أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل أحمد - اعلان دمشق : ولادة على عجل















المزيد.....

اعلان دمشق : ولادة على عجل


عادل أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن في ودي أن أستعجل الكتابة عن هذا الموضوع لولا الحساسية التي يشكلها كموضوع وطني عام ، ولولا العديد من المقالات التي تناولته سواء كانت مع أو ضد ، ولولا ضرورة أن يعرف الرأي العام ما له وما عليه .
سنتناول هذا الإعلان على مستويين :
1/ من حيث الشكل والآلية .
2/ من حيث المضمون .
أولا : من حيث الشكل والآلية :
بداية.. لا بد من الإشارة إلى أن أطروحات هذا الإعلان تكاد تشكل متحدا فكريا وسياسيا لكل فصائل المعارضة السورية الداخلية منها والخارجية ، فهو في محصلته العام جمع تركيبي لأطروحاتها المتعارضة أحيانا والمتوافقة أحيانا أخرى والتي عبر عنها الإعلان بالجملة التالية : ( اجتمعت إرادتهم – الموقعون على الإعلان – بالتوافق على الأسس التالية .) . التوافق إذن هو المبدأ العام الذي يحكم هذا الإعلان – الوثيقة ، فكيف تم هذا التوافق ؟
هل بالحضور الفعلي لكل الطيف السياسي أم بالنيابة التي تتضمن الإقصاء والتجاهل لأنها لم توثق وتقونن ؟
هل تم طرح أو تداول مشروع الإعلان – مسودته- على القوى والشخصيات والهيئات لمناقشته وإبداء الرأي فيه ؟
حسب علمي ، ومع أننا سمعنا عن مشروع من هذا النوع وان لم يحمل نفس التسمية ،فانه لم يعلن عنه ولم يعط لأحد لإبداء الرأي فيه لا من القوى والهيئات ولا من الشخصيات . وهذا ما يفسر اقتصار لائحة الموقعين على هذا العدد القليل من القوى والشخصيات التي ساهمت به إلى هذا الحد أو ذاك .
وهنا يحق لنا أن نتساءل خاصة وأن الإعلان ينص على أن الأمر ( يتطلب تعبئة جميع طاقات سورية الوطن والشعب ) عن مغزى ومدلولات غياب أجزاء ومكونات ليس من الطيف السياسي فقط بل ومن مكونات الشعب السوري الفئوية أيضا ( رغم اعتراضي على الاستخدام المتكرر للفظة مكونات). هذه المسألة تثير التساؤل والشك وتخلق أرضية سائبة رخوة يقف عليها الإعلان ، وقد تدفع بالكثيرين للنأي بأنفسهم بعيدا عن هكذا مشروع. هل يستقيم هذا السلوك مع الهدف الذي يتطلب تعبئة جميع طاقات الشعب ؟
النقطة الثانية المثيرة للتساؤل هي توقيت الإعلان... إذ كان ينبغي الأخذ بعين الاعتبار واقع أن سورية الوطن مستهدفة من الغول الأمريكي المتوحش وتفرده وعربدته التي تصب جميعها في خدمة مشروع المحافظين الجدد , وأننا يجب أن ، ندرك أن النظام غير مستهدف لذاته فهي لا يهمها سوى حليف فاقد الإرادة والاستقلالية ومنضو مطيع لتوجهاتها وتوجيهاتها .
وهناك أيضا ظاهرة الاستعجال التي طغت على الموضوع كله ، وكأني بالموقعين على الإعلان يعتقدون أن النظام ساقط لا محالة إن لم يكن ( غدا فبعد غد ) . ولعل هذا الاعتقاد هو الذي دفع ببعض الجهات لدعوة الناس للاعتصام وبدء التحرك مع مجيء عيد الفطر .
ثانيا : من حيث المضمون :
