أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة..














المزيد.....

الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة..


محمد حومد

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة البام من أجل إعادة إعطاء الحياة السياسية بالمغرب دفعة وحماسة جديدتين نتيجة عزوف أوسع الجماهير الشعبية عن المشاركة في انتخابات 2007، حيث وصلت هذه المشاركة إلى أدنى مستوياتها (بالأرقام الرسمية)، مما شكل صفعة حقيقية وصفارة إنذار لمهندسي اللعبة السياسية وأوحى بأزمة سياسية في البلاد وفتح باب عدم الاستقرار الاجتماعي على مصراعيه، لكون الشعب المغربي سئم من الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المأساوية ومسرحيات تلك الأحزاب المتهالكة... وفي إطار حسابات سياسية للمرحلة، أي مرحلة ما قبل الربيع العربي ، ضُخ المال الكثير من أجل أن تعرف الساحة السياسية ببلادنا مولودا حزبيا جديدا مخضرما يكون جاهزا لمحو آثار التعنت/الغنج السياسي للأحزاب المريضة، سواء ما يعرف منها بالأحزاب الإدارية التي انتهت/تقلصت مهمتها/أدوارها في المرحلة الراهنة أو ما يعرف منها باليسار التقليدي الذي أصبح يراوح المكان و"يتبلقن" يوما بعد يوم. إلا أن التطورات الإقليمية والدولية وخصيصا ظهور حركة 20 فبراير أعطى فرصة لحزب العدالة والتنمية البجيدي لكي يتربع على رأس الحكومة ويتصدر الواجهة بدل البام ، حيث أبانت التحولات الإقليمية الضعف التنظيمي والسياسي لليسار و الديمقراطيين الليبراليين الذين يمدون اليد بالمناسبات وبدونه للمتأسلمين، وعدم قدرتهم على لعب دور القاطرة للتحكم في "عفوية" الشارع وديناميته مثلما حصل في تونس و مصر. وهكذا تم اختلاس صحوة ديموقراطية نوعية من أيادي الشباب الثائر لتقدم كطبق من ذهب لشيوخ الظلامية كصحوة "إسلامية" عبثوا بها وأفرغوها من جوهرها الحقيقي في غياب تنظيم سياسي سديد ينهض بثورة الجماهير. وبحكم أهل مكة البيجيدي أدرى بشعابها، كان هذا الحزب هو الخيار الأول لردع جماعة العدل والإحسان للتراجع والاستكانة إلى مرحلة قادمة. لأن هذا الأخير لا يستعرض عضلاته الخشبية إلا على قوى اليسار الثوري، نقطة الالتقاء الرئيسية بين هذين الحزبين الظلاميين وإحدى الصفقات السرية للتراضي بينهما. وهكذا تراجع البام ، مرغما لا بطلا، لفسح المجال للبيجدي لامتصاص غضب الطرف الصعب في الصراع و ليهتم هو بالطرف الصعب الآخر ويخترق صفوف الشباب الثوري الذي شكل معادلة صعبة في الصراع ميدانيا. وبالأمس القريب، لاحظنا الترحال بالجملة من طرف بعض العناصر إلى صفوف هذا الحزب، ونتمنى أن يجف هذا النزيف، بل إنها من أولويات المهام الملقاة على المناضلين الحقيقيين للتصدي لمؤامرات هذه الآلة الممولة والمدعومة وفضحها بدل الصمت والهجوم على المناضلين. وبحكم أن مجموعة من أعضائه كانت لها تجربة في هذا الميدان، سيعمل جاهدا لنسف تجارب ومشاريع المناضلين الحقيقيين. وإذا كان هم الحزبين الظلاميين ببلادنا هو القضاء على اليسار الثوري من خلال الإرهاب المادي والمعنوي عبر إصدار الفتاوي لهدر دماء المناضلين وتسييد الفكر الغيبي القروسطي، فإن لحزب البام فن آخر، وهو ترويض اليسار الثوري واحتضان العناصر التائهة عبر اعتماده في بعض المناسبات لغة وخطاب اليسار الثوري، وخصيصا لما يتعلق الأمر بابتزاز "الإسلاميين"، فمصطلحات الظلامية تتصدر أولى خطاباته…
إن مهمة البام" و البجيدي واحدة ودورهما واحد، وإن اختلفا في التكتيك، فالأمر يتعلق بالدفاع المستميت عن النظام، الذي هما جزء منه، ومحاربة قوى اليسار الثوري... إن مسلسل تبادل وتقاسم الأدوار بين الحزبين واعتمادهم كقطبين رئيسيين في إدارة اللعبة السياسية الآن تجلي واضح م خلال انتخابات 04 شتنبر 2015، حيث كشفت وبالملموس كيف تدار وتحاك اللعبة/المؤامرة السياسية، كيف يصنع النظام الخريطة السياسية، كيف ينتصر المنهزم وكيف ينهزم المنتصر بعد غليان وتنطط غوغائي ومزايدات كلامية من هذا الطرف أو ذاك، كيف تعود دار لقمان إلى حالها بعد هدر المليارات في الحملة الانتخابية عبر الجولات المكوكية بين المدن. فالمهرج بنكيران كان يتنقل عبر طائرة خاصة لهذه الحملة، أما من حضر استقباله بالمركب الرياضي لطريق صفرو بفاس وهو يحاول أن يصنع من شخصيته "المهدي المنتظر"، رغم الفراغ الذي عم فضاء المركب ومحاولات تجنب عدسات الكاميرا ذلك، فسيعلم أن المال وشراء الذمم كانا سيدا الحملة الانتخابية.
إن المتتبع لأشواط مهزلة الانتخابات يعي جيدا كيف يستطيع النظام أن يحبك الخيوط، وكيف يؤسس التحالفات بين كل الأحزاب السياسية بدون استثناء.. وهذا مصير كل حزب يحاول أن تطأ قدماه شرعية فضاء النظام السياسي القائم بالمغرب، كيف يصنع المنهزمين والمنتصرين، وبطبيعة الحال فهم جزء من هذه اللعبة لحبكها بإتقان فائق ضد الشعب. إنها مهزلة بامتياز، فالنتائج الانتخابية لا تعكس أي صورة سياسية حقيقية، فبإمكان الحاصل على أدنى عدد من الأصوات أن يترأس الجماعة أو الجهة والعكس كذلك صحيح. وذلك من خلال إرضاء هذا الطرف أو ذاك، أما التوجه الحزبي فليس له مكان، كما أن برنامج الحزب لا أثر له.
إنها الفوضى الحزبية العارمة والعبث السياسي، فكل الأحزاب المشاركة في مهزلة الانتخابات صديقة وعدوة لبعضها البعض في وقت واحد. تصنع الرئيس ومعارض الرئيس، كيفما شاءت ومتى شاءت، إنها مسرحية باهتة الإتقان. إن انتخابات 2015 أبانت مرة أخرى على أن القوى السياسية المشاركة هي قوى ضعيفة سياسيا وعبارة عن دمى متآمرة يحركها النظام وفق مصالحه. أما الحديث عن المبدأ فيخجل المرء من الكلام عنه.. إنها قوى سياسية فاسدة وعميلة...



#محمد_حومد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 03 يونيو يوم ليس كسائر الأيام..
- حركة 20 فبراير والجاليات المغربية كندا نموذجا
- الانتفاضة الشعبية المجيدة ليناير 1984محطة مشرقة من تاريخ الم ...
- سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة
- الأنظمة الرجعية بتونس ومصر تغير جلدتها
- الوقفة الوطنية للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرباط.....لا ...
- ثلاث سنوات مرت على استشهاد المناضل كمال الحساني
- وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني
- ماذا يريد -عقلاء- حزب النهج الديمقراطي؟
- التحليل الملموس للواقع الملموس كفى من الانتظارية!!
- ديمقراطية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على-كف عفريت-!!
- هل من عقلاء داخل حزب النهج الديمقراطي؟ !!
- تغطية موجزة حول ندوة حقوق الإنسان بالمغرب بمونتريال
- في طعنات الخلف -الثورية-
- لا ممارسة نقابية مؤثرة بدون ممارسة سياسية منظمة
- القاعديون من هم ؟ وماذا يريدون؟ عنوان على عنوان
- في أدبيات النضال الثوري -المتياسرون- أم الظلاميون! أيهما مر


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة..