أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - الهوى هوايا















المزيد.....

الهوى هوايا


منى شماخ

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


الهوى هوايا أبني لك قصر عالي وأخطف نجم الليالي واشغل لك عقد غالي يضوي لأحلى الصبايا"”

ترامت هذه الكلمات على مسامعي آتية من مكان ما ،الصوت بالكاد يسمع ،لكني لاأدري لماذا التقطت أذني هذه الكلمات وفي هذا الوقت بالذات.
منذ حوالي خمسة عشر عاماكانت هذه هي الأغنية المفضلة التي تصل الى سمعي من بلكونة "سامح" ابن الجيران .
طالب بكلية الحقوق ،سكن مع عائلته حديثا في الشقة المجاورة لنا .
كنت وقتها طالبة بالثانوي بدأت معرفتي به بنظرات تبادلتها معه على استحياء بطرف عين تحتمي بخصلات شعري البني،تبعتها رسائل يضعها في يدي مرة وفي حقيبتي مرات عندما يقابلني أمام شقتينا قبل ذهابي الى المدرسة.
"الهوى هوايا يبقى القمر قاربنا والليل بحر مهاودنا والنسمة اللي تاخدنا ترجع شايلة الحكاية"
كلمات أرتبطت في ذاكرتي بنسمات الصيف وليالي المذاكرة ،حيث يسهر كل منا في شرفته وقلبه معلق بالضوء المنبعث من الجهة الأخرى.
" الهوى هوايا ندخل كتب الحكاوي واروي سنينك غناوي واعمل طبيب مداوي واشيل حبي دوايا"
تخرج من الحقوق ،ودخلت كلية التجارة ،تقدم لخطبتي ..طرت فرحا .....رحبت أسرتي .
بمجرد تخرجي تم الزواج ....حبنا ....مع امكانات أسرتينا زلل كل العقبات .
نهاية سعيدة لقصة حب رائعة .
"نهاية"!!!!!!
نعم ،انتهت القصة الجميلة لتبدأ قصة أخرى بطلها محام شاب ناجح يكمل مسيرة والده ،وبطلتها زوجة وأم لطفلتين ،موظفة في أحد البنوك الكبرى.
قصة مملة ومكررة ،ليس بها مكان لضوء القمر ولا نسمات الصيف .


لم نختلف على شئ طيلة سنوات زواجنا العشر....ولكن شئ ما اختلف بداخلي ...أشتاق الى تلك الأحاسيس التي كنت أشعر بها عندما أراه ....الى ذلك الدفء الذي كان يسري في كياني بمجرد أن يرسل نظراته اليّ من بعيد .
أشتاق الى تلك الرعشة التي كانت تحركني عندما كانت يده تلمس يدي .
أشتاق الى شوقي اليه.
لكن قصة أخرى بدأت:
في حفل خطبة "نهى" زميلتي في البنك .
كنت وحيدة كالعادة ....زوجي في رحلة عمل لمدة يومين ....وحتى لو لم يكن مسافرا لا أظنه كان سيأتي فقد أهمل تلك الاجتماعيات منذ زمن...لكنه لم يقف عائقا أمام حرصي عليها
لم يكن لديه مانع أن أتواجد بمفردي في مثل هذه الأحوال ...البعض يسميها ثقة ...لكني أراها لامبالاة.
هناك تعرفت على "عادل" ....شعرت بنظراته تحيط بي منذ دخولي الحفل ...
لم تكن نظرات الاعجاب شيئا غريبا بالنسبة لي –بعيدا عن الغرور-أنا جميلة ،حقيقة لاتنبئني بها مرآتي فحسب بل أراها في نظرات كل المحيطين بي .
حتى سنوات الزواج العشر لم تضع بصماتها على مظهري ،فابدو كما لو اني لازلت طالبة أو حديثة التخرج على أقصى تقدير.
لكن نظرات عادل كانت تختلف لم تكن اعجابا بقدر ماكانت احتواءا ،شعرت بعينيه تحيطان بي، تؤنسان وحدتي ،تنفذان الى أعماقي لتحرك شيئا سكن منذ زمن.
-أعمل في شركة سياحة، لدينا عروض رائعة لرحلات شرم الشيخ والغردقة .
هذا ماقاله وهو يعطيني رقم هاتفه ،وكأنه يقدم لي حجة مشروعة للاتصال به.
عدت الى المنزل .... البنتان نائمتين....كل شئ هادئ كالعادة ،لكني أسمع دقات قلبي تذكرت التفسير العلمي القائل بأن الشعور بالحب يجعل الجسم يفرز كميات إضافية من الأدرينالين و النورادرينالين مما يسبب تسارع في ضربات القلب. واحمرار الوجه،وسرعة التنفس .
لكن الخوف أيضا يزيد من سرعة ضربات القلب ...وكذلك الخجل يزيد من احمرار الوجه .
وعنما كنت أتقلب في فراشي لم أكن أدري ما الذي أذهب النوم عن جفوني :صحوة القلب أم......أم وخز الضمير!!!!
"الهوى هوايا أرسم صورتك بيدي ع النسمة اللي تعدي ،ع الفجر أبوضحكة وردي ،ع العمر اللي ورايا"

