أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الازمة السورية والتدخل العسكري الروسي ... تورط أم ضرورة لا بد منها ؟؟















المزيد.....

الازمة السورية والتدخل العسكري الروسي ... تورط أم ضرورة لا بد منها ؟؟


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند اندلاع الازمة السورية في مارس آذار 2011 على شكل مظاهرات طالبت بالاصلاح الداخلي والديمقراطي والامني في سوريا سرعان ما تم إستغلالها للبدء في مؤامرة اقليمية ودولية شرسة¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬ لاسقاط الدولة وإغراق سوريا بالعنف الطائفي والقتل والدمار الشامل . ومنذ ذلك التاريخ أخذت روسيا بقيادة بوتن موقفاً ثابتاً وحازماً من الازمة السورية , بدأ في إستخدام حق الفيتو لأكثر من مرة لوضع حدٍ للتفرد والعربدة الغربية في مجلس الامن , لتفرض روسيا بذلك على المنظومة الامبريالية في الغرب إحترام القوانين الدولية وعدم العبث بأمن وسيادة الدول الاخرى وبالتالي رفض كل أشكال التدخل السياسي الخارجي أو العدوان العسكري على سوريا . ونتيجة لهذا الموقف الروسي المدعوم صينياً, إزداد وبشدة حجم التآمر الخارجي على سوريا بادخال آلاف المسلحين التكفيريين ليفرضوا بالتعاون مع المجموعات المُسلحة السورية سيطرتهم على مناطق شاسعة من الاراضي السورية فيما استمرت الحاضنة الاجتماعية لهذه المجموعات في بعض المناطق والارياف في سوريا بالرغم من العديد من الاصلاحات الديمقراطية والدستورية الهامة التي أنجزها النظام السوري بأمانة منذ عام 2012 ..... وهنا أخذ ت روسيا تُشدد بقوة على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية وبذلت جهوداً جبارة في إطار جنيف 1 في صيف عام 2012 , ثم جنيف 2 في يناير عام 2014 ... ثم بذلت جهوداً طويلة ومُضنية بعد فشل مؤتمرات جنيف من خلال إستضافة حوار سوري سوري بين ممثلي النظام وممثلين عن مختلف فصائل المعارضة السورية . فكان موتمر موسكو1 في يناير 2015 , ثم مُؤتمر موسكو 2 في ابريل 2015 الذي أصر ممثلو المعارضة الخارجية على إفشاله إرضاءاً للقوى الاقليمية والدولية المُتآمرة .... وترافق كل ذلك مع تسليح وتمويل تركي وقطري وسعودي لعشرات الالوف من الجماعات التكفيرية المسلحة وتوحيدها فيما يُسمى بجيش الفتح (الذي تقوده النصرة وأحرار الشام) والجبهة الشامية والكتائب التركمانية من ألوية السلطان محمد الفاتح وعبد الحميد خان وغيرهم , من أجل السيطرة على العديد من القرى والمدن في إدلب وجسر الشغور وسهل الغاب وريف حماة وحلب وتهديد ريف اللاذقية وذلك بالترافق مع دعوات تركية للتدخل العسكري في الشمال لتأمين منطقة عازلة على الحدود السورية التركية . كما تم في الجنوب السوري شن هجمات كبرى باستخدام آلاف المسلحين للسيطرة على درعا والتمدد في ريف القنيطرة بتوجيه وإشراف غرفة عمليات عمان بدعم وتنسيق ميداني واستخباراتي من مختلف الدول المتآمرة بما فيها الكيان الصهيوني ..... ثم جاء إنفجار أزمة اللاجئين السوريين بتواطؤ من القيادة التركية وترويج إعلامي تركي وخليجي وغربي مكثف بأن أزمة اللاجئين السوريين سببها ليس فقط داعش بل بطش النظام السوري , في الوقت الذي دفعت فيه القيادة التركية بعشرات الالوف من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا للعبور الى الدول الاوروبية المجاورة عبر البوابة اليونانية , كما قامت بالسماح لمئات المهربين في أزمير بنقل اللاجئين السوريين عن طريق البحر الى الجزر اليونانية ومن ثم الى الدول الاوروبية المحاذية بسفن وقوارب لا يُعتمد عليها في نقل أعداد كبيرة من اللاجئين , مما تسبب بغرق المئات من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وغيرهم من اللاجئين الابرياء الهاربين من الموت .