تشكل الأسس الثماني عشر التي توافق عليها الموقعون جمعا أو تركيبا شاملا لمطالب المعارضة مختلفة التوجه كما أسلفنا القول ؛ وهي إذ تتحمل أن يجد كل توجه سياسي أو فكري نفسه فيها إلا أنها ولهذا السبب بالذات ( جمع المتناقضات ) تؤسس لاحتراب فكري وسياسي في المستقبل وذلك لكونها ستكون المرجعية الفكرية والسياسية التي ستعتمدها الجمعية التأسيسية التي ستضع دستور البلاد القادم .
في مثال عن هذه المطبات والمتناقضات إلي يحتويها الإعلان :
- في حين ينص البند الثاني من الأسس على ( نبذ الفكر الشمولي والقطع مع جميع المشاريع الاقصائية والوصائية والاستئصالية ) نرى البند الثالث يقرر أن ( الإسلام هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه ، وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية الأخرى في مجتمعنا ، ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك ، بعيدا عن التعصب والعنف والإقصاء . مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أيا كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية ، والانفتاح على الثقافات الجديدة والمعاصرة ) . لو أن هذه الفقرة وردت في سياق الحديث عن الهوية الثقافية والروحية للشعب السوري وشارحة أي إسلام نريد ونعتمد ، لما كان في إيرادها أي لبس أو إشكال ، لكن ورودها هنا وفي الأسس التي تؤسس للدولة المدنية القائمة على المواطنة والتي تعني حكما فصل الدين عن الدولة جاء ليقرر أن الإسلام هو دين الأكثرية وعقيدتها وبالتالي هو الأساس في تشكيل الهوية السورية والمرجعية التي سيوضع الدستور والقوانين على أساسها باعتبار الإسلام دين كلي ( دين ودولة ) ، ( عقيدة وشريعة ) ، وهو بهذا الشكل سيتحول إلى فكر شمولي ووصائي . ثم لماذا غض الطرف عن المسيحية ودورها وتاريخها في سوريا ،ألا تذكرنا إسهامات العرب المسيحيين في سوريا ولبنان في مشروع النهضة العربي الأول والدور الريادي الذي لعبوه بشئ ؟
- يرد في البند التاسع:( إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سورية....) نلاحظ أن هناك حسب النص قضية كردية كالقضية الفلسطينية وقضية لواء الاسكندرون وقضية الجزر الثلاث الخ .. لننتبه فهذا الإعلان الهام هو وثيقة للمستقبل ستساهم في صنعه وتشكيله ومنها ستخرج العديد من القضايا والمهام ... فأن نقول قضية كردية فهذا يعني قضية أرض وشعب ، وباعتقادي أن مثل هذه القضية ليست مطروحة لأن أكثرية أكراد سوريا تتوافق على مطالب محددة تتعلق بحق الجنسية لهم وإعادتها إلى من نزعت عنهم وحق المواطنة الكاملة والمساواة التامة وحرية الرأي والتفكير والاعتقاد والتعبير واللغة أي ما نص عليه نفس البند في جزئه التالي ، ولتخليص هذا البند من التناقض الداخلي فيه كان يمكن صياغته على الشكل التالي : / تسوية ملف الأكراد نهائيا . بما يضمن المساواة التامة للمواطنين الأكراد السوريين مع بقية المواطنين من حيث حقوق الجنسية والثقافة وتعلم اللغة القومية وبقية الحقوق الدستورية والسياسية والاجتماعية والقانونية ، على قاعدة وحدة سورية أرضا وشعبا . مما يعني حكما إعادة الجنسية وحقوق المواطنة للذين حرموا منها /.
