أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية















المزيد.....

نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حين َ أعربت رغد صدام حسين عن فخرِها بأبيها .. واقفا ً في قفص ِ الإتهام ومدافعا ً عن نفسه ِ رغم كل الأدلة ِ التي تُدينه أمام َ شعبه ِ ..ووصفته ٌ بأنه ُ كان أسدا .

انبرت أقلام ُ الرجال ِ وتعالت أصواتُهم في مواجهة ٍ.. تُعد ُ إبنة زمانها في الردح ِ الانترنيتي والفضائي .. للرد على الإبنة التي وصفت أباها وعصابته ُ بأنهم أبطالا ً وأسودا ً وأصحاب َ حق .

صارت المعركة .. معركة ٌ بين رجال ِ العراق وبينها .. لإسكات ِ رغد صدام حسين .. مفترضين أنهم بهذا الردح الصاعق سيتمكنون من إسكاتها .. ومتناسين أن حق الرد عليها كان يجب أن يكون َ من نصيب امرأة ٍ عراقية ٍ فقدت حقها في الحياة ِ أو الاطمئنان ِ أو السلامة ِ الجسدية والنفسية .. في حقبة ٍ كان صدام حسين فيها مبعثا ً لكل الجرائم التي ارتُكِبت في حق المرأة العراقية.

الردٌ ُ على رغد .. كان يجب ُ أن يكون َ نسائيا ً .. ليس لأنها امرأة فقط .. بل لأنها ظنت أن أباها كان أسداً.

أما نحن ُ .. الأربعة عشر مليون امرأة عراقية .. فبنات الواوية* !!

كان علينا .. كنساء عراقيات .. أن نخرج َ من دائرة الردح التي يقودها الأسود والواوية .. لنوقف رغد وأباها عند مفترق الطريق الذي يؤدي إما الى احترامنا .. أو الى مواجهة ِ العقوبات التي ينص عليها القانون الدولي .

لكن النساء العراقيات .. المهمشات المخذولات .. لم يتجشمن مشقة الرد على رغد ..فالحال ُ من بعضه كما يقول المثل .. ومواجهة رغد أو غير رغد .. سيكون بالنتيجة لصالح الاجندة المفروضة على العراق والتي تمهد لأكبر عملية اغتيال للمساواة الجندرية في العراق.

من حقها .. كإبنة لصدام حسين الذي لم يخذلها اثناء محاكمته .. أن تصفه بأنه أسداً.

مالغرابة ُ في هذا؟

فكلٌ فتاة ٍ بأبيها .. معجبة !

الغريب ُ هو.. صمت النساء العراقيات لدحض دفاعها !

صمتنا

نحن.. النساء ُ المخذولات !

صمتنا ..ازاء ادعائها بأنه أسد

هو الغريب !

صمت ُ

العراقيات ُ اللواتي فقدن قوة َ الصوت والحماسة للدفاع ..

نحن ُ المدافعات ُ عن المرأة العراقية التي غرقت في بحار الحزن .. ووحل الانتهاكات التي كالها صدام وعصابته لحقوقها .

نقف اليوم .. مخذولات .. نرتكن ُ زاوية منسية من زوايا العراق الجديد.. الذي لاجديد فيه سوى انتهاكات أكثر .. وتهميش أعمق غورا ً .

في محاكمة ٍ لموقف الحكومات العراقية.. المتعاقبة منذ أكثر من ستين عاما وحتى الان .. من المرأة العراقية .. نجد أن صوت المرأة العراقية .. قد أصبح في خبر كان .. لعدم جدوى الدفاع أو الهجوم !

نحن نساء ُ العراق ..اللواتي توصلنا الى حقيقة أن ٌ دفاعنا عن حقوقنا .. هو بالنتيجة دفاع ٌ عن الحكومة الكارتونية التي تتربع ُ على عرش العراق المريض المقطع الأوصال .. المنهوب والمسلوب الإرادة ,,الرازح في الرزايا ..العراق الجديد الذي خذل المرأة .