وبهذه التطورات الميدانية والاقليمية والدولية المتلاحقة (ولا سيما أزمة اللاجئين السوريين) والتي رافقها إعلان فرنسي للمساهمة مع التحالف الدولي لمحاربة الارهاب بطلعات جوية فوق الاراضي السورية بحجة ضرب تجمعات داعش , ومع موافقة تركيا على استخدام بعض قواعدها الجوية لشن هذه الطلعات , شعر الروس أن أمراً ما خطيراً للغاية يُطبخ لضرب سوريا بشكلٍ مفاجئ من الجو مع تدخل عسكري تركي على الارض بهدف اسقاط النظام السوري ومن ثم إخضاع سوريا للمعارضة الخارجية المأجورة والجماعات التكفيرية المُسلحة والتي تشمل في صفوفها عشرات الالوف من المسلحين الشيشان القادمين من القوقاز الروسي وأعداد كبيرة من القيادات الشيشانية التي تقود العمليات العسكرية في الشمال السوري ..... وهنا قرر الروس بعد تزويد الجيش السوري بأحدث الطائرات والاسلحة والصواريخ الباليستية وأنظمة الدفاع الجوي , أنه لا مفر من التصعيد الفوري للردع العسكري الروسي الى الحد الاقصى من خلال توجه السفن والغواصات الحربية الروسية الى السواحل والموانئ السورية , ثم توظيف سلاح الجو الروسي لضرب مواقع الجماعات التكفيرية المنضوية ليس فقط تحت لواء داعش في الشمال السوري والرقة ودير الزور وتدمر ...الخ , بل عشرات الالوف من الجماعات الارهابية الاخرى في جيش الفتح والجبهة الشامية وغيرها والتي تصنفها الابواق الاعلامية لدول التحالف تحت ما يُسمى بالمعارضة المعتدلة رغم أن أصولها التنظيمية تعود بكل وضوح الى القاعدة وجماعات السلفية الجهادية المُتطرفة.
وقد نُفذت الغارات الروسية المُكثفة فوق الاراضي السورية بدقة عالية وقوة تدميرية هائلة على تجمعات ومواقع الجماعات الارهابية لتكشف وتُعري مدى زيف وعدم جدية الطيران الامريكي وطيران التحالف في محاربة حتى تنظيم داعش بمفرده .... وهنا يمكن أن نقيم ونلخص خلفيات وإيجابيات ومحاذير التدخل العسكري الروسي في سوريا والآفاق المحتملة لهذا التدخل على النحو التالي :
أولاً : جاء الدعم الروسي للنظام والدولة في سوريا منذ بداية الازمة على أرضية حرص روسيا على أمنها القومي ومصالحها الحيوية ووقف التفرد والعربدة الغربية في مجلس الامن والتدخل السافر في شؤون الدول الصغيرة والنامية بما في ذلك التدخل العسكري .
ثانياً : إزداد الدعم الروسي لسوريا ولا سيما في مجال التسليح وتطوير القدرات العسكرية للجيش السوري منذ عام 2012 مع التزايد الهائل في تسليح وأعداد الجماعات المسلحة القادمة من الخارج , مما يُهدد بشدة الامن القومي الروسي في حال سقوط سوريا بيد الجماعات التكفيرية وتوجههم بعد ذلك للجهاد في روسيا , لا سيما وأن هذه الجماعات تحوي بين صفوها آلاف العناصر والقيادات الشيشانية المُتطرفة القادمة من مناطق القوقاز الروسي , بالاضافة الى آلاف المقاتلين من التركمان والاوزبكيين والطاجيك والقرغيز والإيغور والافغان وغيرهم من المتطرفين القادمين من الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى المحاذية للحدود الطويلة والمترامية الاطراف مع جنوب روسيا .
ثالثاً : مع الفشل المُتواصل لمساعي الحل السياسي للازمة السورية والتي سعت روسيا بكل ثقلها لانجاحها , بينما سعت الدول المُتآمرة وأطراف المعارضة الخارجية وقيادات هيئة التنسيق السورية لافشالها , ومع إقتناع الروس بأن معظم فصائل المعارضة ولا سيما الخارجية لا تستطيع أن تُلزم الجماعات المسلحة على الارض بأي اتفاق سياسي أو بأي وقف ميداني لاطلاق النار , بدأ الروس يقللون مؤخراً وبشكل ٍغير معلن من أهمية المفاوضات ومساعي الحل السياسي ويميلون أكثر بالاتفاق الضمني مع النظام السوري الى الحسم العسكري وتصفية الجماعات الارهابية والتكفيرية التي تهدد على نحوٍ خطير للغاية ليس فقط أمن سوريا والمنطقة بمجملها , بل تهدد أيضاً عمق الامن القومي الروسي .
رابعاً : حظي التدخل العسكري الروسي على تأييد وارتياح كبير ضمن شرائح واسعة من المجتمع السوري ومن ألاحزاب والقوى الوطنية والقومية واليسارية , في الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن روسيا قد تسرعت وتورطت في المستنقع السوري الذي لا يُمكن حسمه من أي من ألاطراف المتصارعة . وبالمقابل تعرض هذا التدخل لهجوم إعلامي متواصل من الانظمة الخليجية والرجعية والقوى الليمينية في المنطقة . أما التنظيمات الاسلامية المُتطرفة والجماعات التكفيرية وشرائح المجتمع السوري الحاضنة لها والمتعاطفة معها فقد أعلنت عداءها الشديد لروسيا ودعت الى الوحدة والجهاد لمحاربة ما أسمته بالاحتلال الروسي والايراني لسوريا .
خامساً : لعب التصعيد والتدخل العسكري الروسي الحازم في سوريا دوراً رئيسيا في تحجيم النفوذ والتفرد والهيمنة الغربية التي تقودها الولايات المُتحدة ليس في المشرق العربي وحسب , بل على مجمل المسرح السياسي الشرق أوسطي والعالمي .
سادساً : أظهر التدخل الروسي قوة التحالف السياسي والعسكري بين الدولتين والقيادتين السورية والروسية والذي يحظى بدعم صيني وإيراني , مما سيقود في نهاية الامر الى الحسم العسكري في مواجهة التنظيمات التكفيرية وفصائل المعارضة المسلحة على الرغم من استمرار تزويدها من قبل الغرب والدول المتآمرة بمختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والتكتيكية والفتاكة ومضادات الطائرات وغيرها .
إذاً فالعملاق الروسي بقيادة بوتن قد حسم أمره وقرر تحت متطلبات الضرورة المُلحة أن يُصعد دوره في الازمة السورية الى مستوى التدخل العسكري المباشر . فهل من يستطيع أن يُوقف هذا العملاق الغاضب الذي لا يُمكن مواجهته ؟؟؟ ..... إن غداً لناظره قريب .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات التحالف السعودي والغرق في أوحال المستنقع اليمني ؟؟
- مع توجه تركيا لانتخابات برلمانية مُبكرة ..... هل اقتربت بالف ...
- مظاهرات لبنان والحراك الشعبي المتنامي ... الى أين يتجه ؟؟
- أستشهاد عالم الآثار السوري خالد الاسعد ... جريمة لا تُغتفر
- الاجرام والارهاب الامبريالي والصهيوني والرجعي والتكفيري في ف ...
- هستيريا أردوغان في الشمال السوري .... الى أين تقوده ؟؟
- الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في ...
- ماهي حقيقة أحداث العنف في ولاية غرداية الجزائرية
- اليونان ... والانتصار السياسي لحزب سيريزا في الاستفتاء الشعب ...
- تفاعلات الازمة اليونانية وآثارها على منطقة اليورو والاقتصاد ...
- هجمة تكفيرية وأيام دموية تشهدها المنطقة
- سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم
- ماذا بعد الانتخابات البرلمانية التركية
- العالم العربي بين المقاومة والتغيير وصراع البقاء
- الحرب الاجرامية على اليمن والمشهد السياسي العربي
- الازمة السورية في عامها الخامس
- السيسي في شرم الشيخ ... وخطاب التضليل والوعود
- منظومة الغرب واستراتيجية الارهاب والفوضى الخلاقة
- صعود اليسار الراديكالي في اليونان ... ماهي دلالاته وآثاره ال ...
- في الذكرى الرابعة لثورة مصر .... هل الثورة مستمرة ؟؟


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الازمة السورية والتدخل العسكري الروسي ... تورط أم ضرورة لا بد منها ؟؟