أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1














المزيد.....

عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انتهت حياة عبدالجبار سليمان الكبيسي رئيس "التحالف الوطني العراقي"، خلال الوقت القاتل حيث الاسماء التي نحملها نحن الذين وقفنا ضد التغول الامريكي كانت عرضة للاندثار تحت وطاة وثقل زمن انتصار الشر المطلق، وقتها كانت القيم النضالية والنضال يتحولان الى "خيانة" وجهل، و التاريخ يستدير كانه اخذ قطارا يسير بالاتجاه المعاكس، ومثل هذا الزمن لم يكن لياتي فجاة ولا من دون تراكمات، او من دون نمط من المواجهة، وفصيلة اخرى من الرجال.
كان البناء القيمي والمفهومي للقرن المنصرم بحداثته وايديلوجياته في الدولة والوطنية الحزبية والكيانية، مقررا له ان يتهاوى ويندثر، فلم يكن الاتحاد السوفياتي لوحده الذي انهار على مشارف القرن الحادي والعشرين، وحيثما يبحث اليوم اوغدا عن تاريخ ل"المعارضة العراقية" وتجربتها الغنية، بالاخص منذ الثمانينات، فلابد ان يلحظ خط الانقلاب من طغيان القيم والمفاهيم "الحداثية" او مايطلق عليه " العلمانية" الصارمة، الى الرؤى الجزئية العرقية والطائفية، والعراق بالذات كان اول من شهد بدايات هذا الانقلاب تحت تاثيرعامل الثورة الاسلامية الايرانية، فالموقف السوري الرسمي من الحرب التي ظلت مستعرة طيلة ثمانية سنوات بين العراق وايران، وانحياز بلد عربي بالمطلق الى جانب ايران، اجج بوتائر متسارعة على مستوى المنطقة وفي العراق بالذات، بدايات الاستقطاب مادون الوطني، لتظهر من ثم بوادر واسس التفتيت الحاصل اليوم.
ولقد سمع خلال تلك الفترة تقارير تتحدث عن تفتيت العالم العربي وتجزئة كياناته القائمة،صادرة عن دوائر بحثية في جامعة تل ابيب الاسرائيلية، الا ان انعكاسات تلك الرؤى الخطيرة لم تلحظ، ولم يكن الوضع العربي قادرا على صدها، او حتى الوعي الجدي بها هذا فضلا عن ان هذا الجزء من العالم، لم يكن يملك مقومات الاستدراك، ناهيك عن القفز وراء تلك الموجة السائرة الى مايضاد الحداثة، ومايخلخل وينخر اسسها التي كانت قد اقيمت منذ بدايات القرن المنصرم، من هنا اريد ان اقترح مخططا تراجعيا عاشته المعارضة العراقية خصوصا بتجمعها الرئيسي في سوريا، فانتصار الشر المطلق، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كان مشروطا بانتصار قيم ضد اخرى، قيم الجزئية ضد الوطنية، وقيم العدمية والليبرالية الرثة،" الجديدة"بالضد من المصلحة العليا الوطنية للبلدان والشعوب.
وعبدالجبار الكبيسي يقرا تاريخه في هذا السياق كواحد ممن وقفوا ضد انتصار قيم الهزيمة الفعليه والتفتيت، ولهذا فقد انقلب تاريخه بعد الثمانينات، وجرت ازاحته والاعتداء عليه من قبل مخابرات الدولة التي هو عضو في "القيادة القومية" التي تقودها، هذا مع العلم ان سيرة هذا الرجل وغيره من القلة، تضعنا امام ندرة المتوافر على الساحة الوطنية من قدرات على صد التيار التدميري الجارف، فرجالات العزلة والصراع ضد الوحش، وضد الخراب، اكتسبت من سمات مرحلتها صفاتها، وعبدالجبار كان بلا شك اكثر تلك الشخصيات استعدادا للتضحية، فقد جازف بحياته وبمركزه كامين عام ل" حزب البعث" اليساري، دون ان يتوقف امام النتائج المعروفة سلفا، وهو قد عاد الى العراق بعد الاحتلال، وعمل في صفوف المقاومة المسلحة والقي القبض عليه من قبل الامريكيين وتحمل التعذيب والسجن، ولم يتوقف بعد اطلاق سراحه عن تادية دوره النضالي.
ومن بين الجميع في معسكره كان هو في الصدارة، صحيح انني تحملت القسط الاكبر من الهجمات وحملات "التسقيط" المشينة، كما انني تميزت بنشاطات فكرية واعلامية وسياسية، الا انه كان من الناحية العملية سباقا، ولايهم هنا ان كان هو قد اصاب او ا اخطا، او انه كان عصبيا وهذه صفة لاينبغي ان ترافق من يعمل في السياسة، الا ان الظرف الذي كنا نمارس فيه عملنا كمحاصرين يرون سيل التردي الجارف يقترب منهم كل يوم وهم بلا امكانات، يتعرضون للهجوم من قبل قوى ضخمة وعاتية، تتمتع بكل ماتحتاجه من وسائل اعلام ومال ودعم سياسي ضخم، كانت تغذي فيهم ميول وردات الفعل الحادة حتما.
كان "ابو احمد" صافيا نقيا ينجذب لاصحاب القيم، وتثير حفيظته وسخطه الصغائر، من قبيل حمل اعضاء وقيادات احزاب تدعي الثورية لبطاقات وهويات"المخابرات السورية" ولم يكن يسكت على ذلك، ففي اجتماع ضمه واحد تلك الاحزاب، رفض الجلوس مع امثال هؤلاء قائلا بانه يريد الجلوس مع "مناضلين" لا منتسبين لاجهزة امنية، ومثل هذه التصرفات منه كانت تثير حفيظة تلك الاوساط وتؤلبهم ضده، فهو لم يكن ابدا ممن يدورون الزوايا، كان بالدرجة الاولى رجل قيم ومباديء لايتزحزح، وكان وطنيا عراقيا قبل كل شيء لدرجة انني وبقدر ماعرفته واقتربت من تفاصيل تفكيره، استطيع القول بانه لم يكن في الفترة التي اعقبت الثمانينات قد ظل بعثيا بقدر ماكان وطنيا يؤمن بالعراق ووحدته في زمن سائر نحو تفتيته كيانا ومجتمعا.
عام 1983 جئت الى دمشق من بيروت بعد مراسلات بيننا لنصدر جريدة اسبوعية اقترحت لها اسم " صوت الرافدين"، وكانت الجريدة العراقية الوحيدة التي اصدرها عراقيون في المنفى وبيعت في الاسواق في سوريا، الى ان اوقفها الرئيس حافظ الاسد وختم مقرها بالشمع الاحمر،بعدان حمل السفير الايراني اليه عددا منها، وعلى صفحته الاولى الصورة البشعة للعراقي الذي شجه الايرانيون نصفين بربط رجليه في سيارتين متعاكستي الاتجاه، كانت "صوت الرافدين" توسس لاعادة احياء مثل " الوطنية"، خلال ظرف اتسم بتراجع تلك القيم المطرد، ومنذ ذلك التاريخ استطيع ان اقول ان "المعارضة الوطنية العراقية" قد ولدت، فالموقف من الحرب العراقية الايرانية كان هو الاساس، قبل ان تاتي مسالة الكويت والحرب والحصار ثم الغزو الامريكي الثاني للعراق عام 2003.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1