أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - عن رحيل على سالم














المزيد.....

عن رحيل على سالم


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 00:56
المحور: الادب والفن
    



خلافنا السياسى الشديد مع على سالم، ورفضنا القاطع لزيارته المشئومة للكيان الإسرائيلى العنصرى الغاصب، لا ينبغى أن ينسينا لحظة واحدة أنه مبدع موهوب نادر الموهبة، ...وأنه مجتهد أخطأ، حتى ولولم يعترف بالخطأ ، وظل حتى آخر لحظة فى حياته يدافع عما فعل،!! ... بعيدا عن السياسة ( إذا كان جائزا أو ممكنا أن نبتعد عنها ) وعلى المستوى الإنسانى الخالص فإن على سالم قصة نادرة من قصص الكفاح، ..نشأ فى أسرة دمياطية فقيرة مما حال بينه وبين التعليم الجامعى، لكنه قام بتثقيف نفسه ثقافة رفيعة يندر أن نجد لها مثيلا بين كتاب المسرح أو كتاب المقال ، ناهيك عن الممثلين والمخرجين ( كان على سالم مخرجا موهوبا وممثلا موهوبا أيضا، ولا أدرى لماذا لم يشتهر باعتباره كذلك، رغم أنه شارك نور الشريف بطولة : "سهرة مع الضحك" ، وكان ندا له بلا جدال)..ولقد ظل على سالم منذ أواخر الخمسينات وفى أوائل الستينات يعمل فى فرق مسرحية إقليمية محدودة الإنتشار قبل أن يجد عملا فى مسرح العرايس وينتقل من دمياط إلى الإقامة فى الفاهرة، لكنه ابتسم له الحظ عندما تقدم إلى مسابقة للتأليف المسرحى أعلنت عنها الهيئة العامة للمسرح وفاز فيها بالجائزة الأولى ، وكانت قيمة الجائزة 300جنيه وهومبلغ كبير بمقاييس تلك الفترة أولا، و ثانيا بمقاييس شخص لم يحدث قط ان تجاوز ما فى جيبه عشرين جنيها!، وحتى هذه، لم يكن وجودها فى جيبه متاحا دائما ...يوم أن قبض الجائزة دعا صديقه محمد بركات ( وهو ناقد كان يعمل فى دار الهلال، التفت مبكرا إلى عبقرية على سالم المسرحية ) ، دعاه إلى تناول الطعام فى أحد المطاعم الشهيرة ..وحين جاءهما الجارسون قائلا: " طلبات الباشوات إيه " ..أجابه على سالم بصوت مشحون باللهفة .. لحمة . عايز لحمة !!...عرفت على سالم فى أواخر الستينات من القرن الماضى ، وتوثقت عرى المودة بيننا عندما عرف أنى متابع جيد وشغوف بأعماله ، وتكررت دعواته لى لمشاهدة أعماله الجديدة طالبا منى فى كل مرة أن أحدد له الموعد الذى أرغب فيه فى الحضور، لكننى لم أحدد له موعدا قط ، كنت أدفع ثمن تذكرة الدخول كأى ممشاهد ، ثم أفاجئه عندما نلتقى على المقهى أو فى دار الأدباء بأننى قد شاهدت العرض ثم أبدى له ملاحظاتى عليه ، وكان هذا يسعده سعادة لا يستطيع كتمانها ..لا أنسى يوم أن وجه إلى الدعوة أنا وصديقى الكاتب الساخر محمد مستجاب لكى نزوره فى منزله لأنه كان كما قال شدبد الرغبة فى أن يعرف رأينا فى نص مسرحى جديد فرغ توا من كتابته ، ومضيت أنا ومستجاب إلى شقته بالمهندسين ، حيث استمعنا إلى أداء صوتى مكتمل لمسرحية: "عملية نوح" ، لم يكن على يقرأ، ولكنه كان يؤدى ويعبربحركات يده وملامح وجهه عن كل لحظة من لحظات المسرحية الخلابة التى يمزج فيها بين قصة نوح ومحاولة إنقاذ مكونات روح مصر قبل أن يغمرها الفيضان الجارف المتوقع !!..يومها أعدت لنا زوجته الفاضلة غداء بسيطا لكنه كان شهيا جدا ، شأنها فى ذلك ( رحمها الله) شأن أى طاهية دمياطية ماهرة!، وحين خطرلعلى سالم أن يزور إسرائيل شعرت بالصدمة الشديدة ، وواجهته بأن ما قام به خطأ فادح يرقى إلى مرتبة الخطيئة أو ما هو أكثر، لكنه كان مستمسكا بأن ما فعله كان اجتهادا صائبا ، وهو ما أدى إلى فتور فى العلاقة المتينة التى كانت تربط بينه من ناحية ، وبينى ومحمد مستجاب من ناحية أخرى ، لكننى رغم ذلك حرصت على ألا تنقطع العلاقة الإنسانية بيننا ، فأنا وإن كنت من المؤمنين بمقاطعة كل ما هو عنصرى وكل ما هو صهيونى ، لست من الذين يؤيدون أن نقاطع نحن العرب بعضنا بعضا ( كما فعلت بعض الدول العربية مع مصر فى أعقاب زيارة السادات المشئومة للقدس)، ولا أن نقاطع نحن المصريين بعضنا بعضا ، ناهيك عن أن نقاطع نحن الأصدقاء أصدقاءنا ، ونتنكر لما يربطنا بهم ، ..فى عام 1995..كنت مرشحا لمجلس إدارة اتحاد الكتاب ، وحين جاء على سالم ليدلى بصوته فوجىء بمقاطعة عارمة من الكتاب الذين كانوا جميعهم تقريبا يشيحون بوجوههم عنه ، وكان المرشحون أكثر الذين يشيحون ، لكننى يومها تمسكت بمبدأى: لن أتنكر لصديق أخطأ فى اجتهاده ، وعانقته عناقا حارا ، واغرورقت عيناه يومها بالدموع ( أظن أن ماجال بذهنه هو أنى لا أبيع الصداقة من أجل الأصوات الإنتخابية!!) ، وبالمناسبة فزت فى تلك الإنتخابات فوزا مبينا!! ..رحم الله على سالم وغفرله ، ذلك أنه لايبقى من المبدع رغم كل شىء إلا الإبداع الجميل، ولقد كان إبداعه جمبلا.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش حكاية مريم
- مكاوى : لورانس العرب !!
- يوم عادت الملكة القديمة
- كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !
- رفاق الخيمة
- الذكرى ال 45
- أحمد مراد: خسارتك فى الهلس !!
- عن تأمين أبراج الكهرباء
- فى وداع الخال عبدالرحمن
- الأولى بهم أن يسكتوا
- من أجل (2) يورو
- عن الإبادة التامة لداعش
- أسيوط وسوهاج
- منتصر وعام 2015
- القصيدة التى قتلت شاعرا
- حكايات -أبوالجدايل-
- إسرائيل: داعش العبرية!
- ذلك المشروع: حقيقة أم خيال؟
- -مصر..س- مرة أخرى
- عن : -مصر س-


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - عن رحيل على سالم