أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل السابع















المزيد.....

العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل السابع


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


جلست مارتا قرب الطفل المريض، ووضعت عل رأسه فوطة مبلولة لتخفف من حدة الحرارة، بينما ابتهلت الأم إلى السماء بكل كيانها، وهي راكعة عند قدمي المسيح، وأقعى أنطونيو بجسده السمين، وهو مثقل بسلاسل الصمت. عندما أنهت الأم ابتهالها، أوضحتُ لها أن ماري لم تأت كما وعدت، وأنني انتظرتها كل هذا الوقت بلا جدوى. ذهلت الأم، كانت بمصيبة، فصارت بمصيبتين: ولدها المريض، وابنتها الغائبة. طَلَبَتْ من أنطوان أن يبلع حبتي الأسبرين، فرفض في البداية، ثم أطاع في النهاية، وأنا كلي دهشة من ابتلاع الحرارة لوجهه!
- منذ متى وهو هكذا؟ سألتُ الأم.
- منذ رجوعه من المدرسة، أعادته المعلمة إلى البيت قبل الآخرين.
حاولت مارتا التخفيف من الجو:
- هذا لا شيء، أخذ بردًا، كل شيء سينتهي غدًا.
وافق أنطونيو بهزة من رأسه، مرتبكًا ومنفعلاً، وأراد جان الانسحاب، لكن أنطونيو أبقاه خفية، وجذبه، على الرغم من طوله وقوته، إلى كرسيه، كدمية من الخشب، قائلاً بين أسنانه:
- يا لأبله الغائط!
كان الرَّدْب خاليًا من سكانه، ولم يكن للأم سواهما. رماها بنظراته، خوفًا من أن تكون قد رأته، وبقينا صامتين، بينما أنطوان يئن، تحت وطأة الحرارة.
- ألا يوجد أطباء نناديهم؟ سألتُ.
- لا يوجد أطباء على هذه الساعة، رد جان.
أشار بإصبعه إلى الساعة العتيقة:
- منتصف الليل تقريبًا.
- عجبًا!
- بخلاف ذلك، هناك مركز العلاجات العاجلة السيء الذكر!
- ماذا؟
- مركز العلاجات العاجلة السيء الذكر!
- السيء الذكر ماذا؟
- مركز العلاجات العاجلة السيء الذكر!
- تقول مركز العلاجات العاجلة السيء الذكر؟
- في يوم ليس ببعيد، كانوا على وشك أن يقتلوني في مركز العلاجات العاجلة السيء الذكر.
- هناك صيدلية فاتحة، قال أنطونيو.
- آه! لو تشرح لهم الوضع، اقترحت مارتا.
نهض على التو، والأم تقول من ورائه:
- نحن نزعجه!
أجاب جان بدل أنطونيو:
- لا، نحن لا نزعجه.
عندما ذهب أنطونيو، أعلنت الساعة منتصف الليل، بصوت مختنق، فتنهدت الأم:
- لم تعد ماري بعد.
ونهضت لتطل من النافذة.
- سأذهب إلى المترو لأحضرها، قلت.
تركتني أذهب، دون أن تكف عن الابتهال إلى السماء. عند باب الرَّدْب، رأيت عصام والمهندس، وهما ينزلان من سيارة المرسيدس. سألني عصام:
- إلى أين أنت ذاهب في هذه الساعة، يا مومس الغائط؟!
- لم تعد ماري إلى البيت، فأرسلتني أمها إلى المترو لأحضرها، أنطوان مريض، وهي قلقة كثيرًا عليهما.
- إذا احتجت إلى شيء، اطرق عليّ الباب، قال عصام بهيئة جادة، لن أتحرك من مكاني!
- أوكي.
قال لي المهندس بلامبالاة، بعد أن تفقد سيارته:
- تصبح على خير.
- تصبح على خير، قلت.
أضفت بأمل، وأنا أنظر إلى عصام:
- سأحاول إيجادها.
- كما أقول لك، يا مومس الغائط! اطرق بابي!
- سأحاول أولاً إيجادها.
لكن محاولتي باءت بالفشل.
عند عودتي، وجدت الأم منهارة تمامًا، ورأيت مارتا ممسكة بها بدلا من الإمساك بالمريض الصغير. قالت لي بصوت متهدج:
- قل لها إنه لمن المستحيل! تظن أن ماري قد قتلها أخوها!
قلت لها إنه لمن المستحيل. هَدَّأت مارتا الأم، ورأينا عقرب الساعة، وهو يتقدم بدقة، متحديًا كل أحاسيسنا القلقة. أغمض الطفل عينيه بسبب الحمى، وتقلَّب، وهو يئن، فنهض أنطونيو فجأة.
- لنبلغ الشرطة، قال. ماذا ننتظر، يا مومس الرب!
- نعم، لنبلغ الشرطة، قلت.
احتارت الأم من جديد، ومن اليأس أطلقت صرخة مكتومة.
تركنا، أنا وأنطونيو، جان مع مارتا والأم. في الرَّدْب، قال لي أنطونيو بنبرة جسيمة:
- الأمر خطير!
- تدعي أمها أنها لم تتأخر مرة واحدة دون أن تشعرها بذلك، وعندما كان يحصل، كانت تقول دومًا أين تتصل بها.
لم يزل الضوء مشتعلاً في حجرة عصام، فحملت شجاعتي بيدي، وطرقت بابه، وصوت الأم اليائس، التي عادت إلى ابتهالاتها، يوصلنا بجبن الواقع. عندما علم عصام بذهابنا إلى مركز الشرطة، رغب في المجيء معنا، واقترح المهندس بفتور أن يصحبنا في سيارته. طلبت منه ألا يزعج نفسه، فمركز الشرطة ليس بعيدًا، لكن عصام أصر على ذلك:
- بلى، بلى، بلى، يا مومس!
عاد عادل في الوقت الذي عاد فيه لحسن وباقي أسرته، وجاؤوا ليروا ما يجري. لاحظتُ –دون أن أتوقع ذلك- أن أقارب لحسن الأربعة يخرجون واحدًا تلو آخر من غرفتي مدام ريمون اللتين كانتا أمس فارغتين، وهي التي أقسمت ألا تؤجرهما إلا لعائلة فرنسية! كذلك، عاد حسين من عمله مخمورًا كعادته. عندما عرف الخبر، بدا عليه أنه صحا من غَشْيَتِه، وأراد أن يصحبنا، فطلب منه عصام أن يبقى. وبالطبع، كان البرتغالي يراقب من فوق.
في مركز الشرطة، وجدنا شرطيًا يصرخ في وجه خمسة أولاد قاصرين (أشقر، أسود، أسمر، أجنن، أشطن) في حبس احتياطي، داخل قفص كالحيوانات:
- عصابة سوقيين! لصوص! نصابون! مهربو خراء! أدنياء! ما أنتم إلا خراءات، خراءات، خراءات!
- نحن لا شأن لنا في كل هذا الخراء الذي يخرج من فمك، يا سيد الشرطي!
- ما أنتم إلا خراءات، خراءات...
- لا شأن لنا.
- ...خراءات!
- لا شأن...
- خراء...
- ...لنا!
- ...ات، خراءات، خراءات!
- أنت تخرينا، سيد الشرطي!
- ما أنتم إلا خراءات، خراءات، خراء...
- أنت تخري...
- ...ات.
- ...نا! أنت تخرينا!
- خراءات...
- تخري...
- خراءات!
- نريد محاميًا.
- خراءات، خراءات!
رشهم بماء مع مطهر كريه الرائحة، وهم:
- أنيك أمك! أنيك أباك! أنيك أختك! أنيك... أنيك... أنيك...
ثم بصوت واحد:
- محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ...
جاء شرطي آخر ليلم الماء بمكنسة، وهو يغرق في لامبالاة كلية.
استمع الأول إلينا على مضض.
- محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ...
لم يبد عليه أنه يعير أية أهمية لقصتنا. سألنا من طرف شفتيه عن علاقة القربى بماري. أوضحنا أننا الجيران، فرفض القيام بأي إجراء.
- على أحد أقربائها إبلاغ السلطات، قال.
- ليس لها سوى أم كبيرة السن، قلنا، هي التي أرسلتنا إلى المركز.
عاد يرفض، وألح على حضور الأم لتقوم بالإفادة، وإلا فلن يتحرك. اقترح المهندس أن يذهب لإحضارها، فقلنا ليس إحضارها هو المشكل، لكن كونها امرأة مسنة ومنهارة. أمام العناد الغبي للشرطي، رضخنا للأمر.
عند مغادرتنا المركز، ألقينا نظرة على الشرطي الذي يتثاءب عاليًا. ذهب قرب الأولاد الخمسة المبللين، الذين يواصلون:
- محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ، محامٍ...
عندما سحق عصام سيجارته في منفضة مليئة بالأعقاب، وأسقط عقبًا أو عقبين على الأرض، أخذه الشرطي الثاني جانبًا، ولاحظ عليه أنه ليس في بيته. تقدم منا بمكنسته، فابتعدنا مع الهمهمات المختنقة لعصام دون أن يتوقف عن ترداد: يا مومس الغائط، يا مومس الغائط، يا مومس الغائط...
مقهورة ومنهكة، تركت الأم دموعها تسيل، ومارتا تحتج على التشريع. صحح المهندس:
- المشرِّعون.
إلا أنها لم تفهم، وقالت إنه تشريع ظالم.
بمساعدة امرأة لحسن، ألبست مارتا الأم في غرفة ماري. عندما صارت جاهزة، ساعدناها على شق طريق، بين سكان الرَّدْب الساخطين، الذين يتأكلهم الحقد، الحائرين، وعندما رأتنا مدام ريمون، جاءت تجري نحو المرأة التي نحميها، لتسألها إن كانت تحتاج إلى مساعدة. قلت لها إننا في سيارة، وإننا لن نحتاج إلا إلى بضع دقائق. رافقتنا حتى باب الرَّدْب، وغادرتُ مع الأم والمهندس. في الطريق، قال لي هذا الأخير متثائبًا:
