أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طارق المهدوي - الأولوية لجبهة مكافحة الفاشية كضرورة عملية من أجل التصدي للكوابيس المصرية المعاصرة















المزيد.....

الأولوية لجبهة مكافحة الفاشية كضرورة عملية من أجل التصدي للكوابيس المصرية المعاصرة


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 21:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



(1)
رغم ما يعانيه المصريون المعاصرون على كافة المحاور الوطنية والديمقراطية والاجتماعية من حصار خانق يكاد يفتك بهم داخل مثلث كوابيس نشطة وفاعلة تتصارع أضلاعه حيناً وتتنافس أحياناً، ولكنها تتضافر دائماً في مواجهة القطاعات الجماهيرية الواسعة عندما توشك على الالتفاف حول نُخَبها الوطنية الديمقراطية ذات الأعماق الاجتماعية، وهو المثلث الذي يتكون من ضلع التبعية الذليلة ليس فقط لقوى الاستعمار العالمي بل أيضاً لمراكزها وذيولها الإقليمية، إلى جانب ضلع الفاشية بتجلياتها الإرهابية في المجتمع والاستبدادية في الدولة والتوسعية الاستيطانية في الجوار الجغرافي، بالإضافة إلى ضلع الفساد بصفته أسوأ مراحل الجشع والاستغلال الرأسمالي للعاملين والمستهلكين، ورغم تقارب الأضلاع الثلاثة لمثلث كوابيسنا في درجات خطورتها المدمرة إلى حد يصعب معه علمياً وموضوعياً التهوين أو التهويل من شأن أحدها مقابل الضلعين الآخرين، إلا أن الاكتفاء بوضع تلك الأضلاع الثلاثة معاً أمام القطاعات الجماهيرية ونُخَبها الوطنية الديمقراطية ذات الأعماق الاجتماعية وكأنها حزمة كابوسية واحدة تستوجب حلاً ناجعاً شاملاً موحداً، يتم تصنيفه في علم السياسة ضمن مناورات الهروب الأمامي من المواجهة العملية كبديل مموه عن مناورات الانسحاب الخلفي المكشوفة، لذلك فإن النُخَب المتنوعة الحريصة على استمرار أفكارها وآرائها وأدوارها في المشهد السياسي المصري تحاول ترتيب الخطورة النسبية لأضلاع مثلث الكوابيس بما يتبعه من ترتيب أولويات مكافحتها والتصدي لها، ومع تقديرنا الكامل لمشروعية ونزاهة الاختلافات النظرية بين النُخَب التي ترى أولوية الكفاح الوطني لاعتبارات صعوبة تحقيق الديمقراطية أو إقامة العدالة الاجتماعية بدون توافر السيادة الوطنية، والنُخَب التي ترى أولوية الكفاح الديمقراطي لاعتبارات صعوبة حماية الوطن أو إقامة العدالة الاجتماعية بدون توافر الحريات العامة والخاصة، والنُخَب التي ترى أولوية الكفاح الاجتماعي لاعتبارات صعوبة حماية الوطن أو تحقيق الديمقراطية بدون توافر العدالة الاجتماعية، فنحن نراها اختلافات عقيمة تعرقل حركة التقدم الجدلية التاريخية التي تستوجب تنسيق الأدوار الميدانية بين النُخَب ذات الأفكار والآراء المتنوعة في مكافحة كوابيسنا المشتركة والتصدي لها على أرض الواقع، لاسيما مع سعي كل نُخْبَة إلى فرض برنامج أولوياتها في دائرة لا تنتهي من الاشتراطات التعجيزية المتبادلة للعمل الميداني المشترك، وإذا كانت السياسة هي فن الممكن في حدود المتاح ذاتياً وموضوعياً بالنظر إلى الظرف اللحظي والمرحلة الراهنة