|
محاورة موسى والخضر
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 14:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وردت محاورة موسى والخضر في القرآن ، في سورة الكهف من الآية 60 – 82 . وسبب نشأت هذه المحاورة ، كما يقصها القرآن أن موسى كان مزهوا بنفسه ، ويعتقد لأنه لا يوجد اعلم منه على وجه الارض ، فألله بحسب القرآن وبخه ورد عليه بأن ثمة من هو اعلم منك بكثير ، فأذهب وابحث عنه حتى تتعلم منه . وانا انقل المحاورة التي جرت ما بين موسى والخضر من مصدر شيعي ، وبعد ذلك ابدي ملاحظاتي . و المصدر هو : (المجلسي ، بحار الانوار ، ج13 ص 278) : فشد موسى الرحال وحزم امتعته حتى أتى العالم ، فأصابه في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا وإما متكئا ، فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس بها سلام ، فقال : من أنت ؟ قال : أنا موسى بن عمران ، قال : أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما ؟ قال : نعم ، قال : فما حاجتك ؟ قال : جئت لتعلمني مما علمت رشدا ، قال : إني وكلت بأمر لا تطيقه ، ووكلت بأمر لا اطيقه ، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ، ثم حدثه عن فضل آل محمد حتى جعل موسى يقول : يا ليتني كنت من آل محمد ، وحتى ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول الله إلى قومه ، وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه ، وذكر له تأويل هذه الآية : " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " حين أخذ الميثاق عليهم فقال موسى : " هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " فقال الخضر : " إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " فقال موسى : " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا " قال الخضر : " فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا " يقول : لا تسألني عن شئ أفعله ولا تنكره علي حتى اخبرك أنا بخبره ، قال : نعم ، فمروا ثلاثتهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر ، وقد شحنت سفينة وهي تريد أن تعبر ، فقال أرباب السفينة : نحمل هؤلاء الثلاثة نفر فإنهم قوم صالحون ، فحملوهم فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر إلى جوانب السفينة فكسرها وحشاها بالخرق والطين ، فغضب موسى غضبا شديدا ، وقال للخضر : " أخرفتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا " فقال له الخضر : " ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا " قال موسى : " لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا " . فخرجوا من السفينة فنظر الخضر إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر ، وفي اذنيه درتان ، فتأمله الخضر ثم أخذه وقتله ، فوثب موسى إلى الخضر وجلد به الارض فقال : " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا " فقال الخضر له : " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " قال موسى : " لئن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا " فانطلقا حتى إذا أتيا بالعشي قرية تسمى الناصرة وإليها تنسب النصارى ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا ، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم ، فنظر الخضر إلى حائط قد زال لينهدم ، فوضع الخضر يده عليه ، وقال : قم بإذن الله فقام ، فقال موسى: لم ينبغ أن تقيم الجدار حتى يطعمونا ويؤوونا وهو قوله : " لو شئت لتخذت عليه أجرا " فقال له الخضر: " هذا فراق بيني وبينك سانبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " أما السفينة التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت لقوم مساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ، كذا نزلت ، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا . " وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين " وطبع كافرا ، كذا نزلت ، فنظرت إلى جبينه و عليه مكتوب : طبع كافرا " فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما " فأبدل الله والديه بنتا ولدت سبعين نبيا . " وأما الجدار " الذي أقمته " فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما " إلى قوله : " ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ". ولدينا هنا عدة ملاحظات : 1-ان موسى يبدو انه كان مغرورا بنفسه ، لأنه يحمل علما لا يحمله سواه ، ويفترض بالنبي وبالعالم وبالفيلسوف لا يكون كذلك ، لأنه اكبر من ذلك بكثير . 2- إن موسى كان متسرعا ، لجوجا ، لحوحا ، لا يتحلى بالصبر حتى يرى النتائج المرجوة ، ومن ثم يحكم عليها ، وهذا مما لم يفعله موسى ، بل كان عجولا . 3- ان الخضر كان ليس بعقلاني ، وهو الآخر مغرور ، لا يكلم الناس على قدر عقولها ، كما في حديث النبي محمد : نحن معاشر الانبياء امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولها . وهو يفعل امور خارج العقل ، وكذلك خارج الوجدان . 4- ان الخضر بقتله للصبي البريء ، قد ارتكب جريمة يحاسب عليها القانون ، وهي اقل ما تكون الاعدام ، فالصبي لم يرتكب اي جرما مشعود ، فقط يتوقع انه سوف يرتب جرما بالمستقبل ، يعني حكم على حدث لم يجري بعد ، وهو رجما بالغيب . ولو كان هذا الخضر المزعوم في عصرنا هذا ، لحكم عليه : اما بالاعدام واما بالسجن المؤبد . 5- وانا في هذا المقال ، ادعو المحكمة الدولية لاهاي ، والمنظمات الدولية الاخرى ، وحقوق الانسان ، والامم المتحدة ، وكل من يعنيه الامر ، باصدار حكما غيابيا او صوريا بحق الخضر لأنه صبيا بريئا ، حتى يكون عبرة لمن اعتبر . 11/ 10 / 2015
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوح واسطورة الطوفان
-
البهلول ..شخصية حقيقة ام خرافية ؟
-
الكوليرا .. الجانت عايزه التمت
-
سقوط هالة (ابن عباس )
-
الاصلاح السياسي والاصلاح الزراعي
-
من خرافات واساطير التاريخ (5)
-
المفسدون .. كش ملك
-
من خرافات واساطير التاريخ (4)
-
الطبيب الذي قتله (علي ) – بأمر النبي - كان دكتور باطنية
-
اذا ترغب بالزواج اقرأ (المحلى) لأبن جزم !
-
منطق القرآن (1)
-
منطق القرآن (2)
-
منطق القرآن (3)
-
من خرافات واساطير التاريخ (3)
-
من خرافات واساطير التاريخ (2)
-
من خرافات واساطير التاريخ
-
ابن باجة الفيلسوف المفترى عليه
-
انصر اخاك ظالما او مظلوما شعار جاهلي
-
داعش ... والحشد الشعبي
-
ما هو علم النجوم ؟
المزيد.....
-
فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات
...
-
“العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج
...
-
الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق
...
-
أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم
...
-
رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا
...
-
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
-
مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع
...
-
ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة
...
-
تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|