أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - العراق بين التخبطات الأمريكية وسطوة المرجعيات الإيرانية.














المزيد.....

العراق بين التخبطات الأمريكية وسطوة المرجعيات الإيرانية.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ثبت وبكل وضوح أن أمريكا والمجتمع الدولي قد فشلت فشلا ذريعا في القيام بمسؤوليتها في عراق ما بعد الاحتلال، وهذا الفشل متوقعا ونتيجة طبيعية، لأنها اعتمدت إستراتيجية خاطئة، ولعله من ابرز الأخطاء التي وقعت فيها أنها والمجتمع الدولي اختزلت المرجعية الدينية بجهة معينة، والسياسية بشخوص محددة، ووفرت لها كل أنواع الدعم، وجعلتها قطبا أوحدا تدور حوله رحى العملية السياسية طيلة هذه المرحلة والوصي المطلق على العراق وشعبه، الذي يضم مكونات متنوعة دينيا وعرقيا وغيرها. وبذلك قد أقصت وهمشت المكونات الأخرى، فما من ممثل للامين العام للأمم المتحدة يُكَلَّف في العراق أو غيره من القادة والساسة إلا واتخذ من تلك المرجعية قبلة يحجُّ إليها ليتلقى التوجيهات والتوصيات منها وكأنه ناطق بلسانها وعراب لمنهجه، وهذا أدى إلى ذبح الديمقراطية وحرية الرأي والفكر والمعتقد التي زعمت أمريكا نشرها بالعراق، ذبحتها بسكين الفتوى التي تنطلق من قناعات طائفية، وأسست لديكتاتورية الفتوى والرأي والتفرد بالقرار، والتي أفرزت ديكتاتوريات أخرى لازال العراق يعاني من بطشها.
وبالرغم من وضوح فشل الرؤى والأفكار والمناهج التي طرحتها واعتمدتها المرجعية، ووضوح فساد وفشل تلك الشخوص السياسية بأحزابها وكتلها وقوائمها، حتى اكتوت أمريكا ذاتها بالنتائج الوخيمة التي ترتبت عن منهج المرجعية وسياسة حكوماتها، وتحولت المرجعية وسياسيوها وحشدها ومليشياتها ومن ورائها حاضنتها إيران إلى عقبة كؤود لا تستطيع حتى أمريكا تجاوزها، فبالرغم من ذلك وما لم نذكره للاختصار، إلا أنها لازالت تدور في نفس الفلك، فلك المرجعية حتى بعد أن انكشفت الأوراق وتبين الخيط الأبيض من الٍأسود.
وها هي تعيد نفس الخطأ الجسيم من خلال اتفاقها والمرجعية ودول الخليج بتغيير العبادي واختيار عماد الخرسان بديلا له، وهو مهندس عراقي أمريكي الجنسية كان قد عمل ضمن طاقم الحاكم الأمريكي السابق بول بريمر، فالتخبط والتناقض الذي وقعت فيها أمريكا هي أنها من جهة ترفض السياسة الإيرانية في العراق وتحملها مسؤولية ما يجري في هذا البلد، وتدين ممارسات الحشد الشعبي والمليشيات المنضوية تحته، وترفض مشاركته في العمليات العسكرية وغيرها من المواقف الناقمة التي تتبناها أمريكا تجاه إيران وأدواتها، ومن جهة أخرى تقحم المرجعية الخاضعة لإيران والتي سلمت العراق إليها على طبق من ذهب وأصدرت فتوى التحشيد الطائفي التي تأسس على خلفيتها الحشد الذي تدينه أمريكا،تقحمها في عملية التغيير المذكور، فهل نسيت أمريكا أنها لم تستطع أن تجبر الحكومات الفاسدة التي دعمتها المرجعية على تغيير سياستها أو التحرر من تبعيتها إلى إيران، لأنها تأتمر بالمرجعية الموالية لإيران؟!، وهل من المنطق أن تضع أمريكا مفاتيح التغير بيد المرجعية مرة أخرى رغم فشلها وتبعيتها؟!،وهل سيكون الخرسان خارج عن قبضة المرجعية واملاءاتها؟!، وهل سيتمكن الخرسان لو سلمنا بنزاهته وإخلاصه للعراق من تنفيذ مشروعه وإنقاذ العراق في ظل الاحتلال الإيراني له؟!، وفي ظل تنفذ وهيمنة أدوات إيران من المرجعيات الخاضعة لها والمليشيات، ما هذا التخبط والهراء والضحك على الذقون؟!، لو كانت أمريكا جادة في إنقاذ العراق وشعبه لعملت على إخراج إيران من اللعبة العراقية، وهذا لا يتحقق إلا بقطع اذرعها وأدواتها في العراق من مرجعيات خاضعة لها تحركها كما تحرك رقع الشطرنج، ومليشيات تأتمر بأوامرها وغيرها، ومن ثم إقامة حكومة مدنية عادلة، تحت رعاية أممية ،وهذا ما أكد عليه المرجع الصرخي مرارً وتكرارً، كما في مشروع الخلاص الذي طرحه وأيضا في تصريحه لبوابة العاصمة: ((...فكل مشروع وكل معركة ستكون خاسرة ما دامت إيران في اللعبة وهي اللاعب الأكبر والأشرس فلا تبقى أي مصداقية لأن الناس جربت غدر إيران ومليشياتها فكيف تثق الناس المجردة التي لا حول لها ولا قوة كيف تثق بوعود حكومية أو أميركية وإيران موجودة)).
والواقع والتجربة اثبت بكل وضوح إن أي مشروع لإنقاذ العراق لا يكتب له النجاح إلا بعد إخراج إيران وادواتها، وقد رأينا كيف أن إيران والمرجعية تعاطت مع التظاهرات حيث تقاسموا الأدوار فالمرجعية تطلق خطابات التغرير والتخدير والتسويف، وإيران تحمي الفاسدين وتهدد وتقمع وتعتقل وتخطف وتستفز الناشطين والمتظاهرين من خلال مليشياتها وعصاباتها....



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة مالية... والمراقد منابع نفط تسيطر عليها المرجعية.
- هل ظهر نبي جديد...؟!!!.
- الغدير مواساة وضمير..وليس تسلط ولبس الحرير.
- المالكي يتهم السعودية... ويتناسى انه اكبر المتهمين.
- المُجَرَّب لا يُجَرَّب... فهل ستلزم الناس المرجعية بما ألزمت ...
- فتوى المرجعية...وإلغاء عقود - 37- شركة أجنبية.
- العيد المفقود... والشعب المَوْءود.
- أيها المتظاهرون المصلحون إنهم يراهنون على تراجعكم...
- تريد فساد اخذ فساد، تريد إصلاح اخذ فساد.
- مَن لا يحترم الشعب لا يحترم الوقت .. مرجعية النجف تغازل الفا ...
- الأقصى يستغيث.. فأين يوم القدس العالمي وفتوى الدفاع عن المقد ...
- لولا الفتوى لتمكن الشرفاء من دحر داعش الأربعمائة.
- العراق يحترق بنار سليماني...والسيستاني يستفسر من الخامنئي!!! ...
- المليشيات بين أحضان فتاوى التحشيد..وتغييب الرأي السديد.
- مدنية..مدنية، لا دينية... ولا كهنوتية.
- الوطن بين جحيم العملاء...وهموم الشرفاء.
- حامي الحرامية -مدحت المحمود-.. في أحضان حشد المرجعية.
- الإفراجُ عن المعتقلين...فضحٌ للنظام القضائي الفاسد.
- الشعب يريد التغيير...والمرجعية تريد التغرير.
- الدولة المدنية منهج وعمل.. وليس انتهازية ودجل.


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - العراق بين التخبطات الأمريكية وسطوة المرجعيات الإيرانية.