دون إخلال جسيم بالثوابت العقائدية والاستراتيجية، فإن معاودة القراءة المتأنية للواقع المصري اللحظي في المرحلة الراهنة تكشف عن ضرورات هي بطبيعتها اضطرارية ولكن مكر التاريخ أودع داخل ثناياها إمكانات تجاوز خلافات النُخَب الصديقة وحل كوابيس المثلث المعادي، ذلك أن متابعة الكوابيس الاستعمارية الجاثمة على المحور الوطني والكوابيس الاستغلالية الجاثمة على المحور الاجتماعي، تكشف أن أعدائنا التوابع والفاسدين ــ في غير حالات المد الثوري ــ يميلون إلى تصفية أقل عدد ممكن من قادة وكوادر النُخَب الوطنية الديمقراطية ذات الأعماق الاجتماعية المعارضين للنهب الذي يرتكبه أولئك الأعداء مع الإبقاء على حياة أكبر عدد ممكن من أعضاء القواعد الجماهيرية الواسعة الذين يتم نهبهم، بينما تكشف متابعة الكوابيس القمعية الجاثمة على المحور الديمقراطي أن أعدائنا الفاشيين يميلون في كل الحالات إلى تصفية جميع المتطلعين نحو الحريات العامة والخاصة سواء كانوا من القادة أو الكوادر النخبوية أو من القواعد الجماهيرية، مما يخلق أمراً واقعاً لا مفر منه يفرض على هؤلاء القادة والكوادر والقواعد أولوية مكافحة الفاشية كإجراء دفاعي ضروري بشقيه الحمائي والوقائي، وصولاً إلى درجة إزالة أنصالها المباشرة عن رقابهم بالمعنى الحرفي للكلمة حتى يستطيعون لاحقاً الاستمرار في الحياة ومن ثم مواصلة مكافحتهم لجرائم أعدائهم الفاشيين والتوابع والفاسدين معاً!!.
(2)
تظهر الفاشية كفكرة ذات طابع شمولي تدعي أن ثناياها الوهمية المزعومة تختزل الحقائق المطلقة المتعلقة بالفضيلة والخير والمساواة وتحتكر الحلول الجذرية الكفيلة بالسلامة والعدالة والسعادة، ثم تظهر تجلياتها السياسية عند قيام أنصارها بتمجيد ذواتهم تأسيساً على تلك الفكرة الشمولية مع استنادهم لبعض ما بينهم من قواسم مشتركة قائمة أو افتراضية، الأمر الذي يواكبه تحقير للآخرين ممن لا يؤمنون بالفكرة المذكورة ولا يحوزون قواسم المجد المشار إليها سرعان ما تتم ترجمته في الحرمان التصاعدي لهؤلاء "الآخرين" من مصالحهم وحقوقهم وحرياتهم، صعوداً حتى درجة حرمانهم من الحياة ذاتها على أيدي التجليات التنظيمية المسلحة لتلك الجماعات والمتمثلة في خلاياها وميليشياتها الإجرامية القاتلة، ورغم أن معظم الفاشيات التقليدية تحتاج فقط إلى أحد العناصر الثلاثة الصالحة لميلاد ونمو الأفكار الشمولية سواء كان عقائدياً أو عرقياً أو طبقياً فإن هناك فاشيات مزدوجة تجمع بين عنصرين اثنين وفاشيات مُرَكّبة تدمج العناصر الثلاثة كلياً أو جزئياً، ورغم معاناة الإنسانية من تلك الفاشيات الثلاث المذكورة بالتتابع التبادلي على الامتدادين الرأسي والأفقي للتاريخ والجغرافيا فإن المصريين المعاصرين وحدهم يعانون من تكالب جميع أنواع الفاشيات الثلاثة المذكورة معاً فوق رؤوسهم في ذات الزمان ونفس المكان، حيث تحاصرهم فاشية تقليدية كبيرة تمثلها جماعات الإسلام السياسي الإرهابية واسعة التغلغل المجتمعي بطابعها الشمولي العقائدي، كما تحاصرهم فاشية مزدوجة كبيرة يمثلها المجلس العسكري الاستبدادي الحاكم باعتباره الامتداد الطبيعي لتنظيم "الضباط الأحرار" الانقلابي الذي كان بدوره امتداداً معدلاً لجمعية "الحرس الحديدي" النازية بطابعه الشمولي العرقي والطبقي، حيث يرفع ذلك المجلس الحاكم بعض الشعارات الوطنية الرنانة الجوفاء ظاهرياً ليمرر في طياتها المخفية المصالح الأنانية الضيقة للفئة البرجوازية الأوليجاركية العسكرية الجديدة، وتحاصرهم أيضاً فاشية مُرَكّبة كبيرة تمثلها العصابات الصهيونية التوسعية الاستيطانية الجاثمة على حدودهم بطابعها الشمولي العقائدي والعرقي والطبقي، إلى جانب ما يعانيه المصريون المعاصرون من استشراء عدة أورام فاشية أخرى متوسطة وصغيرة متناثرة في أروقة الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية لاسيما داخل الأوساط البيروقراطية والكنسية والعشائرية وبعض أوساط القوميين والشيوعيين، وبصرف النظر عن حجمها أو موقعها وعن كونها تقليدية أو مزدوجة أو مُرَكّبة فإن جميع تلك الفاشيات وغيرها مما قد يظهر مستقبلاً تتقارب من حيث درجة خطورتها التاريخية على المصريين فكلها تسعى دون أي استثناء إلى قتلهم بنفسها لو فشلت في إخضاعهم لنفسها، وذلك بخلاف التوابع والفاسدين الساعين عموماً إلى إسكات معارضيهم فقط دون إغفال لخطورة استعانتهم أحياناً بحلفائهم الفاشيين لقتل المصريين أيضاً في حالات المد الثوري، الأمر الذي يلغي من "قائمة الاختيارات" المتاحة إمكانية مكافحة أي فاشية على أرضية فاشية أخرى لكونه كالاستجارة من الرمضاء بالنار مُبقياً على إمكانية واحدة متاحة هي مكافحة كافة الفاشيات معاً في ذات الزمان ونفس المكان، مما يتطلب إنشاء أوسع جبهة ممكنة لقادة وكوادر وقواعد مختلف النُخَب الوطنية الديمقراطية ذات الأعماق الاجتماعية بقطاعاتها الجماهيرية المتنوعة العريضة تحت أي اسم، ولا شك في أن الانتصارات المأمولة لتلك الجبهة على محور مكافحة الفاشية إذا خلصت النوايا وصح العزم يمكن أن تشكل قاطرة سياسية كفاحية تسمح للمصريين المعاصرين بالانتصار لاحقاً على جميع أعدائهم التوابع والفاسدين وغيرهم!!.



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيسبوك وأشباهه...مواقع للتواصل الاجتماعي أم للاستدراج الأم ...
- عندما تصحو الكوابيس
- الحرس الحديدي، نازيون يحكمون مصر...
- بعض ما فعلته مؤسسات الذكاء السياسي بشعوبها...
- المناورات الخطرة المتبادلة بين الإخوان المسلمين وخصومهم...
- أينما يولي الشيوعيون المستقلون المصريون وجوههم سيجدون الموت. ...
- وظائف وأبنية حظائر السيطرة القائمة في مصر...
- النظام القضائي المصري بين واقع الاستبداد وحلم العدالة...
- اعتلاء أكتاف الحركة الشيوعية المصرية على جثث الرفاق زكي مراد ...
- تجربتي الشخصية مع الجرائم الطبية...
- كوابيس الهجرة الاضطرارية...
- عصابات البلطجة في مصر...
- الحركة الشيوعية المصرية موبوءة بالفيروس الصهيوني...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طارق المهدوي - الأولوية لجبهة مكافحة الفاشية كضرورة عملية من أجل التصدي للكوابيس المصرية المعاصرة