أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - بالاحمر ايضاً














المزيد.....

بالاحمر ايضاً


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 13:03
المحور: الادب والفن
    


بالاحمر ايضاً
محمد الذهبي
كان ينظر باتجاه الانبوبة الصغيرة التي جلبها له الحرفي ابو علي، قال ان قليلا منها في قطعة جبن كفيلة بقتل جميع الجرذان التي ارهقته اخيرا، لكنه نصحه ان يبدأ اولا باطعامهن طعاما صحيا، حتى اذا اطمأنت الجرذان له، يمكنه استخدام السم، نظر الى السم وردد هل يمكن لهذا المسحوق او لقليل منه ان ينهي معاناتي، معاناة الوطن والبيت والفراغ والوحدة، قليل من الدوار والم في المعدة وبعدها ينتهي كل شيء، لماذا لم نكن مثل الجرذان، فيقوم الاخرون بالتخلص منا، كان يعول عليها كثيرا في انهاء حياته، ينتظر متى ستفعلها، وجبة الفطور الصباحي يتناولها بمفرده، كم تمنى ان يشعر بهذا الدوار بعدها لينتهي كل شيء، ابسط مافيها ان تنتهي معاناته معها.
الدين ماذا يريد منا، لايدعنا نعيش ولايتركنا ننهي حياتنا،جعل حياتنا جحيما في الحياة ويتهددنا بالنار مابعد الموت، اي اننا مع الدين بين جحيمين، حتى الذي يريد ان ينتهي من هذه الخزعبلات التي تسمى حياة، ليس له الخيرة في ذلك، فقد يخلد في النار الى ابد الآبدين، جميعنا نجهل مايحدث بعد الموت، مسألة محيرة جدا، هل سندفع ثمن هذه الرحلة العفنة عذابا سرمديا، لاننا ربما تناولنا زجاجة من الخمرة، وهل ان القبلة التي قبلتها لحبيبتي وانا مراهق ستدخلني جهنم، او ربما ذهابي الى مناطق الغجر اكثر رجحانا في دخولي لجهنم، دائما يتذكر مراسم الحج، وكيف له ان يعترف بما كسبت يداه، دائما يعلل امره انه لم يفهم اللعبة من البداية، ليطرق سمعه اخوه بحكاية الرجل الذي اصطحب زوجته وامه وام زوجته.
وعند الاعتراف، اعترف الرجل وانتظر النسوة ان يعترفن ليمضوا الى شعيرة اخرى، قامت زوجته وقالت: رب اغفر لي ماصنعته في زمن الجهل، وتوسلت، فاسرها الرجل وصبر، ثم قامت ام زوجته فقالت: رب اغفر لي ماصنعته في زمن الجهل، فصمت ايضا، ولكنه لم يطق صبرا عندما وصل الامر الى امه، فقالت: رب اغفر لي ماصنعته ايام شبابي وجهلي، فماكان منه الا ان يرفع يديه ويصرخ بصوت عالٍ: رب اغفر لي لانني جئتك بثلاث مومسات، هذه الحكاية جعلتني اتهم الجميع بالرذيلة، واول ما اتهم الذين يحاولون الذهاب بشتى الطرق الى الحج، لانهم يذهبون غالبا للاعتراف وليغفر لهم الرب، دائما يقول ان هذه المراسم هي من دمر البلدان الاسلامية، يسرق ويفعل اي شيء على امل ان تغسل ذنوبه هناك في الحج.
هذه المسألة جعلت من الخطأ شيئا ثانويا امام الحرام الذي سرعان مايغفره الرب بمجرد الذهاب الى هناك الى بيته، اوالى بيت اقل شأنا من بيته، شاهدها بالامس تلقي نظرة طويلة باتجاة قنينة السم، فهيأ نفسه ، ربما تكون آخر ليلة عسى ان تفعلها وينتهي الامر بهدوء، لن يصرح بوساوسه لاحد، ستفعل الصواب لو فعلتها، لكنه يعتقد انها اجبن من ان تفعلها، هيأ نفسه للامر وكأنه يريد ان يسافر الى بلد بعيد، اغتسل ولبس الثوب الابيض ونام مبكرا بعد ان رتب كتبه، الفوضى التي من حوله، وضع كل شيء بمحله، استيقظ مبكرا ليضمن تناول فطوره بمفرده، علّها اجمعت امرها، لو انها سقتني السم من البداية لما عانيت كل هذه المعاناة، كانت اختصرت طريق الالم وارحتها وارتحت منها، هكذا يحدث نفسه، لماذا هذه الاطالة، كنا سنفرغ من الامر مبكرا، هرع الى الفطور وهو بأمل كبير.
تناول الفطور، شعر بالم بسيط في مفاصله ارتجف قليلا، وضع مخدته خلف رأسه واستسلم للنوم، كتب في ليل ذلك اليوم انه الشوق الاخير، ربما سالتقيك في مكان ما ، ليس في هذا العالم قطعا، انا احلم بعالم آخر اكثر نقاء، هذه الاريكة التي قال عنها انها ستكون السفينة التي تعبر بي الى ضفاف اخرى، كان يكرر قوله، سابحربها نحو المجهول بلا جواز سفر فانا لا امتلكه اصلا، لم تكن الاحلام سوى كوابيس كان يقبل احداهن وسرعن ما انتهت القبلة لانها فتحت فمها على مصراعيه، وقف على المغسلة، اشاح بوجهه عنها لانها تحولت بسرعة البرق الى عجوز شمطاء، لم يكد يستسلم لشيء حتى سمع صوت ولده، بابا لقد نمت كثيرا جاءت ساعة الغداء، فضحك كثيرا وتألم للجرذان اكثر.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروّاس
- يوميات خروف في العراق
- ما اريد
- شاعر في آخر القائمة
- البحث عن وطن اجمل
- نزاع في مقبرة
- ابو مرة جرهم بزيك
- رحلة الى ساحة التحرير
- صور
- عالم بخرائط
- اوزع في النار وصاياي
- وطن يعبر الحدود
- انا القصبة
- الانسان الاول والانسان الاخير
- عاشق
- لم يبقَ منكِ سوى قصيدة
- كلنا بانتظار غودو
- خمّارٌ جديدْ
- ماذا سافعل بالشمال وبالجنوب وبالوسط
- الغراب الاسود في البيت الابيض


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - بالاحمر ايضاً