أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - انتفاضة القدس معركة الشعب الأخيرة















المزيد.....

انتفاضة القدس معركة الشعب الأخيرة


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 14:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


انتفاضة القدس معركة الشعب الأخيرة
د. طلال الشريف
حالة فلسطينية جديدة لاحظوا الزمن الجديد يعيد دور الشعب
أفق جديد سيستلهم الفلسطينيون التجربة النضالية الفلسطينية منذ ما قبل النكبة حتى الكتل الشعبية الضخمة المتحركة في دول الجوار .. لماذا ؟
العملية السياسية أخذت مداها وفشلت في انتاج حل لقضية فلسطين وكذلك أفشلت أو فشلت المقاومة العسكرية لنفس السبب حيث غاب دور الشعب الحقيقي في اسناد السلام أو المقاومة .. كيف ؟
أكبر أخطاء أو خطايا أصحاب مشروع السلام هي وقف الانتفاضة الشعبية التي جنوا ثمارها بترتيبات مجهولة اعتمدت على بنود حمالة أوجه سميت اتفاق أوسلو وبإنهاء فعاليات الانتفاضة الشعبية أي دور الشعب الضاغط على المفاوضين الفلسطينيين قبل الاسرائيليين وبالتالي ذهبت السلطة المفاوضة لترتيبات باتت سيفا مسلطا على حركة الجماهير إلى أن أصبح الناس منصاعين عبر تهدئة الحالة الشعبية المواجهة للاحتلال للانتباه والاهتمام بحيثيات الرفاه والأمل بأن سلطة التفاوض قد تنجز استقلالا يريح شعبنا ويؤدي لازدهار الحال مثل أي دولة مستقلة ومستقرة في العالم هكذا أصبح الامل والحلم ولعبت السلطة دورا في اقناع الجماهير بذلك وأصبحت الوظائف الجديدة في السلطة مغرية لنشطاء الانتفاضة الكبرى لبناء مشاريعهم الاسرية والمستقبلية واندمجت قطاعات واسعة من شعبنا في هذا المضمار حتى أن موعد انتهاء المرحلة الانتقالية مر على شعبنا تحت تخدير القيادات المفاوضة وفريق التفاوض بأن هناك أمل بإمكانية الوصول لاتفاق يقيم الدولة المستقلة في غزة والضفة الغربية على حدود 67 وظهر الفساد والواسطة والمحسوبية ومشاريع الكسب غير المشروع على حساب المشروع الوطني وانتبه الناس لذلك وتذمروا ولكن ليس للحد الذي جعلهم يتحركون حركة جماعية لإسقاط الاتفاق حيث أصبح عدد كبير من شعبنا له مصلحة في استقرار الوضع يحسبه أفضل من المجهول لو انتفض من جديد واستمرت عملية التخدير ولكن هنا كانت بعض المناوشات التي أرادها عرفات في حينها للضغط على اسرائيل للاستجابة وتنفيذ بنود الاتفاق وإنهاء المرحلة الانتقالية والذهاب لقضايا الحل النهائي وحاول عرفات بتشجيعه على انتفاضة الأقصى في نهاية العام 2000 ووجدها فرصة لإرجاع واستخدام دور الجمهور ولكن الأمور خرجت عن السيطرة وركبها العسكر من كل الطيف الفلسطيني وهنا كان اسرائيل تنتهز الفرصة لاستخدام عصاها الثقيلة واغتيال القيادات ودخلت عملية التفاوض في حالة ضعف في مواجهة السيطرة الاسرائيلية وضربت مؤسسات السلطة واستمرت الانتفاضة في الخبو حتى اغتيل الرئيس عرفات وضعفت السلطة كثيرا وازدهرت تنظيمات المقاومة وازدادت شعبيتها في الوقت الذي كانت السلطة وفتح تحاول بكل الطرق الاستمرار في برنامج السلام رغم تراجع شعبيتها التي توجت بنتائج انتخابات 2006 التي تفوقت فيها حماس على مجمل التيار الوطني وهنا بدأت مرحلة جديدة ولكن ظل مشروع المفاوضات في تراجع دون نتائج مغرية للجمهور .
