أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر البحرة - إعلان دمشق وبزور الحرب الطائفية















المزيد.....

إعلان دمشق وبزور الحرب الطائفية


عمر البحرة

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أكن أتوقع أن لا يستفيد السادة المفكرين وقادة الأحزاب من التجربة العراقية ونتائجها الواضحة بسبب إدخال الدين في السياسة ، النتائج واضحة عبر استلاب حاخامات ومفكري الإرهاب الإسلامي بكل طوائفهم وفنونهم القمعية على القرار الشعبي ، وتسير الشعوب كما تسير النعجة نحو المذبح كي تلقى حتفها المنتظر .
لقد صدر إعلان دمشق في وقت حرج لنظام الحكم في سورية مغتنما الفرصة من تلبك النظام وسعى الموقعين عليه لركوب التسونامي الأمريكي واغتنام الفرصة للحصول على كرسي يتسع لمؤخراتهم .
قد أكون عدائي اللهجة تجاه من وقع على البيان و قد تفسر العدائية على أنها عداء للأخر وعدم التفهم أو التسرع ، وعلى الرغم من محاولة البيان إظهار الوضوح في نصوصه إلا أنه عمد لتورية و إخفاء معاني لا تخفى على أحد وراء نصوص هذا البيان . و بغض النظر عن هذه المعاني إلا أن هنالك معنى واضح وضوح الشمس في أحد أجزاء نصوص الإعلان فقد ذكر أن الإسلام هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة و الشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه ، وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية الأخرى في مجتمعنا ، ومن خلال الاعتدال والتسامح و التفاعل المشترك ، بعيدا عن التعصب و العنف والإقصاء . مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أيا كانت انتماءاتهم الدينية و المذهبية والفكرية الانفتاح على الثقافات الجديدة و المعاصرة .
وبغض النظر عن التشابه بين هذا النص وبين دعاية البرنامج الإخواني الخاص بقناة الجزيرة ، واحتوائه على مغالطات و تهميش للآخرين وفرض قيم قد لايؤمنون بها ، وقد لا تتشكل لدى الآخرين قناعة بأن الإسلام يجب أن يكون هو المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة ، فإن إشارات كثيرة سابقة قد صدرت من معارضين ومثقفين وممثلي الأحزاب السورية تشير إلى التقارب مع الإخوان المسلمين بحثا عن تحالفات وتطلعات نحو السلطة وظهر هذا من خلال التذبذب الكبير في مواقف المعارضة السورية مثل المواقف تجاه الإخوان المسلمين تارة وتارة أخرى تجاه الفكر القومي والإسلامي وتارة تجاه رفعت الأسد الذي يمثل قمة الفكر الانتهازي البعثي .
ودكانات الأحزاب السورية المعارضة والحاكمة ولجان حقوق الإنسان الطائفية بحاجة ماسة إلى التعاطف الشعبي الجماهيري المتوفر لحركة الإخوان المسلمين والإخوان المسلمين بحاجة إلى غطاء ثقافي إعلامي حضاري دولي للطرح الفكري الديماغوجي السياسي الجديد لحزبهم ولتغطية جرائمهم السابقة بحق الشعب السوري ، واللاحقة بحق الفكر والحرية وحقوق الإنسان ، ويأتي إعلان دمشق كبداية لإعلان التحالف الانتهازي المتبادل بين هذه القوى المختلفة ، على مبدأ حكي لي لحك لك ، وتوفير الغطاء السياسي الذي ينقص كل طرف من قبل الطرف الآخر .
ولأن الإخوان المسلمين أقوى جماهيريا فلا يخفى على أحد أن أول من سوف يدفع ثمن هذا التحالف الشيطاني هم هؤلاء المفكرين العلمانيين الليبراليين الموقعين على إعلان دمشق متناسين أولويات الفكر العلماني والليبرالي في عدم الخلط بين الدين والسياسة ،كل ذلك مقابل الحصول على حصتهم من كعكة الحكم المرتقبة
وكما قال المفكرالأستاذ نبيل فياض في مقاله ورقة النعوة السنية أن البيانوني ( الإخوان المسلمين ) يريد فتح خط عبر الغادري مع الإدارة الأمريكية .
فقد سارع الغادري و وكيل البيانوني في حزب الإخوان المسلمين بالظهور على قناة الحرة وامتداح إعلان دمشق والموافقة السريعة عليه ، وظهروا وكأنهم من أعد هذا البيان .
وقد كان للكثير من هذه الأحزاب والشخصيات الموقعة على البيان موقفا من عودة رفعت الأسد لسورية نظرا لتلوث يديه بالدماء ، فيا ترى هل أيدي الإخوان المسلمين نظيفة من الدماء ، أم أننا سوف نغفر جرائمهم كما تفعل هيئة كبار العلماء في العراق ، نظرا لأنهم قد استهدفوا في جرائمهم الكفرة من الطائفة العلوية ومن العلمانيين .
لقد وضحت وأعلنت ازدواجية النظرة السنية في العالم العربي والإسلامي تجاه المجازر التي ترتكب على أسس طائفية ، عبر السكوت المطلق والإصرار على رفض الإدانة ، فلم نسمع حتى اليوم أية إدانة في العالم الإسلامي ، ولا من قبل هيئة كبار العلماء في العراق المعنية بالأمر مباشرة ، وفقهاء الإسلام بشكل عام والسني بشكل خاص الذين يتحدثون صباحاُ ومساءُ وعلى مختلف وسائل الإعلام عن رحمة وتسامح الإسلام وعدم الإكراه في الدين ، فلماذا لم نسمع أية إدانة أو استنكار لضرب أسواق مساجد الشيعة في العراق أو باكستان ، لا صباحا و لا مساءً أم أن قتل الأخر الكافر لا دخل له بالرحمة والتسامح .
وفي أحد بنود الإعلان
وهنا ندعو أبناء وطننا من البعثيين وإخوتنا من أبناء مختلف الفئات السياسية والثقافية والدينية والمذهبية إلى المشاركة معنا وعدم الحذر،
وينص البند رقم 5 على
تمهيد الطريق لعقد مؤتمر وطني ، يمكن أن تشارك فيه جميع القوى الطامحة إلى التغيير ، بما فيها من يقبل بذلك من أهل النظام ، لإقامة النظام الوطني الديمقراطي بالاستناد إلى التوافقات الواردة في هذا الإعلان ، وعلى قاعدة ائتلاف وطني ديمقراطي واسع .

هل يريد السادة الموقعين على إعلان دمشق إعادة رسم صورة التحالف السني البعثي في العراق ، وهو ما يحاك له على ما يبدو ، عبر إعلان دمشق الذي لم يغفل أطرافه إتمام انتهازيتهم إلى السلطة على حساب دولة المؤسسات ، بالطلب من الأخوة البعثيين وأهل النظام التعاون ، ذلك لأنهم يستفيدوا من دروس التاريخ الحديث في التجربة العراقية الدموية ، بعد قيام البعثيين العراقيين بالتحالف مع قتلة السنة بحثا عن دور فعال في الطبخة الطائفية ، إذا علينا التحالف مع الجميع بغض النظر عن سوابقهم وسرقاتهم وفسادهم وفكرهم الإقصائي ، وبغض النظر عما سوف يتمخض عنه هذا النوع من التحالف مع مختلف أطراف الفساد ، المهم والمهم من كل ذلك كرسي يتسع لمؤخرة الموقعين .
وعسى أن نستبدل ديكتاتورية البعث التي تعمل على مبدأ الكل خائن حتى يثبت العكس والداخل لأفرع الأمن مفقود والخارج مولود ، بديكتاتورية إسلاموية طالبانية بعثية ناصرية يسارية قومية عروبية تعمل على تطبيق أحكام الشريعة بقطع رأس كل معارض بعد استبدال تهمة الخيانة بالكفر والإلحاد .
هذا التحالف الشيطاني برأيي الخاص ذو نتائج وخيمة جدا على الواقع السوري ، وهو ما سوف يجرنا نحو حروب طائفية مقيتة لا أول و لا أخر لها ، فالحقيقة الواقعة والتي لا تحتاج إلى برهان هي أن الخلط بين الدين والسياسة سوف يفضى إلى حروب طائفية في العصر الحديث بعد أن كانت نتائجه السابقة تتجلى في دعم الديكتاتوريات و قرار أولياء الأمور المنزل من عند الإله .

عمر البحرة
‏21‏/10‏/2005









#عمر_البحرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعران البعث
- عقلية القمامة
- القبيسيات - الأمهات المؤمنات ومجمع أبو النور
- العشوائيات السكنية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر البحرة - إعلان دمشق وبزور الحرب الطائفية