أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - روسيا تحت قصف البروباجندا الأمريكية















المزيد.....

روسيا تحت قصف البروباجندا الأمريكية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعله ضرورياً وقبل التطرق لمناقشة التدخل الروسى فى سوريا لمحاربة الإرهاب وإحداث التوازن الاستراتيجى فى منطقة أرادتها الولايات المتحدة الأمريكية مسرحاً للفوضى، فى سبيلها لإعادة رسم خرائطها وتقسيم بلدانها، أن نشير إلى عدد من الحقائق التى يصعب تجاوزها وبدونها قد يستسلم العقل العربى لما أرادته أمريكا وحلفائها وتوابعها من خلط الأوراق وغياب المنطق وإلتباس الرؤية. أولها: أننا فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين ولسنا فى سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، حيث تسيدت أمريكا المنطقة والعالم وأخضعتهم لإرادتها وهيمنتها بعد تفكك الإتحاد السوفيتى، وصار لاراد للمشيئة الأمريكية فى الأرض كما فى السماء، ثانيها: سوريا ليست أفغانستان، وروسيا الإتحادية الرأسمالية المنفتحة ليست الإتحاد السوفيتى الذى وصموه كذباً بالشيوعى الملحد عدو الإسلام والمسلمين، وبشار الأسد بكل جرائمه ونظامه القمعى، ليس حفيظ الله أمين حاكم أفغانستان بنظامه العميل للمخابرات المركزية الأمريكية، والذى استخدم من قبل الأمريكان مخلب قط لإصطياد الإتحاد السوفيتى ليغوص فى المستنقع الأفغانى فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، باعتباره طرفاً ضد ما أطلقوا عليه كذباً وتمويهاً "المجاهدين" ضد المد الشيوعى الذى ادعوا استهدافه تحويل أفغانستان من دولة مسلمة إلى دولة شيوعية ملحدة، وروجت البروباجندا الأمريكية أن الحرب فى أفغانستان ليست صراعاً على السلطة أو دفاعاً عن الدولة بقدر ماهى دفاع عن الإسلام ضد الهجمة الشيوعية، ومن أسف استخدمت الأموال السعودية والمتطوعين من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية من عالمنا العربى الذين دعمهم نظام السادات بالتدريب والتسليح ضد الإتحاد السوفيتى الذى كنا قد انتصرنا فى حرب أكتوبر على إسرائيل بفضل سلاحه ودعمه العسكرى والسياسى فى أروقة الأمم المتحدة التى لطالما استخدمت أمريكا تحت قبة مجلس أمنها الفيتو لحماية المصالح الإسرائيلية ضد حقوقنا العربية المشروعة. أما ثالثها: أن المنطقة العربية فى وقتنا هذا ليست ماكانته قبل الربيع العربى الذى فتح عيون شعوبها على المؤامرات الصهيوأمريكية ومخططاتها المستهدفة إغراق المنطقة فى الحروب الطائفية وتحويلها دويلات وكنتونات صغيرة يسهل إدخالها بيت الطاعة الأمريكية غصباً مستسلمة لمخططاتها الهادفة تركيعها واستنزاف مواردها وتفكيك جيوشها وضرب طموحاتها وآمال شعوبها فى التنمية والتقدم، وبما يضمن السيادة الأمريكية وبقاء إسرائيل قوة أقليمية متحكمة ومسيطرة.
لقد استيقظت الشعوب العربية وأصقلتها تجاربها الصعبة مع المراوغات الأمريكية وسياساتها المخاتلة، لترى أن حرب المجاهدين فى أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتى قد صنعت الجيل الأول من القاعدة، ثم جاءت حرب الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان والعراق بعد أحداث سبتمبر 2003 لتصنع الجيل الثانى الأشد تطرفاً من القاعدة وتنصب بن لادن صنيعة أمريكا وزعيم المجاهدين زعيماً للإرهاب الدولى، وتأسست بعدها من رحم الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولى جبهة النصرة فى العراق والشام مع أبومصعب الزرقاوى وصولاً إلى "داعش" وأبوبكر البغدادى، الجيل الثالث ممن أسموه المجاهدين ليكون الأكثر تطرفاً وإرهاباً ودموية، مافرخ لنا جيش الفتح فى سوريا، وأحرار الشام، وجيش الإسلام، والجيش السورى الحر، والإئتلاف الوطنى السورى الذى تستضيف تركيا أعضاءه ليجاهدوا باسم أمريكا وتحت عبائتها ويفرخوا عصاباتهم فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وغزة المحتلة، من أنصار الشريعة، وأكناف بيت المقدس، وفجر الإسلام، وأنصار بيت المقدس وغيرها من التنظيمات الإرهابية، التى عملت جميعها بدعم وتسليح متقدم ولوجستيات أمريكية وغربية، وإمعاناً فى المخاتلة والمراوغة إدعت أمريكا تأسيس تحالف دولى لمحاربة داعش فى العراق بينما أعلن أوباما وأركان جيوشه أن الحرب على داعش تحتاج سنوات لإضعافها وليس القضاء عليها، وكانت ترمى لهم من الجو بالأسلحة المتقدمة والمؤمن بإدعاء الخطأ، كما مهد لهم رجال المالكى فى العراق الحصول على أسلحة الجيش العراقى الثقيلة، وقامت تركيا بفتح حدودها لمرور المتطوعين من العالم العربى للإنضمام إلى داعش، وعالجت جرحاهم فى مستشفياتها، واشترت منهم بترول العراق وسوريا وليبيا بثمن بخس، وشاركت إسرائيل تركيا فى التكسب من وراءه ودعم بقاء داعش وتمدده ليكون شوكة فى خاصرة العالم العربى تهدد أمنه القومى وتستنزف موارده وتجهد جيوشه وتحقق المخططات الأمريكية فى وضع المنطقة تحت طائلة الحروب المذهبية والطائفية وتحقق من خلالها مالم تستطعه بعد ضرب ثورة 30 يونيو لمخطط أمريكا فى سايكس بيكو الجديدة لتقسيم المنطقة وتركيع دولها وتدجين قواتها وشعوبها.