أما على الجانب الآخر جانب المقاومة العسكرية فقد كبرت شعبية فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد الاسلامي وتوسعت امتداداتها بين جمهور الشباب الذي فقد الأمل ببرنامج السلام والابتعاد عن السلطة بل ومناوئتها ومعاداتها في مرحلة تراكمية لاحقة انتهت بالاستيلاء على السلطة في قطاع غزة وطرد السلطة المركزية منها وحدث الانقسام وللتاريخ كانت العمليات العسكرية لكل من حماس والجهاد الاسلامي متواصلة مع كل جولة جديدة للمفاوضات ليس بالتنسيق لتقوية المفاوض الفلسطيني الذي كانت السلطة سببا في عدم احتواء ذلك واستخدامه لتقوية مواقفها بل كانت السلطة مستمرة لا تحسب لهؤلاء حساب بل تقمعهم لتهيئة الظروف لبرنامج السلام وهذا كان خطأ كبيرا وفوجئت السلطة في غزة بسحب البساط من تحت أقدامها على خلفيات كثيرة أهمها عدم انجاز اتفاق سلام مع اسرائيل وازدهرت المقاومة في غزة وتسلحت بكل أنواع القوة العسكرية والمالية ودخلت في صراع كبير مع جيش الاحتلال قامت اسرائيل بثلاث حروب كبرى على حماس والجهاد والشعب في غزة وهنا أيضا جاء دور خطأ المقاومة حيث انعزل أو عزل جزء كبير من الشعب ولم يتفاعل عن رضى مع فصائل المقاومة بل مجبرا وقت الحرب وما ان كانت تنتهي حرب حتى يبتعد الناس عن حماس كونها تمارس السلطة ولم تلب احتياجاتهم على الأقل بل ذهبت لأبعد من ذلك وتركت معاناتهم وتاخر الاعمار وارتفاع معدلات البطالة وفي عالب الاحيان زادت العبء عليهم بفئوية الوظائف وفرض الضرائب التي ألغتها سلطة رام الله واحتكار التجارة وجني ثمار الانفاق لصالحها وليس لصالح المجموع السكاني فلم ترصف شارعا ولم تفتح مدرسة ولم تقم العدل الاجتماعي فذهب الناس عنها واعتزل معظم الناس الحالة الثورية المقاومة للانتباه لحيثيات حياتهم الصعبة بدل أن تعطيهم حماس وتستقطبهم ليكونوا سندا تستخدمه على الأقل في حركة جماهيرية مناهضة للاحتلال وتقوي شوكة المقاومة وبقي الوضع على ذلك حتى الآن بل زاد الاستقطاب في مسرح العمل المقاوم في غزة حيث الحالة في الضفة جنحت للهدوء التام بسبب القنع .. وبذلك وضح سبب فشل المفاوضين والمقاومين على خلفية غياب البعد الشعبي لإسناد أيا منهم المفاوض والمقاوم .
منذ نهاية الحرب الثالثة على غزة منذ عام ونيف حاول المنقسمون التصالح الصوري حيث ان كليهما يعاني من أزمات خانقة مع الجمهور في غزة والضفة الغربية لقمعهم الناس وعدم تلبية احتياجاتهم وتحول كل من الحكمين لدولة بوليسية لا هم لهم سوى الضغط على الناس وتعمقت الأمراض الاجتماعية والسياسية في كلا المجتمعين وأصبحت الهجرة حلما للشباب لعدم وجود فرص العمل والقمع البوليسي الشديد وضعف الخدمات وأصبحت غيوم الاحباط السوداء تتدافع في أذهان الشباب الفلسطيني فكانت العمليات الفردية ضد المستوطنين وخاصة في مدينة القدس الأقرب لإمكانية الوصول من الضفة الغربية وازدياد هجمات المستوطنين على المسجد الأقصى وتدرج الشباب إلى حالة القيام بالحل الذاتي الشخصي لكل شاب فلسطيني بالهجوم على الاسرائيليين السبب الرئيسي في نكبتهم ومأساتهم حتى وصل الحال لجو نفسي عام لكل الفلسطينيين بالشعور الملح للخلاص بعد أن فشل قادتهم في انجاز خلاص جماعي وما يتمنون بل زادوا العبء عليهم وانتبهوا لمصالحهم الخاصة والحزبية ودخلوا في مناكفات مزمنة أضاعت الوقت الكبير ولم يقنعوهم بما يفعلون من أجلهم ومن أجل فلسطين وإنهاء الاحتلال ورأينا في المقابل في غزة هروب الشباب عبر الحدود للكيان الاسرائيلي وهو أيضا محاولة للحل أو الخلاص الذاتي الشخصي كما هو الحال لهجومات القدس على المستوطنين والسبب واحد هو فقدان الأمل بالسلطتين وغطرسة الاحتلال.
وجاءت اللحظة النفسية المتناغمة الآنية المتوحدة مع المجموع الفلسطيني في كل مكان ولهذا فانتفاضة القدس هذه ان استمرت أو انطلقت في وقت آخر سوف تستقطب جموعا كبيرة من الناس تريد الخلاص من الاحتلال وستتصاعد هذه الحالة بالتصعيد الاسرائيلي لقمع الانتفاضة سواء بالاشتباك داخل القدس أو في بلدات الضفة وغزة باحتلالها من جديد أو مهاجمتها جوا أو برا.
في هذه الانتفاضة ستختلف طريقتها وأساليبها وستتطور هذه الانتفاضة إلى جماعات كبيرة للاشتباك في مرحلة لاحقة مع المحتلين وسوف تشهد جماعات عابرة للحدود في مرحلة أخرى سواء من غزة أو الضفة الغربية أو الحدود العربية فهذه هي سمة الحراكات الشعبية في السنوات الأخيرة وسيفعلها الفلسطينيون هذه المرة نتيجة لفقدان الأمل بالحل السلمي والحل العسكري وستكون القدس محور الاستقطاب سيلتحق بها عرب ومسلمون على شاكلة الجماعات الشعبية في سوريا وليبيا والعراق والانتفاضة الأولى في فلسطين وستستمر الحالة في تصاعد حيث لا أمل في حلول لقضية فلسطين وشعبها عند الفصائل والقادة هنا وفي دول العرب والمسلمين حتى تحقيق الهدف الفلسطيني بالتحرر والاستقلال.
4/10/2015م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على مغالطات وكذب وتضليل أحمد عساف لشعبنا
- المرجل الفلسطيني باختصار شديد
- متطلبات أساسية لنجاح - جبهة انقاذ وطني فلسطينية -
- رسالة إلى الوطنيين الفلسطينيين لهزيمة حماس
- فتح .. التل يختل
- خيارات محدودة أفضلها -مجلس انتقالي- لنقل آمن للسلطة
- انتقال غير آمن للسلطة يبدأ في فلسطين وحتى العام 2017م
- عباس يورط عريقات والشعب قبل الرحيل
- ضريبة ظلم
- تعالوا نطبق بعضا من -الجيتو -
- أأبو حسين الخليفة القادم بعد الاطاحة بالسيسي ؟
- أنا أصدق تهديدات حماس
- دحلان من جديد للرئاسة
- عن التدخل العسكري العربي وإسناد السلطة المركزية لاستعادة غزة
- كلمة د. طلال الشريف في لقاء التيار الاصلاحي في غزة ومخيمات ل ...
- سرقة الحق والانجاز وحتى المستقبل
- اختطاف الدور
- لهذا مازال دحلان منقذا لفتح والتيار الوطني والمستقبل
- على طريق -ولا مرة-
- تشريعي فلسطين عصابتين قاطعتين لطريق الوحدة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - انتفاضة القدس معركة الشعب الأخيرة