خذلتمونا .. وتلاشت أصواتنا .. حتى أننا فقدنا الرغبة في مواجهة ابنة صدام حسين التي تعجب بأبيها بطريقة ٍ فنية ٍ اعلامية ٍ مدروسة .



ماخذلك أبوك يا رغد .. لكننا المخذولات ُ به وبمن جاء بعده !

كان بإمكاننا أن نرد ٌ عليك .. وأن ندمغ ادعائك( بأسوديته) في الغابة التي تضمنا وإياك ِ .. وأن نقدم أدلتنا لنثبت لك أن أباك ليس أسدا ً ولابطيخ .. بل هو واحد ٌ من كثير ٍ من

الواوية ..الذين احتموا بحق الحماية الممنوحة ِ للأنظمة السياسية .. فتصرفوا كلٌ على هواه.



نحن المخذولات .. برجال حكومتنا الجديدة .. وبقوانينها الجديدة .. وبدستورها المعاق.

نحن المخذولات .. اللواتي طبلن ورقصن للرجال الذين اعتلوا هامات المجد السياسي على أكتافنا .. ركلونا وأقعدونا في زاوية ٍ منسية .. بعد أن امتصوا رحيق تجاربنا ومعاناتنا وجراحنا ليحصلوا على مناصبهم ودولاراتهم .. ونساءهم وجواريهم ومحضياتهم .. وقصورهم وحرسهم الخاص .. وطائراتهم وميليشياتهم واسلحتهم .. وفضائياتهم وإعلامهم .. وراقصيهم وطباليهم وشعرائهم .. وتجارتهم وديانتهم .. وجوامعهم ومراقصهم.. تماما كما فعل أبو رغد سابقاً !



على رغد صدام حسين أن لايأخذها حماسها كثيرا .. فتظن ٌ أن سكوتنا هو من اتفاقنا معها..على أن أباها كان أسدا ً !

عليها أن تعرف أن صمتنا هو جزء من سيناريو المرحلة !

لحسن حظها وحظ والدها أن حكومة العراق الجديدة .. خذلتنا .. وهمشتنا .. ووضعتنا في موقف لانحسد عليه !

فدفاعنا عن حقوقنا المنتهكة في زمن صدام .. ولٌد انتهاكات أكثر!

صرنا كمن لم يرض بالجزٌة .. قالوا له ..هاك جزٌة وخروف* !!

ولقد أدركنا أن وقوفنا كشهود في محاكمة صدام حسين .. لن يعيد لنا حق ٌ .. بل هو مجرد تقليب لمواجعنا .. من أجل انتصار ذكورية السياسيين العراقيين .. في الغابة التي تحتمل تصنيف سكانها الى صنفين فقط .. فهم إما أن يكونوا أسودا , أو واوية!

خذلتنا حكومتنا

وخذلتنا الأجندة السياسية

وخذلنا رجال الدين .. والاحزاب السياسية .. وجواري السلاطين

أمومتنا الثكلى مخذولة ٌ .. حد ٌ الكفر !

أنوثتنا مخذولة ٌ .. حدٌ الازدراء !

إنسانيتنا مخذولة ٌ .. حد ٌ الانهيار !

إننٌا مخذولات .. مخذولات .. بكل ماأنتجته مرحلة التغيير السياسي .. حتى أن ابنة صدام حسين صارت تتجرأ وتضع أصابعها في أعيننا .. وأعينكم .. لتعلن أن أباها أسد !



إن ٌ هذا التهميش لحقوق المرأة العراقية .. ووضعها في أسر وعبودية الأجندة السياسية والدينية .. سيخدم المجرمين وليس الضحية .

ونساء العراق .. الضحايا ..يفقدن حقهن ٌ في الدفاع عن أنفسهن ٌ مرة ً أخرى !

********



في هذا الغرب الموحش من الكرة ِ الأرضية .. القانون ُ والمجتمع ُ يمنحان المرأة َ القوة للدفاع عن نفسها .. فتنكشف احصائيات شبه دقيقة .. عن حالات الأغتصابات والأنتهاكات المبنية على أساس الأختلافات الجندرية! فهل بأمكان أجهزتنا السياسية والدينية والاجتماعية .. أن تكشف كم من الاتهاكات تتعرض لها النساء؟

طبعا لا !

من المستحيل أن يكشف المستفيد ُ من قوانين التمييز ضد النساء .. عن عريه !

فالمشاريع التي في ذهنه ..هي تجسيد وتعميق ٌ للعلاقات الجندرية الموبوءة بالجرب .. في مجتمعاتنا .

هو يسعى لامتلاك أربع نساء حلالاً زلالاً .. وماملكت أيمانه من الجواري !

والمرأة ُ الضعيفة ُ سهلة ُ الأقتناص .. والأستعباد !

المرأة ُ الضعيفة ُ سهلة ُ الوقوع ِ ضمن .. حالة الاستسلام والتحول الى جارية !

سهلة ُ التعرض للأغتصاب .. والسكوت على الجريمة !

سهلة ُ القياد ِ ..يمكن ُ تسخيرُها ببساطة ٍ كعجينة ٍ مرنة ..وبطريقة ٍ عمياوية !

سهلة ُ الخضوع للقوامين عليها .. مهما اختلفت أشكالهم .. وأفكارهم .. وأزيائهم .. ولغاتهم .. وطوائفهم .. وخبثهم أو طيبتهم .. سياساتهم وعمالاتهم .. ديكتاتورياتهم وسرقاتهم .. جهلهم أو علمهم .. شخيرهم .. رائحة أفكارهم النتنة كجواريبهم ..تكاسلهم واتكاليتهم ..ركونهم الى فيء المساعدات الاجتماعية لأشباع كروشهم ..وحتى استخدامهم للغة ِ وعنترياتهم ودون كيشوتياتهم ومقارعاتهم لطواحين الهواء!

مخذولات نحن ..بهم !

كما خذلنا صدام حسين

وكما خذلنا .. الدستور

وكما .. خذلتنا حرب ُ التحرير !

وكما خذلنا المجتمع ُ الدولي !

وكما .. خذلتنا أميركا !

وكما .. خذلنا العرب والأكراد.. والشيعة والسنة .. والدينيون واللادينيون !

من حق رغد أن تقول عن أبيها بأنه كان أسدا ً!

ومن حقها أن تسمع صمتنا .. وأن تضحك على تهمشينا .. وأن تشمت َ بضياع ِ حقوقنا !

ومن حقها أن تتفرج على عملية إصابتنا بالشلل المزمن ..وتحولنا الى كسيحات ٍ في العملية السياسية التي يقودها رجل ُ الدين من صومعته في النجف !

من حقها ..ومن حقها .. ومن حقها !



جنينا على أنفسنا بالتزام أحزاب المعارضة التي خدعتنا !!

وعلى نفسها جنت براقش !!



-----------------

*الواوية .. تعني الثعالب في اللهجة العراقية .. والتعبير هنا لمقارنة ضعف الثعالب مع قوة الأسد.

*مثل ٌ عراقي يُضرب لمن لم يرض َ بمشكلة واحدة فوجد نفسه أمام مشكلتين معا أشد تعقيداً.



#نادية_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في مهب الريح -11- ساقوهن .. الى حتفهن
- من أجـل دســــتور مــدنـي ...ويســـتمر الاعـتـصــام
- نساء في مهب الريح (10) الدستور العراقي ---أم المهازل
- وظائف شاغرة في ايران
- نساء في مهب الريح (9) وهبَ الأمير ُ .. مالايملك
- نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرج ...
- نساء في مهب الريح 7 النسبة -- وعدم التناسب
- إفرازات ُ الحرب ِ الباردة
- نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق
- نساء في مهب الريح 5 وداوني .. باللتي كانت هي الداء
- نساء في مهب الريح 4 الرجال ُ قوّامون على النساء
- نساء في مهب الريح 3 حربٌ -- من أجل ِ النفط
- نساء في مهب الريح 2
- نساء -- في مهب الريح: (1) دستور إسلامي من أجل ِ عيونهم


المزيد.....




- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية