أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - أمة تضحك الأمم - مشهد وطني جدا














المزيد.....

أمة تضحك الأمم - مشهد وطني جدا


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 22:39
المحور: كتابات ساخرة
    


أمة تضحك الأمم
ماجد الحيدر
مشهد وطني جداً
من منا لم يشاهد أكثر من مرة هذا المقطع "الوطني" المؤثر الذي لا يكاد مسلسل مصري يخلو منه بمناسبة أو بدون مناسبة؟
البطلة الشابة بثياب النوم "گاعدة صافنة" في "قريولتها" الحديدية بيدها عدد من مجلة "الكواكب" يتصدر غلافه أحمد مظهر في خوذة الفيلد مارشال صلاح الدين الأيوبي وخلفها على الجدار صورة الزعيم القائد جمال عبد الناصر مبتسما بحنانٍ أبوي. لكنها ذاهلة وساهمة و"غرقانه لشوشتها" وهي تسمع الراديو الكهربائي الكبير أبو اللمبات.. إنه عبد الحليم يغني بحزن ولوعة تفطر القلب: عدّا النهار..
ينقطع البث فجأة لتبدأ مارشات عسكرية ثم يعلن المذيع المتحمس:
"أيها المواطنون
نذيع عليكم البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة
بسم الله الرحمن الرحيم
نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حالياً قتالها مع العدو بنجاح ...الخ الخ الخ...."
الكامرة موجهة على وجه البطلة (طبعاً هي بنت فقيرة صاحية من النوم بمكياجها الكامل وشعرها مسرح آخر موديل).. تنتابها مشاعر مختلفة من دهشة وسرور وحماس لا تقوى على كبح جماحه فتهب، كاشفة للمشاهدين عن ساقيين بضتين، الى الصالة وتنادي:
-عالية.. عالية!
تخرج عالية أو صفی-;-ه‌ أو سعاد من المطبخ وبيدها طبق الرز الذي تقوم بتنظيفه وتقول:
-فيه إيه يا سهام؟
ترد سهام بفرح غامر:
-الحرب قامت يا عالية.. الحرب قامت! إحنه عبرنا الأنال ی-;-ا عالی-;-ه‌!
تنهمر دموع الفرح من عيون عالية وتصيح:
-ألف نهار أبيض!
وتطلق زغرودة مصرية طويلة...
كثير من المشاهدين لا يتملكون مشاعرهم وتغرورق عيونهم من فرط الحماس. ملايين المشاهدين لا يعرفون، ولا يهمهم أن يعرفوا ماذا حصل بعد أيام قلائل من العبور و(الانتصار العظيم).. لم يسمعوا بثغرة الدفرسوار وتطويق الفيلق الثالث المصري، لم يسمعوا بمفاوضات الكيلو 101 التي جرت في خيمة (شبيهة بخيمة صفوان الشهيرة) تابعة للأمم المتحدة نصبت عند الكيلو 101 على طريق القاهرة-السويس وكان تزويد مدينة السويس وأفراد الفيلق المصري الثالث المحاصر الجائع العطشان بالمواد الغذائية وماء الشرب واحدا من أهم بنودها. لا يهمهم أن يعرفوا بأن الدماء الغزيرة التي سالت في تلك الأيام القلائل لم ترق الا من أجل التمهيد لترتيبات سياسية لا ناقة للغلابة فيها ولا جمل. ولا يهمهم أن يدركوا بأن (النصر العسكري) في مفهوم الزعماء العرب لا يعني غير شيء واحد: البقاء في مناصبهم بعد انتهاء العمليات العسكرية. و"طز" بالجنود .. "طز" بالشهداء والجرحى والمعاقين والاقتصاد المدمر..
أما الوقائع التاريخية والأرقام والخرائط فــ "ما فيش أسهل من كده" بضع أغنيات ومسلسلات وأفلام حتى نصنع ذاكرة جديدة.. ذاكرة "على أد المئاس" ... ورقصني يا جدع!
هل أكثر من هذا المشهد القصير ليختصر كل الصناعة الشوهاء للعقل العربي المسكين؟!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روبرت فروست - الثلج والنار
- روبرت فروست - الطريق الذي لم أسلك
- تيد هيوز - سقوط الغراب
- ماركس الفتى العاشق وقصيدته حب في جنح الليل
- داء المحاضرين مصطلح جديد لمرض قديم
- من قال إن مزبلة التاريخ ليس فيها مكان للشعراء
- من الأدب الكردي المعاصر-مرحى ولعنات- قصيدة للشاعر هزرفان
- بانتظار آلة الزمن التي ستعري كل شيء
- أمة أضحكت الأمم-بين شعارات تظاهراتنا وشعارات المقامة الساسان ...
- من الأدب الساخر-المقامة الدرنفيسية
- من شعر كارل ماركس - عازف الكمان
- من الأدب الكردي المعاصر - ضجر - قصة قصيرة لصبيح محمد حسن
- بوسترات شعرية - شعر دلبرين هالو - ترجمة ماجد الحيدر
- بشراك كردستان.. سأفوز بعرب آيدول
- أنا والناس والمدينة - شعر بدرخان السندي ترجمة ماجد الحيدر
- داعش وآذان داعش - شعر مؤيد طيب - ترجمة ماجد الحيدر
- الفخ - قصة قصيرة كردية بقلم عصمت محمد بدل
- من الأدب الكردي المعاصر- خورشيد الكاتب - قصة قصيرة لعبد الخا ...
- من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قص ...
- من الأدب الكردي المعاصر - محسن عبد الرحمن -قصتان قصيرتان جدا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - أمة تضحك الأمم - مشهد وطني جدا