أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه















المزيد.....

المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 00:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


علي وأعداءه ومحبيه

لعل من المغامرة والجرأة التي لا عذر لها او معها أن يكتب إنسان بسيط عن علي وعن أعداءه ومحبيه ليفوز برضا القراء الذين هم أما من هؤلاء أو من أولئك , لكن ما يشجع هو أن عليا يستحق أن نجعله مادة للكتابة في كل يوم وكل ساعة , ليس لأنه إمام فقط من أئمة المسلمين أو قائد من أخير الخيرة من زعماء التأريخ المنصف , المهم أكتب اليوم لمعة ذهنية خطرت لي وهي محاكمة عقلية لمن أحب عليا أو نصب له الكراهية والعداء , قد نجد أعذارا كثيرة للمحب منها أن عليا كان فقيرا بمعنى الحاجة وهو زعيم أمة وصاحب سر لو أراد أن يسير الغنى له لسار راكعا لقدمي علي ولكنه فضل الإنسان الطبيعي الذي أراد أن يبسط للناس جميعا إن الله مع المتقين .
لا يلام على شيء من أحب عليا وإن كان الحب موروث تسليمي تقليدي وحتى لو كان أسطوريا فالأشياء الجميلة لا تحتاج لتبرير لنحبها أو نضعها موضع التقدير المناسب , الورد لجميل الحدائق النضرة والأنهار المنسابة بين الحقول ومشاهد الغابات الجميلة وغيرها من عشرات بل مئات الآلاف من الصور الطبيعية تتسلل لعقلنا حاملة معها إعجابنا الطبيعي التلقائي لأنها هكذا إبداع رباني مساوي لكل قيم القبول العقلي بلا تردد ولا بحاجة لبرهان , كذلك حب علي في الإنسان الطبيعي لا يحتاج لمبرر أو ضرورة كي نحبه فقط نحتاج لأن نلتقط له صورة كي يدخل العقول والقلوب بلا أستئذان , هكذا هو الإنسان بمعيار السلامة الطبيعية يتقبل كل جميل فقط لأنه جميل بلا عنوان ولا برهان , أما من يكره العصافير والبلابل وتغاريد الطيور وحقول الزهور وأسراب النوارس وهي تنشر السلام على الشطئان فلا بد أن يكون معلول العقل أو فاقد البصيرة وبالتالي فليس على المريض من حرج .
في قائمة محبي علي الكثير الكثير من الفقراء الأتقياء الأنقياء البسطاء العلماء العبيد والملوك العقلاء ورهط المجانين كلهم فلاسفة ومتصوفة وزراء وحجاب نساء ورجال أطفال في المهد وشيوخ في أرذل العمر , أيتام وأغنياء عرب وعجم مؤمنين وملحدين مسلمين وغيرهم , لكن قائمة كارهي علي هي التي تقصر بشواهدها وأفرادها وكأنهم أمة واحدة خلقها الله لتكون أمة كارهي علي ,هم أبناء الذين لا يعرف أبائهم , الأدعياء المنافقون ,عبيد الظالمين وكارهي الحق , أمة تنتعل الحكمة وتتزين بالجهل يقولون ما لا يفعلون أيديهم شحيحة وقلوبهم يسكنها الروع والخوف من نور الحق , تولوا الباطل حتى قدسوه وعبدوه وهم على ما في التأريخ من كثرة لا يشكلون نسبة برقم صحيح قريب للواحد من نسبة محبي علي, لا يذكرهم أحد بخير وهو متيقن أنه صادق , يمتدحهم من كان على دينهم وينتهج نهجهم وهم خائفون حذرون أن تصيبهم دائرة السوء واللعن وهم منها أقرب , فلا عجب أن يجاهر بالحب من والى عليا وعشقه وأحبة ويتوارى في الظلمات من نصب العداء له من سوء ما بشر به .
يؤكد كارهي علي أنهم يكرهونه ليس لأنهم أصحاب مشكلة معه أو يختلفون معه بالرأي والعقيدة أو أنه سبب لهم أذى أو أسى, ولكنهم في كل حال عندما تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة لا يردون قولا لقول ولا عذرا لفعل ولا يعرفون لماذا هم كرهوا الحق, فتستدرك من المقالة ومن لحن القول أن طينتهم مجبولة بالكراهية مذ قرر الله أن يخلقهم وهم في الأصلاب لا ينطقون بالشهادة ,فعاشوا الكراهية وفارقونا عليها لأن وعد الله حق وحق الوعد أن يصدق , أما من أحب عليا فلو سألته وهو جنين وشاء الله أن يجعله ناطقا لقال حب علي كان في الطين الأول قبل أن يكون لآدم وجود, قد نشطح بالقول والرأي وهو ليس بالتأكيد شطط ولا هجر ولا خرافة ,إنها فطنة العاقل وحكمة المعقول من قول وفعل وتصريح, لا يحبك علي إلا مؤمن ..... وهذا قول فصل ولا يبغضك .... إلا من أرتضى أن يكون للشيطان موضع الولاية والحاكمية والطاعة والحضور التكويني في الصلب وفي الترائب .
السؤال المطروح الآن من هو علي الذي اختلفت فيه أمة عرفته وأمة لم ولن تعرفه كما ينبغي التعريف به , علي الذي قاسم الرسول في كل ما يحب حتى في موضع القدس كان في قلبه زاوية يقول عنها أنها معبد علي وحظه من الله ومني ,فكان قاب قوسين أو أدنى من الرحمة المطلقة لولا أن محمدا كان الرؤوف الرحيم ,علي الذي طلقها قبل أن يتزوجها ونزل منها قبل أن يركبها وتركها قبل أن تتركه فغضب منه أصحاب المشأمة لأنه قال للناس أنتم من طين واحد ,وما فضل الله الطين بغير اليقين فمن كان يقينيا كنور الشمس فاز بهما معا ومن أدلس وتدلس بالقول زاعما أن طينته كانت من طين الجنة ودمه أزرق وليس أحمر قانيا وأن الله منحه ما لم يمنح غيره فتالله غير صادق ولا مصدق ولا ينبغي الإنصات لما يقول لأنكم خلقتم من نفس واحدة , وأما أنتم فصنفان صنف اصغر في الدين شقيق وصنف أكبر من الطين الرقيق وكلاهما واحد ومن واحد ويرجعون لسبب واحد وإنا إليه راجعون ,فترك عليا ما قاله أثر يجري خالدا في العقل السوي, وقال يا أيها الناس أنتم الفقراء لله وهو الغني الكريم , فغشي القوم شيطان القلوب فأقفلوها واردموا على أبوابها حجر ومدر كي لا ينفذ صوت الله الناطق للقلوب وهم واهمون .
علي الذي جاع وشبع وفي كلا الحالين حمد الله على نعمة التفضيل كما حمده على نعمة الصبر والتصبر ,علي الذي لم يداهن في القول في زمن كانت المداهنة سياسة العقلاء وعقل الساسة فسرقوا ثروته التي هي للفقراء إرث وللإنسان مكسب ليتقاسموها مع الشيطان لكل منهم سهم مبين , وهو صابر على القذى في العيون والشجي في القلوب ينتظر من الله أمرا كان مفعولا, علي الذي تخشى السيوف طلعته قبل السياف سقط صريعا على جبهته وهو في ضيافة الرحمن وبين يدي رحمته والله قادر على أن يرد الكيد ولكنه أبى إلا أن يراه شهيدا وهو الذي لا تغيب عنه شهادة , فسقط في حضن الله يردد فزت ورب الكعبة والكعبة تردد تهدمت والله أركان الهدى , ألهذا كرهوه ولهذا أحبوه ليس لأن عليا شهيد لله فقط ولكن لأن الشاهد يوم الخصام هو الحاكم الذي تستوي في حضرته الخلائق , فلا منكر تقبل نكرته ولا كاذب يطلب الشهادة .
من هذا علي الذي سكتوا حين نطق ؟ فأسكتوه مجازا لينطقوا فلا قالوا شيئا وهو يتكلم ولا تكلموا بشيء وهو صامت ,علي صاحب البيان وأمير الجنان معلقاته طوال وقصار وبيانه سحر العقل حين يكشف للنور كل دروبه ,تستلم لحروفه أفكارها وتنعم قريرة في كلامه عظائم الحكمة وملهمات الروح في نقائها والسريرة ,علي الناطق بالقرآن شريك الرسول في معارفها بابا لا تؤدي وظيفتها أي باب ولو جاؤا بكل أبوابها , فلا منفذ لمدينة العلم غيرها وهو القائل يوم جهل غيره سلوني قبل أن تفقدوني , ففقدوه حين لم يسألوه ولا مناص أن ننتظر يوما تجف فيه الصحف وترفع الأقلام لنعرف ما اخسر الإنسان حين لم يسألوه وإن كان مما يجب أن يسألوه أين نجد ما نجد فيما تجد من طرقها التي توصلنا بالمطلق وتطلقنا على الموجود , خاب وخسر مكذبوه وما للأخسرين من عزاء , علي رجل جاء في غير أوانه ومتأخرا جدا عن ما كان ينبغي أن نكون معه على أقل تقدير نملك الآن ما يدفعنا أن نقول له بعض من سؤال تبجح به علينا العارفون والعالمون وممن يمضي ليله بنهاره وهو يبحث عن سر أسرارها وكهنوت حركتها ومضامير قوتها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام ومشكلة الوظيفة
- الشعر والشعراء ومحنة الكلم
- الإبداع والتحرر بين هوية الثقافة ... وهوية المجتمع
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- دولة مدنية أم نظام مدني
- الإرث الديني وتحديات النقد العقلي ح1
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي
- دمقرطة الدين وهم عاجز .
- الأسطورة والرواية التاريخية والنص الديني _ رواية آدم سامي مو ...
- خيارات الغيير ومتغيرات الساحة
- بانتظار الولادة المتعسرة
- مكابدات مسافر في الرحلة الاخيرة
- الحرية بين التمني والنضال
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ....... قصة قصيرة ج1
- يتهمنا البعض بأننا مثقفين خارج الوجود
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه