أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزيز باكوش - الدارجة المغربية من دبلجة الدارما العربية والعالمية إلى رسوم الأطفال - قناة عين السبع تمزق الفصحى وتصيبها في مقتل















المزيد.....

الدارجة المغربية من دبلجة الدارما العربية والعالمية إلى رسوم الأطفال - قناة عين السبع تمزق الفصحى وتصيبها في مقتل


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 14:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الدارجة المغربية من دبلجة الدارما العربية والعالمية إلى رسوم الأطفال "
قناة عين السبع تمزق الفصحى وتصيبها في مقتل
عزيزباكوش
قد نتفق جميعا على أن أي فعل للترجمة من لغة إلى أخرى ليس بريئا تماما ، وأن عملية دبلجة الرسوم المتحركة المستوردة من جنسيات مختلفة ، بدورها وإن كانت خطوة أولى في الاتجاه الصحيح ، فهي محفوفة بمخاطر ومنزلقات لغوية ثقافية وأحيانا مذهبية
وإذا كنا لا نختلف إن للأمانة العلمية وجه واحد ، فلابد من التفكير جديا في الأمر فهذه الرسوم المتحركة المستوردة و المدبلجة ، يجب أن تراجع مراجعة دقيقة من كل الزوايا والجهات خاصة ما يتعلق بالثوابت الوطنية ، طالما لسنا مؤهلين لإنتاج الشبيه المثيل الهادف و المفيد ، الذي تراعي فيه القيم والثوابت والمقدسات الوطنية والهوية الحضارية للمجتمع ، ثوابت تبنى الناشئة وفق مبادئها وأصولها الحضارية عربيا وإسلاميا بانفتاح . وتكون بديلاً لهذه الدبلجات المشوهة و الممسوخة.
وقد سبق للزميل جمال الملحاني أن تساءل حول الدوافع الحقيقية التي دفعت قناة عين السبع إلى تبني أسلوب دبلجة برامج الأطفال إلى الدارجة المغربية ، مبديا قلقله العميق على المستقبل اللغوي للناشئة ، ولم يخف الصحفي تخوفه فيما إذا كان هذا القرار يندرج في سياقات و دعوات ونداءات " التدريج" المعلومة"
وحسب " أوكتافيو باث" فإنه لا يمكن لأي نص مترجم ، أن يكون أصيلا تماما ، لأن اللغة نفسها ، في جوهرها المحض، عبارة عن ترجمة مسبقة ، أولا عن العالم غير المنطوق ، و من ثم لأن كل علامة و كل عبارة هي ترجمة لعلامة أخرى و عبارة أخرى. لذلك ،فإن الترجمة هي الوسيلة الرئيسة التي نملكها لفهم العالم الذي نعيش فيه . فالعالم كما يقول باث ، يُقَّدم إلينا مثل كومة متنامية من النصوص، و كل واحد من تلك النصوص يختلف قليلا عن الذي سبقه، ترجمات لترجمات لترجمات. كل نص فريد بذاته، و مع ذلك ،فإنه في الوقت نفسه ترجمة لنص آخر".
وبناء على ذلك ، لابد من القول بأن دبلجة أو تعريب المادة الفنية المراد تقديمها للطفولة المغربية ، لا بد أن تخضع لدراسات قبلية يستشار فيها اللغويون واللسانيون وعلماء الاجتماع والمهتمون يسيكولوجيا الطفولة عموما ، قبل أن تستسلم لمواصفات تجارية محضة ولا بد لهذه العملية أن تخضع لمواصفات علمية دقيقة في انصهار تام بالهوية الوطنية والحضارية للأمة المغربية بالأساس، بحيث لا يمكن أن تكون اللهجة الدارجة المغربية أو المصرية الشامية التي ينقل إليها العمل الفني أحيانا ، بمعنى ما ، سببا رئيسيا في تمزيق الكيان الوطني وتمزيقه ، وتهديم اللغة العربية ، وتشويهها ومسخها وتلويثها بمصطلحات ولهجات غريبة ومهجنة ، رغم أنها أي العامية واللهجات عموما مكون أساسي جزء من ثقافة المجتمع ، وهي موجودة في الشارع والمنزل والحياة على نحو عام.
ولعل استغراب المشرف على صفحة إعلام واتصال في مقالة له نشرت بجريدة الإتحاد الاشتراكي في الصميم حين تساءل فيما إذا تم استحضار عواقب هذه العملية قبل مباشرة الفعل؟ وفيما إذا كان النجاح " الجماهيري" الذي سجلته عملية دبلجة الدراما الأجنبية بالنسبة لقناة عين السبع وراء هذه خوض هذه التجربة الجديدة ؟ لكنه أكد بالمقابل " أن قرار دبلجة إلى الدارجة المغربية انزياح تلفزيوني غير صائب" له من الخطورة الكثير، سواء فيما يتعلق بالتحصيل اللغوي خاصة اللغة العربية الفصحى ، أو ارتباطا بتعزيز وتقوية الأداء التربوي للناشئة .
قال يوكي بطل السلسلة الرسوم المتحركة المدبلجة وقد أنهكته المطاردة ، ولم تنفذ ذخيرته ، مخاطبا غريمه بعبارة من حوالي 15 كلمة في اللغة الأصلية . لكن الدبلجة الخليجية العربية ، صنعت الحدث ، حين قالت على لسان البطل ” سأقتلك إن شاء الله ” وارتباطا بالمعنى والبراءة ، قام فريق لغات متخصص بترجمة فورية شبه أمينة من اللغة الأصلية إلى الإنجليزية ثم إلى العربية فيما بعد ، حيث خلص الفريق إلى أن يوكي قال النص الآتي:
” إن قوتك أيها المارد ، مهما بلغت من تدمير، فإنها لن تنال مني…” لكن الدبلجة كانت في الموعد، مع المسخ والتشويه وانعدام الأمانة العلمية. وصنعت الحدث " وقالت على لسان ماهر ” سأقتلك إن شاء الله."

