أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهان المشعان - قصة قصيرة - عودة عوليس















المزيد.....

قصة قصيرة - عودة عوليس


جهان المشعان

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 04:32
المحور: الادب والفن
    


هل قلت لها بأنك لم تكن آتياً لولاها...
 أم أنها باغتتك بانتصابها أمامك كرمح يماني فجنت...!!
حينهابدوت أمامها تافهاً...ضائعاً... ً هشاً...
وتساقطت الكلمات من شفتيك مبهمة ...متعبة ...خائرة كأوراق الخريف
غيمة ضبابية تلف رأسك ...
و حولك تطايرت شظايا من نيازك ونجوم ..!
أتذكر كلماتك التي أصابت منها مقتلا...!؟
أتذكر عندما قلت لها :
_ (مالهذاخلقت)...!!
كيف ياهذا تركها تذوي ..تذبل ...تتلاشى ...تضمحل ...!!؟
أتراها تغفر لك ... تحترمك ... تشتاق إليك ...!؟
أتراها تبقي على صورة ممسوخة ...متآكلة ...لشظايا من حب قديم...!؟
*                            * *
في ذلك اليوم جاءتك مرتبكة ...زعفرانية الوجه ...محمومة
سلخت أمامك حياءها وكبرياءها النبيل
 وتوسلت أمها :
_ (التمسها ولو بخاتم من حديد)*
.لم تعد مارد قمقمها ...وخاتمك فقد سحره منذ ذلك الزمان البعيد ...وأميرتك لم تعد أميرتك ...
وعبارتك الدونكيشوتية لم تعد تصرعها (شبيك...لبيك...عبدك بين يديك..)
* * *
_ (لديك فرصة لتعيش)
قالوا لك
وقلت لهم
_ (ثمة حسابات يجب أن تصفى...!)
قدم كبيركم نصيحة وجواز سفر :
- (أمامك أفق ...وثمة بلاد تنتظرك )
لكنك كنت تخشى نبوءة عرافك الغجري ... وكنت تبحث عن حقائق خافية ..و لا تتجلى إلا للأنبياء والفلاسفة والممسوسين
((يوماً ما...*
 ستناطح سحبا
وترفس أوراقاً تحمل كل هويتك
ستقاوم أعباء الزمن المرعب
وستحمل ذهبا
من عمر الأرض
لكنك ستدور على الطرقات لقيطاً
تسأل
من يعرفني...!؟))
قال كبيركم :
_ (إن كنت ولابد فاعلاً فليكن سلاحك صمتك )
* * *
كانت الأهداف واضحة لا تقبل الزيغ والزلل وكنت تعرف الطريق ...لكنهم في الفجر جاءوا ليسرقوا خطاك ...
قالوا:
_( لست سوى كائن حاقد يأكل..ويشرب... ويتناسل.. و...يخون ...!!)
وقلت :
_( هذا حصاد الحروب الخاسرة)*
كنست الريح آثار خطاك عن رمل المدينة ...تلك المدينة التي لفظتك يوما كنواة تمر ...
*  * *
ألا تدافع عن نفسك يا رجل ...!؟...ألا تقل شيئاً ...!؟
ذكرها مثلا بأمجاد ماضيك ...قل لها بأنك كنت تلهب حناجرهم بالهتاف ...قل لها بأنك كنت تضخ البراكين في العروق ...قل لها ما حصل ...لن يغير ذلك مما حصل ...لكنها قد تعذرك ...قد تحترمك ...قد....!!
كانت رقيقة...عذبة ... وسريعة العطب ..
فراشة غبية كانت ...وكانت تعشق اللهب ...
وأنت رجلاً يناطح الريح ويمتشق الأعاصير ..
برقك يلمع ...ورعدك يقصف ...ولامطر ...لأن سماءك ليست حبلى ...فمن أين يا هذا يأتي المطر ...!؟
_ (والذي كان بيننا ماذا أسميه...؟)
_ (سمه ما شئت لكنه ليس حباً...طفرة عكرت مزاج الطبيعة مثلا..)
كل شيء بقي في مكانه إلا قلبها الذي أيقظه البرق ...
وزلزله الرعد ...
وخذلته الأعاصير!!
* * *
في الفجر جاءوا ليصادروا الهواء ويلوون عنق الريح وصراخ أمك :
_(ماذا تريدون...!؟)
وفي ذات مساء وبعد أن توضأت ...صلت لربها ودعته أن يفك أسرك...دعت عليهم ورحلت ...
رحلت أمك كما يرحل الحلم ...كما يرحل الضوء ...بهدوء وصمت
كنت تحس بقربها... حاضرة كانت في شفاهك المتمتمة الراعشة بالدموع و الرجاء ...
_ أماه سامحيني ...(هم الذين أخرجوني عن طوري و أضرموا النار في قلبي)*
* * *
_ ( عملاء ...خونة ...سعيكم يباب ...)
وقال آخر :
_ (عاشقيّ كراسي وسلطة ..)
وقلت :
