أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كمال يلدو - الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ولاية مشيكَان














المزيد.....

الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ولاية مشيكَان


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 17:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


فجّرت طبيبة الأطفال مونا حنا ـ عتيشا مفاجأة كبيرة ، وفضحت تلاعباً خطيرا في الصحة العامة من قبل بلدية مدينة (فلنت) احدى كبريات المدن في ولاية مشيكَان الأمريكية، حينما كشفت للرأي العام عن وجود ارتفاع خطير في منسوب مادة (الرصاص) في مياه الشرب التي يستعملها المواطنين، مقابل صمت وتغاضي من قبل الجهات الرسمية في المدينة، وقد لفت هذا التقرير انتباه المؤسسات الصحية ووكالات الأنباء والصحافة، ليس على مستوى الولاية فحسب، بل تعداه لتصبح مادة اعلامية في نشرات الأخبار الوطنية والعالمية.
عن هذا الموضوع تقول طبيبة الأطفال السيدة مونا حنا ـ عتيشا: كانت الصدفة وحدها هي التي قادتني لهذا الأمر الخطير، فقد كنت مدعوة لعشاء في لقاء عام ، وإذا بأحد الاشخاص يثير موضوع شكاوي المواطنين في المدينة من (لون) مياه الشرب و (طعمها) غير الطبيعي، فقادني هذا الامر للعودة والبحث في الفحوصات التي اجريتها على بعض الأطفال المرضى، وتأكدت من شكاوي أهاليهم عن (ماء الاسالة) خاصة في الحالات التي كانت تترك بعض الالتهابات الجلدية والقيوح والطفح، فأتصلت بالجهات الصحية وكان جوابهم : بأن المياه المقدمة سليمة من اية ترسبات، لابل ان (رئيس بلدية مدينة فلنت) ظهر في التلفزيون وهو يشرب من الماء في محاولة لطمئنة الرأي العام الذي كانت شكاواه تتصاعد.
حينها (تُكمل الدكتورة) عمدتُ و ـ بصورة شخصية ـ الى ارسال عينات من دماء الاطفال الى احد المختبرات المستقلة للتأكد من الفحوصات، فكانت النتائج مذهلة ومرعبة ، إذ تبين بأن نسبة الرصاص في الماء المستخدم للشرب تبلغ أعلى بمئات الاضعاف قياساً للحد المسموح به والمقبول والذي لايؤثر على الصحة العامة، حينها قررتُ طرح الموضوع على الملأ، كون المسؤولين لم يعيروا هذا الاكتشاف والفضيحة اية اهمية تذكر.
تعود الدكتورة مونا حنا ـ عتيشا مستدركة الكلام وتقول: بالحقيقة إن لهذا الامر خلفية ومن الضروري التوقف امامها، فمن المعروف ان مدينة (فلنت) التي كانت اشهر من نار على علم في صناعة السيارات، اصبحت مهجورة ومهملة منذ أن غادرتها الشركات الكبرى، وصارت تعاني من البطالة وقلة الواردات المالية، ومع تصاعد الازمات الاقتصادية، لجأ السيد رئيس البلدية وبالتنسيق مع حاكم ولاية مشيكَان (رك سنايدر) الى ابدال المؤسسة الموّردة لمياه الشرب من شركة (الولايات العظمى للمياه) الى شركة (نهر فلنت للمياه) طمعاً بسعر رخيص لوحدة المياه قياسا بالأولى،وتبين بأن السعر الرخيص له تبعاته الكارثية، فشركة (نهر فلنت) قديمة ، وبنيتها التحتية متقادمة ، اما الأنابيب المستعملة في نقل المياه فهي صدئة اولاً، وكونها قديمة فهي من مادة (الرصاص) الذي كان مستعملاً قبل اكتشاف مضاره الصحية، ولهذا كانت المياه ملونة بلون الصدأ ومشبعة بالرصاص. ولمعرفة الآثار الجانبية لوجود هذه المادة في مياه الشرب تقول الدكتورة مونا حنا ـ عتيشا: تتباين تأثيراته السلبية بين فئة الكبار والصغار. ففي حالة الأطفال ، فإن هذه المادة تجد طريقها للخلايا الدماغية، وتعمل على تعطيل مهامها ومن ثم ينتج عنها ان يصاب الاطفال بعاهات كثيرة مما يجعلهم في صف (الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة) وللجزء الآخر منهم، فأنهم ينتهون الى تملك الروح العدائية والتوجه للاجرام لاحقا، وفي كلتا الحالتين فأنها خسارة للمجتمع والبلد، ومعاناة لا يجب ان يدفع الطفل ثمنها. وبالحقيقة فإني سعيدة (تُكمل الدكتورة مونا) أن يقوم المسؤولين في مدينة فلنت، ونتيجة للتغطية الاعلامية التي حاز عليها هذا الموضوع ، وكونه يمس الصحة والسلامة العامة وخاصة الأطفال، فقد قامت بتوقيف التعامل مع شركة (نهر فلنت للمياه) والعودة الى شركة ( الولايات العظمى للمياه) كعلاج أولي للمشكلة، لكن تبقى امامنا محاولات مستميتة لانقاذ ما يمكن انقاذه من هؤلاء الاطفال المساكين، ضحايا الجشع والأزمة الاقتصادية التي لم يكونوا سببا بها! سعيدة بكون الموضوع اثير في اواسط شهر ايلول 2015، والتغيرات تحدث سريعا جدا ونحن في بداية شهر تشرين أول. وأتصور إن السياسيين يخشون غضب الناخبين لاحقاً.
نبذة:
ولدت الدكتورة مونا حنا ـ عتيشا عام 1976 في المملكة المتحدة اثناء فترة دراسة والدها هناك، وبعد ان استقرت عائلتها في ولاية مشيكَان، درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية والتخصص الطبي في ذات الولاية. تمارس مهنة الطب منذ العام 2002، وقد تخصصت في طب الاطفال، وهي الآن مديرة قسم المقيمين في مستشفى فلنت، وتعمل ايضا في مستشفى (هيرلي هوسبتال)، ومؤخرا حصلت على اعلى تقديرمن من المؤسسة الصحية المشرفة على الكليات الطبية في الولاية. الدكتورة (مونا) متزوجة من الدكتور إليوت عتيشا، ولهما بنتان جميلتان ، نينا وليلى.
تنحدر الدكتورة من عائلة معروفة بعطائها الانساني والعلمي، فوالدتها (طليعة خليل جموعة) حاصلة على شهادة في الكيمياء من العراق وعملت مدرسة في ديترويت، اما والدها د.موفق حنا ، فقد كان رئيس قسم المهندسين في شركة (جنرال موتورز) لغاية احالته على التقاعد، فيما يملك شقيقها (مؤكد ـ مارك) مكتبا للمحاماة في العاصمة واشنطن واختصاصه هو تمثيل النقابات العمالية والدفاع عن مصالح العمال امام تجاوز الشركات الاحتكارية.
يقول عنها والدها د. موفق حنا: انا فخور جداً بما وصلت اليه "مونا" ويزيدني فرحاً ان تتألق بانسانيتها وترجمتها لمهنتها بأروع صورة، في الامانة والاستبسال في حماية الطفولة من أي تجاوز.
كمال يلدو
تشرين الأول 2015



