ من وجوه من تحبْ
لا تنتحبْ ………
رؤياك يا مواسم العثوق في الشجرْ
وتمسخ القصيدة المهرولةْ
كمهزلةْ ………
لا تلوي من شتاتك لا تغفو من عيونْ
يا صاحب الوجوه يا مخدرا بباقة المرفوضْ
تهتز فوق قامتيْ ……..
وتركن الأشياء في تقادم البشرْ
سنلعق المأساة من آخرها يا جدي الخليلْ ……..
يا جدي الممسوك من أصابعهْ
محاورا نزيف ظل شدهُ المخاتل المرهونْ
وهكذا تلتئم الجروح من قرونْ
وترقص الوشائج وتبتلى
يا من جلا ….
يا طائرا يحط فوق الكتفْ
لا نختلفْ …….
فالشط يملأ نخلة ويحفر القبلْ
هناك عاشقانْ .......
أثارهم حفيظتي
أثارهم غزلْ ……..
هناك يسكرونْ
ويلعقون موتى الرفضْ
لا تنتفضْ ……
رأيت في المنام يصرخونْ
يحدقون جبهة الأصابع المبتورة ويلعقون النثرْ
من أي جيل جاءنا قالوا احتضِرْ
يا حامل السلال والتمورْ …….
السُكر في تفكري يثورْ
وتصدح الطيور من سكونْ
بلا صدى ……
بلا ندى .........
قد بلل الوجوه والكفوف والعيون بالمطرْ
يا جدي المحكْ ……
وتسأل الغرماء عن بصيصك المملوء بالصورْ
يا قامة العروضْ …..
تحكمني نواشجاً وسرت صوب ضرعك الموشى بالحروف من تحرك سكونْ
وأسالك نسيتني سكوتْ
أدور في البيوتْ …….
يا سيدا مراهنا ومطلق العبراتْ
في البصرة الشعراء قد توالدوا
وغردوا …….
وها أنا اسمع ما يشذْ
سلالة القمرْ ........
ضيعها المغامر العنيدْ
وصحبة تحيدْ ……
وتسبر الأغوار في تصادم الحجرْ
هل تذكر يا جدي الخليلْ
مضاجع الشجرْ
وينزف القمرْ …….
أهلةً مطرْ
……. مطرْ
ويلعقون خيطهمْ
وصوتهمْ ………….
ويرجمون الغيب بالحجارة المموسقةْ
من قيظ العروضْ
يا أيها الرابض في مساحة العصورْ
تنبأت غفوتك وهادنت ولم تكلْ
وجه عيون من أفلْ .........
وها أنا شاخص في شجيرة يملأها النعاسْ
تسبر أغوار الذين نادموا الأملْ
وها أنا أدور في أسوار ( حنا الشيخْ )
ويسبح الفضاء في عيونه يلمني
ويحضن القَطرْ ……..
وها أنا أدور في سويحة ألم منها بعضهمْ
رقاد من وهاد أو مغني مبحوحْ
والنوح قد يبوحْ .........
مناقب الدموع في خاصرة المسموحْ
وكلما أصيح ( يا وفيقة ) المطرْ
ينهل خلف وقعي الرصاصْ
ويرقص القناصْ
ويضحك المزارْ .........
في حضن من توارثوا المعيارْ
والكيل بالأشعارْ
يا أيها المغازل العنيدْ
الم تر النزيف قيد الشعرْ
يا جدي يا خليلْ
يا صاحبي الجليلْ ........
كم روعتنا سرفة أصابها التبجيلْ
وداس فوق كتفها ونام بالأحضانْ
مراوغا وشاهدا وراسم الصحوة بالأحزانْ
هم عانقوا مفازتي
وإرتخت ذيول وجه عازف الكمانْْ
وها أنا أدور في الشوارع أبحث عن مرافئ العشاقْ
واليوم يا حبيبتي ( إقبالْ )
سنرقص ونلعق الجذور من تمثالْ
(2)
في البصرة نحفر وجه الماء بالأتينْ
وتصعد البلابل المقهورة لتنسف الحنينْ
كم روعتنا صورة ممزوجة وقبلة شاهدها المكنون في توارد الغزلْ
أسير خلف روحي المناهضةْ
واقرص النهدين والأفخاذ من عيونها المناقضةْ
لا تضحكي ……
فواجهات بعضنا تموتْ
وتحفر الآلام في خرائط السكوتْ
كالحركةْ ......
كالصمت والسكونْ ……….
سيصبح الظل بنا موشحا بلعبة الجفونْ
ونغلق الأفواه من تصدي الجنونْ
لا تضحكي …….
أيتها المرابطةْ ..........
دفءُ خطوط باحة ضاعت بها الأشواقْ
والمح العراقْ ……..
منارة للشعر في خرائط مؤطرةْْ