قبل عقود مضت ، لم يكن ممكنا عرض أشرطة الرسوم المتحركة المستوردة جملة وتفصيلا ، بغير لغتها الأصلية ، الآن ، ومع التطور الذي عرفه الواقع العربي ، هناك عدد لا يستهان به من استوديوهات الدبلجة في الوطن العربي ، بداية في مصر ثم الخليج العربي، إضافة الى بعض دول الشرق الأوسط مثل لبنان الرائد في مجال الدبلجة ، والأردن.. كما في المغرب والجزائر . وإن كنا لا نفهم استقالة بلدان عربية من خوض هذا الغمار ، والاستثمار العلمي والثقافي الناجح حتما في هذا المجال ، وتأسيس مقاولات عربية للإنتاج مع استغلال طاقات وكفاءات عربية في مجال انتاج والرسوم المتحركة يزخر بها وطننا العربي ، ولا نكاد نعثر عن آثارها سوى في بعض الوصلات الإشهارية الرسمية ، لكن، يبدو أن المال العربي رفع الراية البيضاء في هذا المجال الثقافي التقني و المعرفي الواعد، وكرس مفهوم الاستيراد كاستراتيجية رغم ، إدراكه خطورة إنتاج وإعادة انتاج الرداءة نفسها .

لنفترض جدلا ، شريطا تلفزيا أو سينمائيا يحكي عن الهجرة النبوية الشريفة ، وعن الفتوحات الإسلامية مع بدايات انتشار الديانة الإسلامية ، تم تسويقه باللغة العربية في إطار إشاعتها في الدول غير الناطقة بها ، وترجمت إلى لهجة أسيوية البوذية، مثلا وقال المدبلج على لسان بطل القصة " باسم بوذا إلاه الكون نصلي " بدل قوله " باسم الله الرحمان الرحيم قد قامت الصلاة" هل ثمة شيء يستدعي التدخل للتقويم والمعالجة؟ هذا ما يحصل في الدبلجة الراهنة " فعندما يطلب بطل السلسلة من الله " صنم" مساعدته مرددا صلاة بوذا " فإن الدبلجة العربية تكتفي بعبارة" يا الله .. أو سبحان الله أو .. ماشاء الله " هنا تحديدا ستكون الحاجة ماسة إلى طرح سؤال الهوية والأمانة العلمية؟
وقد أشار الصحفي جمال الملحاني بجريدة الاتحاد الاشتراكي في عدد الإثنين 21 شتنبر إلى ما اسماه "الاستفزاز التلفزيوني" حيث أقدمت قناة عين السبع على دبلجة بعض برامج الأطفال إلى الدارجة المغربية ، مع ما تشكله هاته العملية من خطورة على مستويات عدة ، وبالأخص في المجال التربوي التعلمي، حيث كان تقديم هذه البرامج في صيغها الأولى، التي كانت تعتمد اللغة العربية الفصحى كلغة حوار، عاملا مساهما وإيجابيا على الأقل في إغناء الرصيد اللغوي والمعرفي للأطفال بحكم النسب العالية للمتابعة التي تحظى بها من طرفهم، ويتساءل الملحاني "كيف سيكون الحال إذا ما تم عرضها إليهم بالطريقة " المعدلة" المدبلجة، مستخلصا أن أطفالنا " سيخرجون منها ب" صفر" نقطة، ولو تضمنت حكما وتوجيهات تربوية عالية" .
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لا ابحث عن الجمال في الصورة ؟
- فيلم L’horizon blanc - الأفق الأبيض - لمخرجه علي الحضري استر ...
- هل تساهم الدبلجة إلى العاميات في تمزيق الفصحى وهيمنة الضياع ...
- لماذا تنعدم تماثيل ومجسمات عظماء العرب من الساحات العمومية ؟
- فاس والكل في فاس 325
- المخرج المغربي بوشتى المشروح يقتفي آثار البدايات الأولى للسي ...
- فاس والكل في فاس 324
- فاس والكل في فاس 323
- ستراتيجية المنتدى المغربي للمبادرات البيئية لترصين مجهوداته ...
- ميلود لمسعدي في مؤلف موسوم ب- الأساليب التعلمية مسالك التفكي ...
- فاس والكل في فاس 322
- صحافة الشباب حول البيئة تتألق في أحواز مولاي يعقوب فاس المغر ...
- محمد رامي رئيس القسم الاجتماعي بجريدة الاتحاد الاشتراكي يحرم ...
- فاس والكل في فاس 321
- خزعبلات باسم الإسلام
- على مواقع التواصل الاجتماعي : العرب وصناعة الأحزان
- فاس والكل في فاس 320
- فاس والكل في فاس 319
- فاس والكل في فاس 318
- فاس والكل في فاس 317


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزيز باكوش - الدارجة المغربية من دبلجة الدارما العربية والعالمية إلى رسوم الأطفال - قناة عين السبع تمزق الفصحى وتصيبها في مقتل