أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - سيد الرجال...















المزيد.....

سيد الرجال...


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 21:31
المحور: الادب والفن
    



سيد الرجال..


اسمه الحقيقي الحسن ولد عيشة..يسمونه (ولد العبار)..وحمل هذه الكنية العمر كله باعتزاز وافتخار..ولد العبار هذا..جار وصريق للوالد..(المرحوم ) ..كان يحدثني كلما صادفته في الطريق او في السويقة..اوامام باب المنزل.بكلام لبق ومحبوب.(.كيف جالك اولد المرحوم.).كانت كلمة (المرحوم)..تعدبني..ورغم كراهيتي لها..كنت اكاد اطير فرحا وفخرا لان ولد عيشة يحدثني داءما.. بلباقة .يجترمنى..ويهتم باحوالي دون غيري من شباب الحي ..ولم استوعب حلفيات هذا الاحترام والاهتمام الا فيما بعد.... لكن المهم بل الاهم في الامر ان ولد العبار غاب عن الحي لمدة طويلة تزيد عن العقدين من الزمن..عقدين بالتمام و الكمال..وترك سكان الحي يتهامسون ويشيعون عليه ..ويتقولون فيه....البعض يروج انه( حنش..) مخبر سري..من اصحاب الوقت...ومنهم من يديع بين سكان الدرب انه كان مسجونا تحت الارض كالجرد..في معتقلات لا يطلع عليها احد...الداخل اليها ميت والسالك منها حي يكتب له قسط من الخلود..لكن..الصحيح في هذه الاقاويل.. هو ما كانت تحكيه والدتي بوثوقية.وعناد تامين..فهي الصديقة الحميمة لزهرة... اخت ولد العبار الشقيقة الشقية معا...تقول..
:.(كان ولد العبار او ولد عيشة من اخيار شباب الحي وانبلهم.خلوقا.بشوشا سديد الراي.كثير الحياء..لم يدخله والده العبار الى الكتاب ..ولا الى المدرسة.. ارغمه على مرافقته والعمل معه في رحبة الزرع..(الرحبة القديمة..)يساعده في حمل اكياس الخيش من القمح..ونقلها عبر العربات الجارة الى مخازن الحبوب.. ودور الزبناء من التجار سواء كان الزرع..قمحا..او ذرة.اوشعير..واحيانا قطاني..ويعبر (يزن )معه بالاوزان المتخصصة.المكونة من(قصادير) سطول متفاوتة الاحجام..وبسبب ذلك كان شباب الحي المتعلم يستهزؤون به ويتغامزون عليه ويفبركون فيه الحجايات..وكان يغيضهم بالمقابل بصحبته الميسرة لبنات الحي العازبات منهن وكذلك المتزوجات..سواء سواءكان يستشعر.الغيرة التي تنهش صدورهم..و الاسى والحزن اللذان كانا يقطعا اوصاله لعدم دخوله المدرسة.. ولد العبار فضل صحبة الناس الكبار.وخاصة منهم.والتجار الكبار والتاجر هنا هو صاحب المال.(مول الشكارة)... وليس اي شخص اخر كان تقولوا مثلا..شخص بورجوازي..كما تعلمتم في المدرسة....).تاخد الوالدة لها نفسا طويلا وتتابع الحديث..
. فالمدرسة تعلم بعضكم افكار واوهام تفسد عليهم حياتهم .. يركضون وراء سراب خادع
ومطالبة الحياة والجري وراء العيش بما فوق طاقة الناس..والسير بلا وعي تذمير للذات ..وتخريب للبيوتات... والمفيد من الكلام ان نعرف ان ولد العبار اجتهد و راكم الصولدي ( الدرهم) فوق الصولدي..وتصاحب مع كبار الناس....واخد يعد العدة للزواج من فتاة فاتنة.جارته ..كانت تحبه.وهو يجبهأ .حبا يفوق كل الحدود..وفي ليلة الدخلة الشنعاء..دخلوا هم عليه..نفر من الرجال الغرباء..واودعوه في كيس من الخيش ووضعوه في سيارة رمادية.وجهها كوجه كوجه كلب حراسة الماني. نسميها
الفاركو..من ذلك العهد غاب ولد العبار عن الدرب ..وعن الرحبة معا..وماتت عروسه كمدا وحزنا عليه وعلى قدرها المنحوس الذي حطه في طريقها....وقتها كان المرحوم من رجال الحي السباقين الى تسليم المخزن اسلحتهم..وبقي بعض الشباب منهم متمسكون بمواقفهم و باسلحتهم..يتابعون الكفاح المسلح الى نهايته و تحرير كل التراب من الاذران التى خلفها المعمر...لم تكن سياسة الدولة..تملاء عيونهم..ولا يغريهم جيشها وشرطتها النظاميين و الذي ادمج فيهما العملاء و الانتهازيين..و اسنقلال الهش والنش كان لا يتطابق مع طموحاتهم الكبيرة في التغيير..يرددون..ان الاستعمار خرج من الباب ليدخل من النافذة...لكن ولد العبار افتقد في الحي يوم زفافه..ولم يد خل على عروسه..دخلة العمر..واخرجوه من الباب امام عيون المدعوون للزفاف المهدوم...