أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - واثق الجابري - لا مكان لقائد الضرورة














المزيد.....

لا مكان لقائد الضرورة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 18:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ينتاب الألم قلب معظم العراقيين، وحرقة في الصدور وتوعك ودوران وإعياء شديد؛ حينما يتذكرون مفردة" القائد الضرورة"
يعتقدون عودة الدكتاتورية بشكل مسميات آخرى، لتجثم على الصدور، وتجعل في كل عائلة رقيب، وللحائط أذاناَ، وينجرف كثيرون في منهج السبة والعار؟!
لا تكاد تنتهي صور مأساوية من الذاكرة، ومعها ويلات وآهات، وذكريات محزنة لنظام قمعي؛ أمسك مفاصل الدولة بقبضة حديد، ومخالب شياطين وأخطبوط يطوق عنق الدولة، ويضغط على أحشاء مكونة للطوائف والأعراق، وتطاردهم كوابيس غرف الزنازين، وصور تملأ الشوارع والمكاتب والبيوت، وتماثيل لنصف إله مفروض في المناهج الدراسية؛حتى يفاجأ الشعب بأكثر من دكتاتور وقائد ضرورة برداء ديمقراطي؟!
قائد الضرورة واحد من مسميات تسعة وتسعون، إختارها المتملقون تماشياً مع همجية قائدهم؛ وحفاظاً على ماء سواد وجوههم، فهو بطل التحرير القومي، وفارس الأمة الشجاع، ورجل السلام وملهم الحاضر ومستقبل الشعب الموعود؟! وإذا بذلك التمثال الذي يُرهب عبارة عن كتلة حجرية جامدة، ترتكز على أعواد في عقلية فئة جاهلة، ومثلما جاءت بالرصاص عادت بسحب الدبابة، وتسارعت على رأسه الأحذية، وبطل التحرير سلم بلده الى الإحتلال، وتركه ممزق منهوب وشعب مفكك، وعاد بعصابته للتخرب والقتل؛ حلماً بعودة العجلة الى الوراء، والإقتصاص من الشعب مرة آخرى؟!
صدق بعض العراقيون والعرب تفاهات وكذب وشعارات، وتوقعوا من قائد الضرورة النزول بنفسه للمعركة، ويقف في مقدمة الصفوف؛ وإذا به بحفرة نتنة ويلقي بخطاباته التحريضية، وإستغلال أموال ومناصب بالدولة لتخريب العملية السياسية، وإطلاق عيارات في صدر الوطن من غرفة نتنة ومصير مذل، فلا يتوقع إنتحار مَنْ يُحب الحياة والسلطة، ولا وجود للحظة في عقول من لاترى سوى نفسها؟!
إن الشعوب لا تحتاج الى قائد ضرورة يضر بها، ولا الى مختار عصر وهي محتارة في عيشها؛ ولا تدافع عن سياسات قمع المخالف، وومانع الإصلاحات، فذلك القذافي أراد محاربة شعبه" زنكة زنكة، بيت بيت" وقبله صدام قطع الألسن، واليوم من قالها بهاء الأعرجي: بإستخدام حذائه لضرب من يتهمه، ونائب عن دولة القانون يقول أصوات نتنة تُعادي رموز الوطنية؛ عندما تحدث العبادي عن قائد ضرورة بدد أموال العراق لأجل البقاء، وهكذا تتعرض إصلاحات العبادي الى هجمة شرسة وممانعين، من قادة ضرورة ومتملقين متطفلين على جسد الوطن.
يشهد العراق هجمة غير مسبوقة، وينهش جسده الطغاة والغلاة والغزاة والآفات، ومنهم مَنْ يفكر بجعل الوطن كعكة يقّطعها يوم ولادة دكتاتوريته.
ما يخرج من قلب الوطن، يدخل عند محبيه ورجاله، وهنالك من رسموا بدمائهم خارطة وطن مذبوح، وهم صوت مدوّي في هدير خلجان الدماء، وخلجات الضحايا، وألم من أكباد الأمهات الثكالى، ومهما إتحد الباطل على غنيمة الجريمة، فأن الفضائح تظهر ساعة التقسيم، ومهما تعددت أدوات عودة الدكتاتورية؛ فإنها ستؤدي الى إتحاد الشعب لمقاومة ورفض المنحرفين والإرهابيين والفاسدين، ولا قداسة لشخص دون كرامة وطن، ولا قائد ضرورة؛ إذا أضر بحياة الشعب، مثلما للضرورة أحكام؛ فأن وراء كل قائد ضرورة حكام ومنتفعين؛ لا مكان لهم في حاضر العراق.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وإدارة صراع التحالفات
- تحليل سياسي لحالة مرضية
- فياكرا السيسي وتردد قناة السويس
- مفاتيح العراق على طاولة المقامرة .
- مفردات مواطن يبحث عن الخلاص
- مَنْ المستفيد من إغتيال العبادي؟!.
- علاوي من السبات الى الغيبوبة
- بعض الحمير تقود شعوباً
- العبادي يغرق في الشتاء
- الهجرة وتقارب الأسباب العربية العراقية
- لا إصلاحات على قمامة سياسية
- هجرة جماعية من بلد مستأجر
- معاول بلا مقابض على رؤوس كبيرة؟!
- المواطن نوري المالكي يُغادر الخضراء
- عجين بدموع الأيتام وهريس بعظام الضحايا
- دواعش الصحراء والخضراء والقضاء
- سياسي منفوش وشعب مغشوش
- سيدات الخضراء بين جاد ونجاد والجهاد
- إتفاق ليلة القدر وعزاء العرب
- أمناء الدستور يستنكفوف من تطبيقه


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - واثق الجابري - لا مكان لقائد الضرورة