أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - معاناة ابن














المزيد.....

معاناة ابن


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 17:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معاناة ابن
يسكت الولد و يقبل ما قالت له امه بان الله خلقه - يتحمل قساوة الحياة والتقاليد - يصبر و يكتم خيانة والده لوالدته - يتذكر كيف كان والده يضرب والدته و كيف سرق منها مهرها و كيف كانت والدته تحاول بقدر امكانها ارضاء حماتها. نعم منع من كل شيء حتى من شرب الماء على طاولة الوالدين حتى اذا كان يموت من العطش. كانت والدتي تقول: اذا الان تشرب الماء لانك لا تحصل على الكحول و لكن اذا تزوجت و اصبحت رب البيت و خمر االدار سوف تحتقر الماء و لكن عادة الشرب ستستمر.

هكذا حاولت والدته تربيته و تعليمه الاخلاق و الاداب. هكذا بدأ تعلقه بالكحول. كلما ارسله والده لشراء الخمر بالسر عند الخمار في نهاية الشارع و هو يحمل زجاجة تحت ابطه لملئها من برميل الخماركالنفط - يقوم بوضعها كالعادة تحت حنفية البرميل ليرتشف قطرات منه بشفتيه من حافة القنينة. لم يستطع ان يذنب اكثر من ذلك لان طعم الخمر كان مرعبا و لكن القطرات ازدادت بالتدريج و كما قالت والدته: الذي لا يحترم القليل يصبح مدمنا على شرب كؤوس ممتلئة الى الحافة دون التخفيف بالماء. هكذا تعلمت الطمع و الجشع.

في اليوم الذي غادرتنا فيه والدتي كنا نجلس في الغرفة ننظرمن الشباك المفتوح الى الحديقة و كانما تحول الشباك و الباب الى نافذة لتهرب منها و هي تنظر الى الفتحة الصافية في السماء المكدسة بالغيوم و تتنفس بعمق. ثم بدأت تقول: يا ابني ان الحرية اهم من الحب و الزواج للبنت. لا تنسى ان المرأة ليست قميصا تبدله كل يوم. كنا نتحدث بلغة كانت تعكس ثقة دون قيد او شرط و ايمانهاالعميق بالله و هي ترفع عينيها الى السماء و كانما تحترق من الشوق و فيها رغبة قوية لمغادرة الارض. سألتني: هل لاحظت كيف ان السجن نام؟ اعتقد كانت تريد ان تقول كيف ان الارض نامت و لكن و قبل ان اتأكد من قولها فجأة مسكتني - ضمتني الى جسدها و حملتني معها و كانما هي حاملة بيّ للمرة الثانية.

انظر - هذه هي طبقات العالم البدني الذي ندخلها يا ابني. هذه هي الطبقات التي تشرق فيها الشمس في النهار و تظهر فيها النجوم و القمر بالليل. كنا نتحدث و نحن نتجاوز الطبقات الى ان سقطتنا على الارض كالمولود الجديد و كانما فاقت الارض من نومها و حست بهروبنا لتشدنا اليها مرة اخرى بجاذبيتها و تنجبنا لوحدها دون قابلة. عندما نهضت وجدت والدتي مرمية ميتة على ارضية الغرفة. قالت النساء انها ماتت من الام الولادة. الام فرحة الولادة تقتل.
www.jamshid-ibrahim.net









#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهودية اللهم
- الجنازة و الخمر
- ولع المطربات العربيات بالاسماء الايرانية
- وباء الميم
- خبرة الوحي عند محمد علميا
- اعوذ بالمانيا من الشيطان الرجيم
- (التجارة - الدين - السياسة) بالتسلسل
- ثلاثة نماذج
- نظرية 80/20
- من يريد استيرادها؟
- عزيزي السيد الميت:
- بصورة خاصة
- ذهبت لتشتري روحا جديدة
- اشرف من اشرف المرسلين
- تحل مشكلة و تخلق مشكلة
- تحولت حياتي الى قائمة
- قرار العين
- لا تحسب: 2 + 2 = 5
- الاضطرابات الاسلامية Islamic Disorders
- لا تصدقني زوجتي..


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - معاناة ابن