كانت..التهمة التي وجهت له اختباء السلاح لاجل العمليات الارهابية...لم تتعرف اخته زهرة على مكان سجنه ومن حين لاخر كان يتصل بها رجال يحملون لها خبر ولد العبار كونه بخير و حي يرزق...يناولونها مبلغا من المال.. و يغادرون بصمت.وبعضم كان يردد :(هاذ البركة صفتها ليك ولد العبار.. ويقول لك راهو بخير).ولا احد متيقن من ان ولد العبار فعلا كان يدخر السلاح ويتامر حقا مع رفاقه العبار على متابعة الكفاح..وقلب نظام المخزن .....) هنا بالذات توقفت الوالدة.. عن الحكي واخدت تنظر في صورة المرحوم التي لا تزال معلقة ..في صدر الغرفة..
سهوت حينها عن مكابدات ولد العبار..و انشغلت في التامل مواقف المرحوم...
قلت لها بصوت خفي..:(هل كان خاءنا...).
لم تفهم قصدي...فاجابتني بعصبية..:(من تقصد...؟)
- الوالد...
..وسارعت..تقول..:(الجميع كانوا يفكرون كالمرحوم..يبحثون عن شغل او وظيفة..يرون ان البلد انتقلت بخروج المستعمر..من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر...)
سالها..وحالة من الياس تلبسه.
-وماهو الجهاد الاكبر يا ترى...؟
احست الوالدة عندها بالارتبتاك والوجل من تناسل الاسءلة..وانطلاقها كالرصاص من فمه..وغادرت الغرفة وتوقف الحكي..مرة اخرى.
وتمر الايام و الليلي والساعات..وكنا نحن الشباب فى مطلع كل صيف نلتقي امام الدرب..نحتفي بنجاحاتنا...ونتشفى في كبوات بهضنا في طلب العلم او في طلب مغامرات حب وعشق لا تنتهيان...وامام الدرب كانت دار ولد العبار لا تزال تسكنها زهراء لوحدها تنتظر....وحين تنعالى اصواتنا بالضجيج والصياح تخرج وتطلب منا الهدوء...(سيروا....ادراري تنعسوا...راه الناس ناعسين...حشوما عليكم..) فننتقل الى زاوية اخرى بعيدة...نمارس فيها تفاهاتنا...تاركين لزهرة ممارسة حقها في السكينة والنوم....وننسى ونعود الى نفس المكان ونفس الفعل في ليلة اخرى ولم تخرج الينا في تلك الليلة..زهراء..لتؤنبنا.. بل خرج الينا...ولد العبار بقده وقديده..مكردسا في جلباب كاكي فضفاض..طويل القامة..حاجباه تبرقان شيبا...وسحنته شاحبة..كالاموات...لم ينطق ببنت شفا...كان ينظر الينا نظرته الميتة فانغرست في اذهاننا تموجات من الخوف ..والهلع..احسست انه تغير كثيرا معي ...لم يعد ذلك الشاب الذي يناديني بولد المرحوم...لم يعد يبادلني السلام مع السؤال...مند عاد ..من غيبته الطويلة..
في غفلة مني ومن الزمن
صاحت الوالدة في وجهي.. في بحر الاسبوع الذي عاد فيه..ولد العبار الى منزلة...
-هل لاحظت شيءا بارجل ..ولد العبار..؟
-وماذا سيكون..!! جوارب بيضاءوبلغة بزيوية سفراء...
-ما فالحين والو..انتم الشباب...لا ترون من الجبل سوى قمته..وهو لا يقاس بشيء في ججم قاعدته العريضة..
- بلا اجترار في الكلام ماذا يوجد باقدامه مخالفا..لباقي الناس..؟
- مافوق كاحل قدمه..وشمت خطوط سوداء من اللحم والدم.. اثار الكبال..والاغلال التي ..لاداعي للمزيد من الشرح فجميعنا نعرفها.. هو قمة الجبل و الاخصاء قاعدته .. ولد العبار عاد ولم يعد يفكر في الزواج ... اخصي هناك..في مكان مجهول ....
انتابني صداع وكاد ذهني يعصف به..بل عصف به في نهاية حديثها...احسست بكلام ممزق يصدر من دواخلي..لم اجمع منه سوى عبارتين اثنتين..هما : .(.سيد الرجال...)..

عبد الغني سهاد



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلف النوافذ...(8)
- السمكة المفلطحة...
- كنت حينها ....ﻻ-;- ادري
- خلف النوافد ...(7)
- خلف النوافد ...(6)
- اوجاع قريتي ..ف 16
- العجوز والموظف
- الطب وراسمالية الوحوش
- خلف النوافذ (5)
- االانسان هذا السر العظيم
- لم يعد احدا يفكر في الغاء عقوبة الاعدام ...
- سيل النفاق التربوي ..هل يتوقف يوما عن الانجراف ...؟
- طفل قال ماهو القطار
- خلف النوافذ (4)
- (1965) مابين الماء والدماء
- عودة زنوبا( أوجاع قريتي 13)
- اوجاع قريتي --12
- تملق سلفي على أعتاب المخزن....
- التشرميل...إ ستثناء مغربي .
- خلف النوافذ (3)


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - سيد الرجال...