_ (عاشقيّ حرية...وحالمين بعدالة أفقية)
_ (ما تطلبونه هو المستحيل.)
_ (الثورة بناء)
_ (الثورة خراب)
* * *
في الفجر جاءوك...و كل شيء كان ساكن...هادئ...
حطوا كسرب جراد جائع ...لم يبق ولم يذر ...
أشنيات ...أشواك ...وطحالب ...أضاعت عليك معالم الطريق
قلت لها:
_ (وهل تقيد العواصف بخاتم من حديد...!؟)
وقالت لك:
_ (شتان مابين الحقيقة والسطور...!)
* * *
وأنت ترتجف بعد أن داهمتك رياح السموم ...ياه ...يا أنت ...يا أيها المعلق من عرقوبك..
قلت لهم نافضاً يدك من دمك :
_ (هذا حصاد الحروب الخاسرة)*
كل يوم يأتون ...وفي أي وقت يشاءون ...
هم الآن أسياد الزمان والمكان...وهم الذين إذا شاءوا قالوا للشيء: (كن)...فيكون ...!!
اتهامات...أسئلة...تفاصيل...اجترار...اجترار...اجترار...
رأسك الناشف أتعبهم فهل آمنت الآن بنصيحته(لا تقل لهم الحقيقة إنهم لن يصدقوك)..!؟
قالوا:
_( نريده ...نريد كبيركم ...لست أنت من نريد..)
وتعرف أنهم يراوغون
_ (حريتك رهن لسانك دلنا عليه ... من يكون ...!؟)
تفاصيل متجددة لكابوس قديم
* *                      *
تركوك تتقيح ...تتعفن ...تأكل نفسك ...وهم أسياد من يحول الحملان إلى أسود والعكس هو الصحيح ...
صرخت بهم خشية أن تفقد حلمك...وعيك...لغتك...ناديت بأعلى صوتك :
تعالوا ...أرجوكم تعالوا ...سأعترف...أخاف أن أبقى وحيداً على سطح هذا الكوكب المنكود ...حتى لو اختلفنا أريدكم ...حتى لو كرهتموني...أريد....
* * *
صرير فتح الباب الذي آنّ محتجاً أجفلك ...حزم من الضوء فضية تدفقت إلى جحرك أُردفت بنسمة شآمية حنون
قالوا لك:
_ (اعتبر نفسك منذ الآن حراً بشرط...)
فهل تقايض يا هذا حرية بشروط....!؟
* * *
لن يأتيك الإنكار والعناد إلا بمزيد من الذل والهوان
_ (اعترف)
تتخبط في أسرهم كفأر في مصيدة ...فلا سيف دولة يسمعك ...ولا حصن ( خرشنة ) يلفظك ...ألم يقل لك عرافك الغجري بان الداخل إلى هنا مفقود ...!؟
يسقط قناع الكياسة والتهذيب وتكتسي الملامح قسوة الموت وظلمة القبور ...
تتطفل على هوام جحرك ...تعزي نفسك بعشرتها ...وتعزي نفسها ببقايا ما لطخ مجالها الحيوي من دمك...فهل هي قسمة ( ضيزى) كما يقولون..!؟
تتعفن وحيداً ...ينتفض الإنسان فيك ...وترفض الجنون ...
تستحضرهم كنبي بوذي بقلبك ...ينزف القلب دمعا وتنهار السدود...
(قلبي معكم ...وسلامي لكم ...يا منزرعين بمنازلكم)*
فلا تبتئس ولا تحزن إن هم ضبطوك متلبساً بالدمع والحنين ...!
*                 * *
لا زالوا هناك ...في بيوتهم ...في حقولهم ...في مصانعهم ...يمارسون طقوس حياتهم اليومية ببساطة ودعة ...
تلك التي تسجر تنورها ...تقدم خبزها مزنراً بدعوات حارة للطالبين ...وذاك الذي يشق صدر النهر بقاربه ويئن بموال حزين ...يحلق صوته مع زقزقات العصافير ...مع هسهسات الماء ...مع خبطات مجدافه الحنون
وهناك في الحقول البعيدة تكاد تلمحهم ...تلمع مناجلهم ...ويرتفع إلى قبة السماء حصاد شقاءهم ...وفلاح متعب يستفيء بظل شجرة غَرَب ليتابع بعدها رحلته مع شقاء مقيم ..
يتقدم سرب المها من النهر الشبق... يجن جنونه ...يتلاطم ...يحتضن الأجساد البضة ...وتعلو شهقات العشق والجنون ...!!
يسكرك العناق الهامس بين الشمس والريح ...
بين الشجر والمدى الأزرق ...الأزرق ...الأزرق...
ولواعج الشوق فيك تصيح :
_ (آه يا بلد الغلابة والمساكين)
*                        * *
_ ( ما أفسد الأرض إلا أربابها ...وربنا الأرضي ربٌ ناكرٌ وجحود ...ندور حول محوره كما تدور الكواكب حول الشمس ...كما يدور الوثني حول كبير الآلهة هُبل ...أيها الرجال ماذا تقولون...!؟)...زمجرت كأسد جريح
_ (كفرٌ ...هرطقةٌ...ارجموا المفسدين في الأرض قبل أن ينتشروا في الهواء كالوباء ...كالطاعون ...!)
نتف من لحمك المقروح تعانق سوط جلادك ...
_ (اعترف...)
تسحب نفسك داخل نفسك ...تلوذ بها تتلمس أمناً ...تغيب عن دنياهم وتتركهم يتميزون بغضيهم... و تغفو على ذراع أحلامها كطفل غرير
* * *
تقرض الكتب بنهم جرذ جائع ...تحصل على شهادة لتحاسبهم ...لتسترد بها حقوقاً مهدورة في سواد ليل بغيض ...!
كم يا هذا تركض وتلوب ...!؟
كل الطرق مسدودة ..ألا ثمة طريق ...!؟
أوراقك الصفراء المتخمة بأختام وتواقيع عملةٌ باطلة ٌ...والخريف المر يطل برأسه ...وأنت تلاحق الهارب من أيامك ...تأسو على ما فاتك في بحر ظلماتهم ...فهل ستترك سنابكهم تسحق ما تبقى فيك ...!؟
كم من عيون نكأت فيك جرحاً طرية لم تزل رغم تقادم عهدها ...وذكريات تأبى أن تغادر دمك ...وتتكاثر كنبت شيطاني فيك ...!؟
يسلم الليل خطاك إلى النهار ويسلم النهار خطاك إلى طرقات المدينة الجهنمية ...تلك المدينة التي بعثرت أحلامك فيها كحفنة زئبقٍ أَُريقت على رمل الطريق ...
* * *
قال أعقلكم :
_ (تريث إذا لم يكن حد سيفك قاطعاً..)*
وقال:
_ (السيل النزق قلّ أن يصل إلى البحر )*
فهل أدركت الآن أن النوايا الطيبة وحدها لا تصنع عالما جميل ...!؟
* * *
قالت لك :
_ (عندما تجد من يحبك تكون قد قطعت شوطاً بعيد )
وعندما استعدت نفسك ...كان الذهاب إلى بيتها أول ما فعلت ...دققت على بابها...دققت ...ولا أحد يجيب ...لم تكن هناك لتفتح لك ...كانت قد حلقت في فضاء بعيد
* * *
موسيقى ورقص...أضواء وضجيج...مجاملات ...نفاق ...أزياء ...تبرج ...عُريّ ..عطور...فواكه ...شراب...حلويات ...وكاميرات تدور ...
أيام هاربة ...معيشة ضنكا ...فواتير ...ضرائب ...ديون ...
وأنت ...وذلك الصهيل ...!!
ذلك الارتجاف في الأصابع ...ذلك التقلص في الأحشاء...وخجل الكلمات ...وذلك البرد الذي يزلزل مفازات الروح ....
* * *
كنّ ثلاثة... وكانت هي نجمك القطبي ...
 قدمتهن لك بقولها :
_ (حصاد عمري ...أمل ...فرح...وحنين..)
عندها آمنت حقاً بان الكواكب تتناسل بالانشطار وكل ما عدا ذلك جنون في جنون ..!
هل حال الضجيج دون وصول صوتك إليها ...!؟
هل قالت لك :
_ (ارفع صوتك لأسمعك )...!؟
أم أنها قالت :
_ (ليتك كنت أكثر اقتراباً ...ووضوحا)...!؟
* * *
_ (عندما يتحول الزواج إلى نفاق سيكون الطلاق أنجع الحلول)
كانت تلك كلماتها الأخيرة لزوجها ...عندها قررت استعادة روحها من ذل ليل أسر ه الطويل
وضحكت ملء جوارحها لنكتة عن ( خاتم من حديد)...!
 وتحدثت عن الباب الذي يأتيك منه الريح ..
وقالت :
_ ( إنك كنت تسابق زمنك ...)..
أو ربما قالت:
_ (إن زمنك مضى وتركك على قارعة الانتظار شريد ...)
وقالت لك :
_ ( كنت ماضياً ...)...
فهل مضيت حقاً ...!؟
 أم أنك ولدت من جديد...!؟
هل حال الضجيج دون وصول صوتك إليها ...!؟
هل قالت لك :
_ ( ارفع صوتك لأسمعك...)
هل قالت:
_ ( ليتك كنت أكثر صراحة ووضوح...)...!؟
أم أنها قالت:
_ (كنت واثقة بأنك ستعود)...!؟
---------------------------------------------
* حديث نبوي شريف
* شريف الحسيني
*حيدر حيدر (شموس الغجر)
*الإمام شامل في (داغستان بلدي ) لرسول حمزاتوف
*أغنية لفيروز
* رسول حمزاتوف



#جهان_المشعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الرجل يستحق أن يقتل
- العنف المدرسي والطفولة المستباحة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهان المشعان - قصة قصيرة - عودة عوليس