إن أمريكا وبريطانيا والدائرين فى فلك العم سام ومخططاته المشبوهة، هم من منعوا تسليح الجيش الليبى ليضمنوا استمرار داعش وتمددها، وأمريكا التى رصدت خمسمائة مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة فى سوريا أسفرت عن تدريب خمسين عنصراً من النصرة إنضموا لداعش وسلموها أسلحتهم، وهم من قال عنهم السيناتور "جون ماكين" إن طلعات التحالف الذى تقوده أمريكا ضد داعش، ماهى إلا تمثيلية وحرب غير جادة، عادوا اليوم ليتباكوا على قصف روسيا لمواقع داعش، ويدينوا روسيا ويضعوها تحت قصف البروباجندا الأمريكية الكاذبة المراوغة، والذين لم ينطقوا بكلمة واحدة عن الطلعات الفرنسية والبريطانية ضد داعش على الأراضى السورية، أحرام على بلابل روسيا الدوح، حلال على الطير من كل جنس؟ ومن أسف يعيد عالمنا العربية أخطاءه من جديد، وينعق غربان الفتنة من أدعياء العلماء فى السعودية وقطر وتركيا للنفير ويطالبوا بالجهاد المسلم ضد الغزو الروسى الصليبى، ليحولوها حرباً طائفية كما تريدها أمريكا التى كشف الدب الروسى بتحركه الجاد والحاسم كذب دعاواها وتهاوى حججها فى مقاومة الإرهاب الداعشى الذى يهدد منطقتنا العربية ويتجاوز حدوده لتهديد الأمن والسلم الأوربى والدولى. روسيا تقوم بالفعل بمحاربة الإرهاب وتحمى أمنها القومى والأوروبى المهدد من عصابات المتطرفين الروس والأوروبيين المنضمين لداعش، لكن ذلك بالفعل لايروق الأمريكان وتابعيهم لأنه يكشف زيف دعاواهم ويعرى حقيقة تواطئهم مع داعش ويحافظ على الأمن القومى العربى المهدد بفعل هذه العصابات الإرهابية، ويحول دون سقوط سوريا وتقسيمها، ويؤسس لتوازن استراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط التى أرادتها أمريكا فوضى وفشل وتشرذم. إن التحرك الروسى الجاد فى محاربة داعش يكشف التآمر الأمريكى ليس على حلفاءه فى الشرق الأوسط فقط، وإنما يهدد حدود وأمن وسلم حلفاءه الغربيين فى أوروبا وأيضاً فى آسيا، الأمر الذى استدعى الصين إعلان دعمها للتحرك الروسى واستعدادها للإمداد والدعم العسكرى.
بإختصار نحن أمام تحرك جاد لمقاومة الإرهاب ودحر عناصره وتنظيماته وكشف الدعاوى الأمريكية المراوغة، ويشجع دولاً ناهضة مثل مصر للتحرك الجاد ضد الإرهاب فى ليبيا وغيرها، ويؤذن بنهاية النظام العالمى المتهالك واستحداث نظام عالمى جديد تعادل فيه روسيا والصين ما اختل من دعائمه تحت القيادة الأمريكية وسياساتها المرتبكة ويحد من مؤامراتها المستهدفة تقويض النظام العربى، ومن هنا استدعت أمريكا ضد روسيا كل رصيدها من البروباجندا الرخيصة الكاذبة وتوابعها والدائرين مغيبين فى فلك مخططاتها وراحت تقصف روسيا فى وقفتها الجادة بالإدعاء والتشويه، ومالم ننتبه فى العالم العربى سنكون كمن يلدغ من الجحر أكثر من مرة.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلا تكونوا شوكة فى خاصرة الوطن
- السيسى والسفر عبر الزمن
- الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمع ...
- البرادعى يقود الهوسبتاليين الجدد وينعق من جديد
- نخبتنا العاجزة: الدولة لاتصنع السياسة
- التفكير: فريضتنا السياسية الغائبة
- لا أخلاقية السياسة الأمريكية
- إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات المصرية الأمريكية
- فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات
- عن الحمقى والمغفلين
- إستهداف ملكة الحد الأوسط: مصر يصعب أن تكون تابعاً
- الأرض لما بترمى ف سنبلة بشاعر نبيل الأبنودى: عمر من النضال و ...
- الأزهر ومحاكم التفتيش
- الثورة ليست وجهة نظر
- المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه
- الأعدقاء الأمريكان وسياسات الأقل كفاءة
- بريسترويكا جديدة من برج القاهرة
- إكشفوا الذئاب قبل محاربة الإرهاب
- ست شخصيات تبحث عن مؤلف


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - روسيا تحت قصف البروباجندا الأمريكية