أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند كانيون أرض الهنود الحمر















المزيد.....

جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند كانيون أرض الهنود الحمر


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما جرت العادة، فان الجولة السياحية لكل زائر للولايات المتحدة، لا بد أن تحمله الى نيويورك، تلك المدينة المكتظة بالسكان، ليشاهد فيها أهم معالمها ومنها ساحة التايمز سكوير، حيث يتدافع الناس فيها ليشقوا طريقهم عبر الازدحام . ثم ينتقل الى مبنى روكفلر الشهير والمضاء بأنوار كثيرة وجميلة، وبعدها الى المنطقة التي وقعت فيها عام 2001 أكبر عملية ارهابية في التاريخ، ليشاهد هناك انقاض البرجين السابقين، والبرجين الجديدين اللذين حلا محل البرجين المفجرين. ولا بد أن تحمله جولته في نيويرك ليشاهد مبني الأمم المتحدة، وكذلك تمثال الحرية المتواجد في عرض البحر.

وعندما تصل به جولته الى العاصمة واشنطن دي سي، والتي يفصلها نهر بوتوماك عن جارتيها ولايتي ماري لاند وفيرجينيا، فلا بد عندئذ أن يتجول بالسيارة على مقربة من سور البيت الأبيض، ثم مجلس الكونجرس (الكابيتول)، ومبنى البنتاغون الذي يقرر الحرب والسلام هنا وهناك، والنصب التذكاري لكل من واشنطن، الرئيس المؤسس ومحقق الاستقلال للدولة الأميركية، والرئيس وجيفرسون – ثالث الرؤساء الأميركيين. كما يشاهد مقبرة أرلينغتون التي تضم رفات الجنود الذين قتلوا في الحروب، كما تضم مدفن الرئيس الراحل جون كينيدي الذي اغتيل عام 1963.

هذه هي الجولة المعتادة والمرجحة لكل زائر للولايات المتحدة. أما أنا فلم أشأ الاكتفاء بما تفرضه الأصول السياحية، اذ قررت تجاوزها لزيارة موطن بعض قبائل الهنود الحمر الذين انقرضوا أو انكمش عددهم كثيرا، وبالكاد بت تلتقي ببعضهم. وقد وجدت هذه في موقع سياحي آخر، لكن نادرا ما يذهب اليه كثير من الزوار، وهو موقع جراند كانيون (أي الوادي العميق) الذي قد يتردد عليه بعض الزوار ولكن بأعداد قليلة. أما انا فقد وجدت فيه مناسبة للاحتكاك ببعض سكانه الأصليين وهم من بقايا الهنود الحمر الذين قتل عشرات، بل مئات الآلاف منهم على يد الغزاة البيض على مدى ثلاثة قرون من الزمان أو أكثر. وتقول بعض التقارير أن عدد من قتلوا من الهنود الحمر على يد الغزاة البيض، قد بلغ الملايين. أما التقارير الأميركية الرسمية، كما تقول ويكيبيديا مع تشكيكها بالرقم، فقد بلغ ثلاثين ألفا فحسب. ولم يقتلوا جميعا في جراند كانيون، اذ تواجدوا في مناطق أخرى عديدة، ولكن منطقة غراند كانيون شهدت أشرس المعارك لكونها منطقة محصنة وصعبة التضاريس، فاحتاج الرجل الأبيض الى جهد أكبر للقضاء عليهم أو اضعافهم واجبارهم على الاستسلام.

وجرت الحروب بين الرجل الأبيض والهندي الموصوف بالأحمر على مرحلتين وفي مناطق عديدة من الأراضي الأميركية، حيث تواجدت العديد من القبائل الهندية كالآباتشي والكومانشي، والبوبلو، والشيروكي وغيرها من عشرات القبائل الهندية المنتشرة في عدة مناطق باتت الآن جزءا من الولايات المتحدة الأميركية. المرحلة الأولى من تلك الحروب، كانت مع القوات البريطانية التي ظلت تفرض سيادتها على الأراضي الأميركية المكتشفة، ابتداء من العام 1607 وحتى العام 1783. والحرب الأخرى ضد الهنود الحمر، فقد جرت بينهم وبين الأميركيين منذ أعلان الاستقلال عام 1776 وحتى عام 1924.