في اليوم التالي استيقظت عازمة على أن انسى كل ماحدث بالأمس ....سيأتي سامح اليوم من سفره القصير ...أقنعت نفسي أني اشتقت اليه –رغم انه لم يمر على غيابه سوى يومين-أخرجت الكارت الذي يحمل رقم هاتف عادل وقررت تمزيقه لكني عدلت عن ذلك زاعمة لنفسي أنه مثل باقي كروت العملاء الموجودة في مكتبي وأن وجوده معي لم يكن يمثل لي شيئا يجعلني أتخلص منه الآن.
حاولت الانشغال بالبنتين ....بالغت في الاهتمام بترتيب أدواتهما واعدادهما للذهاب الى المدرسة ...وذهبت الى عملي....
هناك كان منتظرا.....نعم كان عادل هناك ينتظرني أمام البنك....بسرعة أجاب على السؤال الذي سألته عيناي فبادرني بسبب حضوره (الوهمي بالطبع) :
-عايز أفتح حساب .
ساعدته في انهاء الاجراءات ....شكرني وانصرف ....بعد فترة وجدت نظارة شمسية على مكتبي ...لابد أنها نظارته ،أتصلت به لأخبره أنه نسيها ..طبعا اتصلت من هاتفي وليس هاتف البنك
هل تعمد تركها لأتصل به ؟هل وجدتها فرصة لأعطيه رقمي؟
لايهم ...المهم هو ماحدث بعد ذلك....
" الهوى هوايا لو الايام بعدوني يصاحبك نور عيوني ولو خابت ظنوني يصحى في ليلك منايا"
اتصل مرة ثانية ليشكرني ،واتصل ثالثة ليحدثني عن اعجابه بي....
ومع كل اتصال كانت الحواجز تنهار وتتدفق المشاعر
قصة جديدة عشتها ..أعادت اليّ مشاعر الفتاة ابنة الثامنة عشرة.
أنتظر رسائله كل صباح على هاتفي فيخفق قلبي كما كان يخفق عندما يضع سامح خطاباته في حقيبتي.
أنتظر اتصاله ليسمعني كلمات تذيب الجليد الذي أحاط بمشاعري فتتورد وجنتاي وترتجف شفتاي كما كان يحدث لي عندما يهمس سامح في اذني :أحبك.
كم أشتاق الى أن يعيش سامح معي هذه القصة مرة أخرى ....أشتاق الى العاشق الذي كان يحيطني باهتمامه ومشاعره.... كنت أكره المسافات التي تبعدني عنه ....أحلم باليوم الذي يختفي فيه الجدار الذي يفصل بيننا لنحيا سويا في مكان واحد ....لم يغب عني ولم أغب عنه منذ التقينا أول مرة...كان يهتم بأدق تفاصيلي ....ينصت لكل ما أقول مستمتعا بحديثي مهما كان تافها...كنت أشعر بوجوده يملأ كياني .
ماذا حدث؟ لماذا افترقنا الآن؟لماذا بعدت المسافة حتى اتسعت لشخص آخر يدخل بيننا؟
من المسئول عما حدث؟ بالتأكيدهو
فقد بالغ في الاهتمام بعمله ،اعتقد أنه بزواجه من محبوبته حصل على كل مايتمناه وكأن الحب لم يكن سوى قربانا ذبح على أعتاب هيكل الزواج .
لكن ماذا فعلت أنا؟
لاشئ ...كنت دائما رد فعل ...أنتظر ماسيفعله لأقرر هل أقبل أم أرفض ،حتى رفضي كنت أحتفظ به داخلي ...لا أذكر أني صارحته يوما بما أريده منه ...لا أذكر اني عبرت له عن شوقي اليه ...كل أحاسيسي أصبحت واجبات أؤديها ....انتهى دور العاشقة بمجرد أن أصبحت زوجة ...
الهوى هوايا في عنيكي ياحبيبتي تتوه مني سفينتي وكفاية انك انتي اللي فضلتي معايا""
الآن أستعد للقاء يعيد الدفء الى مشاعري ...يوقظني من سباتي ...يضخ الدماء في عروقي ..
أنظرالى صورتي في المرآة ....أستمع الى الأغنية فأنتقل معها الى شرفة منزل أهلي.....أتذكر أحلامي بأن تختفي المسافات بيني وبين سامح .... الحياة التي تمنيت أن أحياها معه....ارى صورة فتاة عاشقة
أنظر الى صورتي في المرآة .....أستمع الى رنين هاتفي ....انه عادل....أتذكر كلماته ،رسائله المليئة بالمشاعر....أرى صورة زوجة خائنة.
تتقاطع نغمات الأغنية مع نغمة رنين الهاتف ....أنظر الى المرآة ...أبحث عن صورتي .... أرى طفلتين وزوج ...وأرى صورتي :زوجة وأم وعاشقة
أغلق الهاتف وأستعد للقاء زوجي .وابنتيّ.....لقاء يعيد الدفء الى مشاعري ويضخ الدماء في عروقي.
لكن وانا كلي حيره مش باملك يا أميره من أحلامي الكتيره ياعيني غير ضحكي وبكايا""



#منى_شماخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة الياسمين
- نكره
- حلقة مفرغة
- ظِل رجل
- الحرية على الطريقة الشرقية
- الخبز أولا
- كلكم في الخصومة -اخوان-
- امرأة بلا جسد
- خواطر
- الدستور ليس هو الحل
- ردا على مقال -حتى لاتصبح الثورة المصرية في ذمة التاريخ- للكا ...


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - الهوى هوايا