أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - كلمة حول -المقدسات-!














المزيد.....

كلمة حول -المقدسات-!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بوجه موضوعة وظاهرة اللجوء، تثار، تعسفاً وبدون أي منطق او حكمة، مسالة "وجوب البقاء والدفاع عن المقدسات" كما لو ان ليس للمرء حياة، ليس لديه غد ومستقبل ينبغي التفكير فيه، ليس هناك أطفال بحيث ينبغي تامين مستقبلهم والخ، والتي هي منطلق اغلب من تركوا العراق.
ان يرى احد ما ان هناك "مقدسات" ينبغي ان يدافع عنها الانسان، فانا أقول انه حر في ان ينبري للدفاع عنها. لايقف احد بوجه دفاع احد عن "مقدساتـ"ـه. ولكن ما ليس مسموحاً له اطلاقاً ان يجبر الاخرين على أمور يعتقدها هو انها مقدسة. انها مقدسة لديه، لماذا يدافع عنها الاخرين؟! ما مسؤولية الاخرين تجاه ما تراه انت مقدساً؟! لماذا تتبرع بمن يتركوا البلد من اجل ما يسمى بـ"مقدسات"ـك؟! اذا كانت مقدساتك عزيزة عليك، فذاك داعش وتلك الصهيونية وتلك إسرائيل واذهب لمقاتلتهم! لاتطلب من الاخرين ماهو ليس موضوعهم من الأساس.
احد ما يرى ان هذه ليست مقدساته، وليست جزء من منظومته الفكرية، السياسية، الاجتماعية، الأخلاقية ولا غيرها، ليس هذا وحسب، بل قد يكون مناهضاً لها او ساعياً ضدها. قد يكون ملحداً او علمانياً او ذا ديانة أخرى. يأتي صاحبنا، وبجرة قلم، ليجعلهم كلهم تحت طائلة من ينبغي عليه "احترام المقدسات" وبذل النفس رخيصة من اجلها؟!من الواضح ان صاحبنا هذا لايعيش في القرن 21، لايعترف ولايقر بان للمجتمع البشري مدارس ومكاتب فكرية او سياسية، لايقر ان هناك من يؤمن بالقومية، بالليبرالية، الشيوعية، الديمقراطية وغيرها، بحيث يطالب الجميع ان يقدسوا مقدساته على انه امر مسلم، لانقاش فيه، ويحاربوا من اجله؟! من الواضح انه يطلب اكثر من حقه!!
ولكن ماهي الأهداف الكامنة وراء مقولة "المقدسات"؟! حين يتحدث الصدر عن ان "عائلة الصدر خط احمر"، والبرزاني عن ان "عائلة البرزاني والبرزاني خط احمر"، وحين يتحدث البعض عن ان "المرجعية خط احمر"، "خامنئي وخميني خط احمر"، وغيرهم يتحفنا بان "المالكي رمز وخط احمر" وغير ذلك، أي بما معناه انه سيقابل المساس بهما بابشع الاشكال واشرسها، فانه يوجه رسالة استبدادية وفاشية وقمعية الى ابعد الحدود. هدر الدم ان تطاولت على هذه الخطوط الحمراء! انه ارعاب الاخرين! ان هدف هذه الرسالة هو ان يقوم "من هو فوق" بوضع محدوديات على "من هم اسفل" بان لايبدوا نقدهم، رايهم وموقفهم تجاه هذه "المقدسات"!.
ان المقدسات هي الاسم الرمزي للاستبداد السياسي، لسلب حق الاخرين في ابداء رايهم وموقفهم، أي مصادرة حق الاخرين وحرياتهم. انهم يضعون حائل امام توعية الجماهير بماهية هذه "المقدسات". انهم يرتعبون من ان يمد احد ما يديه ويطيح بهذه الرموز والمقدسات والهالة المرسومة حولها. انها دلالة ضعف، وليس قوة. فمن هو مقتدر وواثق من نفسه، لايحتاج الى ان يصادر راي الاخرين. انه استبداد الطبقات العليا تجاه الطبقات السفلى.
ليس هناك شيء اسمه "مقدسات"، ليس ثمة امر مقدس سوى الانسان نفسه وحريته وكرامته.
ها هم يقولوها بـ"الفم المليان"!
حين تحدثت في وقتها عن ان "الحشد الشعبي" ذا اهداف غير تلك المعلنة، أي انه مليشيا طائفية تشكلت لابهدف الرد على داعش، اذ ان هذا لايتعدى ظاهر القضية وشكلها فقط، بل هدفها تأسيس مليشيا على غرار حزب الله والباسداران وغيرها من اجل التدخل المليشياتي في العراق والسعي لحسم مسالة السلطة لصالح تيار إسلامي وطائفي موالي لإيران، وان معاداته للمجتمع والمدنية والحريات لاحدود لها، وهدفه الأخير هو إرساء نظام سياسي مستبد وقمعي دموي، مثلما قلت حين تحدثت عن ذلك في وقته، هب الكثيرون بوجههي وكتبوا ماكتبوا"تفنيداً" لرايي، ودافعوا عن الحشد باسنانهم واظافرهم على انه جاء دفاعاً عن حرمة أراضي العراق، واعتبروا كلامي غير منصف وغير واقعي.
بيد ان حديث قيس الخزعلي الأمين العام لعصائب اهل الحق حول التظاهرات الراهنة التي اتهمها بارتباطها بالشبكات العنكبوتية المخابراتية واجندة مخابرات دول المنطقة والعمالة وغيرها، وكذلك حديث هادي العامري، رئيس مليشيا بدر الإسلامية الطائفية مهددا بـ"اننا سنضرب التظاهرات اذا تطورت وتحولت الى انتفاضة"! يبين ماهية هذه المليشيات الواقعية والحقيقية. هل هناك تعبير اكثر من هذا يبين الماهية الاستبدادية والقمعية الواقعية لهاتين المنظمتين والحشد الشعبي؟!
ان اتهام التظاهرات، تظاهرات جماهير العراق المكتوية بنار الجوع والفقر والفساد والصراعات الطائفية، بانها دسيسة "الشبكات العنكبوتية" للقوى المخابراتية لدول المنطقة ماهو الا مقدمة صريحة وواضحة لتسقيطها وضربها. ها هم يؤكدون بفمهم انهم في أي خندق يقفون. انه خندق قمع المجتمع ومطاليب الجماهير العادلة في حياة افضل واكثر إنسانية. ها هم، و"بعظمة لسانهم"، يطلقون عبارات التخوين، وبالتالي القمع بحق المتظاهرين. بعد ان قامت عصاباتهم وبلطجيتهم بالهجوم هنا وهناك على المتظاهرين والتظاهرات واختطاف وتعذيب نشطائها والاعتداء عليهم بالسكاكين والهراوات بصورة غير رسمية وصريحة، ها هم اليوم يتحدثون صراحة ويبيون عن وجههم الكالح بصورة سافرة ولاحياء فيه.
ان هذا دليل اخر على ماهية هذا "الحشد". انه منظمة طائفية، هدفها التعكز على "محاربة داعش" من اجل ترسيخ اقدامها في سلطة متهرئة وتعج بالتناقضات والصراعات، لصالح مايسموه "الشيعة" و"المذهب" وغير ذلك. بيد ان رسالتهم لـ"اهل الشيعة" و"المذهب" لن تتعدى رسالة من تعكزوا على "مظلومية الشيعة" من أمثال المالكي والجعفري والصدر، أي الجوع والفقر والحرمان والاعدامات والاستبداد السياسي ومصادرة الحريات وحقوق المراة وغير ذلك. على الجماهير ان تكون اكثر وعياً بمخاطر الحشد والعصائب وبدر.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة وابواق الطائفيين!
- كي ننتصر، لابد من الرد على نواقصنا!
- مأساة -على الأقل ثمة فرصة في ركوب البحر-!
- لنمضي لما بعد العبادي!
- جرم بشع وتأجيج ابشع!
- كلمة الى عمال العراق! (حول قيام البعض بجمع الإمكانات المالية ...
- قارب واحد!
- بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!
- منجز جديد.. أهل الأنبار بحاجة الى كفيل
- تعلموا من طالباتكم!
- كلمة بصدد أحداث اليمن
- احذر: أوهام ومخاطر!
- حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - كلمة حول -المقدسات-!