تعلق الشعراء من أردانهمْ
وتلعق المطرْ …….
كم ساورتني غنوة يا أيها الواقف قرب وجهك المهولْ
تلمني ألمك ويصعد البهلولْ
أصابع الحجرْ ………
أطشّها وانزوي بداخليْ
فعلّي يا حبيبتي ألمها وانفجرْ
(3)
نلملم الزهور والعطور من أصابع الخليلْ
ونحتوي قصيدة السيابْ .......
يا أيها الجوال في قصائد العتابْ
تهافت الأشعار في مدينة الأصحابْ
ولم يوارى غائما غير ابتلاع ضوءه القمرْ
يا قمري المدفون والمركون من سلالة القدرْ
عانفتني والعهد لكْ ,,,,,
لأسألكْ .......
أن تبلع الفضاء من اكفنا ونلثم المغرد الزرزورْ
لم يبلغ المكنون في تأججهْ
ويعتب الخليلْ ؟
والجيل لما حاضرا سيبلع التأويلْ
وهكذا يولد صامتانْ
أصابهم من مومس عذراءْ
إغواء أو إقواءْ
وترقص الأثداءْ
ويعتب الخليلْ ……..
لتنتهي أساور الأحجارْ
في ساحة العشارْ …………
(4)
في البصرة بسوق ( حنا الشيخْ )
رأيتهمْ ……..
ساروا على خدود ما بلهبهمْ
و قد رووا منافذ التفريخْ
رأيتهمْ ………
بجبة وربطة وصوتْ
سينهض السكوتْ ......
ويرمي بالأشواك من عوالق تموتْ
يكركر المقدر ويخلق الفصيحْ
وتستدير من ظلاله تصيحْ
من جاءنا …….
مازلت يا حبيبتي أضاجع القمرْ
وينهض الزرزور من قصيبة الخرائط المؤجلةْ
يراهن العشاق من ماتوا ومنْ ……
تسللوا بحضرة الأميرْ
لا شئ غير الطيرْ ........
حط على منائر الرؤوسْ
يلبس من خمور قد ألمها
يصيح في بلادنا يا سوسْ
يا لغة لما تحلْ
وينهض الغزلْ .........
(5)
ألم تري البيوت من قصبْ
والعازفون رقصوا
ومالوا من طربْ ........
والراقدون شككوا
يا أيها الخليلْ .......
كم نام في القبيلة الحرامْ
وما شكوا ........
وما حكوا ........
لكنهم بداخل المفازة العمياءْ
أصبت في سكوتك الضجرْ
تسربت أغصانك ومالت الأشواكْ
يا أيها الأميرْ .......
يا عابر ( البويبْ )
وحفنة النخيل والأزهارْ
يا وجع الطريدة المهاجرةْ
أغاني العشاق في الحظيرة ونافرةْ
وتخرج المدينة بعريها
وسترها .......
وتغزل الفصيح بالنثرْ
سأنتظرْ .....
لا هيل في المدينة لا صحوة لا صورة الإيقاعْ
مرادفون صرخة قد ملها العناقْ
ويضحك العراقْ ………..
هل جاءنا من ضوءه القمرْ
ويسقط من برده المطرْ
( عيناك غابتانْ ) ..........
ساحضنكْ …………
اقبل الكفوف والدفوف باحتراقْ
(6)
من عادة العشاق أن يصافحوا ويكتموا الأنفاسْ
وتظهر القوافي في الخمور وشل الكأسْ
وتلعق الخرائب مثارها اعتكاف بين الناسْ
هل طلقوا الأحبار في مدينة المطرْ ؟؟؟؟
هل زاوجوا تراكم الزرزور في رواجها
ولوحوا لحانة في شارع الوطنْ
يا راكضاً ......
يا نافضاً .......
يا غالق الإفصاح من تأوه الإلهْ
أحياء عند اللهْ
والرب ليس ساهْ

18/10/2005
سوق جنا الشيخ - سوق معروف في مركز محافظة البصرة العزيزة



#منصور_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعراء الفستق
- رؤيا العاشقة انليل
- الكرماشية
- ليس لي ذكريات معك
- الخوارج
- اصوات جسر الائمة
- النواسي
- المرايا
- المكفوف
- اراجيح
- المقهى
- بلاغات العازف
- انتحار شنشول
- ما تعلمه البرمكي
- منطق الطير
- قبلة
- سوق الحمير
- المبخرة
- متاهات
- المترفة


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - سوق حنا الشيخ