أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - النفط والحرب.. والاحتكارات الرأسمالية














المزيد.....

النفط والحرب.. والاحتكارات الرأسمالية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 00:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تُواجه الفوائض المالية للمملكة العربية السعودية استنزافا خطيرا، قُدِّر بحوالي ضعف عجز موازنتها للعام الحالي 2015 المقدرة بـ38.61 مليار دولار. فقد ذكرت صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية "أن السعودية سحبت أكثر من 72.8 مليار دولار من أصولها المالية في الخارج". ويمكن تفسير ذلك بسببين؛ الأول: انخفاض أسعار النفط عالميا بنسبة تقدر بحوالي 50%، والثاني: زيادة النفقات العسكرية وتمويل الحرب التي تشنها على اليمن، إضافة إلى تمويل الحركات الظلامية. فمن المتوقع أن يصل عجز موازنتها للعام الحالي 2015 إلى حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي. وهي من أعلى نسب العجز في العالم. كما تراجعت معدلات النمو الاقتصادي إلى 2.8%. ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن حوالي ربع السعوديين فقراء، وأن نسبة البطالة تصل إلى 12% في دولة تحتل احتياطاتها الأجنبية وموجوداتها من الذهب المركز الثالث في العالم بعد الصين واليابان. واضح أنَّ أصابع الولايات المتحدة الأمريكية كانت ولا تزال وراء كلتا الحالتين.
المطلوب من الدول النفطية ذات الفوائض المالية الضخمة أمريكيّا؛ استنزاف هذه الفوائض وإعادتها إلى الاحتكارات الرأسمالية، خشية من استخدامها مستقبلا في مشاريع إستراتيجية تنموية، تخرج الوطن العربي من حالة التبعية السياسية والاقتصادية للإمبريالية الأمريكية، واستخدام هذه الفوائض في معاقبة الدول التي تخرج عن طوع الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت ذاته مناسبة لتحفيز إنتاج الصناعات العسكرية للاحتكارات الرأسمالية.
وبتحريض أمريكي، أقدمت السعودية -أكبر دولة مصدرة للنفط-على زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، ورفضت منظمة "أوبك" التدخل في تحديد الإنتاج وفق احتياجات السوق، بذريعة مواجهة انتاج النفط الصخري، وهو إنتاج متواضع، لا يشكل تحديا لمنتجي النفط، وتكلفة النفط الصخري مرتفعة جدا، في حين هبطت أسعار النفط العالمية الى اقل بكثير من التكلفة الحدية لبرميل النفط الصخري، بسبب إغراق السوق العالمي بزيادة إنتاج النفط السعودي. إلا أنَّ الهدف الحقيقي وراء خفض أسعار النفط، استنزاف طاقات خصوم أمريكا في العالم، (روسيا، إيران، فنزويلا) وليس استنزاف الشركات الأمريكية المنتجة للنفط الصخري.
هنا.. لا بد من الإشارة إلى أنَّني لست مع رفع سعر برميل النفط من حيث المبدأ، إلا في حال استثمار هذه الأموال في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية تعود نتائجها على مختلف الفئات الشعبية. كما أنَّ التخفيض الحالي لأسعار النفط ليس ناجما عن توجه منظمة أوبك أو السعودية بالحد من المبالغة بأسعار النفط عالميا، التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على الفقراء والكادحين والشرائح الوسطى في المجتمع عامة، بارتفاع مختلف السلع الاستهلاكية مدفوعة بارتفاع أسعار النفط باعتبارها مادة ارتكازية. علما بأن تكلفة برميل النفط في منطقة الشرق الأوسط الأرخص عالميا وفقا لتقرير اقتصادي كويتي صادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية. فإن تكلفة استخراج برميل النفط في السعودية على سبيل المثال تقدر بما بين 1 و2 دولار أمريكي فقط، بينما بلغت التكلفة الإجمالية بما في ذلك النفقات الرأسمالية بين 4 و6 دولارات للبرميل.
أما الإيرادات المالية الضخمة التي تحققها كبريات الدول المنتجة للنفط الناجمة عن الأرباح الخيالية، تعود في نهاية المطاف إلى الاحتكارات النفطية واحتكارات السلاح...وغيرها من الاحتكارات الرأسمالية. وفي زيادة النفقات الجارية وتمويل النفقات العسكرية، وتمويل الحروب وتدمير الوطن العربي، وتفتيت النسيج الاجتماعي. بدلا من استخدامها في انشاء قاعدة مادية اقتصادية، لنقل الوطن العربي من دول متخلفة وريعية استهلاكية، إلى دول منتجة، تضع الوطن العربي على أعتاب الدول المتقدمة. فالولايات المتحدة الأمريكية تخوض معاركها السياسية والعسكرية ضد الوطن العربي بثروات الأمة العربية.
ومن المنتظر أن تخوض أمريكا جولة جديدة من الاستنزاف المالي والاقتصادي للوطن العربي من خلال التحريض على الدور الروسي الذي جاء بعد الفشل الأمريكي المتواطئ مع الحركات الإرهابية التكفيرية الظلامية؛ فقد بدأت أمريكا وحلفاؤها إعداد وتهيئة الرأي العام استعدادا لمواجهة غير مباشرة مع التحالف الروسي الإيراني، لإطالة مدة الحرب في المنطقة، وزج أطراف جديدة فيها، مستثمرة الفوائض المالية العربية لتدمير ما تبقى من مظاهر حضارية وإنسانية في الوطن العربي، وما ورد على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إلا تأكيد على ذلك حيث اشارت في حديث لها "أنه من الصعب تصور إقامة علاقات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل غموض مستقبل الدول المجاورة لهما كسوريا والأردن". تصريحات كلينتون اعتراف صريح بما تعد له الإدارة الأمريكية من نهايات للازمة السورية وزج الأردن في أتون حرب مستعرة في المنطقة، خدمة لمصالح العدو الصهيوني، بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها اليومية على الشعب الفلسطيني واقتحاماتها للمسجد الأقصى، وتغطية هجمات المتطرفين الصهاينة، يتصدى الفلسطينيون للهجمة الصهيونية الشرسة بصدورهم المكشوفة لرصاص العدو دفاعا عن الأراضي والمقدسات الفلسطينية، التي تتعرض للتهويد والاستيطان. في حين يصمت النظام العربي على الجرائم الصهيونية صمت القبور، وتخرج حركات إسلامية، ورموز إسلامية سعودية تعلن النفير في مواجهة الروس والحرب الصليبية في سوريا وليس في فلسطين. لم نسمع بإعلان النفير على العدو الصهيوني، ولم نسمع بالنفير على القوات الأمريكية التي تحتل الوطن العربي.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة العدوانية وراء مأساة اللاجئين
- قبة الصخرة والبتراء للترويج السياحي الصهيوني
- فقاعة الأسهم والاقتصاد الصيني
- دور الدولة في التنمية الاقتصادية
- شعوب مقهورة ونظم فاسدة
- في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد
- معادلات جديدة للأزمة السوريَّة
- حكومة أوروبية لمنطقة اليورو
- ماذا بعد الاتفاق النووي؟
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة
- نكبات جديدة في ذكرى النكبة
- الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة


المزيد.....




- روسيا تزود الإمارات بثلث حاجتها السنوية من الحبوب
- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - النفط والحرب.. والاحتكارات الرأسمالية