- في البند /15/ يرد : ( ضمان حق العمل السياسي لجميع مكونات الشعب السوري على اختلاف الانتماءات الدينية والقومية والاجتماعية) . لماذا هذا الإصرار على الاستخدام المتكرر لتعبير ( مكونات ) دينية قومية اجتماعية ؟ هل هو إقرار لتذرر المجتمع السوري، أم تأكيد لهذا التذرر ، أم مجرد تأثر بالوضع العراقي ؟ كان يمكن الاستعاضة عن ذلك بكلمة واحدة هي ...جميع / المواطنين / بلا استثناء .
- في البند 16 يرد : ( التأكيد على انتماء سورية إلى المنظومة العربية ...)
هل هو الشغف باستخدام المصطلحات الجديدة الوافدة دون تمحيص في مضامينها ، أم أن القصد هو ما يرمي إليه المصطلح حقيقة من مفاهيم ؟ مصطلح المنظومة العربية ألا يحيل إلى مصطلحات مثل : الفرانكفونية – الشرق أوسطية ؟ أما كان يمكن القول : التأكيد على انتماء سورية العربي ، وإقامة أوسع علاقات التعاون مع الدول العربية...
- في البند 18 يرد أن عملية التغيير قد بدأت ...
عملية التغيير فعل ضرورة ( وأضيف مصلحة وطن ) هذا صحيح . ولكن هل بدأت ؟ ما الذي بدأ ؟ وكيف يبدأ ؟ هل بمجرد الإعلان عنه ، أم بعد إنجاز التوافق الذي تدعون إليه وشد جهود الجميع التي يتطلبها إنجازه ؟ ألا تدفعنا سلامة الوطن وأمنه ووحدته على تجهيز السفينة بكل ما يلزم لإكمال الرحلة ونجاحها ؟
- لم يرد في الإعلان أي ذكر للعلمانية ، مع أن أكثرية المهتمين بالفكر والسياسة والثقافة يجمعون على أنه لا ديمقراطية بدون علمانية . كما لم ترد جملة واحدة تتحدث عن فصل الدين عن الدولة .
- تشكل المنطلقات القاعدية التي جاءت في نهاية الإعلان تكثيفا مركزا وايجابيا وجامعا يمكن أن تجمع كل أبناء الوطن من حولها .
ولما يتمتع به الإعلان من أهمية سياسية ، وباعتباره الخطوة الأبرز في الوضع السياسي السوري خلال السنوات الأخيرة والحدث الأهم والأكثر تطورا في تاريخ المعارضة السورية القريب ، ومنعا للاحتمالات الخطيرة التي أشار إليها الإعلان ، وكي لا يكون خطوة في الفراغ ، مغامرة ، فإننا نحيل القراء والموقعين على الإعلان وكل القوى والفعاليات إلى الفقرة الرابعة من المنطلقات القاعدية في الإعلان وكذلك الفقرة الخامسة ونشدد على ضرورة مناقشة هذه التوافقات وإدخال التعديلات المناسبة عليها وإقرارها من قبل أكبر طيف وطني ممكن ، ليصار عندها إلى القول أن عملية التغيير المنشودة قد بدأت .
22/10/2005
عادل أحمد



#عادل_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اغلاق منتدى الأتاسي ؟
- الشهيد جورج حاوي : السؤال الكبير
- المسـألة الوطنية ودورها في وحدة قوى اليسار والديمقراطية
- الماركسية وأفق البديل الاشتراكي
- عندما تختلط السياسة بالرغبات
- سورية : ضرورة التغيير وموجباته
- عن التاريخ والفكر والانسان
- عن التاريخ والفكر وزالانسان
- الوحدة الوطنية كأداة أساسية في مواجهة المخاطر
- سوريا : التغيير وأدواته
- رؤيا عامة لحالة سياسية جديدة
- رؤية عامة لحالة سياسية جديدة
- كي لا نفتح بوابات المجهول
- نحن والليبرالية
- تهنئة بالعام الجديد
- من أوراق السجن : صلاة اليك
- عرفات : الرجل الرمز
- سوريا كما نراها وكما نريدها
- بين رفض الخارج واستيعابه
- اعلان عن ولادة حزب جديد


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل أحمد - اعلان دمشق : ولادة على عجل