وفي منطقة جلين كانيون وجراند كانيون المحاذيتين لبعضهما، والواقعتين فيما أصبح الآن ولاية أريزونا ويخترقها نهر كولورادو، عاشت عدة قبائل يقدرعددها بأحد عشر قبيلة من قبائل ما يسمى بالهنود الحمر، وكان أبرزها قبيلة Pueblo. ويقول الباحث Tara Zagofsky أنه كانت هناك حياة في ذاك الموقع تعود الى ثلاثة عشر ألف عام، بما معناه أن بشرا كانوا يعيشون هناك، أي كانوا متواجدين قبل ما ترويه الكتب الدينية عن بداية الخليقة بوجود آدم وحوا في جنة عدن منذ قرابة أربعة الى خمسة آلاف عام. وتؤكد الحفريات الأثرية وجود تلك القبائل في تلك المناطق منذ أربعة آلاف عام على الأقل.

وكانت حياة القبائل تعتمد على الصيد ورعاية وتربية بعض انواع الماشية بما فيها الخيول، الى بعض أنواع من الزراعة والصناعات الخفيفة كاعداد بعض أنواع السلال وغيرها. ولكن الحروب ضدهم، سواء البريطانية، وبعدها الأميركية، اضطرتهم لمغادرة مواقعهم على أن يقوم من بقي منهم فيها، بأعمال لا تتنافى مع الوضع الجديد للمنطقة التي حولت الى محمية طبيعية. وأبرز ما تم حظره هو أعمال الصيد فيها الا بموافقات وأوقات محددة. وأفضل شيء منح لأولئك الباقين في المنطقة من السكان، هو حقهم في الحصول دون غيرهم، على الوظائف التي توفرها الطبيعة الجديدة للمنطقة. وهكذا حولوا من مزارعين وصيادين الى موظفين يعملون بأجر. كما أن أعمال تجارة الغذاء والمرطبات التي تقدم للسائحين والزوار، ويقول البعض أن عددهم قد يبلغ خمسة ملايين زائر في العام يأتون لمشاهدة ما يسمة ب sky walk (جسر زجاجي يسير عليه الزائر ويشاهد منه عمق الوادي في غراند كانيون)، قد منحت حصرا لأبناء الهنود الحمر المتبقين في المنطقة. وقال لي هندي يعمل مصورا وحصل مع زملاء له على حق حصري لتصوير الزوار، بأنهم قد "أخذوا أرضنا وأعطونا وسيلة لكسب المال".

وتأكيدا لطبيعة المنطقة، وكونها منطقة للهنود الحمر، تنصب هنا وهناك بعض الخيام الهندية بطرازها القديم، كما يتواجد بعض الهنود الذين يقدمون للزوار رقصات هندية من التراث الهندي.

لا يعرف أحد عدد القتلى من الهنود الحمر نتيبجة غزو الرجل الأبيض لمناطقهم. واذا كانت الويكيبديا قد ذكرت رقم 30 الفا منهم مقابل مائة وتسعة عشر ألفا من البيض قضوا نحبهم في العمليات القتالية، فان الوكيبيديا قد تحفظت على هذه الأرقام. ومن أسباب هذا التحفظ، أن الدراسات تقدر أن مجموع من كان يعيش على أراضي الأميركيتين، أي من رأس أميركا الشمالية الواقع في آلاسكا، نزولا الى قعر أو نهاية أميركا الجنوبية، كان يقدر بخمسين مليون أنسان. ويقدر بعض الباحثين أن مجموع من كان يقيم في المناطق فحسب التي باتت الآن أميركية (منذ وصول كولومبوس الى أميركا عام 1492)، يقدر بعشرة ملايين هندي. وتقول الاحصاءات الحديثة أن من بقي منهم حيا مع بدايات القرن الماضي، أي عام 1900 ، لم يتجاوز ثلاثمائة ألفا . وهذا يكشف مدى عدم جدية رقم الثلاثين ألف ضحية من الهنود الحمر.

ويستدرك الباحثون أن بعض الهنود الحمر قد قضوا نحبهم نتيجة الأمراض والأوبئة. بل ويذهب البعض الى حد الادعاء بأن تسعين بالمائة من الهنود الحمر الذين قضوا نحبهم، قد لاقوا ذاك المصير نتيجة الأوبئة التي انتشرت بينهم. والبعض الآخرقد قتل، لكن ليس نتيجة حروب مع البيض، بل نتيجة حروب بين قبائل الهنود الحمر أنفسهم. كما قتل البعض منهم على يد المغامرين البيض من المنقبين عن الذهب وليس نتيجة تلك الحروب بين الهنود وقوات عسكرية تنتمي للانجليز وللقوات الأميركية. ومع ذلك يظل رقم الثلاثين ألفا، رقما يبدو سخيفا وغير قابل للهضم بسهولة. فمئات الآلاف وربما بعض الملايين منهم قد قتلوا ، كما يرجح البعض، خلال تلك الحروب ضد الهنود الحمر والتي استمرت ثلاثة قرون دون توقف، رغم تبدل الزي العسكري لمن يقاتلوهم بين الفترة والأخرى. وهناك من الباحثين من يذهبون الى حد القول أن من قتلوا نتيجة الأوبئة، كانوا قد قتلوا عمليا على يد الرجل الأبيض الذي تعمد نشر تلك الأوبئة بين تلك القبائل كوسيلة للقتل البيبولوجي الذي لا يستخدم السلاح العادي فيه.

وتذكر الوكيبيديا حالة معينة أدت الى وفاة الآلاف من الهنود الحمر. فنتيجة قانون أصدره الاتحاد الفدرالي الأميركي عام 1830، توجب نقل مائة ألف هندي أحمر ينتمون الى خمس قبائل منها قبيلتي الشيروكي و Chickasaw، الى موقع آخر. وفي عملية الانتقال تلك والتي سميت بقافلة الدموع، توفي أربعة آلاف منهم نتيجة الجوع والبرد والمرض. وكان السبب في اجبار أولئك على الانتقال، هو توفير الأرض الملائمة للمزارع الأميركي لزراعة القطن.

ومن هنا لا بد من الاعتراف بأن الهنود الحمر قد واجهوا نوعا من الهولاكوست لم تشهده أية أمم أخرى لاحقة. فهو أسوأ من الهولاكوست الذي واجهه اليهود على يد النازيين في النصف الأول من القرن الماضي. كما واجه مثله الأرمن على يد العثمانيين في بدايات القرن الماضي. وواجه الفلسطينيون بعده هولاكوست آخر على يد اليهود أنفسهم الذين جاءوا الى فلسطين مدعين الهرب من هولاكوست النازيين لهم، ليلحقوا هم هولاكوست آخر بالفلسطينيين..السكان الأصليين للبلاد. فقتلوا من قتلوا، وشردوا من شردوا من سكانها. وها هو الآن أكثر من ستة ملايبين فلسطيني ان لم يكن أكثر، يعيشون الآن مشردين خارج بلادهم.

فالهلوكوست ضد اليهود ان صح وصحت أرقامه، لا يشكل الكارثة الأولى التي تلحق ببعض شعوب العالم. فالهنود الحمر من قبلهم، والأرمن أيضا من قبلهم، والفلسيطينيون من بعدهم، قد لاقوا مصيرا بائسا لا يقل بؤسا عنه ما يلقاه السوريون الآن، حيث قتل منهم 250 ألفا، وشرد ثمانية ملايين انسان باتوا يركبون أهوال البحر بحثا عن النجاة والحياة المطمئنة التي ما عادوا يطيقونها في ظل حرب غير مبررة استمرت قرابة الخمسة أعوام.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين...(الصفحة الرسمية)
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر
عضو في مشاهير مصر.
عضو في مجموعات أخرى عديدة.






#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يلتقي القطبان ليقررا كيفية حل النزاعات الدولية قبل انقضا ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 ايلول 2001، يبقى الغموض حول ...
- تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن
- عشية لقاء سلمان بأوباما: هل سيكون اغتيال الانسانية أحد الموض ...
- هل بتنا نقترب من حرب دولية على الأرض السورية، أم على الباغي ...
- هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية وال ...
- تطوير مشروع الحل الوسطي للأزمة المتفاقمة في سوريا، ليصبح أكث ...
- مشروع وسطي لحل النزاع في سوريا، قد يرضي معظم الأطراف ويضع حد ...
- علامات الاستفهام التي رافقت ظهور الدولة الاسلامية في بغداد
- الاحتفال الوطني بالعيد القومي في بلاد العالم الا فلسطين
- هل شرعت الولايات المتحدة في تصفية القاعدة في اليمن، تمهيدا ل ...
- مقارنة بين عرض فيلم: عازف البيانو الذي صور معاناة اليهود في ...
- متى يحل مشروع الاتحاد الشرق أوسطي محل مشروع الشرق أوسط الجدي ...
- من هو الخاسر الأكبر في الانتخابات التركية: أردوغان، قطر، جبه ...
- عدم التشابه في كيفية سقوط المحافظات في العراق وسوريا، وأعجوب ...
- هل الأسباب لتقدم داعش في العراق وسوريا هي: هزالة الأداء الأم ...
- التطورات العسكرية المعززة لموقف المعارضة السورية المسلحة.. أ ...
- هل انتهت غزوة الفيديوهات المسيئة التي استمرت ثلاثة أيام؟
- غموض حول الأسباب التي أدت الى انهاء عاصفة الحزم
- عاصفة الحزم الى أين.. الى متى؟ ومن هو المستفيد؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند كانيون أرض الهنود الحمر