قصة انقلاب

نصير باقر

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 21:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

قصة انقلاب ..
في ليلة من ليالي بغداد الحبيبة حيث الاصدقاء والنقاش السياسي محتدم بين الحاضر والماضي صدمني احد الاصدقاء وهو من ابناء الموصل العزيزة بحديثه عن محاولة انقلاب حدثت عام 1995 حيث كان ملم ببعض تفاصيلها الدقيقة التي اخذها عن والده وهو احد ضباط الجيش العراقي . بعد الصدمة شعرت بمدى فقرنا وعوزنا التاريخي والجهل المقصود من قبلنا وبالنتيجة اليوم هويتنا اصبحت في خطر ..
احبتي بعد بحث استمر لايام قررت ان اكتب لكم تفاصيل هذا الانقلاب ومن هم قادته والاسباب والنتائج بطريقة بعيدة عن السرد والاسهاب كوني من اصحاب نظرية ان التاريخ يمكن ان يكتب بكلمة واحدة ..
انتقل بكم الان الى جوهر الموضوع .
بناءا على تقرير اعدته الشعبة الخاصة في جهاز المخابرات في الكاظمية تم اعتقال 48 ضابطا برتب مختلفة من كلهم من مدينة. الرمادي وتوابعها الادارية كان ذلك في اواخر عام 1994 حيث جاء في التقرير المذكور ان هؤلاء الضباط ينتمون الى تنظيم عسكري سري يسمى ( خط الفرقان ) يقوده اثنان من الضباط الكبار هما اللواء الركن الطيار ( محمد مظلوم الدليمي ) والعميد الركن قوات خاصة ( وضاح الشاوي ) حيث اسسا هذا التنظيم ابان الحرب العراقية الايرانية عام 1987 .
في السابع من ايار استلم اهالي الضباط مكالمات هاتفية من بغداد تطالبهم بالحضور فورا لاستلام جثث ابناءهم محصوبة بتوجيهات تنحصر بعدم اقامة مجالس العزاء استشاطت الجماهير غضبا ازاء حجم الاستهتار الذي بلغته السلطة وارتفعت الاصوات من مكبرات الصوت التي تعلوا المساجد داعية ابناء المدينة لحضور موكب التشييع وبالفعل حضرت اعداد غفيرة لذلك .
قبل وصول موكب التشييع للمقبرة تم تطويق المشيعين بقوة عسكرية يقودها المحافظ حيث اطلقت النار صوبهم مما ادى الى مقتل وجرح اكثر من 25 شخصا . قام المشيعين بعد ذلك باطلاق النار بأتجاه المحافظ الذي اختبئ خلف سور المقبرة وبعد قتال عنيف انهارت القوة العسكرية وهرب المحافظ بعد ذلك تحركت الحشود الى وسط المدينة وهي تطلق الرصاص وتحتل المراكز الحساسة للسلطة حيث سيطروا على مبنى المحافظة وسقطت حاميتها العسكرية وأحرق مكتب المحافظ ومهاجمة واحتلال قصر القلعة التابع لصدام حسين .
وفي صبيحة اليوم التالي وصلت الئ المدينة قوات الطوارئ تحت امرة العقيد محسن الملقب بالفلسطيني لتصفية المقاومة الجماهيرية . وفي ليلة العاشر من ايار وصلت الى المدينة ارتال من فدائيي صدام حيث قاموا بتمشيط اطراف المدينة واعتقال المئات وبعد انقطاع التيار الكهربائي وقلة العتاد واستباحة القوات المهاجمة للمدينة تمكن المقاومون من الفرار عبر الصحراء الى سوريا والاردن لتطوى من جديد صفحة من صفحات الرفض للظلم والبسالة بوجه اقسى نظام في التاريخ الحديث ..

#نصير_باقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات