أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - Le malade imaginaire صدام














المزيد.....

Le malade imaginaire صدام


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 08:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل سقوط النظام باشهر قليلة حرصت محطات التلفزة العراقية على تقديم لقاءات صدام مع عساكره وضباطه ( الاشاوس) الذين تركوا مواقعهم وفروا قبل رئيسهم المغوار ، كل الى حفرة حسب رتبته وحجمه، وكان صدام العوجة حين يريد بيان اعجابه باحد ضباطه الحمقى ، الذين كانوا يتمسحون باذياله التي يعرف هو نفسه انها أذيال قذرة ، لاتقدم أي ذرة من البطولة، لسمعته السيئة ، وسيرته السادية المعروفة لكل من اطلع على تاريخه، وعرفه عن قرب أوعن بعد ، أقول حين كان يريد مكافأة أحدهم ، كان يلوي فكه الاسفل ، ويعوج لسانه الافلج ، ليردد عفيه ... وهي كلمة تقال للاستحسان ، وتستعمل في العامية العراقية للاطفال غالبا. وكنت وقتها ـ أي قبل سقوط النظام ـ قد نشرت مقالا حول الموضوع في المواقع الالكترونية بعنوان :
صدام حسين في هذيانه : قل أحسنت ولا تقل عـفـيه
أرى من المفيد أن اقتبس منه لاعيد نشره بسبب تكرار صدام للازمته تلك في المحكمة الجنائية التي عقدت قبل أيام قليلة، ومثل فيها ليحاكم على جريمة الدجيل المعروفة.
إن اصرار صدام على مفرداته التي كان يرددها لضباطه، تبين لنا الخلل العقلي الذي يتحكم في تصرفات هذا الحاكم الابله، والذي مازال يعتقد انه رئيس جمهورية العراق ورئيس شعب العراق العظيم .
ان صدام هو بحق مريض الوهم ، فكما توهم انه يستطيع حكم العراق ، رغم عدم أهليته لذلك ، فاغرق البلد والناس في بحار من الحروب والدمار والدماء ، الى توهمه انه مازال رئيسا رغم هربه واختفائه بحفرة أخرج منها ذليلا على رؤوس الملأ ، في أبشع صورة لرئيس هارب عن وجه العدالة ، كان مختفيا طوال اربعة عقود تحت عباءة الحكم ، اي منذ اشتراكه في عملية اغتيال الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم عام 1958 . ومما نأسف له، انه لقي الدعم والاسناد من الانظمة العربية والدولية والاقليمية التي ساعدته على المضي في غيه والاسراف في وهمه، وما شخصية موليير مريض الوهم في مسرحيته المعروفة Le malade imaginaire الا التعبير البليغ عن شخصية صدام العوجة . ومن غرائب الصدف ان هذه المسرحية هي اخر عمل مسرحي قدمه موليير اذ فارق الحياة بعد ساعات من نهاية العرض الرابع للمسرحية . وتترجم الرواية احيانا بعنوان المريض الوهمي . فهل سيغادر صدام العوجة مسرح الحياة بعد الجلسة الرابعة لهذه المحاكمة ؟!!
ادناه ماجاء في المقال المذكور تذكرة لمن فاته ، وقد نشر بتاريخ 10 / 3 / 2003 اي قبل سقوط صدام بشهر واحد فقط .
في هذه الأيام التي تقرع الأجراس فيها لتعلن قرب النهاية المحتومة لنظام القتلة المجرمين ، ازدادت هلوسات صدام حسين وذاع هذيانه بين أتباعه الذين نزع عنهم إنسانيتهم ، وجعلهم كالفئران المذعورة تنظر بخوف ورعب إليه كأنه القط الذي ينوى افتراسهم ، فتراهم يصرخون بهستيرية ، ويصفقون كالمجانين دون سبب ، في محاولة للتغلب على القلق الذي يعتمل في نفوسهم ، و لم يكن اعتباطا حين قالت الحكماء: الذي يخاف من الظلمة يغني .
وفي محاولة من القائد الضرورة لشحذ همم اتباعه و تهدئة روعهم أخذ يأمر بتقديم المشروبات من شاي وقهوة وعصير إليهم ،على غير عادته أيام زمان ، يوم كان الغرب يشد من ساعده ، وهو بذلك يحاول خلق علاقة لطيفة معهم، بعد أن دأب على إهانتهم شتى الإهانات ،عسى أن يخلق لديهم صورة محببة تجعلهم لا ينفضون من حوله يوم تحين ساعة الحساب التي باتت أقرب إليه من حبل الوريد، ويشجعهم بكلمات تشد من معنوياتهم التي وصلت إلى الحضيض ،لا خوفا من الأمريكان فقط ، وإنما خوفا من غضب الشعب الهادر الذي يزمجر في وجوههم متحينا الفرصة للانقضاض عليهم وكنسهم من أرض الرافدين المباركة التي دنسوها برجسهم طوال العقود الثلاثة الماضية.
من بين الكلمات الجوفاء التي يستخدمها صدام حسين لتشجيع ومدح رجاله بين حين وآخر ، قوله ( عـفـيـه ) بطريقة مقرفة ، ترافقها انفراجة فمه الأعوج الذي استمد اعوجاجه من مدينته العوجة والعياذ بالله .
وهذه الكلمة التي يستخدمها باستمرار ، كلمة فارسية / كردية الأصل ، وأصلها ( آفرين ) بمعنى الشكر والاستحسان ، وهي كلمة قديمة كانت تستخدم لدى الزرادشتيين ( اتباع الديانة الزرادشتية ) الديانة القديمة التي شاعت في كردستان وإيران قبل الإسلام ونقل شيئا من تعاليمها الصحابي الجليل سلمان الفارسي إلى المسلمين ، وهي التي كان صدام يستخف بها ويكني اتباعها بالمجوس احتقارا ، جاهلا أن الديانة الزرادشتية كانت من الديانات المحترمة المعروفة في وادي الرافدين قبل الإسلام .
واستعملت كلمة( آفرين ) في العراق منذ القدم وما زالت تستخدم لدى الأكراد والفرس والأتراك ، والبعض من العراقيين و البغادة يستخدمها قائلا عافرين ، أو عافريم ،أو عافرم أو آفرم .
كما أن البعض حين يستخدمها للأطفال يقول عـفـيه ، وفي الأغنية البغدادية المعروفة ، جاء استخدامها للمرأة بصيغة عفاكي ، إذ يقول مطرب المقام المعروف يوسف عمر في احدى اغانيه مخاطبا المرأة : عفاكي ، عفاكي على فند العملتينه ... وكلمة فند كلمة فارسية / كردية أيضا بمعنى المكر والحيلة والدهاء ، أي : أحسنت ، أحسنت، على الحيلة الماكرة التي عملتيها ، والأغنية تدور حول حيلة احتالتها إحدى النساء وأغوت شابا . ومعروف أن فندي و فندية من الأسماء المستخدمة لدى الأكراد والعرب والأتراك ، وتأتي بمعنى الداهية أو الماكرة وهي من علامات القوة والشدة لدى الرجل ، ومن علامات الفطنة لدى المرأة.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية كأس سقراط
- مصلحة العراق أولا ياسيادة وزير الداخلية
- أين السيد نصر الله
- الأرض اليباب ... أم أرض السواد
- جسر على نهر دجلة
- الى مفوضية النزاهة الموقرة
- لماذا ينتحرون
- الديمقراطية في الدستور العراقي
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية
- التانغو الاخير لصدام
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - Le malade imaginaire صدام