أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - عادلون مع مَن لم يعدل














المزيد.....

عادلون مع مَن لم يعدل


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجدل الذي اندلع في مجالس العراقيين حول الطريقة التي جرت فيها محاكمة صدام حسين يوم التاسع عشر من الشهر الجاري له ما يبرره، موصولاً بالمعارف الشعبية المضطربة لِما ينبغي على الدكتاتور السفاح ان يسمعه من تعنيف وإذلال حيال جرائمه، ولِما ينبغي ان تكون عليه محاكم المستقبل، كمحاكم عادلة ومستقلة ونزيهة وغير ذي طبيعة انتقامية، حيث توزَّع الجمهور بين ساخط على المحكمة التي بدت، للوهلة الاولى، متسامحة مع قاتل مليوني من العراقيين بدم بارد، وبين متحمس لهذه الشفافية والاسترخاء اللذان يؤسسان لقضاء جديد يتعامل مع المتهم كبرئ حتى تثبت، بالبرهان، ادانته.

بين من يحتكم الى قسوة حاكم العراق بشر بن مروان الذي كان يأمر بتسمير ايادي(المتهمين) في حيطان قبل مقاضاتهم والحكم عليهم، ويرى ان صدام حسين يستحق مثل هذا المصير، وبين من يستعيد غضب الخليفة المعتضد على عمّاله عندما رآهم يستخدمون العنف لاستجواب بعض المتهمين، فصارخ فيهم:"اين حيلة الرجال؟" ويرى ان العالم سيعي، آنذاك، صورة العراق الجديد من خلال احترام قواعد العدالة في المحاكم.

وفي كل الاحوال، يجرب العراقيون ان يحققوا عدالة سلفهم (اوروكاجينا) حاكم مدينة (لكش) في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، حيث ادخل كلمة (الحرية)كقيمة مطلقة في القوانين، لاول مرة في تاريخ الانسان، وجعل من القضاء مدرسة لصراع الحجج، لا مسلخا لجلود المتهمين، غير ان الكثيرين يذهبون الى القول"العدالة..نعم..لكن ليس مع لم يعدل" ويذهب آخرون الى الاعتقاد بان جلسة الاستماع الى المتهمين وتدوين اسمائهم وتقديم مطالعة المدعي العام ليس سوى مسرحية اراد بها الرئيس جورج بوش كسب الرأي العام الامريكي والاوربي لجهة نظام العدالة في العراق، وراح آخرون الى حيث جلد الذات بالاعتقاد اننا مغفلون، كفاية، بحيث يسهل على صدام حسين خداعنا هذه المرة كما في خلال اربعين عاما. لكن عددا من المشاركين في الجدل اعتبروا ان القاضي رزكار محمد امين حقق نجاحا باهرا حين اظهر للعالم القيم الجديدة للقضاء العراقي كبديل عن محاكم صدام حسين الكيفية المتوحشة، مقابل آخرين تشككوا في شطارة القاضي رزكارعلى احتواء المسرحيات التي صمم صدام حسين على توليفها والخطب التي سيبرع في اطلاقها، وردّ آخرون قائلين ان الامر مضيعة للوقت: "اعدموه وأريحونا" وغيرهم احتجوا بالقول:"الله يسامحكم..صنعتم منه بطلا قوميا" وغير اولئك وهؤلاء قالت سيدة عراقية تابعت بانتباه وصبر وقائع جلسات محاكمة صدام حسين:"يكفي انه أدخل القفص" فرد ابنها مازحا وبلهجة مصرية: "بعد ايه!".

يبدو اننا، إذ نواجه استحقاق التغيير في مجال القضاء، بحاجة الى مراجعة المسارات المعقدة لفكرة توفير الفرص الكاملة للغيرمهما ارتكب، هذا الغير، من جرائم، للدفاع عن نفسه ومناقشة وردّ الاتهامات الموجهة له (وصدام هو "غير" بمعنى النقيض للنوع البشري) وسنجد في هذه المراجعة تلك المأثرة المعرفية والفلسفية التي سجلت باسم حركة المعتزلة حين وضعوا قيم العدالة في موجبات الخلق والخليقة، فاستفزوا خصومهم المحافظين الذين رموهم بخطيئة عدم التمييز في من اوجبوا عليه العدل، فتمسكوا بمقولتهم المدوية "ما لم يعدل مَن يقدرعلى العدل فقد استحق الذم" ويشاء رائدهم القاضي عبدالجبار ان يلخص فكرة العدالة بالقول "انها توفير حق الغير، واستيفاء الحق منه" ليضعنا على نهاية المقال، ومنه الى خلاصته: المحكمة العادلة، طريقنا الى القصاص من صدام حسين.



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز
- الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟
- الحدث الاسباني.. بهدوء
- أسئلة الحرب..في ذكرى الحرب
- عن مشروع السيستاني.. السياسي
- هل كان صدام مغامرا شريفا؟
- آيات قرانية على صواعق


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - عادلون مع مَن لم يعدل