- تصور أنني لم أنم منذ يومين.
قلت له بخشونة:
- لماذا لا تذهب لتنام؟
ضحك من الخجل، ثم سكت.
في المركز، لم يعد الأولاد الثلاثة يتحركون. سأل الشرطي الذي كان يكنس الأم، وقد اختفى الآخر:
- أنت الأم؟
- نعم.
- لم تعد ابنتك إلى البيت؟
- لا.
- هي بالغ؟
- منذ شهر.
- إذن، نحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا.
- كيف؟ انهارت الأم.
- نحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا. لو كانت قاصرًا، لأرسلت برقية في الحال...
إرسال برقية إلى من؟ إلى وزارة الداخلية؟ إلى وزارة الخارجية؟ إلى رئيس الوزراء؟ إلى رئيس الجمهورية؟ إلى الرب الطيب الأشقر الساهر؟ لم يحدد.
- ...لكن ابنتك بالغ، أنا لا أستطيع أن أفعل شيئًا.
همهمتُ:
- أختى في المستشفى، أصابتها رصاصة، هي قاصر.
- عفوًا؟
- لا، لا شيء.
- ماري بالغ منذ شهر واحد فقط، ألحت الأم.
- أنا لا أستطيع أن أفعل شيئًا، أجاب الشرطي من جديد.
تدخلتُ:
- فتش في أوراقك، ربما وقع حادث.
أعطيناه الاسم، فتش، لكنه لم يجد شيئًا.
- لو كان هناك حادث لأخطروني. على أي حال، عودوا غدًا صباحًا، ربما كانت عندي أخبار.
- غدًا صباحًا؟ الساعة الثانية صباحًا!
- إنها العادة، خراء! منذ عشرين عامًا، وأنا في قحبة الماخور هذا، ولا أفرق بين الساعة الثانية مساءً والساعة الثانية صباحًا. عودوا بعد قليل، ربما كانت عندي أخبار. أنا أشك في هذا شكًا قويًا، لكن عودوا مع ذلك.
وَصَلَنَا فجأة صوت يكاد يُسمع:
- محامٍ، محامٍ، محامٍ...
- خراااااااااااء! وها هم يعودون إلى البدء! كنت أظنهم ينامون في خراهم، يا قحبة الماخور!
في طريق العودة، طمأنتُ أم ماري:
- أرأيتِ؟ لو وقع حادث لعرفنا. لم يحصل لماري ما هو خطير.
- ولماذا هذا الغياب؟
- لماذا هذا الغياب؟
- نعم، لماذا هذا الغياب؟
لم أجد ما أقول:
- هي عند صديقة أو...
- لو عند صديقة، لقالت لي.
- ...هي ربما...
- قتيلة! هي قتيلة! قتلها أندريه!
- لا تقولي هذا.
- قتلها. سوقي، مجرم، لن يتردد! قتلها! قتل أخته! أخته من لحمه ودمه! أوه! يا ماري التي لي! أوه! يا حبيبتي!
كان سكان الرَّدْب ينتظرون، عندما علموا برد فعل الشرطة، بقوا مشلولين. من العادة أن يسب لحسن، وأن يرغي جان ويزبد، وأن يتفلسف عادل، لكنهم بقوا كلهم مشلولين. عرفنا عن ماري عمرها، ولا شيء عن حقيقتها. أين ذهبت ماري؟ لماذا اختفت؟ ما هو سرها؟

يتبع القسم الأول الفصل الثامن



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل السادس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل الخامس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل الرابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل الثالث
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل الثاني
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل الأول
- الغِربان2: واقع المهاجرة
- الغِربان1: واقع الهجرة
- المرأة العربية5 وأخير: حركة تحرير المرأة العربية
- المرأة العربية4: المتعة
- المرأة العربية3: المرأة والجنس
- المرأة العربية2: الخمار ليس الحجاب
- المرأة العربية1: الوضع العام
- الحريات9 وأخير: الخطوط العريضة لسلطة التنوير
- الحريات8: المغرب
- الحريات7: الجزائر
- الحريات6: العراق
- الحريات5: الأردن
- الحريات4: مصر
- الحريات3: البحرين


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل السابع