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاءاً للشهيد حكمت كيكا صادق تومي
- القائد الأنصاري دنخا شمعون البازي (أبو باز)، بعد التحية
- رعاية التلاميذ النازحين في برنامج TEACH
- وفاءاً للشهيد النصير رافد اسحق حنونا (حكمت)
- الناشط والأكاديمي سعد سلوم يرى (نصف الكأس المملوء) في محاضرت ...
- ليلة الأحتفال بذكرى الموسيقار -صالح الكويتي- في ديترويت
- وفاءاً للشهيد سالم أيوب حنا رمّو(هيتو)
- وفاءاً للشهيد النصير لازار ميخو (أبو نصير)
- لقاء مع الناشطة المدنية من مدينة تورنتو إيمان بكتاش وحملات د ...
- وفاءاً للراحل يوسف بولص شعيا، شهيد -السلم في كردستان- بساحة ...
- رحلة دعم العيادات الطبية للنازحين والمهجرين مع د. نزيه بجوري
- وفاءاً للشهيد يوسف جرجيس توما كَريش
- وفاءاً للشهيد النصير عباس مهدي محمد شكر (أبو رغد)
- العمل وسط النازحين مع الناشطة -ماجدة الجبوري-
- وفاءاً للشهيد بطرس هرمز جركو
- وفاءاً لذكرى الشهيد جلال يونان جبو عم مرقس
- وفاءاً للشهيدة تماضر يوسف متي ديشا
- وفاءاً للشهيد المربي كامل فرنسي كمّه
- بعد 100 عام على المذابح، الجرح مازال نازفاً !
- كمال يلدو: متى يُنصف الشهيد موفق الياس زوما؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كمال يلدو - الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ولاية مشيكَان